بوابة الوفد:
2024-09-13@02:47:17 GMT

ليكن موعدنا يوم الخيبة

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

هكذا ودون مقدمات، اعتدنا أن نصحو ذات صباح وظُهر ومساء على قرارات وزارية لا يذكر معلنها مبررًا منطقيا لقذفها فى وجوهنا، وفرضها فرضا على مستقبل أبنائنا، من غير رقيب ولا حسيب.. ولا راد لقضائه أو راد على غضبنا وتساؤلاتنا الحيرى. 

يقول عمنا نيتشه وأنا معه: «لا صلاح لأمة فسدت منابت أطفالها»، والمنبت هنا إنما يستند فى مجمله ومفرده على عموم ما يتلقاه الطفل من مبادئ وقيم وعلوم وأخلاق، ومفردات للحياة.

ولأننا لسنا بحاجة لدواعى فساد أكثر مما يتعرض له أبناؤنا، فى الشارع والمدرسة وعلى وسائل السوشيال وحتى فى بعض المنازل، فقد كان المعول الأخير والأمل الأقرب لدينا فى مستقبل هؤلاء، محاولين أن نبذل أقصى ما نملك من جهد ومال ووقت، علّنا نحقق من خلالهم ما فشلت أزماننا فى تحقيقه معنا.

لكن، وبجرة قلم لا يساوى الكثير، تُخط قرارات بليلٍ، وتخرج علينا لتهدم أحلامنا وأحلام أبنائنا، هكذا صرنا حقلا لما تتفتق عنه عقول المسئولين من تجارب لكن منذ متى وتلك التجارب تدرس أو تنظر قبل إعلانها؟ بل منذ متى ونحن نسمع عن تشكيل لجان «محترمة» لدراسة مقترحات تطوير العملية التعليمية، وتأخذ تلك اللجان وقتها كاملا، شهورا وربما سنوات، فقط لتخرج بقرار واحد، يناقش بعدها فى مجلس الشعب، لطرحه على ممثلى الرأى العام، ثم بعد معارضات ومناقشات، وصراخ وعويل لوسائل الإعلام والصحف و.. و.. قد يخرج وقد يتم رفضه ورده لصدور من أعلنه.. ها.. منذ متى؟ 

فى لحظات تجلٍ قرر مسئولو التربية والتعليم حذف بعض المواد الأساسية من المجموع الكلى وتحويلها بقدرة قادر إلى مجرد مواد هامشية.

نكتة مبكية، أن تتحول الفلسفة وعلم النفس واللغات الثانية، إلى مواد هامشية، أن يتحول ما يعيننا على صلف الحياة وشظف عيشها وقسوة إنسانها وآلية علومها إلى مجرد أمر ثانوى لا طائل منه، لنعود أدراجنا إلى آلاف السنوات، فنزداد جهلا، ولتربح الوزارة التى عجزت عن مجابهة غيلان ومافيا الدروس الخصوصية والسناتر، فلم تجد سبيلا سوى «اللعب» فى مستقبل أبنائنا.

تُرى هل لى بأحدهم أن يجيبنى، ماذا غير الفلسفة وعلم النفس واللغات يمكنه أن يساعد الطالب على إدراك أهدافه فى الحياة، هل يمكن للعلوم وحدها أن تساعده على إدراك ماهية نفسه وحدود حريته وواجباته ومكانته فى المجتمع والوجود عامة، وأن ترتقى بمستواه العقلى؟، ماذا غير اللغات والفنون والعلوم الاجتماعية يمكنه أن يلغى المسافات بيننا وبين الآخر، أن يوحِّد الأفراد على التواصل واكتساب المعرفة؟

منذ ما يزيد على الخمسة آلاف عام، نشأ لدينا تاريخ طويل من الأفكار المتعلِّقة بالقضايا الفلسفية، مثل قضية نشأة العالَم والصلاح والفساد، فكان الدِّين والفلسفة يتشاركان فى الإجابة عن هذه القضايا الدائمة.

وبعد مرور أكثر من مائتى سنة على البعثات التعليمية التى أوفدها محمد على إلى فرنسا، والتى ساهمت فى التكوين الفكرى لأجيال تالية، نأتى اليوم لنقطع كل ما يصلنا بالآخر، ونهيل التراب على مجهودات صانعى مصر الحديثة.

أو لم يخطر ببال صانعى القرار سؤال عن مستقبل أقسام الفلسفة وعلم النفس واللغات الثانية بالكليات؟ 

وعن فرص العمل التى قد تتوفر لهم، بعيدا عن الوساطات، بعد تلك القرارات الرائعة؟!

من لى بمجيب عن مصير ابنتى التى تدرس فى مدرسة فرنسية، هل تدركون معنى أن تعانى لسنوات طوال من دراسة معظم المواد الدراسية باللغة الفرنسية، ثم تتخرج بعد ستة عشرة عاما لتجد أن ما تحمل من لغة لا يساوى شيئا فى سوق العمل؟ 

إذن، فليكن موعدنا يوم الخيبة، إذا استمرت تلك القرارات، عند تخرج أول دفعة لم تدرس الفلسفة وعلم النفس واللغة الثانية كمواد أساسية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سمية عبدالمنعم نبضات وسائل السوشيال تطوير العملية التعليمية

إقرأ أيضاً:

تعليق مثير من رامي عباس حول مستقبل محمد صلاح

نشر رامي عباس وكيل أعمال اللاعب محمد صلاح تعليقاً مثيراً حول مستقبل الأخير في الفترة المقبل.

قال وكيل الأعمال الكولومبي على إكس إنه: "كل هؤلاء الصحافيين الذين يزعمون معرفتهم بمعلومات حصرية عن مستقبل محمد، ينشرون ادعاءات ومنشورات لا تستند إلى أي أساس على الإطلاق".

FYI - all those ‘journalists’ who imply having ‘inside information’ about Mohamed’s future are making claims/posts based on absolutely nothing. Just click-whoring. “Sources close to Mohamed” don’t exist. This post is really just to tell you that they don’t know.

— Ramy Abbas Issa (@RamyCol) September 12, 2024
وأضاف: "لا وجود لمصادر مقربة من صلاح.. مجرد روابط خادعة".
وأكمل رامي عباس قائلاً: "هذا المنشور فقط من أجل إخباركم بأنهم لا يعرفون شيئاً".
يذكر أن محمد صلاح تحدث عن مستقبله بعد مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد موضحاً: "سنرى إن كنت سأستمر أم لا، لم يتحدث معي أحد من النادي حتى الآن، لذلك فالأمر ليس بيدي".

مقالات مشابهة

  • تعليق مثير من رامي عباس حول مستقبل محمد صلاح
  • لجنة الاشغال بحثت في ملف الكهرباء بحضور فياض
  • اتحاد الجودو يدشن موسمه ببطولتي الناشئين والشباب
  • قبل بدايته| باحث يقدم روشتة الاستعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد
  • جامعة القاهرة تؤهل 50 إمامًا في الإرشاد النفسي بالتعاون مع «الأوقاف»
  • عقار للصرع يعالج الشخير أثناء النوم
  • وداعا لأجهزة التنفس.. علاج جديد قد يريح مرضى انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم
  • روشتة تأهيل الأبناء عند دخول المدرسة.. فيديو
  • خطوات تأهيل الأطفال لدخول المدرسة أول مرة.. بينها تعزيز مفهوم الالتزام
  • سعود بن صقر: رؤيتنا للمستقبل ترتكز على تمكين أبنائنا وتبني التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة