بوابة الوفد:
2025-02-02@14:34:28 GMT

السياسى الأكثر أناقة!

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

كثير من الساسة قبل ثورة يوليو ١٩٥٢ كانوا فى قمة الوجاهة. هذا اللفظ شاع استخدامه أكثر.. كان يقال: الوجيه الأعظم. عرفنا كثيرًا من الوجهاء.. لكننا عرفنا سياسيا واحدًا بكامل أناقته هو الباشا.. فؤاد سراج الدين، كنا فى حزب الوفد الجديد (الحزب والصحيفة) لا نقول فؤاد باشا وإنما الباشا فقط، وكان إحساس الجميع بالمعنى عاليًا جدًا، فهو يبدو لنا باشا حقيقيا.

. أو الوحيد الذى كان لقبه هذا فى جوهره له معنى فى الواقع ورصيد فى تصرفاته. ولم يكن هذا نتاجا لطبقية، أو تعاليا أو غرورًا بفعل الثروة التى عززها وجوده فى السلطة، فعلى مدار سنوات نجوميته السياسية، فإنه لا أحد غير السادات حاول النيل منه!

ابن عائلة سراج الدين الكبيرة فى كفر الجرايدة محافظة كفر الشيخ، الذى صعد نجمه منذ منتصف الثلاثينيات رئيسا للهيئة البرلمانية الوفدية، فوزيرا للزراعة والداخلية وسكرتيرا عاما لحزب الوفد ظل نجما سياسيًا لامعًا، استطاع بمكره ودهائه أن يكافح تيار السلطة الغاضب المذعور من عودة الوفد، فلما شعر بأن التيار ضده أصدر قرارا داخليًا بتجميد الحزب عام ١٩٧٩، ثم بحركة التفاف مخادعة بارعة عام ١٩٨٤ أعلن عن عودة الوفد، التى لم تتوقعها كتيبة مقصدارات الحزب الوطنى الحاكم، فلما حاولوا عرقلته، لجأ إلى القضاء، مستندًا إلى أن تجميد نشاط الحزب كان قرارًا داخليًا وتم العدول عنه، فكانت عودته بحكم قضائى نهائى.

أناقته تتجلى فى كل شىء.. يصادق الأستاذ هيكل فى السجن.. يتحاوران فى كل شىء.. يتعرف على رموز الإخوان المسلمين ويمد بصره لعقد تحالفات بدت مستحيلة ورآها مرحلية يكمل بها أناقته السياسية، حينما تكون له هيئة برلمانية فى مجلس الشعب مضافا إليها أقطاب التيار الدينى، يدير معاركهم تحت القبة، وحينما يصطدم مع أهدافهم يفك تحالفه معهم بهدوء، بعد أن يكون وضع حزبه فى المقدمة لسنوات طويلة. تجلت أناقته أيضا فى أنه لم يكن يرد على رئيس الدولة، فحين يخاطبه السادات بأنه لويس السادس عشر، الذى ولد وفى فمه ملعقة من ذهب، فإنه لم يرد، وفى زمن مبارك كانت مؤتمرات الجهاد التى يحتفل بها الوفد، تعكس قوته، مع التفاف آلاف الوفديين والليبراليين من حوله، ليحشر النظام كله فى الزاوية، حتى انه هو من دشن مقولة «لا إصلاح اقتصادى بدون إصلاح سياسى».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ثورة يوليو ١٩٥٢ جوهرة السلطة

إقرأ أيضاً:

«الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى

لم يعد الرأى العام المصرى يندهش أو حتى يهتز لأننا أصبحنا نبحر فى كل اللا معقَول بسبب الأحداث التى تفوق كل التوقعات والتكهنات وحتى الخيالات التى غالبًا ما تنتهى بسنياريوهات دمويه للعنف الأسرى أو بدافع الحب، هزت نسيج أسطورة المجتمع المصرى المتدين المعروف بالتدين والحياء، خلافات قد تكون تافهة تنسف كل المشاعر الإنسانية، وتدمير كلى وجزئى لكل أدبيات «العيش والملح»، والعشرة الطويلة على المرة قبل الحلوة.. الحقيقة المفزعة بأن هناك ظاهرة خطيرة بدأت تنتشر فى البيوت المصرية التى تحولت إلى قنابل موقوتة تسقط عند أول اختبار صعب للظروف المعيشية و«العيشة الضنك».. بسبب البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة الذى يمر بها، تدل بل تؤكد على هشاشة العلاقات الأسرية. وتبادل الأدوار فى تحمل المسئولية بين أزواج ضعاف النفوس ومنزوعى العلاقة الروحية والربانية التى توثق الأخلاق وتهذب النفوس بالخوف من الله والظلم... لتتحول كل المشاعر إلى نزعة انتقامية تنتهى برغبة أكيدة بالتخلص من كليهما،. غالباً ما تقع الزوجة الطرف الأضعف كضحيه لهذا الخلل..جرائم قتل بشعه تهز عروش السماء وينفطر لها القلب وتخرج عن كل التوقعات أو حتى ما يستوعبه المنطق والعقل..والأسباب تافهة الذبح هو سيد كل نزاع بين العاشقين أو الزوج والزوجه وأمام أعين أولادهم فاجعة بكل المقاييس، تزامنًا من تزايد وتيرة العنف بشكل غير مسبوق فى ظاهرة باتت تهدد المجتمع المصرى بشكل خطير، للأسف الإعلام والدراما الهابطة ساعد فى تأجيجها هذه الظاهرة.

فمنتهى الهدوء والثبات والثقة قام زوج ببث فيديو مباشر بـ «سيلفى» مع زوجته التى قطع راسها أمام بناتها الثلاث بعد ٩ سنوات من العشرة انتهت بمشهد انتقامى دموى.. وآخر سابق «بطلها» طبيب قتل زوجته الطبيبة وأطفاله الثلاثة ذبحا فى دقائق وسط بركة من الدماء..وفى شوارع الإسماعيلية جريمة هزت أنحاء المحافظة، بعدما أقدم الشاب عبدالرحمن نظمى، الشهير بـ»دبور»، على ذبح عامل وسط الشارع أمام أعين المارة باستخدام سلاح أبيض «ساطور». ولم يكتف الشاب بذلك، بل فصل رأس العامل عن جسده وتجول بها بين المارة فى مشهد مرعب وسط ذهول، إذ سجل مقطع فيديو قتل شاب لجاره وفصل رأسه بطريقة مروعة باستخدام سكين، وفى محافظة الغربية قام شاب بقتل أفراد عائلته بطريقة بشعة، قام بالتخلص من عائلته المكونة، من والدته وشقيقه وشقيقته ذبحا بالسكين، وإشعال النيران فى أجسادهم بمركز قطور ، مشاهد الذبح اليومية التى ملأت أسماعنا هنا وهناك لم تفرق بين الطبقات بل انها النهاية البشعة لكل فئات المجتمع سواء المثقفة أو حتى الأمية، فى ظل انتشار «السوشيال ميديا» وسرعة البرق فى نشر الأفكار المسمومة الذى تسبب فى انتهاك الخصوصية للمواطن المصرى البسيط «أبوضحكة جنان» الشهير بخفة الدم و»القفشات» التى يحول المواقف الصعبة إلى ضحكات وابتسامات.. للأسف لم يعد دمه خفيفًا بل أصبح دمه رخيصًا، وتنوعت الأسباب التى يرجع إلى غياب الوعى الثقافى والدينى، وتعاطى المخدرات الرديئة الصنع آلتى انتشرت حالياً فى السوق المصرى والتى تفتك بالعقل وتغيبه وأسباب كثيرة وخطيرة أهمها ضياع الوازع الدينى وانهيار الأخلاق والضغوط والتوترات الاقتصادية الباب الخلفى الذى أفرز مجتمعًا مضغوطًا نفسياً وعصبيا وجسدياً عجز عن توفير حياة كريمة، يمكن تلخيصها فى عدة عوامل متداخلة، إذ إن تدهور الأوضاع الاقتصادية من تضخم وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة، يعزز من مشاعر الإحباط والضغوط النفسية، مما يؤدى إلى تصاعد العنف كوسيلة للتنفيس عن الغضب. بالإضافة إلى ذلك يؤثر الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة على تزايد الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وضعف الخدمات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، يعمق الإحساس بعدم العدالة الاجتماعية ويزيد من السلوكيات العدوانية.، ولابد من وضع السياسات العاجلة وزيادة الوعى الثقافى والاجتماعى ونشر الخطاب الدينى، عدة عوامل حربية كخطة عاجلة لوقف نزيف وجراح مجتمع فى طريقه إلى الانهيار، إلى جانب تراجع القيم المجتمعية، أدى إلى تغيرات فى التركيبة الاجتماعية وانخفاض الوعى بالقيم الإنسانية والتسامح، زادت من انتشار السلوكيات العدوانية والعنف كجزء من سلوكيات الاحتجاج أو الدفاع عن النفس، إضافة إلى أن تعدد مصادر الأسلحة والمخدرات فى بعض المناطق يجعل العنف أكثر شيوعًا.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • وفاء حامد تكشف لـ "الوفد" توقعات الأبراج لفبراير 2025.. الدلو الأكثر حظًا
  • ترامب وحلم السطوة
  • الوفد: قررنا الذهب إلى رفح الإثنين لدعم مصر وغزة ضد التهجير
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • لجنة المرأة بسنورس بالفيوم تستعد لتكريم الأمهات المثاليات في عيد الأم.. صور
  • لجنة المرأة في سنورس بالفيوم تستعد لتكريم الأمهات المثاليات بعيد الأم
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول