انطلقت كامالا هاريس ودونالد ترامب، أمس الجمعة، في سباق محموم مدته 10 أسابيع حتى يوم الانتخابات، مع ارتفاع شعبية المرشحة الديمقراطية بعد خطاب مؤثر قبلت فيه رسمياً تمثيل حزبها.

وقبل أقل من 3 أسابيع من المناظرة بين هاريس والرئيس الجمهوري السابق، وشهر واحد فقط من بدء التصويت المبكر، تظهر استطلاعات الرأي أن السباق إلى البيت الأبيض يشهد منافسة محتدمة.

وتغادر السناتور والمدعية العامة السابقة شيكاغو، وهي في وضع مريح بعد أن تجاوزت ترامب في جمع التبرعات وفي استطلاعات الرأي، التي كانت تظهر تقدمه قبل انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الشهر الماضي.

Here are five key takeaways from the DNC: https://t.co/gFVIpp5QGA

— NBC News (@NBCNews) August 23, 2024

ولكنها لا تكتفي بما حققته. وقالت لمحطة "إن بي سي نيوز" بعد الخطاب: "لقد كان ذلك جيداً، والآن يتعين علينا المضي قدماً".

وحذّر دان كانينين، مدير حملة هاريس، من أن المنافسة ما زالت "متقاربة جداً".

وقد تأتي تطورات جديدة في المنافسة المحتدمة، مع الإعلان المرشح المستقل روبرت ف. كينيدي جونيور عن انسحابه من السباق وتأييده لترامب.

وكينيدي الذي كثيراً ما يروج لنظريات مؤامرة لا يحظى بدعم كبير حتى من أعضاء عائلته الشهيرة، لكن انضمام شريحة وإن كانت صغيرة من الناخبين إلى معسكر ترامب قد يقلب نتائج الانتخابات المرجح أن تحسم بفارق ضئيل.

وقبلت هاريس ترشيح حزبها للرئاسة في الليلة الأخيرة من المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي المنعقد في شيكاغو، وسط أجواء من الحماسة العارمة وبحضور مجموعة من النجوم.

وفي شهر واحد فقط، تمكنت أول امرأة سوداء يرشحها حزب رئيسي للرئاسة من جمع نصف مليار دولار، وهو رقم قياسي.

وتلقت حملتها دفعة أخرى، عندما أعلن رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول أن "الوقت قد حان" لخفض أسعار الفائدة، وهو ما من شأنه أن يخفض تكاليف قروض السكن والضغوط التضخمية الأخرى على الناخبين.

BREAKING: Robert F. Kennedy Jr. says in a court filing that he’s endorsing former President Trump, marking the end of his independent presidential bid. https://t.co/aDXwhPWcbx

— NBC News (@NBCNews) August 23, 2024 انسحاب كينيدي 

ولكن حملة هاريس ما زالت معرضة لرياح معاكسة، خصوصاً بسبب الاحتجاجات الداخلية في الحزب الديمقراطي على السياسة الأمريكية إزاء الحرب بين إسرائيل وحماس، والتحولات المحتملة في استطلاعات الرأي مع انسحاب كينيدي جونيور.

وقالت نيكول شاناهان، المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع كينيدي، عبر منصة إكس إن "الديمقراطيين يغمرونها بالمكالمات والرسائل القصيرة وعبر البريد الإلكتروني، وأنهم خائفون من فكرة توحيد حركتنا مع دونالد ترامب".

ولكن تتباين آراء المحللين بشأن التأثير الذي قد يحدثه انسحاب كينيدي. وحذر عدد من كبار أعضاء الحزب الديمقراطي، من السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما والرئيس السابق بيل كلينتون إلى المرشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز، من أن الحزب قد يخسر أمام مرشح الجمهوريين إذا تراخت جهوده.

وقالت أوباما أمام مندوبي الحزب في شيكاغو "إذا رأينا استطلاعات رأي سيئة، ونتوقع أن يحصل ذلك، يتعين علينا أن نضع الهاتف جانباً وأن نتحرك لنفعل شيئاً".

وقال والز، المدرب المدرسي السابق لكرة القدم، إن "الديمقراطيين تأخروا في تسجيل هدف، لكننا في وضعية الهجوم والكرة معنا".

مخاطبة ناخبي الوسط

وأجج دونالد ترامب (78 عاماً) حماسة قاعدته اليمينية، بخطابات حذّر فيها من حصول كارثة بسبب المهاجرين الذين وصفهم بالمجرمين، ورسم صورة قاتمة لبلد في حالة "انحدار" لا يمكن لأحد غيره إنقاذه.

وفي الأثناء، توجهت هاريس وفريقها نحو الوسط. وأمضى استراتيجيو حزبها الأسبوع في شيكاغو في تقديم شخصيات من الجمهوريين المناهضين لترامب، وبينهم مسؤولون سابقون في الحكومة، ورئيس بلدية بلدة صغيرة.

وقال نائب حاكم جورجيا السابق جيف دنكان "إذا صوتم لكامالا هاريس في عام 2024، فأنتم لستم ديمقراطيين، أنتم وطنيون".

وفي حين وصف الديمقراطيون ترامب في السابق بأنه ديماغوجي، بدأوا الآن يسخرون منه للتقليل من شأنه وإضعاف الصورة التي عمل على إبرازها بصفته لا يقهر. ووصفته هاريس (59 عاماً) بأنه شخص "غير جاد".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هاريس البيت الأبيض السباق ترامب أمريكا كامالا هاريس ترامب الانتخابات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

وعد بأميركا عظيمة فهل يكترث ترامب بما تكشفه استطلاعات الرأي؟

واشنطن- يقترب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الوصول إلى 100 يوم في الحكم ضمن ولايته الثانية، وهي نقطة مهمة يستشهد بها في أحيان كثيرة لمدى فعالية الرئيس وشعبيته ورضا المواطنين عن قراراته وسياساته، وتعكس مؤشرا لما ستبدو عليه انتخابات الكونغرس في العام المقبل.

وتظهر معدلات الرضا عن أداء ترامب تراجعا كبيرا، لا سيما تجاه قضايا محورية لأجندته، مثل كيفية تعامله مع الهجرة والاقتصاد.

وتزامن ذلك مع عمليات الترحيل الواسعة للمهاجرين، وشن حرب تجارية عالمية انعكست في انخفاضات تاريخية لأسواق الأسهم الأميركية، مما يوثر على 162 مليون مواطن أميركي ممن لهم مدخرات خاصة أو مدخرات من خلال برامج التأمين الاجتماعية في أسواق المال الأميركية طبقا لبيانات معهد غالوب، مما ترك أثرا سلبيا عند غالبية الأميركيين.

وعادة، عندما يصبح الرئيس أكثر شعبية في بداية فترة حكمه، يصبح من الأصعب على المؤسسات الوقوف في وجهه، والعكس صحيح، وعند انخفاض معدلات تأييده بشكل غير عادي، يصبح من الأسهل معارضة رئيس لا يحظى بشعبية كبيرة.

تراجع ملحوظ

وبسرعة ماثلت السرعة التي تحرك بها ترامب لتنفيذ أجندته السياسية ووعوده الانتخابية، تراجعت نسب تأييده، كما تظهر أهم 7 استطلاعات حديثة للرأي رصدتها الجزيرة نت حول مدى الرضا عن سياسات ترامب، وكانت على النحو التالي:

إعلان استطلاع أسوشيتد برس: رضا 31%، مقابل 58% لديهم وجهة نظر سلبية (1260 شخصا استطلعت آراؤهم في الفترة من 17 إلى 21 أبريل/نيسان الجاري). استطلاع راسموسن: رضا 47%، مقابل عدم رضا 51% (1500 شخص شملهم الاستطلاع في الفترة من 20 إلى 24 أبريل/نيسان). صحيفة إيكونوميست ومركز يوغوف: رضا 41%، مقابل عدم رضا 54% (نحو 1500 شخص شملهم الاستطلاع في البيانات الصادرة يوم 23 أبريل/نيسان). شبكة فوكس الإخبارية: رضا 44%، مقابل عدم رضا 55% (1104 أشخاص استطلعت آراؤهم في الفترة من 18 إلى 21 أبريل/نيسان). استطلاع مورنينغ كونسالت: رضا 46%، مقابل عدم رضا 52% (2207 مواطنين شملهم الاستطلاع في الفترة من 18 إلى 20 أبريل/نيسان). استطلاع رويترز/إبسوس: رضا 42%، مقابل عدم رضا 53% (4306 مواطنين شملهم الاستطلاع في الفترة من 16 إلى 21 أبريل/نيسان). مركز بيو للأبحاث: رضا 40% على أداء ترامب، مقابل عدم رضا 59% (3589 مواطنا استطلعت آراؤهم في الفترة من 7 إلى 13 أبريل/نيسان).

وعود بلا ثقة

خلال حملته الانتخابية، وضع ترامب نفسه كصانع صفقات اقتصادية يمكنه إعادة الوظائف، وخفض التكاليف، وإعادة التصنيع، و"جعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

وركزت حملة وعوده على رفاهية اقتصادية للأميركيين، وشن حملة منضبطة للتحكم في موجات الهجرة غير الشرعية للبلاد، خاصة من الحدود الجنوبية.

ولكن وسط ارتفاع التضخم المستمر، والحرب التجارية المتصاعدة مع دول مثل الصين وكندا والمكسيك، تتزايد المخاوف بشأن الركود، وأظهرت استطلاعات الرأي أن أغلبية الأميركيين لا يثقون في ترامب حول الاقتصاد، بنفس النسب المرتفعة التي كانت خلال أسابيع حكمه الأولى.

في الوقت ذاته، لم تستبعد الإدارة الأميركية استمرار الاضطراب الاقتصادي والمالي لبعض الوقت، وحث ترامب الأميركيين على "التمسك بقوة" خلال "الثورة الاقتصادية"، وقال "هذه ثورة اقتصادية، وسنفوز، انتظروا بقوة، لن يكون الأمر سهلا، لكن النتيجة النهائية ستكون تاريخية، سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

إعلان

وتقول مديرة برنامج التحليلات السياسية التطبيقية في جامعة ولاية ميريلاند البروفيسورة كانديس توريتو، إن "هناك الكثير من الفوضى في الوقت الحالي، سواء من تغييرات السياسة والأوامر التنفيذية، أو من حيث السرعة".

وتضيف للجزيرة نت "هذه التغييرات فائقة السرعة القادمة من إدارة ترامب تسبب الكثير من الارتباك والمعاناة في بعض الحالات. يفقد الناس وظائفهم، وأموال التقاعد الخاصة بهم، والثقة في الاقتصاد الأميركي، ومكانتهم في العالم".

وتتابع أن عددا من هؤلاء الأشخاص هم من ناخبي ترامب، ويعمل كثير من الجمهوريين في الحكومة الفدرالية أيضا، ويدخرون للتقاعد ويستثمرون في سوق الأسهم أيضا، "هذه الخسارة التي تحل بهم حقيقية ومهمة" تقول توريتو.

ليس مفاجئا

في حين قال الكاتب والمحلل السياسي والعضو في الحزب الجمهوري بيتر روف للجزيرة نت، إن "انخفاض نسبة الموافقة على أداء ترامب ليس مفاجئا. عندما يبدأ أي رئيس تنفيذي عملية وضع سياسة عامة جديدة، لن يعجب بعض الناس ما يقوم به، لأن بعض قرارته تكون محفوفة بشيء من المخاطر".

لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام -حسب روف- هو المستوى شبه الثابت من الدعم الذي حافظ عليه ترامب بين القاعدة الجمهورية، "وهذا يعني أن قاعدته تعتقد أنه يحكم ويفي بتعهداته لهم".

ورغم شعوره أنه أقل تقييدا كونه لن يخوض غمار انتخابات رئاسية مستقبلية، يقف ترامب مؤمنا أنه شخصية تاريخية استثنائية بعودته للبيت الأبيض بعد خسارته انتخابات 2020، وبعد أن نجى من محاولتي اغتيال.

قواعد الدعم

واستبعد المحلل السياسي روف أن تبتعد قاعدة ترامب الجمهورية عن دعم أجندته، وقال "إذا نجح ترامب في ترجمة الدعم من قاعدته إلى الضغط على الكونغرس، كما فعل رونالد ريغان بشكل جيد من قبل، فلن يكون من الممكن إيقافه بأي صورة ممكنة".

بينما ترى البروفيسورة توريتو أن "ترامب، مدفوعا بالأنا الشخصية، يهتم كثيرا بأرقام ونسب الاستطلاع الخاصة بشعبيته وتقييم أدائه".

إعلان

وتعتقد أنه ومن الناحية الفنية، قد لا يحتاج ترامب نفسه إلى ذلك في وقت مبكر من فترة رئاسية، "لكن حزبه بحاجة إليه لوقف فوز الديمقراطيين المتوقع في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026″.

ومن الناحية غير الفنية -تواصل توريتو- يولي هؤلاء السياسيون من الحزبين اهتماما وثيقا لاستطلاعات الرأي، وتضيف "لا أتوقع أن يكون ترامب مختلفا كثيرا في هذا الصدد، وما إذا كان المرء يوافق على رد فعله على انخفاض هذه الأرقام هو سؤال آخر، لكنه سيرى هذه الأرقام ويحتاج إلى معالجتها".

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض يهاجم أمازون بعد ظهور أنباء حول تخطيط الشركة لإدراج تكاليف الرسوم الجمركية
  • البيت الأبيض يخفف بعض رسوم ترامب على السيارات وقطع الغيار بعد ضغوط الصناعة
  • البيت الأبيض: ترامب يركز على تراجع معدلات التضخم التي خلفتها إدارة بايدن
  • البيت الأبيض: فرص التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا أقرب مما كانت عند تولي ترامب منصبه
  • البيت الأبيض: فرص التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا أصبحت أقرب
  • وصفها بالزائفة.. ترامب ينتقد استطلاعات رأي أظهرت تراجع تأييده
  • البيت الأبيض يعلّق على هدنة أعلنتها روسيا في أوكرانيا
  • البيت الأبيض يحتفل بيوم ميلاد ميلانيا ترامب بصور مميزة.. صور
  • وعد بأميركا عظيمة فهل يكترث ترامب بما تكشفه استطلاعات الرأي؟
  • البيت الأبيض مضطر إلى التراجع عن الرسوم الجمركية