الثورة نت:
2024-12-22@15:43:45 GMT

التغيير الجذري وفق المشروع القرآني

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

 

 

الحمد لله القائل(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَـمَعَ الْـمُحْسِنِينَ )،العنكبوت- آية (69).
إن التغيير الجذري -وفق المشروع القرآني- ليس وليد اللحظة ، فهو امتداد إلى الشهيد القائد المؤسس السيد / حسين بن بدر الدين الحوثي – سلام الله عليه- بدءاً من نشر الوعي الإسلامي الأصيل، وذلك بالعودة إلى الثقافة القرآنية التي تورث العزة والكرامة، ونبذ الثقافات الغربية المغلوطة والهزيلة التي تورث الذل والهوان والاستسلام، وعليه تم اطلاق شعار المشروع القرآني “الصرخة في وجه المستكبرين”، وهتاف البراءة في عام 2002م، للتصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا الإسلامية، والمقاطعة الاقتصادية لبضائعهم، مضافاً إليه التثقيف القرآني الذي يربط الأمة بالقرآن الكريم في مواقفها، ويرفع مستوى وعيها تجاه أعدائها، ويحيي فيها الشعور بمسؤوليتها، ويهديها لما يبنيها لتكون في مستوى مواجهة التحديات، ويرسم الخطوات العلمية الصحيحة، والحكيمة، والبناءة التي تنقذها من واقعها المطمع لأعدائها، وتخلصها من حالة الخنوع والذل والبؤس.


ولم تتحمل دول قوى الاستكبار العالمي هذا التغيير الثقافي البناء، فشنت على المشروع القرآني عبر النظام المرتهن لها ست حروب ظالمة على محافظة صعدة، وتجلت في هذه الحروب المعجزات الإلهية، والوعد الإلهي ليزداد المجاهدون ثقة بالله، وعليه تبنى المشروع القرآني القضية المركزية للأمة، ودعوة الأمة للعودة إلى من يجمعها لا يفرقها وأن الركيزة الأساسية لتوحيدها هي العودة إلى نبيها محمد صلوات الله عليه وآله، وعليه تم إحياء فعالية المولد النبوي الشريف لتوحيد الأمة.
وبفضل من الله هبت ثورة 2011م الذي وصفها القائد(أنها نفخة من روح الله)، وحث الأنصار المشاركة فيها، وعليه تم إنتشار المشروع القرآني في أصقاع اليمن، ولم تتحمل دول قوى الاستكبار العالمي أنتشار المشروع القرآني الثوري التحرري النهضوي الذي يقوده السيد القائد – يحفظه الله- في اليمن، بل تم التآمر عليه بالمبادرة الخليجية، وزيادة التدخلات الخارجية في الشأن اليمني، وبفضل الله- ثم القيادة تمت مواجهتهم، وتولدت ثورة الـ 21 من سبتمبر عام 2014م ثورة رفض الوصاية، وهزيمة أجندة أمريكا وإسرائيل في الداخل، والقضاء على الحركات الإرهابية والتكفيرية المصطنعة من قبل أمريكا، ولم تتحمل أيضاً دول قوى الاستكبار العالمي تحقيق الثورة وإنجازها الثوري، بل خططت لشن عدوان على اليمن بالوكالة عبر تحالف مكون من عدة دول بقيادة عملائها من آل سعود ونهيان على شعب الإيمان والحكمة استمر لمدة عشر سنوات، وبفضل الله والقيادة تمت هزيمة هذا التحالف والحرب، وعليه خرج الشعب اليمني احتشاداً وإعداداً إلى الساحات والميادين لتفويض قائد الثورة بالتغيير الجذري، فلبت القيادة النداء، ورسمت التغيير الجذري وفق المشروع القرآني المناهض للمشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي في عدت مسارات منها ما يلي:
المسار الأول : إغلاق باب المندب وإعادة البحر الأحمر إلى الحاضنة العربية في نصرة الشعب الفلسطيني، وكبد هذا التغيير العدو الإسرائيلي خسائر اقتصادية باهظة.
المسار الثاني : تغيير جذري في سياسات الملاحة في البحار والمحيطات وهو منع سفن ثلاثي الشر من المرور في البحر العربي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط حتى رفع الحصار عن غزة، وتكبد ثلاثي الشر في هذا التغيير خسائر اقتصادية باهظة.
المسار الثالث : تغيير جذري في معادلة الردع وهو استهداف السفن والبوارج وحاملات الطائرات والمواقع الحيوية بالصواريخ الباليستية المجنحة والفرط صوتية والطائرات المسيَّرة، واثمر هذا التغيير عن كسر الهيمنة لدول قوى الاستكبار العالمي .
المسار الرابع: التغيير الجذري في مكافحة الفساد ومعالجة التضخم والفهم الصحيح للمسؤولية وتكامل الأدوار وإصلاح الأجهزة الإدارية والقضائية في التشكيل الحكومي في حكومة البناء والتغيير، كعنوان للحكومة في مناهضة دول قوى الاستكبار العالمي في تحقيق هدفها ومهامها الرئيسية، وهو تحقيق الأمن القومي العربي، وانتعاش الاقتصاد الكلي، والتجارة البينية، والاستثمار العربي البيني، والاكتفاء الذاتي، والاستخدام الأمثل للموارد والثروات، وتحريرها من سياسات وقيود دول قوى الاستكبار العالمي على النحو الآتي:
-تطبيق نظرية اقتصادية إسلامية وفق الهدي الإلهي، ومضاعفة انتاج الثروات، وتحرير ثروات الأمة من الأنظمة الغربية التي تهدف إلى نهبها من خلال اصطناع الحروب والأزمات ونشر الفساد.
-رسم السياسات المالية والاستثمارية المناهضة لسياسات التجارة العالمية التي تصب في مصلحة دول قوى الاستكبار العالمي .
-العمل المشترك والفعال مع كل أحرار العالم لمناهضة المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي في جميع المجالات.
وثقتنا بالله والقيادة أنه كما نجح المشروع القرآني في التغيير الثقافي والعسكري، وأصبحت اليمن قوة إقليمية، والرقم الأول في الشرق الأوسط، وتجاوزت الحروب الاقتصادية والناعمة، وعليه تم إنتشار المشروع القرآني في اصقاع العالم الإسلامي، سينجح المشروع القرآني في حكومة البناء والتغيير، وتحرير المقدسات، ونصره المظلومين في العالم لينتشر في اصقاع الكرة الأرضية.
وفي الأخير نحمد الله ونشكره على نعمة الهداية، والقيادة الحكيمة ممثلة بالقائد العلم سماحة السيد / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، يحفظه الله .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إلى لغة الضاد في يومها العالمي

إلى #لغة_الضاد في يومها العالمي

الأُستاذُ الدُّكتورُ يَحْيا سَلامَهُ خَريسات

تَفْتَخِرُ جَميعُ الأُمَمِ بِلُغتِها؛ فَهِيَ رَمْزُ وُجودِها وعُنْوانُ رِفْعَتِها. وتَتَسَابَقُ الأُمَمُ فيما بَيْنَها في مَيادينِ العُلُومِ المُخْتَلِفَةِ، وتَسْتَخْدِمُ اللُّغَةَ الأُمَّ في جَميعِ أُمُورِ الحَياةِ، ابْتِداءً مِنَ التَّعْليمِ، وانْتِهاءً بِالبَحْثِ العِلْمِيِّ والابْتِكارِ. تُسَجَّلُ جَميعُ الابْتِكاراتِ والاخْتِراعاتِ بِلُغَةِ الباحِثِ، ومِنْ ثَمَّ تُتَرْجَمُ إلى اللُّغاتِ الأُخْرَى كَي تَعُمَّ الفائِدَةُ.

وتَرْفُضُ الكَثيرُ مِنَ الأُمَمِ التَّحَدُّثَ فيما بَيْنَها إلَّا بِلُغاتِها الرَّسْمِيَّةِ، وحَتَّى في المَحافِلِ الدَّوْلِيَّةِ والاجْتِماعاتِ العالَميَّةِ يُصِرُّ الكَثيرُونَ على التَّكَلُّمِ بِلُغَتِهِم الأُمِّ، وتُسْتَخْدَمُ التَّرْجَمَةُ لِإيصالِ المَعْلُومَةِ لِلآخَرِينَ، حَتَّى لَوْ كانَ المُتَحَدِّثُ مُتَمَكِّنًا مِنْ لُغَةِ المُتَلَقِّي، وذَلِكَ احْتِرامًا وتَبْجِيلًا لِلُغَتِهِ.

مقالات ذات صلة أيها العرب ، لماذا القلق من ثورة سوريا ؟ 2024/12/19

الغَريبُ لَدَيْنا أَنَّ البَعْضَ يَتَحَدَّثُ مَعَ أَبْناءِ جِلْدَتِهِ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ، بَلْ ويَتَحَدَّثُ مَعَ طُلَّابِهِ أَيْضًا، وهذا يُعَبِّرُ عَنْ عَدَمِ الثِّقَةِ بِالنَّفْسِ وَبِاللُّغَةِ الأُمِّ.

نَتَمَنَّى أَنْ نَصِلَ يَوْمًا إلى التَّحَدُّثِ وَالكِتابَةِ وَالتَّدْرِيسِ وَالبَحْثِ بِلُغَتِنا العَرَبِيَّةِ، وَلَكِنَّنا ما زِلْنا نُواجِهُ الكَثيرَ مِنَ الصِّعابِ، مِنْها اعْتِمادُ دُورِ النَّشْرِ العالَمِيَّةِ المُصَنَّفَةِ لِغايَاتِ التَّرْقِيَةِ، وبِالذَّاتِ في التَّخَصُّصاتِ العِلْمِيَّةِ. كَما أَنَّ عَدَمَ الاسْتِفادَةِ مِنَ الأَبْحاثِ المَنْشُورَةِ بِغَيْرِ اللُّغَةِ الإِنْجْلِيزِيَّةِ في مَجالِ التَّصْنِيفاتِ العالَمِيَّةِ المُخْتَلِفَةِ يُضْعِفُ مِنْ اسْتِخْدامِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ. وفي سَبِيلِ المُنافَسَةِ في مَجالِ الاسْتِشْهاداتِ العالَمِيَّةِ، نَجِدُ أَنَّ النَّشْرَ بِاللُّغَةِ الإِنْجْلِيزِيَّةِ يَكادُ يَكونُ ضَرُورَةً. مِنَ التَّحَدِّياتِ الأُخْرَى اعْتِمادُ الكَثيرِ مِنَ المَدارِسِ الدَّوْلِيَّةِ على اللُّغاتِ الأَجْنَبِيَّةِ، وَكَذَلِكَ التَّرْكِيزُ في مَرْحَلَةِ التَّعْلِيمِ العامِّ على اللُّغاتِ الأَجْنَبِيَّةِ أَكْثَرَ مِنَ اللُّغَةِ الأُمِّ.

ما يُنْدَى لَهُ الجَبِينُ هُوَ مُشاهَدَةُ الضَّعْفِ اللُّغَوِيِّ العامِّ لَدَى الطَّلَبَةِ، وَبِالذَّاتِ في مَجالِ الكِتابَةِ وَالتَّعْبِيرِ، حَيْثُ يَكْتُبُ البَعْضُ كَما يَسْمَعُ أَوْ يَلْفِظُ، دُونَ مُراعَاةٍ لِأَدْنَى أُسُسٍ وَقَواعِدَ اللُّغَةِ. وَلِلأَسَفِ، أَصْبَحَتْ هَذِهِ الظَّاهِرَةُ عامَّةً بَيْنَ مُعْظَمِ الطَّلَبَةِ.

وفي السِّياقِ ذاتِهِ، يَحْظَى الأُرْدُنُّ بِاهْتِمامٍ رَسْمِيٍّ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، حَيْثُ تُعْتَبَرُ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ الرَّكِيزَةَ الأَساسِيَّةَ لِلْهُوِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ. وَقَدْ أُطْلِقَتْ مُبادَراتٌ حُكومِيَّةٌ وَتَعْلِيمِيَّةٌ تَهْدِفُ إلى تَعْزِيزِ اسْتِخْدامِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ في مُخْتَلِفِ المَجالاتِ. كَما تُولِي المُؤَسَّساتُ الأَكادِيمِيَّةُ عِنَايَةً خاصَّةً بِإِحْياءِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، مِنْ خِلالِ دَعْمِ البَحْثِ العِلْمِيِّ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، وَتَنْظِيمِ مُسابَقاتٍ أَدَبِيَّةٍ وَلُغَوِيَّةٍ، وَاسْتِحْداثِ بَرامِجَ تَعْلِيمِيَّةٍ تُرَسِّخُ مَكانَةَ اللُّغَةِ بَيْنَ الأَجْيالِ الجَديدَةِ.

وفي الخِتامِ، أَتَمَنَّى أَنْ نَصِلَ إلى مَرْحَلَةٍ تَكونُ فيها لُغَتُنا قَوِيَّةً، تُعَبِّرُ عَنْ قُوَّةٍ وَرِفْعَةٍ لِلنَّاطِقِينَ بِها.

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«العالمي للفتوى»: اختيار الزوجة الصالحة حق يجب أن يوفره الأب لأطفاله
  • القوات الامنية تعتقل صاحب مقاطع التغيير قادم في العراق
  • التيكتوكر العالمي خابي لام يؤدي العمرة ..شاهد ماذا قال أمام الكعبة
  • هل يقع التغيير بالثورة في اليوم العاقب لها: الثورة الفرنسية مثالاً (2-2)
  • تنظيم اللقاء الوطني الثاني للتعليم القرآني عن بعد
  • إلى لغة الضاد في يومها العالمي
  • ناشطات وثقافيات لـ”الثورة ” :اليوم العالمي للمرأة المسلمة إحياء للمبادئ والقيم والتي وأدها الأعداء بنشر فسادهم
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يشهد احتفال اليوم العالمي للغة العربية
  • في مسقط رأس آل الأسد.. سكان القرداحة بين الأمل في التغيير والقلق على المصير
  • قائد حركة أنصار الله: مشروع “الشرق الأوسط الجديد” هو امتداد للمخطط الصهيوني لتدمير الأمة