بوابة الوفد:
2024-09-13@08:05:40 GMT

السياسى الأكثر أناقة!

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

كثير من الساسة قبل ثورة يوليو ١٩٥٢ كانوا فى قمة الوجاهة. هذا اللفظ شاع استخدامه أكثر.. كان يقال: الوجيه الأعظم. عرفنا كثيرًا من الوجهاء.. لكننا عرفنا سياسيا واحدًا بكامل أناقته هو الباشا.. فؤاد سراج الدين، كنا فى حزب الوفد الجديد (الحزب والصحيفة) لا نقول فؤاد باشا وإنما الباشا فقط، وكان إحساس الجميع بالمعنى عاليًا جدًا، فهو يبدو لنا باشا حقيقيا.

. أو الوحيد الذى كان لقبه هذا فى جوهره له معنى فى الواقع ورصيد فى تصرفاته. ولم يكن هذا نتاجا لطبقية، أو تعاليا أو غرورًا بفعل الثروة التى عززها وجوده فى السلطة، فعلى مدار سنوات نجوميته السياسية، فإنه لا أحد غير السادات حاول النيل منه!

ابن عائلة سراج الدين الكبيرة فى كفر الجرايدة محافظة كفر الشيخ، الذى صعد نجمه منذ منتصف الثلاثينيات رئيسا للهيئة البرلمانية الوفدية، فوزيرا للزراعة والداخلية وسكرتيرا عاما لحزب الوفد ظل نجما سياسيًا لامعًا، استطاع بمكره ودهائه أن يكافح تيار السلطة الغاضب المذعور من عودة الوفد، فلما شعر بأن التيار ضده أصدر قرارا داخليًا بتجميد الحزب عام ١٩٧٩، ثم بحركة التفاف مخادعة بارعة عام ١٩٨٤ أعلن عن عودة الوفد، التى لم تتوقعها كتيبة مقصدارات الحزب الوطنى الحاكم، فلما حاولوا عرقلته، لجأ إلى القضاء، مستندًا إلى أن تجميد نشاط الحزب كان قرارًا داخليًا وتم العدول عنه، فكانت عودته بحكم قضائى نهائى.

أناقته تتجلى فى كل شىء.. يصادق الأستاذ هيكل فى السجن.. يتحاوران فى كل شىء.. يتعرف على رموز الإخوان المسلمين ويمد بصره لعقد تحالفات بدت مستحيلة ورآها مرحلية يكمل بها أناقته السياسية، حينما تكون له هيئة برلمانية فى مجلس الشعب مضافا إليها أقطاب التيار الدينى، يدير معاركهم تحت القبة، وحينما يصطدم مع أهدافهم يفك تحالفه معهم بهدوء، بعد أن يكون وضع حزبه فى المقدمة لسنوات طويلة. تجلت أناقته أيضا فى أنه لم يكن يرد على رئيس الدولة، فحين يخاطبه السادات بأنه لويس السادس عشر، الذى ولد وفى فمه ملعقة من ذهب، فإنه لم يرد، وفى زمن مبارك كانت مؤتمرات الجهاد التى يحتفل بها الوفد، تعكس قوته، مع التفاف آلاف الوفديين والليبراليين من حوله، ليحشر النظام كله فى الزاوية، حتى انه هو من دشن مقولة «لا إصلاح اقتصادى بدون إصلاح سياسى».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ثورة يوليو ١٩٥٢ جوهرة السلطة

إقرأ أيضاً:

مفتي بلغاريا: نسير خلف النهج الوسطي ونتبنى رؤية المؤسسات الدينية المصرية

لا تنفصل المؤسسات الدينية فى بلغاريا الواقعة جنوب شرقى أوروبا عن مثيلاتها فى مصر، إذ تُعد دار الإفتاء المصرية والمؤسسات الدينية فى بلد الأزهر الشريف هى الرائدة فى مجال تجديد الخطاب الدينى فى أوروبا، وهى بمثابة الركن الأساسى الذى يضع اللبنة الأولى لمواجهة خطاب التطرّف والكراهية والإسلاموفوبيا، من خلال سعيها الدائم لتجديد الخطاب الدينى، بما يتناسب مع معطيات وأوضاع القارة العجوز.

وقال الشيخ مصطفى حجى، المفتى العام لجمهورية بلغاريا، إنه بفضل النّهج الوسطى الذى تتبعه دار الإفتاء المصرية، قامت المؤسسات الدينية فى بلغاريا بتبنى رؤيتها وتمكّنت من إيصال فكرة جيدة عن الإسلام. وتابع: «لذلك نرى إقبالاً ملحوظاً من قِبل المفكرين فى بلغاريا والغرب بشكل عام نحو اعتناق الإسلام، خاصة بعدما جربوا مرارة الحياة الحرة التى لا قيود ولا منهج لها».

ولفت إلى أنّ المسلمين يسعون لإظهار الصورة الحقيقية للإسلام فى جميع ربوع العالم، ويدافعون عن دينهم مهما كانت أوضاعهم، ومهما كان المكان الذى يعيشون فيه، فلا بد أن يتكاتفوا لتحقيق ذلك. وأضاف: «السبب الرئيسى لانتشار الإسلاموفوبيا فى أوروبا هو عدم معرفة حقيقة الإسلام ومبادئه السمحة التى تحضّ دائماً على المحبة والإخاء والتسامح»، مؤكداً أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى يستطيع أن يعيد كرامة الإنسان ويساعده فى أن يجد نفسه، ودار الإفتاء تلعب دوراً مهماً جداً فى إظهار تلك الصورة الحقيقية.

وأضاف: «يجب على العلماء أن يُسقطوا القضايا على الواقع، لإيجاد الفتوى المناسبة لهذه الأيام، وفى الوقت نفسه ندافع عن ديننا، لأننا نتعرّض لهجوم على الإسلام والمسلمين»، موضحاً أن بعض الأشخاص ممن يتحدّثون باسم الدين إذا لم يستطيعوا أن يصلوا إلى هدفهم بطريقة مقبولة لا يتردّدون فى استخدام العنف والقوة، وحتى استخدام السلاح، وهذا هو مبدأ التطرّف، محذّراً من أن استخدام العنف باسم أى أيديولوجيا شىء خاطئ وخطير.

وتحدّث «حجى» عن دور المؤسسات الدينية عامة والإفتائية خاصة فى مواجهة تلك التحديات، موضحاً أن الإسلام هو المنقذ الوحيد، وفيه إمكانية أن يقف أمام التحديات المعاصرة، وأن يساعد الناس لخروجهم من الضلال والابتعاد عن القيم الإنسانية، خاصة الشباب، من الأفكار المسمومة التى تؤدى إلى الفساد الأخلاقى، ولهذا السبب ينبغى التركيز على إيجاد الكوادر والدعاة لدعوة الإصلاح والرجوع إلى ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا، مشدّداً على ضرورة التعاون مع الخبراء فى علم النفس وعلم المجتمع وعلم السياسة، وكل الجهات التى من شأنها أن تُغير المجتمع إلى الأفضل، مؤكداً أنّ الإرشاد وتعليم الدين ينبغى أن يكون باللغة الحديثة المناسبة والبسيطة، حتى لا يصعب على الجيل الجديد فهمها.

وبشأن جهود مؤسسة الإفتاء الوطنية فى مواجهة التحديات، أكد المفتى العام لجمهورية بلغاريا أنهم يعيشون فى أوروبا ويتعايشون مع غير المسلمين لقرون طويلة، ورغم ذلك لا بد من بذل جهد أكبر للحفاظ على تلك المكتسبات، التى بتجاهلها سيعود التطرّف والإسلاموفوبيا مرة أخرى إلى الواجهة. وأضاف: «حينها لن تكون الأوضاع مستقرة، وسيتزعزع الأمن والأمان، ولذلك نحن ملتزمون بالتأكيد على اتباع المنهج الإسلامى الوسطى». وتابع: وذلك تطبيقاً للآية الكريمة «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ». وواصل: «فى حلقات القرآن لا نكتفى بقراءة القرآن فقط، بل نحاول أن نربى أطفالنا تربية إسلامية بالوسائل الحديثة، وأخيراً نقيم الدورات والمخيمات للطلاب، خاصة لطلاب الجامعات فى أماكن مختلفة، وفى ما بعد نستخدم المشاركين فى هذه المخيمات للعمل مع زملائهم والطلاب الصغار».

مقالات مشابهة

  • سينما تكشف مافيا صناعة الداء إلى احتكار الدواء
  • الفلاح المصرى عصب مصر
  • فقه المصالح!
  • رئيس المشيخة الإسلامية في كرواتيا: القاهرة تحملت مسؤولية نشر تعاليم الإسلام في أوروبا
  • مفتي بلغاريا: نسير خلف النهج الوسطي ونتبنى رؤية المؤسسات الدينية المصرية
  • قلعة الحريات فى «بيت الأمة»
  • عادل حمودة يكتب: لعبة الأمم فى الصومال.. آبى أحمد من رجل دولة إلى مهرج فى البلاط
  • «الجازى» يربك حسابات إسرائيل
  • لن أنسى حقيبته القماشية!!
  • الإطارى أو الحرب