قال فريق من الباحثين إن تلوث الهواء يشكل آفة بيئية لسكان المدن منذ الثورة الصناعية، وقد ارتبط بحالات صحية، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب ومرض باركنسون.

والآن، تكشف رسوم بيانية جديدة كيف يعيش 99% من سكان العالم في مناطق ذات هواء ملوث بشكل خطير.

وصمم فريق من علماء جامعة ليدز وجامعة إدنبرة وجامعة ولاية كارولينا الشمالية ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، الرسوم البيانية من خلال دمج البيانات من المحاكاة الحاسوبية وملاحظات الأقمار الصناعية، لتقدير التركيزات المتغيرة لتلوث الجسيمات منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.



Incredible charts reveal deadly pollution levels in cities around the world over the last 160 years
ويعرف تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة، والذي يُسمى أيضا تلوث PM2.5، بأنه مزيج من الجسيمات السائلة والصلبة الصغيرة، مثل السخام أو الغبار أو الأوساخ أو الدخان. ونظرا لحجمها شديد الصغر، فيمكنها اختراق رئتينا ودخول مجرى الدم.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن لا يتجاوز متوسط التركيز السنوي لـ PM2.5 تركيزا يبلغ 5 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء.

ومع ذلك، لا يوجد حاليا مستوى آمن لتلوث PM2.5 معترف به من قبل العلم. وكان الاتجاه العام في جميع أنحاء العالم هو زيادة مستويات تلوث الهواء بشكل مطرد منذ بداية التصنيع.

ومع ذلك، تظهر الرسوم البيانية أيضا وجود تقدم كبير في مجال الحد من التلوث في السنوات الأخيرة. ففي المدن الأكثر ثراء في جميع أنحاء أوروبا الغربية، بدأت تركيزات تلوث الهواء بالجسيمات المتوسطة في الانخفاض.

وتقول الدكتورة كيرستي برينغل، الباحثة من جامعة إدنبرة التي ساعدت في تصميم هذه الرسوم البيانية: “غالبا ما يُطلق على تلوث الهواء اسم “القاتل غير المرئي”، لكن هذه الرسوم تجعل غير المرئي مرئيا. تُظهر الصور أنه من الممكن الحد من تلوث الهواء؛ فالهواء في العديد من المدن في أوروبا أصبح الآن أنظف بكثير مما كان عليه قبل 100 عام، وهذا يحسن صحتنا”.

كما توضح الرسوم البيانية كيف أدت السياسات الأكثر صرامة والتحسينات التكنولوجية، إلى تحسينات في بعض الدول الآسيوية مثل الصين، حيث انخفض التلوث بشكل حاد من ذروته في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ومع ذلك، تكشف البيانات أيضا عن التفاوتات الكبيرة في جودة الهواء في المدن حول العالم.

وشهدت مدن في آسيا الوسطى وأجزاء من إفريقيا، تدهورا سريعا في جودة الهواء بسبب النمو السكاني والتحضر والتصنيع.

كما تعاني المدن الكبرى مثل دلهي ونيروبي، من نقص اللوائح الصارمة، ما سمح للتلوث بالوصول إلى مستويات خطيرة.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تجاوزت مستويات تلوث الهواء في دلهي 100 ميكروغرام لكل متر مكعب، أي أعلى بعشرين مرة من توصيات منظمة الصحة العالمية.

ويقول الدكتور جيم ماكوايد، الباحث في جامعة ليدز والذي عمل في المشروع: “تلوث الهواء هو أحد عوامل الخطر الرئيسية للوفاة في العالم، ويُعتقد أنه يساهم في وفاة واحدة من كل 10 حالات وفاة على مستوى العالم. تظهر الرسوم أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به للحد من تعرض الناس لجودة الهواء الرديئة”.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: تلوث الهواء

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف تأثير جائحة “كوفيد” على أدمغة المراهقين

الولايات المتحدة – كشفت دراسة أمريكية أن الحجر الصحي أثناء جائحة “كوفيد-19” أثّر بشكل غير متوقع على أدمغة بعض المراهقين.

درس باحثو جامعة واشنطن زهاء 160 مسحا بالرنين المغناطيسي مأخوذة من مجموعة من الأطفال والمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عاما، جُمعت في عام 2018، ثم قارنوها بـ130 مسحا تم إجراؤه بعد الجائحة (2021-2022).

ووجدوا أن عملية تسمى ترقق القشرة الدماغية (جزء من الشيخوخة الطبيعية) كانت أكثر تقدما من المتوقع بين المراهقين في فترة الجائحة.

وفي حين يحدث ترقق القشرة الدماغية بشكل طبيعي، فقد ربطت بعض الدراسات الترقق المتسارع بالتعرض للقلق أو التوتر وزيادة خطر الإصابة بهذه الاضطرابات في الحياة.

ووجدت الدراسة اختلافات في أجزاء الدماغ التي تتقدم في العمر لدى الصبيان والفتيات. وعلى سبيل المثال، بينما كان لدى كلا الجنسين شيخوخة متقدمة في جزء العضو المرتبط بمعالجة المعلومات البصرية، شهدت الفتيات أيضا ترققا مبكرا في المناطق المرتبطة بالعواطف وتفسير الوجوه وفهم اللغة (كلها مجالات حاسمة لتسهيل التواصل الفعال).

وقالت معدة الدراسة باتريشيا كول، الخبيرة في التعلم وعلوم الدماغ في واشنطن، إن الباحثين صُدموا من مدى الاختلاف بين الصبيان والبنات موضحة: “إن الفتاة التي دخلت المختبر في سن الحادية عشرة، ثم عادت إليه في سن الرابعة عشرة، لديها الآن دماغ يشبه دماغ فتاة تبلغ من العمر 18 عاما”.

وكشفت أيضا أنها تعتقد أن جزءا من الاختلاف يعكس اعتماد الفتيات المراهقات بشكل أكبر على العلاقات الاجتماعية مقارنة بنظرائهن من الذكور.

وأضافت كول أن النتائج كانت “تذكيرا بمدى هشاشة المراهقين”، واقترحت على الآباء والأمهات إيجاد الوقت للتحدث مع أطفالهم حول تجاربهم مع جائحة “كوفيد”.

ومع ذلك، حذر بعض الخبراء من المبالغة في تفسير نتائج الدراسة.

وأشار برادلي بيترسون، طبيب الأطفال النفسي في مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس، والذي لم يشارك في الدراسة، إلى عدد من القيود، أحدها أنه على الرغم من حرص الباحثين على ربط التغييرات الدماغية بالعزلة الاجتماعية الناجمة عن الحجر الصحي، إلا أن هناك احتمالات أخرى مثل زيادة وقت استخدام الهاتف وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وقلة التمارين الرياضية.

وقال أيضا إن الترقق الملحوظ قد لا يكون شيئا سيئا، ويمكن أن “يمثل استجابة الطبيعة التكيفية في الدماغ والتي منحت مرونة عاطفية وإدراكية واجتماعية أكبر”.

نُشرت الدراسة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • سكرتير عام بني سويف يناقش الإجراءات والتدابير الوقائية للتعامل مع نوبات تلوث الهواء الموسمية
  • التعرض للهواء الملوث في الطفولة يؤثر على الشخص عند البلوغ
  • دراسة تكشف تأثير جائحة “كوفيد” على أدمغة المراهقين
  • حماد: تجاوزنا كارثة إعصار “دانيال” بجهود القوات المسلحة
  • اجتماع مشترك في عدن لمناقشة ارتفاع رسوم المدارس الخاصة وآليات ضبطها
  • هيئة التراث تكشف أسرار “المستطيلات الحجرية” في حائل
  • ندوة دولية حول تلوث الهواء والتنمية المستدامة يومي 10 و11 أكتوبر المقبل بوجدة
  • تلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بالصدفية| تحدٍ جديد للصحة العامة
  • استكمالاً لدورها الريادي في الذكاء الاصطناعي .. “تحكم” الشريك الاستراتيجي للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2024
  • “بيئة أبوظبي” تحقق أعلى مستويات النضج الإحصائي في الدورة الـ 5 من مشروع “مؤشِر النضج الإحصائي” للإمارة