الجزيرة:
2024-09-13@03:20:19 GMT

كيف تعززت شعبية نتنياهو رغم استمرار الحرب على غزة؟

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

كيف تعززت شعبية نتنياهو رغم استمرار الحرب على غزة؟

القدس المحتلة- عاد الاستقطاب ليهمين على المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي، في ظل استمرار الحرب على غزة؛ إذ تقلصت الفوارق بين شعبية أحزاب حكومة الائتلاف برئاسة بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، ومعسكر المعارضة بقيادة يائير لبيد رئيس حزب "هناك مستقبل".

وتظهر استطلاعات الرأي أن نتنياهو عزز شعبيته في أوساط الإسرائيليين ليكون الأنسب لمنصب رئيس الوزراء، كما أن حزب الليكود الحاكم وللأسبوع الثالث على التوالي تصدّر قائمة الأحزاب السياسية بالكنيست، بعد تراجع شعبيته على نحو كبير منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأظهر الاستطلاع الأسبوعي الذي نشرته صحيفة "معاريف" الجمعة، تمكّن ائتلاف حكومة نتنياهو من الحصول على 58 مقعدا، ليقلص الفارق مع الأحزاب اليهودية المعارضة التي ستحصل على 52 مقعدا، بينما ستتمثل الأحزاب العربية في 10 مقاعد بالكنيست، لو أجريت الانتخابات اليوم.

وبحسب الاستطلاع، فإن نتنياهو عاد ليعزز شعبيته في أوساط المجتمع الإسرائيلي، حيث قال 41% من الإسرائيليين ممن شملهم الاستطلاع أنهم يرون فيه الشخص الأنسب لرئاسة الوزراء، مقابل 40% لصالح رئيس "المعسكر الوطني" بيني غانتس، الذي انسحب من حكومة الحرب بسبب عدم إبرام صفقة تبادل تفضي إلى إعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

انقسام مؤجل

وفي العودة إلى السجال بين الائتلاف والمعارضة بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، أظهر استطلاع الرأي أن 56% من المشاركين يؤيدون صفقة تبادل ووقف إطلاق النار، وعبّر 27% عن معارضتهم لمثل هذا الاتفاق، بينما قال 17% إنه لا يوجد لهم موقف.

وعكست نتائج الاستطلاع نهج المراوغة الذي يعتمده نتنياهو بكل ما يتعلق بالصفقة وإعادة المحتجزين، وسعيه لإفشال المفاوضات، إذ أظهر الاستطلاع أن 51% من ناخبي أحزاب الائتلاف يعارضون إنجاز صفقة التبادل، ما يعني أن نهج نتنياهو يحظى بدعم معسكر اليمين الحاكم، بالمقابل فإن 83% من ناخبي أحزاب المعارضة يؤيدون الصفقة وإعادة المحتجزين.

وأمام هذه النتائج والمؤشرات، رأى محللون أن الاستقطاب السياسي هو وجه آخر لحالة الانقسام في المجتمع الإسرائيلي التي كانت سائدة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وغيّبت مع بدء الحرب التي حظيت بإجماع الإسرائيليين، لكن تباينت مواقفهم بكل ما يتعلق بشأن سلم أولويات الحرب وصفقة التبادل وإعادة المحتجزين.

نتنياهو خلال زيارة لجنود الاحتلال في محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة (مواقع التواصل) لا بديل عن نتنياهو

واستعرض الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أسباب صعود شعبية نتنياهو وعودة ارتفاع مقاعد حزب الليكود في استطلاعات الرأي مؤخرا، رغم إخفاق الحكومة الحالية في الأداء وعدم تحقيقها أهداف الحرب.

وعزا شلحت في حديثه للجزيرة نت، ذلك إلى غياب دور المعارضة التي لا تقدم أي بديل للرأي العام الإسرائيلي، وكذلك غياب خطاب سياسي حقيقي لما تطرحه حكومة نتنياهو والليكود، إضافة إلى دعم الإدارة الأميركية المطلق للحرب على غزة.

ولفت إلى أن العديد من مركّبات المعارضة كانت شريكة في حكومة الحرب، ولم تقدم أي شيء للمجتمع الإسرائيلي، وكل ما تطرحه هو إعادة المحتجزين، ووقف إطلاق النار ولو بشكل مؤقت، وإسقاط حكومة نتنياهو.

وأشار شلحت إلى أن الغالبية العظمى في معسكر المعارضة تؤيد وتدعم الحرب على غزة، لكنها تختلف مع حكومة نتنياهو على سلم الأولويات، وكذلك تتقاطع معها بشأن أهداف الحرب وعدم تحقيقها، خصوصا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تطرح أي بديل يمكن فرضه على المستوى السياسي.

وحيال هذه التحولات بالمشهد السياسي الإسرائيلي، وتوظيف نتنياهو الحرب على غزة كرافعة لإعادة شعبيته بصفوف الإسرائيليين، يقول الباحث إن "الرأي العام الإسرائيلي بات مقتنعا أن سياسة نتنياهو، حتى وإن كان يواصل الحرب لدوافع سياسية وأسباب شخصية، هي السياسة الأصوب، خصوصا أنه لا يوجد بالمشهد الحزبي الإسرائيلي أي بديل".

ورغم العزلة الدولية، والضغوطات على حكومة نتنياهو، وتصاعد التوتر الأمني على مختلف الجبهات، إلا أن حكومة نتنياهو "تحظى بدعم من أميركا التي لم تترد برصد المساعدات المالية وتوريد شحنات الأسلحة، إذ تعززت القناعات لدى الإسرائيليين أن أميركا داعمة للحرب، رغم ما يرشح من خلافات عبر وسائل الإعلام" وفق ما يرى الباحث.

وأشار شلحت إلى أن حكومة نتنياهو رغم الانتقادات والتحفظات على بعض سياساتها من قبل إدارة الرئيس جو بايدن، والخلافات بالعلن بين تل أبيب وواشنطن، بيد أن رئيس الوزراء يظهر للرأي العام الإسرائيلي أنه مستعد للصدام مع الرئيس الأميركي ويتحدى سياسات البيت الأبيض، الذي لم ينزع الثقة عن نتنياهو وحكومته المتطرفة.

نقطة الخلاف

الطرح ذاته تبناه المحلل السياسي عكيفا إلدار، الذي يعتقد أن أكبر إنجاز لحكومة نتنياهو هو حصولها على الدعم المطلق للحرب على غزة، حيث تمثل ذلك بالدعم العسكري والمساعدات المالية، في حين بدت الخلافات ثانوية بشأن إعادة المحتجزين ووقف مؤقت لإطلاق النار، وهو ما يبحث عنه بايدن كإنجاز لإدارته خلال الانتخابات الرئاسية.

وأوضح إلدار للجزيرة نت، أن المشهد السياسي الإسرائيلي وإن بات منقسما بين معسكرات اليمين والوسط واليسار، بيد أن مختلف الأحزاب اليهودية تجمع فيما بينها على الحرب، لكنها تختلف على الأولويات.

وأشار إلى أن المعارضة الإسرائيلية التي دعمت وبشكل واضح الإجماع الإسرائيلي على الحرب تحت ذريعة "الحرب الوجودية على البيت" عقب معركة "طوفان الأقصى"، لم تطرح أي مشروع سياسي بديل لما يروج له نتنياهو، خاصة بكل ما يتعلق في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقدر إلدار أن غالبية المجتمع الإسرائيلي يؤيدون الحرب بعد أكثر من 10 أشهر على اندلاعها، وإن طفت خلافات على السطح بشأن أولوياتها أو حتى كيفية إدارتها، ورغم النقاشات بشأن الفشل والإخفاقات.

ولفت المحلل السياسي إلى أن الخلافات بين الإسرائيليين والتي تعبر عنها المعسكرات السياسية والأحزاب، ليست بشأن "معركة الدفاع عن البيت"، كما يسميها نتنياهو، بل إن محورها الأساس هو صفقة تبادل المحتجزين لدى حركة حماس في غزة.

ويعتقد المحلل السياسي أنه في ظل غياب أي خطاب سياسي إسرائيلي لأي تسوية مع الفلسطينيين، حتى وإن كانت مرحلية، سيبقى "الخطاب المراوغ" لنتنياهو هو سيد الموقف، ويحظى بدعم من الرأي العام الإسرائيلي. ويرى أنه "في حال أبرمت صفقة تبادل فإن ذلك سيعزز قوة الليكود وشعبية نتنياهو، الذي سيتربع على العرش بلا منازع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العام الإسرائیلی حکومة نتنیاهو الحرب على غزة صفقة تبادل إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل يمكن تحقيق الأمن والسلام مع استمرار الاحتلال؟

يروج رئيس الوزراء الإسرائيلي وشركاؤه في الائتلاف الحكومي، الذين قتلوا حتى الآن أكثر من 41 ألف فلسطيني، ما يعادل أكثر من 120 ضحية يوميا منذ بدأت حرب غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، أن إسرائيل تدافع عن نفسها.

وهو يقول: «نحن محاطون بأيديولوجية دموية يقودها محور الشر الإيراني». مضيفا «أن القتلة لا يفرقون بيننا. إنهم يريدون قتلنا جميعا، يمينا ويسارا، علمانيين ومتدينين، يهودا وغير يهود، حتى النهاية».

وقد أكد في تصريحاته بعد عملية «جسر اللنبي» أن قوة الجيش الإسرائيلي هي التي تضمن بقاء إسرائيل. هذه التصريحات تحمل ثلاث رسائل لا لبس فيها. الأولى إنها تؤكد غرور القوة، وإنها الأساس في استمرار دولة العصابات الصهيونية. الثانية تسعى إلى بناء وحدة مجتمعية في مواجهة الانقسامات الداخلية، خصوصا بين العلمانيين والمتدينين. أما الرسالة الثالثة فإنها تمثل محاولة متكررة لخلط الأوراق، وتقديم مبررات لتوسيع نطاق الحرب في غزة والضفة الغربية، بإقحام إيران في حرب التحرير الفلسطينية.

ما يريده نتنياهو وحلفاؤه من ذلك هو تذويب القضية الفلسطينية في حرب دائمة، ينتهي فيها التركيز على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وفتح الباب لإقامة نظام إقليمي جديد تقوده إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة.

نتنياهو ليس وحده، بل هناك كثيرون معه في تغليب الحرب على السلام.

ويقدم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير مثالا من داخل الائتلاف الحاكم بقوله منذ أيام: «الحرب التي نخوضها ليست فقط ضد غزة وحزب الله، لكن أيضا هي حرب في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)».

كما قال إنه طلب من نتنياهو إدراج «النصر» «في يهودا والسامرة» كجزء من أهداف الحرب في غزة.

هذه التصريحات تقدم دليلا قاطعا على أن حكام إسرائيل هم الذين يتبنون أيديولوجية دموية قاتلة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المجاورة وليس العكس.

كما تقدم دليلا قاطعا على أن إسرائيل ترفض التعايش على أساس المساواة والاحترام المتبادل والتعاون مع الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة. وربما لا نبالغ إذا قلنا، إنه مع عودة العقيدة السياسية الإسرائيلية إلى جذورها الأولى، استخدام القوة في ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين واغتصاب أرضهم، التي قامت عليها الدولة بواسطة العصابات الصهيونية، فإنه ليس من الغريب أن تكون «القوة» هي محور وأساس استمرار سياسة القهر والاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.

الأيديولوجية الدموية القاتلة في حقيقة الأمر هي أيديولوجية حكومة إسرائيل الصهيونية الدينية المتطرفة.

الأكثر من ذلك والأخطر، هو أن عودة العقيدة السياسية للدولة إلى جذور نشأتها بواسطة العصابات الصهيونية، خصوصا العقيدة الدموية للإرهابي الصهيوني الأول زئيف جابوتنسكي، قد أشعلت سباقا داخل النخبة السياسية الإسرائيلية ناحية الميل للتطرف الدموي واستمرار الحرب لكسب أصوات الناخبين.

وقد وصل هذا السباق إلى أن يتبنى سياسيون يتم تصنيفهم في «تيار الوسط» مثل بيني غانتس أحد منافسي نتنياهو، رؤية قريبة جدا من نتنياهو وبن غفير وسموتريتش. بيني غانتس قال في تصريحات أخيرة في مؤتمر الحوار الأمريكي – الإسرائيلي في واشنطن (MEAD) إن: «النصر الحقيقي (يقصد في حرب غزة) هو إعادة الرهائن إلى عائلاتهم والسكان إلى ديارهم. هذا هو أساس النصر».

أما بشأن الحرب نفسها التي يزعم الجيش الإسرائيلي أنها قضت على المقاومة عسكريا؛ فقال غانتس «سيستغرق الأمر عقدا آخر من العمليات (العسكرية) في غزة، لضمان عدم قدرة حماس على إعادة بناء قوتها». ومع أن الحرب في غزة لم تنته بعد فإن غانتس يطالب بتطوير العمليات العسكرية على جبهة الشمال قائلا: «يجب أن نتحرك الآن نحو قرار نضرب فيه بشكل استباقي (في لبنان) ردا على أي انتهاك أو تهديد لحدودنا، خاصة التهديد بالتسلل إلى مدننا». وأوضح: «يجب أن نضمن أن يتمكن السكان (النازحون من شمال إسرائيل) من العودة إلى ديارهم. يمكننا تحقيق هذا الهدف، حتى لو كان ذلك يعني الإضرار بلبنان نفسه.

لسوء الحظ، لا أرى طريقة أخرى». وقال إن قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي كان من المفترض أن ينهي حرب لبنان الثانية، قد عفا عليه الزمن الآن». هذه الإشارة من جانب غانتس تعني دعوة صريحة إلى انتهاك قرار مجلس الأمن المذكور، وفتح الباب لحرب عدوانية شاملة ضد لبنان.

ومن الواضح تماما في الوقت الراهن أن فرص التوصل إلى اتفاق لإنهاء حرب غزة أصبحت منعدمة تقريبا، وأن إسرائيل تواصل ارتكاب مذابح قتل الفلسطينيين الأبرياء كل يوم.
شركاء الائتلاف الحاكم حريصون أشد الحرص على استفزاز الدول والشعوب المجاورة
وفي الوقت نفسه فإن شركاء الائتلاف الحاكم حريصون أشد الحرص على استفزاز الدول والشعوب المجاورة، بما فيها تلك التي ترتبط معها باتفاقيات للسلام. العلاقات مع الأردن تزداد سوءا، خصوصا مع انتهاك حرمة المسجد الأقصى يوما بعد يوم، واستخدام إجراءات قمعية على خط الحدود الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية بدعوى مكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات. كما أن العلاقات مع مصر تزداد احتقانا بسبب احتلال محور فيلادلفيا بواسطة القوات الإسرائيلية بأسلحتها الثقيلة من المدفعية والمدرعات، وغارات الطيران الإسرائيلي التي لا تتوقف بالليل أو النهار.

كما أن الاستفزازات ضد مصر لا تتوقف عند حدود اتهامها بالمسؤولية عن تهريب الأسلحة إلى غزة، وإنما تتضمن أيضا تغيير الحقائق على الأرض بتدمير منشآت معبر رفح على الجانب الفلسطيني، وإقامة تحصينات عسكرية دائمة على محور فيلادلفيا، وهو المفترض ان يكون منطقة عازلة منزوعة السلاح.

ويرى كثيرون في مصر أن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الأركان المصري إلى القوات الموجودة على الجانب المصري قبالة المحور، كان الغرض منها هو امتصاص غضب الجنود، وتأكيد تصميم مصر على إلزام إسرائيل باحترام بنود معاهدة السلام، بما فيها حظر وجود قوات إسرائيلية ثقيلة التسليح على طول المحور.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد عقد اجتماعا للحكومة الأمنية الإسرائيلية على أرض محور فيلادلفيا تم فيه التصويت لصالح خطة البقاء عسكريا في المحور ونقل معبر رفح إلى داخل إسرائيل.

وأعلن فيه أن القوات الإسرائيلية لن تنسحب من هناك لا بعد 42 يوما ولا 42 عاما. وأعاد التأكيد على ذلك في المؤتمر الصحافي العبري الذي عقده يوم 2 من الشهر الحالي، وفي كل تصريحاته اللاحقة. وقد أضاف وزير المالية سموتريتش خطا أحمر آخر يعارض الانسحاب من «محور نتساريم» الممتد في وسط غزة، من الحدود إلى البحر.

إن البيانات السياسة الصاخية لن تنهي الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، كما لن تنفع صيحات الاحتجاج الدبلوماسية، ولا المؤتمرات والقرارات الدولية.

هذا لا يعني التقليل من شأن هذه الأدوات في الدبلوماسية الرسمية والشعبية، لكنه يعني أنها مجرد عوامل مساعدة. أما العوامل الرئيسية الفاعلة فإنها تلك التي تستهدف إجبار إسرائيل على الانسحاب من الأرض المحتلة. هذا يستلزم ألا يكون الفلسطينيون وحدهم، وأن يواجهوا القوة الإسرائيلية بما استطاعوا من القوة، وأن يواجهوا الوحشية الإسرائيلية بالصمود، وأن يواجهوا دبلوماسية الكذب ومحاولات تغيير الحقائق بإعادة التأكيد على التمسك بحقوقهم الشرعية، وعلى رأسها الحق في الدولة.

إسرائيل لن تنجح أبدا في خلق وضع آمن مع استمرار الاحتلال

إن ما يحدث الآن في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة وفي شمال إسرائيل، يؤكد أن إسرائيل لن تنجح أبدا في خلق وضع آمن مع استمرار الاحتلال، وأن الخيار اليوم أو غدا هو بين تحقيق الأمن أو استمرار الاحتلال، وأن حصول إسرائيل على كل منهما في وقت واحد مستحيل.

فلتجعل مقاومة الاحتلال من إسرائيل دولة فاشلة، عاجزة عن حماية ما تقول عنه إنها حدودها مع العالم الخارجي. ولتجعل منها دولة فاشلة في توفير «الأمان» لمواطنيها، خصوصا على خطوط المواجهة وخطوط التماس مع الاحتلال. ولتجعل منها دولة فاشلة في تحييد أثر الإسراف في الإنفاق العسكري على مستوى الرفاهية المتاح لمواطنيها. ولتجعل منها دولة تكون شرعيتها محل تساؤل في نظر مواطنيها وفي نظر العالم كله.

ولتجعل المقاومة الفلسطينية من أيديولوجية إسرائيل العدوانية العنصرية موضوعا لسخرية شعوب العالم، خصوصا «الجيل زد» صانع المستقبل، الذي يقود موجات الاحتجاج ضد الوحشية الإسرائيلية وضد حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.

«الجيل زد» الذي يرفع علم فلسطين، ويفخر بارتداء الكوفية الفلسطينية، ويفرح بالغناء والرقص والموسيقى بصحبة التراث الفلسطيني في احتفالات التخرج ومهرجانات الجامعات في كل أنحاء العالم، يزعزع شرعية سياسة إسرائيل، وينسف كل الأكاذيب التي ترددها الحكومة الإسرائيلية ومعها اليمين المتطرف في الولايات المتحدة والعالم، ويرفض زعم أنها تدافع عن نفسها في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان.

إسرائيل دولة محتلة، ولن تستطيع أن تحصل على الأمن مع الاحتلال. ولن يزول الاحتلال بالتواطؤ مع المحتل أو إثابته، وإنما يزول الاحتلال بالمقاومة.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • أميرة الفاضل: صنعنا “حميدتي” .. وتمدده مسؤولية حكومة الثورة
  • «إعلام إسرائيلي»: مشادة في مكتب نتنياهو بشأن أزمة نقص الأماكن في السجون
  • حكومة غزة: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة وحشية فظيعة في مدرسة “الجاعوني”
  • تحذير إسرائيلي من خطر يهدد اتفاقيات السلام بسبب حكومة نتنياهو
  • الجارديان: موقف ترامب أثناء المناظرة الرئاسية يثير القلق بشأن استمرار دعم أوكرانيا
  • هل يمكن تحقيق الأمن والسلام مع استمرار الاحتلال؟
  • بسبب ترامب وهاريس.. انشقاق بين حكومة نتنياهو والمعارضة الإسرائيلية
  • ليبرمان يتوقع توسيع حكومة نتنياهو وإقالة غالانت وهاليفي
  • وردنا من صنعاء.. بيان هام للمجلس السياسي بشأن المجزرة الوحشية التي اسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى
  • ائتلاف المالكي:حكومة السوداني تكذب بشأن جدولة إنسحاب القوات الأمريكية من العراق