بوابة الوفد:
2025-05-01@05:04:21 GMT

رجاء النقاش فى التسعين

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

أمس مرت الذكرى التسعون لمولد رجاء النقاش فى 23 أغسطس 1934، بعد رحيله فى 8 فبراير عام 2008. عن 74 عاما، بعد أن شكلت تجربته النقدية والصحفية والفكرية على امتداد أكثر من خمسين عاما، عالما فريدا فى مجال كتاباته فى النقد الفنى والأدبى. وفيه استخدم ببراعة لغة شعرية، اتسمت بالبساطة والعمق، وابتعدت عن التعقيد والتكلف والتقعر والمصطلحات، بما حق معه القول إن النقد الأدبى قد أصبح فى قاموسه معادلا للماء والهواء.

وربما صور ذلك لقارئه من فرط البساطة التى عاينها، أن بإمكانه أن يحذو حذوه، ويصبح كاتبا مثله. وقد عد ذلك نقلة نوعية فى حقل الكتابة النقدية، ومدرسة ساهمت فى إخراج النقد من ساحته النخبوية، إلى ساحة أكثر جماهيرية واتساعا، لا سيما ومعظم إنتاجه كان ينشر فى صحف يومية ومجلات أسبوعية، فضلا عن المنشور منها فى المجلات الشهرية العربية والمصرية وفى الكتب.

كان «النقاش» فى معركة دائمة من أجل كسب العقول. لهذا كان القارئ العادى مقصده والهدف الذى تخاطبه كتاباته. فهو يسعى دائما للتحاور معه، ليحفزه على التأمل السياسى والثقافى، والتفرقة بين ما هو غث وما هو سمين، ومراجعة الأفكار والحقائق التى تبدو راسخة من فرط الإلحاح الدعائى على رسوخها، دون مسوغ سوى غياب العقل النقدى المتقد، الذى ينهض من أجل مراجعتها، وإزالة أطنان الغبار عن المنسى منها، فى التراث الثقافى والفكرى والدينى والعلمى. وهو التراث الذى أنار ظلام العصور الوسطى، وساهم بجدارة فى صناعة الحضارة الغربية. وفى هذا السياق، كان مألوفا أن يؤرق كتاباته، التغاضى عن فكرة خيمت على عقله ووجدانه اختصرها الفقيه ابن القيم فى قوله «أينما يكون العدل، فثم شرع الله».

فى تجربته الصحفية نجح نجاحا مبهرا، فى أن «يصنع من الفسيخ شربات». وفى بداية السبعينيات الماضية، تولى رئاسة تحرير مجلة الشباب التى كانت تصدر عن أمانة الدعوة والفكر فى الاتحاد الاشتراكى، فحولها بإمكانيات ضئيلة، من مجرد نشرة تعبوية ودعائية، إلى مجلة ثقافية عامة شديدة الإمتاع والعمق، تحفل بالتنوع والجديد الدائم. وعلى صفحاتها نشر نجيب محفوظ الفصل الأول من روايته الحب تحت المطر. كما نشر أول حديث يجرى فى الصحافة المصرية مع ياسر عرفات بعد النكسة، وصفحات من التاريخ المصرى، تثبت دروسه فى أجواء النكسة، أن الهزيمة ليست سوى مجرد فصل من فصول هذا التاريخ، وأن الانتصار عليها آتٍ لا محالة.

وكانت تجربته فى مجلتى "الإذاعة والتليفزيون" و"الكواكب" مماثلة. وعلى صفحات الكواكب قدم جيلا جديدا من الكتاب والنقاد والشعراء والقصاصين والفنانين والمطربين، شكل عماد الحركة الثقافية والإبداعية فى مصر والعالم العربى فى الثمانينات والتسعينيات. وعلى صفحاتها عرف القراء جيل المخرجين والكتاب من رواد حركة السينما الجديدة، والحركة النقدية التى واكبتها. سلك هذا الطريق فى التنقيب عن المواهب والدفع بها إلى المجال العام، والذهاب إليها حيث توجد، وإخراجها من العتمة إلى النور، كما فعل عام 1968 مع ظاهرة الشيخ إمام ونجم، ليس بسبب بداهته وفطنته فقط، بل كمثقف موهوب، تملى عليه مسئوليته الاجتماعية والأخلاقية، أن يسلط أشعة الضوء على أجيال جديدة خدمة لمواهبها وللوطن.

ولعله كذلك الإيمان بالقدرة الخارقة التى يمتلكها الحب، الذى كان عنوانا لمسيرة رجاء النقاش الإبداعية والحياتية. ولذلك لم يكن صدفة أن يصدر كتابه عن «أبوالقاسم الشابى» بكلمة لتشكوف تقول: إن كان فى وسعك أن تحب، ففى وسعك أن تفعل أى شىء.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمينة النقاش على فكرة رجاء النقاش

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}



فى حديثى أمس عن حتمية الإتجاه غربًا !! أى الإتجاه إلى وادينا القديم !! نعم إسمه الحقيقى "الوادى القديم"، حيث كان هو الأهم من حيث البنيه الأساسية مثل طرق التجارة العالمية والمدن المنشأه على طوله من الجنوب وحتى شمال البلاد فى سيوة، حيث كانت البلاد المعروفه بطيبة ( الأقصر ) (ومنف) الجيزة، " وهليوبوليس "، جنوب الدلتا وشمال القاهرة، كل هذه المدن كانت تقع وسط " احراش "من فيضان النيل الذى  كان يغطى كامل مسطح وادى النيل شمالًا وجنوبًا، وكانت " ترتع فيه التماسيح "، فكانت الطرق المحميه بالطبيعة هى تلك المارة بواحات مصر الغربية، لذا هو " الوادى القديم " أما " وادينا الجديد " فى الحقيقة هو وادى النيل وما نراه ونعيش فيه وعليه اليوم.
أما الإطلاق لإسم " الوادى الجديد " على " واحات مصر الغربية " فكان ( مجازًا ) للمستقبل كما ( أطلق عليه ) زعيمنا العظيم الراحل "جمال عبد الناصر" !!
ظهرت كل عناصر النجاح بعد الإهتمام بالتنمية فى الوادى، وصدَّر الوادى الجديد لمصر، وللعالم (البطيخ النمسى) والأزر المصرى الممتاز والمعروف فى العالم كله، والفول والعدس، والذرة والقمح وكما قلت أمس كانت باكورة إنشاء المصانع التى تقوم على الزراعة وتوقفت برامج التنمية والإهتمام بالوادى نظرًا لظروفنا مع الإحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء، " ولخدش " الكرامة الوطنيه، والإصرار المصرى على رد تلك الكرامة مهما كان الثمن، فتوقفت برامج التنمية، وبعد إنتصار أكتوبر كان الإهتمام بالوادى إهتمام يكاد يكون شبه منعدم !!حيث إتجه الإقتصاد إلى الغرب، إلى ما سمى بالإنفتاح والإستيراد فكانت عوامل الإقتصاد هو الحصول على توكيلات أجنبيه لكل المنتجات الإستهلاكية، من طعام ومواد إستفزازيه فى الغذاء، مع الإهتمام بأن يعيش المصريون حياة البذخ، الغير مسنود على موارد حقيقية حيث لا إنتاج، ولا زراعة، ولا صناعة، وأصبح القطاع العام الذى بناه "جمال عبد الناصر" طيلة سبعة عشر عامًا، مجالًا " للنهب والتربح " من ذوى السلطة والمحسوبية، وظهر إقتصاد يقوم على العمولات، وإنتهى إقتصاد القيمة المضافة، فأصبحنا نُصَدِرْ الخامات، ونستوردها مصنعه، ففقدنا أهم شيىء فى حياتنا وهى الرغبة فى العمل، وإهتم الإقتصاد بالسمسرة والعمولات، وجلب البضائع المستفزة لعامة شعب مصر، ولكن كان النصر الذى أحرزته القوات المسلحة المصرية فى أكتوبر 1973، وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة، والإحساس بعودة الكرامة المصرية، بل الكرامة العربية هى التى تتوج الموقف المصرى فى جميع مجالات الحياة السياسية، ورغم الخطأ العظيم الذى وقع فيه الرئيس "السادات"، وهى حربة المعلنة على حقبة زعامة "جمال عبد الناصر" ( سرًا ) وفى العلانية فهو سيمشى على ( خطى جمال عبد الناصر ) هكذا قال أمام مجلس الشعب، وخرجت النكتة المصرية لكى تستكمل الجملة (بالاستيكة !! ) وكان تشجيعه للجماعات الإسلامية للوقوف ضد ماكان يطلق عليهم أصحاب "قميص عبد الناصر"، وإستفحل الأمر، فأخرج الإخوان للحياة السياسية ودعمهم بكل الوسائط فى مؤسسات الدولة وخاصة الأجهزة الأمنية إلى أن أغتالوه فى يوم عمره كله، يوم نصره، يوم عزته وعزة "مصر" كلها، يوم 6 أكتوبر 1973، أغتيل وهو يستعرض قواته المسلحة، شامخًا وسط جنوده، وإذ بأحدهم أو ببعضهم يقتلوه لكى ندخل فى نفق أخر من نظام حكم بدء مساء 23 يوليو 1952وتوالى على قيادته زعامات إعتنقت سياسات للأسف مختلفة عن بعضها البعض فكان ما وصلنا إليه !!                                                                         وللحديث بقيه.........
[email protected]

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}
  • تحويلات مرورية تزامنًا مع أعمال تجديد خطى مياه الشرب بمحور التسعين
  • وفد وزارة الاتصالات إلى الدوحة يزور بريد قطر ويطلع على تجربته ‏الناجحة ‏
  • «المحافظ» يناقش مع المدراء العامين للمصارف مواكبة خطة توفير السيولة النقدية
  • محمد سبيع السباعي… شاعر الأسر والنصر يروي تجربته في ندوة بالمكتبة الوطنية بدمشق
  • جدل تحت القبة
  • جلسة ثقافية سعودية تستعرض فن القصة القصيرة جدا وتحدياتها النقدية
  • نجلي تعرض للعقر.. عماد حسين يروي تجربته مع الكلاب الضالة
  • بلبن: الـ 140 مليون جنيه المتعلقة بالتقديرات الضريبية لا تزال قيد النقاش -(فيديو)
  • كيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان أن يعيشوا معهم بسلام