كثير من الساسة قبل ثورة يوليو ١٩٥٢ كانوا فى قمة الوجاهة. هذا اللفظ شاع استخدامه أكثر.. كان يقال: الوجيه الأعظم. عرفنا كثيرًا من الوجهاء.. لكننا عرفنا سياسيا واحدًا بكامل أناقته هو الباشا.. فؤاد سراج الدين، كنا فى حزب الوفد الجديد (الحزب والصحيفة) لا نقول فؤاد باشا وإنما الباشا فقط، وكان إحساس الجميع بالمعنى عاليًا جدًا، فهو يبدو لنا باشا حقيقيا.
ابن عائلة سراج الدين الكبيرة فى كفر الجرايدة محافظة كفر الشيخ، الذى صعد نجمه منذ منتصف الثلاثينيات رئيسا للهيئة البرلمانية الوفدية، فوزيرا للزراعة والداخلية وسكرتيرا عاما لحزب الوفد ظل نجما سياسيًا لامعًا، استطاع بمكره ودهائه أن يكافح تيار السلطة الغاضب المذعور من عودة الوفد، فلما شعر بأن التيار ضده أصدر قرارا داخليًا بتجميد الحزب عام ١٩٧٩، ثم بحركة التفاف مخادعة بارعة عام ١٩٨٤ أعلن عن عودة الوفد، التى لم تتوقعها كتيبة مقصدارات الحزب الوطنى الحاكم، فلما حاولوا عرقلته، لجأ إلى القضاء، مستندًا إلى أن تجميد نشاط الحزب كان قرارًا داخليًا وتم العدول عنه، فكانت عودته بحكم قضائى نهائى.
أناقته تتجلى فى كل شىء.. يصادق الأستاذ هيكل فى السجن.. يتحاوران فى كل شىء.. يتعرف على رموز الإخوان المسلمين ويمد بصره لعقد تحالفات بدت مستحيلة ورآها مرحلية يكمل بها أناقته السياسية، حينما تكون له هيئة برلمانية فى مجلس الشعب مضافا إليها أقطاب التيار الدينى، يدير معاركهم تحت القبة، وحينما يصطدم مع أهدافهم يفك تحالفه معهم بهدوء، بعد أن يكون وضع حزبه فى المقدمة لسنوات طويلة. تجلت أناقته أيضا فى أنه لم يكن يرد على رئيس الدولة، فحين يخاطبه السادات بأنه لويس السادس عشر، الذى ولد وفى فمه ملعقة من ذهب، فإنه لم يرد، وفى زمن مبارك كانت مؤتمرات الجهاد التى يحتفل بها الوفد، تعكس قوته، مع التفاف آلاف الوفديين والليبراليين من حوله، ليحشر النظام كله فى الزاوية، حتى انه هو من دشن مقولة «لا إصلاح اقتصادى بدون إصلاح سياسى».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ثورة يوليو ١٩٥٢ جوهرة السلطة
إقرأ أيضاً:
علي الألفي يحيي الليلة التاسعة لـ"هل هلالك 9".. غدا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنطلق فعاليات الليلة التاسعة للنسخة التاسعة من برنامج "هل هلالك"، الذى يقيمه قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، فى الثامنة مساء غد السبت، على مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون، وذلك ضمن فعاليات وزارة الثقافة فى رمضان تحت شعار "من المدفع للسحور احتفالات الثقافة نور".
يُحيي الفنان علي الألفي حفل الليلة التاسعة لبرنامج "هل هلالك"، بباقة من أعماله الغنائية إلى جانب أغنيات لأشهر نجوم الطرب فى مصر والوطن العربي، وذلك بمصاحبة فرقته الموسيقية.
وكالمعتاد كل عام تبدأ فعاليات اليوم بمشاركة من البيت الفنى للمسرح برئاسة المخرج هشام عطوة، حيث يعرض مسرح القاهرة للعرائس برئاسة الدكتور أسامة محمد علي، رائعة الشاعر صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوى، عرض العرائس الشهير أوبريت "الليلة الكبيرة" الذى تحرص على مشاهدته كافة أعمار الأسرة المصرية، ومن المقرر أن يعرض الأوبريت حتى نهاية برنامج هل هلالك .
وتحظى النسخة التاسعة لبرنامج "هل هلالك" برؤية فنية جديدة تعيد إحياء تراثنا الفني الذى تتميز به هويتنا المصرية، من خلال إضافة منصتين فنيتين جديدتين للبرنامج، وهما منصة "غناوي زمان" للفنان عبدالرحمن عبدالله والفنانة أمنية النجار، أما المنصة الثانية فتحمل اسم "مزيكا" يقدمها عازف الكمان الفنان عمرو درويش .
ويقام ضمن برنامج فعاليات "هل هلالك" فى نسخته التاسعة، يوميا "ركن الطفل"، الذى يشمل ورش رسم وأشغال فنية تحت إشراف الفنانة سها كحيل، وذلك طوال فترة إقامة البرنامج، بهدف الاهتمام بالطفل وتنمية مهاراته .
وانطلاقا من وصول الثقافة والفن لكل الأسر المصرية، توجه وزارة الثقافة هذا العام دعوة عامة للجمهور، لمشاهدة فعاليات النسخة التاسعة لبرنامج هل هلالك مجانا، ويستقبل مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون الجمهور يوميا فى الثامنة مساء حتى يوم ٢١ مارس الجاري .