الحرة:
2024-12-18@20:43:04 GMT

يشربون مياه آسنة.. أوامر الإخلاء تحاصر سكان غزة

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

يشربون مياه آسنة.. أوامر الإخلاء تحاصر سكان غزة

تسببت ملاحقة إسرائيل المتواصلة لمسلحي حماس في الضغط على المدنيين الفلسطينيين الذين باتوا محاصرين في مناطق صغيرة في قطاع غزة، مما يزيد المخاوف بشأن تفشي الأمراض وتدهور الظروف المعيشية بالتزامن مع تضرر أو تدمير العديد من البنية التحتية الرئيسية المعنية بتوفير المياه في القطاع.

وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" فقد كان قطاع غزة يعتبر من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم قبا اندلاع الحرب، لكن المساحات المخصصة لنحو مليوني نسمة من سكان القطاع تقلصت اليوم بشكل كبير نتيجة النزاع.

في الأسابيع الأخيرة، وسعت إسرائيل هجومها ضد حماس في غزة ليشمل أحياء كانت تعتبر سابقا مناطق آمنة، يقول الجيش الإسرائيلي إن مسلحي حماس يختبئون فيها، مما يضيق الخناق على المدنيين ويجبرهم على التكدس في أجزاء أصغر من القطاع.

حتى الآن هذا الشهر، أصدرت القوات العسكرية الإسرائيلية ما لا يقل عن تسع أوامر إخلاء تشمل مناطق حددتها سابقا كمناطق إنسانية.

وتقدر الأمم المتحدة أن هذه التوجيهات أثرت على أكثر من 200 ألف شخص، مما يعني أن سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة محصورون الآن في منطقة تقدر بنحو 24 كيلومترا مربعا.

من شأن تقلص المساحة التي يمكن للفلسطينيين اللجوء إليها أن يزيد من المخاوف من تفشي الأمراض وتفاقم الأوضاع المعيشية والمزيد من الضغط على المرافق الموجودة، وفقا لمسؤولة السياسات في منظمة أوكسفام الخيرية التي تعمل في قطاع غزة بشرى الخالدي.

وكانت إسرائيل حذرت مرار من أن مسلحي حماس يستخدمون منطقة إنسانية تُعرف باسم "المواصي" لشن هجمات صاروخية وإعادة التمركز.

وتسببت الضربات الجوية الإسرائيلية في سقوط ضحايا مدنيين في المنطقة، مما دفع بعض الفلسطينيين إلى الاستنتاج بأنه لا يوجد جزء من القطاع آمن.

وقالت القوات الإسرائيلية إن "إحدى التدابير لتقليل الأضرار المدنية هي إخلاء السكان المدنيين من مناطق القتال"، لكنها لم ترد على طلب للتعليق حول التأثير الإنساني لتقليص المساحة المخصصة للمدنيين.

ولتجنب المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين، طلبت إسرائيل من المدنيين التكدس في جزء أصغر من منطقة المواصي، وهي منطقة تقول منظمات الإغاثة إنها مليئة بالفعل بالفلسطينيين الذين يعيشون في الخيام، في ظل نقص حاد في البنية التحتية الطبية والطعام ومياه الشرب النظيفة.

تقول دعاء أبو دقة، البالغة من العمر 35 عاما والتي تعاني من إعاقة، إنها انتقلت مؤخرا إلى منطقة المواصي بعد تلقيها أمر إخلاء، لكنها عادت بعد أسبوع فقط إلى مخيم بالقرب من مدينة خان يونس جنوب غزة.

وأشارت أبو دقة إلى أن إعاقتها جعلت من التنقل المتكرر حول القطاع أمرا صعبا للغاية، مضيفة بالقول: "لقد سُرق كرسيي المتحرك، ويجب عليّ العثور على سيارة في كل مرة يُطلب منا الإخلاء، وهو أمر غير متاح".

وتابعت أبو دقة أنه "في بعض الأحيان يجب أن يجري حملي، لكي أتمكن من الهروب من الموت".

لا مياه للشرب

بالمقابل تؤكد الأمم المتحدة وهيئات دولية أخرى، تعرض العديد من منشآت المياه للتدمير أو الأضرار نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مما زاد من معاناة السكان المدنيين، وأدى إلى مخاطر انتشار الأمراض.

وتنقل شبكة "سي إن إن" عن منظمة أوكسفام القول إن كمية المياه المتاحة في غزة تبلغ 4.74 لتر من الماء لكل شخص يوميا، مضيفةً أن هذا الرقم "أقل بقليل من ثلث الحد الأدنى الموصى به في حالات الطوارئ".

واتهمت المنظمة الدولية غير الربحية إسرائيل باستخدام المياه كـ"سلاح حرب"، قائلة إن الفلسطينيين في غزة "ليس لديهم مياه للشرب تقريبا، ناهيك عن الاستحمام والطهي والتنظيف."

وتسببت الحرب على غزة في تقليص إمدادات الوقود والكلور وقطع الغيار، مما أعاق إنتاج المياه وتنقيتها وضخ مياه الصرف الصحي، وفقا للأمم المتحدة.

وقالت مجموعة "WASH"، التي تقودها الأمم المتحدة وتنسق الجهود الإنسانية في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة، إن حوالي 70 في المئة من جميع منشآت المياه والصرف الصحي في غزة دمرت أو تضررت.

وسجلت وزارة الصحة في غزة أكثر من 1.7 مليون حالة من الأمراض المعدية، حيث وُجدت آثار لفيروس شلل الأطفال شديد العدوى، الذي ينتقل من خلال البراز والمياه أو الطعام الملوث، في طفل يبلغ من العمر 10 أشهر في مدينة دير البلح وسط غزة في وقت سابق من هذا الشهر.

وقالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن الطفل أصيب بالشلل لاحقا نتيجة لذلك.

وتقول الشبكة إن منظمة الصحة العالمية اكتشف وجود آثار للفيروس في عينات من مياه الصرف الصحي في غزة في يوليو، مما يعرض آلاف الفلسطينيين لخطر الإصابة بمرض يمكن أن يتسبب في الشلل.

يقول علاء رياض، الرجل البالغ من العمر 42 عاما، إنه يضطر للسير عدة كيلومترات يوميا تحت أشعة الشمس الحارقة من أجل جلب الماء لعائلته في بيت لاهيا شمالي غزة.

ويضيف رياض، الذي قُتلت زوجته و18 من أقاربه جراء القصف الإسرائيلي قبل عدة أشهر، "لقد وجدنا ديدان في الماء أكثر من مرة، لكن ماذا يمكننا أن نفعل".

في الأسبوع الأول من الحرب، اضطر سعيد المدهون، منسق الاستجابة للطوارئ لدى وكالة "كير" للإغاثة الدولية، إلى الفرار مع عائلته من هجوم إسرائيلي بالقرب من منزلهم في مدينة غزة، والذي دُمر لاحقًا جراء القصف.

يعيش المدهون حاليا في ظروف بائسة في دير البلح مع زوجته وخمسة من أطفاله، الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و13 عاما، لا يتوفر لهم سوى 20 لتر من الماء يوميا، أي أقل من الحد الأدنى البالغ 3 لترات للشخص الواحد المطلوب للعيش، وفقا لليونيسف.

يقول المدهون إن "معظم المياه التي نحصل عليها غير صالحة للشرب... وغالبا ما تكون ذات طعم مالح أو معدني." وأضاف: "رأيت أطفالا يشربون من برك المياه الآسنة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترحيب أممي بالتزام «الحكومة السورية» بحماية المدنيين

نيويورك (وكالات)

أخبار ذات صلة مقتل 12 ألفاً و799 طالباً فلسطينياً منذ بدء الحرب الأمم المتحدة: ملتزمون بمواصلة دعم جميع الجهود لترسيخ أمن لبنان

رحب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أمس، بالتزام حكومة تصريف الأعمال في سوريا بحماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني.
 كما رحب بالاتفاق الذي تم، أمس الأول، بين الأمم المتحدة وسوريا بشأن ضمان منح الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية عبر جميع المعابر الحدودية، واختصار البيروقراطية بشأن التصاريح والتأشيرات للعاملين في المجال الإنساني، وضمان استمرارية الخدمات الحكومية الأساسية، بما في ذلك الصحة والتعليم، والاضطلاع في حوار حقيقي وعملي مع المجتمع الإنساني الأوسع.
وشدد غوتيريش على ضرورة أن يحتشد المجتمع الدولي خلف الشعب السوري، في الوقت الذي يغتنم فيه الشعب السوري الفرصة لبناء مستقبل أفضل.
وفي السياق، أعرب مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، أمس، عن شعور مشجع بعد اجتماعات عقدها في دمشق مع السلطات الجديدة، مشيراً إلى وجود أساسٍ لزيادة الدعم الإنساني الحيوي. وقال توم فليتشر على «إكس»، إن هناك لحظة أمل حذر في سوريا.
وأضاف «لدي شعور مشجّع بعد اجتماعاتي في دمشق، بما في ذلك مناقشات بنّاءة مع قائد الإدارة الجديدة، لدينا أساس لزيادة طموحة للدعم الإنساني الحيوي».
في غضون ذلك، قدّرت الأمم المتحدة، أمس، أن مليون لاجئ سوري قد يعودون إلى بلدهم بين يناير ويونيو 2025. وقالت ريما جاموس إمسيس، مديرة مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال مؤتمر صحافي في جنيف «نتوقع الآن رؤية حوالى مليون سوري يعودون بين يناير ويونيو من العام المقبل. وأضافت متوجهة إلى الدول المضيفة «لا عودة قسرية» لملايين السوريين الذين فرّوا من البلاد التي مزقتها الحرب.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، سارع الكثير من الدول الأوروبية بشكل خاص، إلى تعليق درس طلبات لجوء السوريين، بينما دعت الأحزاب المناهضة للهجرة إلى إعادتهم إلى سوريا.
وقالت ريما جاموس إمسيس: «ما نقوله إلى الحكومات التي علقت إجراءات اللجوء، هو الاستمرار في احترام حق الوصول إلى الأراضي لتقديم طلب اللجوء، ولكن منحنا أيضاً، وللاجئين السوريين، الوقت لتقييم ما إذا كانت العودة آمنة». وتمكنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من نشر موظفين على الحدود لمحاولة حصر العائدين إلى بلدهم أو المغادرين منها.
وفي السياق، أكد رئيس الآلية الدولية المحايدة والمستقلة التابعة للأمم المتحدة روبرت بيتيت، أمس، أهمية تحقيق العدالة والمساءلة بقيادة سورية، باعتبارهما «عنصرين أساسيين» في عملية الانتقال السياسي في سوريا وبناء مجتمع قائم على سيادة القانون.  وأضاف بيتيت في مؤتمر صحفي في جنيف أن الشعب السوري أظهر التزاماً واضحاً بالسعي لتحقيق العدالة ما يجعل المساءلة جزءاً لا يتجزأ من أي حل سياسي شامل.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يُنذر سكان منطقة البريج بالإخلاء "قبل الهجوم"
  • ترحيب أممي بالتزام «الحكومة السورية» بحماية المدنيين
  • إندبندنت: إسرائيل تستخدم المياه كسلاح في غزة والأضرار مروعة
  • الجيش الإسرائيلي سيمنع سكان شمال غزة من العودة لمنازلهم
  • عاجل | مراسل الجزيرة: دبابات إسرائيلية تحاصر عائلات فلسطينية نازحة وسط إطلاق نار مكثف في منطقة المواصي غربي مدينة رفح
  • إدانة إسلامية لقرار الاحتلال التوسّع في الاستيطان بالجولان.. العدوان الإسرائيلي يبيد 10 % من سكان قطاع غزة
  • تقرير: ربع سكان إسرائيل يعيشون الفقر ويعانون من انعدام الأمن الغذائي
  • توسع حدودها عبر الاحتلال.. تركيا تدين خطط إسرائيل مضاعفة عدد سكان الجولان المحتل
  • تنديد عربي بخطة إسرائيل مضاعفة عدد سكان الجولان
  • "تنديد عربي" بخطة إسرائيل مضاعفة عدد سكان الجولان