مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"
بعد التمسك بالسيطرة على محوري فيلادلفيا ونتساريموهو البند الذي يهدد بانهيار محادثات وقف إطلاق النار الساعية إلى إنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أشهر وجد بنيامين نتنياهو نفسه أمام إمتحان السيطرة على وزراء حكومته.
على طاولة الحكومة نفسها جبهتان:فتح وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت النار على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير واصفا إياه بالشخص العديم المسؤولية وإعتبر ان أفعاله تشكل خطرا على الأمن القومي وتخلق انقساما داخليا
وعبر تغريدة مسيرة على منصة إكس شدد غالانت على أن الشاباك ورئيسه وأفراده يقومون بواجبهم ويحذرون من العواقب الوخيمة لهذه التصرفات.
مضبطة الإتهام بحق بن غفير جاءت دفاعا عن موقف رئيس الشاباك رونين بار الذي بعث رسالة إلى نتنياهو حذر فيها من تزايد ما وصفه "بالإرهاب اليهودي" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية مشددا على ان ذلك يعرض أمن إسرائيل ووجودها للخطر.
رد بن غفير على غالانت لم يتأخر وهو توجه اليه بالقول:وعدتم بإرجاع لبنان إلى العصر الحجري بينما أنتم تعيدون الشمال إلى العصر الحجري.
ولأن اليمين باليمين يذكرساند رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان بن غفير بصلية من إكس استهدفت نتنياهو شخصيا وحكومته التي خسرت الشمال مشيرا الى ان التحديات في الشمال كبيرة على حكومة العدو ولذلك ليس لها الحق في الوجود.
سياسيا، وصل وفدان أميركي وإسرائيلي القاهرة لإجراء مباحثات في شأن صفقة التبادل ومحور فيلادلفيا ومعبر رفح
وفي الجنوب تواصلت عمليات الإغتيال الإسرائيلية الممنهجة وطالت اليوم بلدتي طير حرفا وعيتا الجبل.
مقدمة نشرة أخبار الـ "أم تي في"
الخسائر البشرية في الجنوب ترتفع بقوة ، ولاسيما في صفوف حزب الله. اليوم سقط للحزب تسعة شهداء، اضيفوا الى 418 شهيدا بين قادة وعناصر سقطوا له منذ الثامن من تشرين الاول. واللافت ان واحدا واربعين مقاتلا وقياديا سقطوا منذ اغتيال فؤاد شكر في الثلاثين من تموز الفائت، علما ان الحزب كان توعد اسرائيل برد نوعي منذ ذاك التاريخ، فيما الرد الموعود لم يتحقق.
فلماذا؟ هل الحزب، بطلب من ايران، لا يريد توسيع دائرة الحرب لا جغرافيا ولا نوعيا، ام انه عاجز امام المعلومات الاستخباراتية والقدرات التكنولوجية التي يملكها الجيش الاسرائيلي؟ الاحتمال الثاني هو المرجح، وخصوصا ان السيد حسن نصر الله اكد اكثر من مرة ان الرد آت، لكن الرد المنتظر لم يأت حتى الان.
سياسيا، ما تبقى من دولة منشغل الى اقصى حدود الانشغال باستحقاق التجديد لليونيفيل في نهاية الشهر. اما حياتيا فما زال "تريو" آل خياط اي تحسين وكريم وكرمى يحجب الطاقة الكهربائية عن اللبنانيين برفضه تشغيل معملي الزوق والجية الجديدين، فيما الباخرة المحملة بالفيول الجزائري تصل،
مبدئيا، الاثنين المقبل. اقليميا، مباحثات القاهرة بشأن هدنة غزة مستمرة. وقد اعلن البيت الابيض قبل ساعات تحقيق تقدم . فهل التقدم المعلن عنه حقيقي ومبني على معطيات، ام انه يعبر فقط عن رغبات سيد البيت الابيض في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية في الخامس من تشرين الثاني المقبل؟
البداية من مقارنة بين خسائر لبنان بالارواح وخسائر اسرائيل منذ اتخاذ حزب الله قرار "اسناد غزة". والمقارنة تبين كيف ان خسائر لبنان تفوق كثيرا جدا خسائر اسرائيل.
مقدمة نشرة أخبار قناة "المنار"
من الجليل الاعلى حتى صفد، دوت صفارات الانذار بقدوم اللهيب المنبعث من الشمال.. وما اخطأت يمنى المقاومين التي اسندت غزة وردت على العدوانية الصهيونية المتمادية بطائراتها وغاراتها الغادرة، فكانت حصيلتها ثلة من الشهداء وطفلا لم تشفع له سني عمره السبع، ولا يتمه، فالتجأ الى حضن خاله في عيتا الجبل، لكن يد الغدر الصهيونية لاحقتهما فارتقيا شهيدين على طريق القدس...
على طريق القصاص تسابقت صواريخ المقاومة الى ميرون وراميم ومقر قيادة الفيلق الشمالي بجيش العدو في عين زيتيم لتفقأها بضربة موجعة ردا على العدوانية الصهيونية على غير قرية جنوبية...
وعلى غير محور في غزة كانت ضربات المقاومين موجعة، فارتفعت اخبار الاعلام العبري بعنوان “الحدث الصعب”، من حي الزيتون في غزة الى تل السلطان في رفح وما بينهما محور نتساريم، وارتفعت المروحيات الصهيونية في سماء غزة ناقلة الجنود القتلى والجرحى، ورغم التكتم الصهيوني المعهود كان الاعتراف بقتيل واكثر من اثنتي عشرة اصابة بعضهم بحال حرجة...
والحراجة نفسها للصهيوني من جراح الميدان الى السياسة، حيث لا يملك الا التدمير ايضا، فغاراته السياسية اطاحت بما تبقى من آمال لدى الوسطاء باستنقاذ ما يسمونه اتفاقا لوقف النار، بعد ان كان بنيامين نتنياهو قد اشعل النار بما تبقى من بنود مقترح بايدن، حتى بات ذهاب الوفود الى جولة جديدة في القاهرة لزوم ما لا يلزم.
اما لازمة البيت الابيض المغمسة بكل انواع النفاق، فما زالت عند عبارة الامكانية بتحقيق اختراق، مع الحاجة للعمل من كل الاطراف على تنفيذ المقترحات بشأن غزة بحسب البيانات الاميركية.
مقدمة نشرة أخبار الـ "أو تي في"
الدخان حتى الآن: أسود لا أبيض.
أسود في السياسة، وأسود في الميدان، من قطاع غزة إلى جنوب لبنان.
أما التفاؤل الأميركي الذي عبر عنه البيت الابيض اليوم، فليس الأول من نوعه، ولا يشاركه فيه، بالمواقف المعلنة على الأقل، لا إسرائيل المتمسكة بشروطها، ولا حماس المتشددة في رفضها للشروط.
وفي التفاصيل ان البيت الأبيض أعلن على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي قبل ساعات عن تحقيق تقدم في المحادثات التي تستضيفها القاهرة، بمشاركة مدير ال سي آي اي وليام بيرنز ، مكتفيا بأن البحث انتقل الآن إلى مرحلة التنفيذ.
فهل تقترن الايجابية الاميركية هذه المرة بخطوات عملية، تفضي الى اتفاق يوقف النار
في القطاع، وينسحب حكما تهدئة في لبنان؟
النائب حسن فضل الله اشار اليوم الى ان التهويل الذي يمارس على اللبنانيين بعنوان الحرب الواسعة والشاملة، والتهديد بأن الكيان الصهيوني يستعد ويجري المناورات ويتجهز، لا يعني أن العدو مطلق اليدين، وأنه حر في التصرف كيفما يشاء، فلو كان قادرا على خوض هذه الحرب لخاضها منذ اليوم الأول، ومنذ عشرة أشهر وهذا التهديد والتهويل قائم، والمقاومة تتعاطى معه بمستوى المسؤولية المطلوبة، وهي جاهزة وحاضرة ومستعدة لكل احتمال منذ عشرة أشهر.
مقدمة نشرة أخبار الـ "أل بي سي"
ينتهي أسبوع آخر من حرب غزة، وميدان المفاوضات يتنقل بين الدوحة والقاهرة، فيما الميدان العسكري يتنقل بين رفح وجبهة الجنوب.
ميدان المفاوضات يشهد مراوحة، وأبرز أسباب المراوحة الرفض المتلاحق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. في المقابل، وعلى عكس التشدد الإسرائيلي، أكد البيت الأبيض تحقيق تقدم في المباحثات، مؤكدا أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي ايه" وليام بيرنز يشارك فيها.
الميدان العسكري ما زال على حاله من التصعيد، سواء في غزة أو في جنوبي لبنان.
في جديد تحرك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اتجاه التحضير لزيارة غزة، ووفق زميلتنا أمال شحاده، فقد جرى تقديم طلب خاص لإسرائيل للحصول على تصريح لعباس لدخول غزة. في سياق آخر، تكشف زميلتنا عن اتصالات مصالحة بين أبو مازن ومحمد دحلان المقيم في الإمارات، وقد بدأت مباحثات بين ممثلي الطرفين، وإذا نجحت فسيكون لقاء المصالحة في موسكو.
هكذا يتحرك الميدان العسكري والميدان السياسي على خطين متوازيين، وفيما ليس جديداً الحديث عن زيارة عباس لغزة، فإن الجديد عودة إسم محمد دحلان إلى دائرة الضوء.
لكن البداية من لبنان، من الفاجعة التي حلَّت بمدينة بشري بعد وفاة خمسة، وجنين، من عائلة واحدة، في تدهور سيارتهم. مقدمة نشرة أخبار قناة "الجديد"
اتشح لبنان الشمالي بالسواد وفجع بحادث سير مروع إثر تدهور سيارة على طريق بشري الأرز واستقرارها في وادي قاديشا.
وفي وادي الموت كانت النهاية المؤلمة لعائلة كاملة شطبت من السجل مؤلفة من الأب والأم الحامل بشهرها الثامن وأولادهما الثلاثة...
ومن القضاء والقدر إلى القتل العمد والاغتيال عن سابق ترصد في لبنان الجنوبي حيث تناوب الطيران الحربي والمسيرات على شن غارات على طول الخط الممتد من طيرحرفا وميس الجبل وعيتا الجبل إلى عيترون ومعركة والخيام...
وأدت إلى سقوط شهداء بينهم الطفل ذو الفقار فادي رضوان.
ونعى حزب الله ستة منهم. وبالرد المركز والمدروس على الاعتداءات استهدفت المقاومة المواقع العسكرية الإسرائيلية وأماكن تموضع الجنود ومقار المراقبة الجوية وصولا إلى قواعد الفيلق الشمالي في صفد.
وأما صافرات الإنذار التي ملأت أجواء المستوطنات الشمالية فانتقلت عدواها إلى غلاف غزة، وسمع صداها على بعد صاروخين أطلقتهما المقاومة للمرة الأولى منذ أسابيع، وحملتهما موقفا حاسما للمتفاوضين مفادها أن لا حل إلا بانسحاب الاحتلال من غزة وأن بقاء جندي واحد عند نتساريم نزولا إلى ممر فيلادلفيا ومعبر رفح يعد احتلالا للقطاع...
والتفاوض بالنار وبالأحداث الأمنية الصعبة في الميدان باعتراف الاحتلال قابلته محادثات ثلاثية مصرية - إسرائيلية - أميركية على خريطة منتزعة بين خاصرتي غزة وشبه جزيرة سيناء...
وعلى الخريطة النهائية التي أعادت ترسيم ممر فيلادفيا بنى الوفد الإسرائيلي ثمانية أبراج لإعادة انتشار قواته خفض الأميركي عددها إلى اثنين...
ولكن مصر رفضت الاقتراحين ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مصريين أن القاهرة تسعى للحصول على ضمانات أميركية بأنه حتى لو غادرت إسرائيل ممر فيلادلفيا في المرحلة الأولى لأي اتفاق فإنها لن تعود في المراحل اللاحقة إذا تعثرت العملية والشرط المصري بسحب القوات من الممر هو عائق رئيسي اتخذه بنيامين نتنياهو ذريعة لإطلاق النار على فرصة المفاوضات الأخيرة والتي لم يعثر على أي أثر لانعقادها في المدى القريب...
وأما الجبهة الداخلية الإسرائيلية فشهدت استنفارا بين يوآف غالانت وإيتمار بن غفير إذ وصف غالانت بن غفير بأنه يشكل خطرا على أمن إسرائيل وبضربة مرتدة قال لغالانت: لقد وعدت بإعادة لبنان إلى العصر الحجري ولكن ما يحدث الآن هو إعادة مستوطنات الشمال للعصر الحجري بدلا من مهاجمتي إبدأ بمهاجمة حزب الله في لبنان...
وهذا السجال اندلع على خلفية رسالة وجهها رئيس الشاباك إلى حكومة نتنياهو وتتضمن تحذيرا شديدا من ظاهرة الإرهاب اليهودي المتزايدة من جماعة "فتية التلال" والجرائم التي ترتكبها في الضفة الغربية وتماديها في العنف ضد الفلسطينيين بدعم وتغطية من بن غفير وكيل الثناء الذي يتلقاه أفرادها من بعض أعضاء الكنيست...
وعلى ما تقدم فقد وضع مؤتمر الحزب الديمقراطي أوزاره على خطاب "الاتحاد" مع إسرائيل.
وقالت المرشحة للرئاسة كمالا هاريس: YES I DO،
وإذ تعهدت في خطاب الترشح بأنها ستقف دائما مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها... فقد مرت على وقف إطلاق النار في غزة لزوم شعار الحملة الانتخابية.
وقالت إن أحد الأسباب التي جعلتني مدعية عامة هو ضمان حقوق الضحايا لكنها في مؤتمر شيكاغو تحولت الى محامي دفاع عن إسرائيل.
وأما المرشح الجمهوري دونالد ترامب فلاحقها على الفاصلة وتولى التغطية الإعلامية المباشرة لها وقال إن هاريس تكره إسرائيل ولم تحضر كلمة نتنياهو في الكونغرس وإنها تسببت بهجوم السابع من أكتوبر وقلدها منصب الماركسية الراديكالية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بنیامین نتنیاهو البیت الابیض حزب الله بن غفیر فی غزة
إقرأ أيضاً:
نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
في تطور سياسي وقانوني لافت داخل إسرائيل، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة "إقرار بالذنب" مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تهمًا بالفساد قد تضع مستقبله السياسي والشخصي في مهب الريح. هذه المبادرة تعيد إلى الواجهة تساؤلات كبيرة حول مصير نتنياهو وحجم التحديات السياسية والقانونية التي تواجهها إسرائيل في ظل أوضاع داخلية وإقليمية متأزمة.
خلفية القضية: نتنياهو في قفص الاتهام
يُحاكم نتنياهو منذ سنوات بتهم تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في عدة ملفات فساد معروفة في الأوساط الإسرائيلية. رغم محاولات مستمرة للطعن في الاتهامات واللجوء إلى الاستراتيجيات السياسية للبقاء في الحكم، إلا أن الضغوط القضائية تزايدت مع الوقت.
وظهرت فكرة صفقة الإقرار بالذنب عدة مرات في السنوات الأخيرة، لكنها كانت تصطدم برفض نتنياهو التام لأي تسوية تعني انسحابه من المشهد السياسي، الذي يعتبره خط دفاعه الأساسي. القبول بهذه الصفقة يعني الإقرار بوصمة عار قانونية تمنعه من تولي أي منصب رسمي مستقبلًا، وهي خطوة لم يكن مستعدًا لها حتى الآن.
تفاصيل صفقة الإقرار بالذنبوفقًا لما نشرته صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، تتضمن الصفقة خروج نتنياهو من الحياة السياسية مقابل عدم دخوله السجن. الصفقة تعتمد على إقرار نتنياهو جزئيًا أو كليًا ببعض المخالفات، بعد تعديل لائحة الاتهام لتقليل خطورة الجرائم المزعومة.
مقابل ذلك، ستسقط النيابة العامة بعض التهم أو تقبل بعقوبة مخففة، ما يجنبه المحاكمة الطويلة واحتمال السجن الفعلي. هذه الاستراتيجية القانونية، المعروفة عالميًا باسم "صفقة الإقرار بالذنب"، تتيح إنهاء القضايا الجنائية بسرعة لكنها غالبًا ما تكون محفوفة بالجدل السياسي والأخلاقي.
السياق الدولي: مذكرات اعتقال إضافية تلاحق نتنياهولا تقتصر التحديات القانونية لنتنياهو على المحاكم الإسرائيلية فقط. ففي نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وجاء في بيان المحكمة أن هناك أسبابًا منطقية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات استهدفت السكان المدنيين واستخدما التجويع كسلاح حرب. كما أشارت المحكمة إلى أن الجرائم شملت القتل والاضطهاد وأفعالًا غير إنسانية أخرى.
الكشف هذه الأوامر ضاعف من الضغوط على نتنياهو داخليًا وخارجيًا، وساهم في تعقيد حساباته السياسية والقانونية.
احتمالات المستقبل: إلى أين يتجه المشهد الإسرائيلي؟دخول الرئيس هرتسوغ على خط الأزمة يعكس قلق المؤسسة السياسية من تداعيات استمرار محاكمة نتنياهو على استقرار الدولة. فالخيار بين محاكمة رئيس وزراء حالي أو سابق وسجنه، أو التوصل إلى تسوية سياسية قانونية تخرجه بهدوء من المشهد، يحمل في طياته آثارًا سياسية واجتماعية عميقة.
ورغم أن إبرام صفقة الإقرار بالذنب قد يبدو مخرجًا مناسبًا للعديد من الأطراف، إلا أن قبول نتنياهو بها لا يزال بعيد المنال. فنتنياهو، الذي يَعتبر نفسه ضحية ملاحقات سياسية، قد يفضِّل المضي قدمًا في المعركة القضائية حتى النهاية، آملًا في البراءة أو في انقلاب سياسي لصالحه.
أما إسرائيل، فهي تجد نفسها أمام مفترق طرق: هل تواصل السير في طريق المواجهة القانونية بكل تبعاته، أم تلجأ إلى تسوية مكلفة سياسيًا لكنها تتيح طي صفحة من أكثر الفصول إثارة للانقسام في تاريخها الحديث؟
تطرح مبادرة الرئيس هرتسوغ سؤالًا وجوديًا على إسرائيل: ما هو ثمن العدالة وما هو ثمن الاستقرار السياسي؟ بغض النظر عن النتيجة، فإن مصير بنيامين نتنياهو سيكون علامة فارقة في مسار السياسة الإسرائيلية للسنوات المقبلة.