سلط موقع متخصص بأزمة المياه الضوء على المشاكل المتعددة الطبقات في الوصول إلى المياه باليمن الذي يشهد صراعا مذ عقد من الزمان ويواجه واحدة من أشد الأزمات الإنسانية حدة في العالم.

 

وفي حوار أجراه موقع water cissues"" مع مالوجورزاتا بيترزاك، منسقة العمل الإنساني البولندية وترجم أبرز ما جاء فيه إلى العربية "الموقع بوست" قالت إنه "في قلب اليمن، حيث لم يتوقف الصراع منذ عقد من الزمان، أصبح الماء موردًا أثمن من أي شيء آخر، مؤكدة أن الوصول إليه هو الذي يحدد حياة وصحة الناس في هذا البلد الذي مزقته الحرب، خاصة في المناطق التي تحوي مخيمات النازحين.

 

تضيف بيترزاك "الحديث عن اليمن مهم للغاية بالنسبة لنا، خاصة وأن الصراع هناك مستمر منذ 10 سنوات ويبدو أن العالم بدأ ينسى الأمر تدريجيًا. ما نتحدث عنه اليوم - الوصول إلى المياه - هو أحد أصعب المشاكل التي يواجهها شعب اليمن". مشيرة إلى أن اليمن يقع في منطقة مناخية استوائية جافة ولديها موارد مائية محدودة للغاية. يعتمد السكان على المياه الجوفية والآبار، ويحاولون جمع مياه الأمطار لري حقولهم.

 

وأكدت أن الصراع المسلح يعمل على تفاقم المشكلة، حيث يدمر القصف البنية التحتية الرئيسية وتتضرر أو تدمر أنظمة إمدادات المياه المحلية، مما يؤدي إلى وضع لا يستطيع فيه الناس الوصول إلى المياه النظيفة، ناهيك عن غسل أو ري الحقول. الوضع كارثي ويؤثر على المزيد والمزيد من الناس.

 

وتابعت "لقد أثر الصراع المسلح بشكل مباشر على توافر المياه، وذلك من خلال تدمير البنية التحتية في المقام الأول، ونتيجة لذلك، أصبح العديد من الناس الآن غير قادرين على الوصول إلى الموارد، وغالبًا ما يتعين توصيل المياه بواسطة شاحنات البراميل، (صهاريج) وهو حل مؤقت وغير مستقر".

 

وأردفت بيترزاك أن من بين المناطق التي تعاني من أكبر مشاكل المياه، تبرز مأرب بالتأكيد. إنها منطقة تقع في الصحراء، مما يحد بشكل طبيعي من الوصول إلى المياه. يوجد خزان مياه هنا، لكن موارده لا تكفي لتلبية احتياجات جميع سكان المدينة والقرى المحيطة. تتفاقم المشكلة بسبب حالة قنوات المياه، التي أصبحت متداعية وغير صالحة للاستخدام في كثير من الأحيان.

 

وأجرت منظمة العمل الإنساني البولندية مؤخرًا تقييمًا للاحتياجات في المنطقة ووجدنا أن العديد من السكان الذين يعيشون على طول هذه القنوات، وخاصة على بعد ستة أو سبعة أو ثامن كيلومتر من الخزان، ليس لديهم إمكانية الوصول إلى المياه. هذه القنوات مهملة ومغلقة بالنفايات التي تحملها الفيضانات، مما يجعل الوضع أكثر صعوبة.

 

 

وذكرت أنه على المدى البعيد، تحتاج البنية التحتية للمياه إلى الإصلاح وإعادة البناء. وبدون حلول دائمة، بمجرد اكتمال المشروع الإنساني، قد يُترك السكان مرة أخرى بدون وصول إلى المياه. ولهذا السبب فإننا نركز بشكل كبير على التدابير التي توفر الدعم الطويل الأجل، والأساليب مثل: توصيل المياه بواسطة شاحنات البراميل لا يمكن أن توفر سوى حل مؤقت.

 

وأشارت إلى أن هناك منطقة أخرى تحتاج إلى الاهتمام أيضًا وهي الجوف، الواقعة في شمال البلاد وتحدها المملكة العربية السعودية. وهي منطقة صحراوية حيث المصدر الوحيد المحتمل للمياه هو الموارد الجوفية.

 

وأوضحت أن توصيل المياه بواسطة شاحنات البراميل مكلف للغاية بالنسبة للمجتمعات بسبب المسافات الطويلة المعنية. وخلال تقييم الاحتياجات، لاحظنا أن بعض السكان يعيشون على بعد 35 كيلومترًا من نقطة المياه.

 

وأظهر التقييم الذي أجرته منظمة العمل الإنساني البولندية في مايو/أيار 2024 أن هناك حاجة إلى تحسين البنية التحتية للمياه الحالية. مشيرة إلى اجرائها مؤخرًا تقييمًا للاحتياجات في 10 مخيمات في مأرب، حيث وجدنا أن الوصول إلى المياه لا يزال يشكل حاجة كبيرة.

 

وخلصت مالوجورزاتا بيترزاك، منسقة العمل الإنساني البولندية إلى القول "بناءً على تجربتي في اليمن، فإن الوضع معقد وديناميكي، حيث لا يزال الصراع يؤثر بالتأكيد على حياة العديد من الناس، ونتيجة لذلك فإن الحاجة إلى المساعدة الخارجية لا تتضاءل. في رأيي، تكمن المشكلة الكبرى في التمويل، الذي يتناقص عامًا بعد عام، في حين يحد من قدرتنا على تقديم المساعدة، بما في ذلك توفير الوصول إلى المياه".

 

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مأرب المياه نازحون الصراع الوصول إلى المیاه البنیة التحتیة

إقرأ أيضاً:

بسبب هذه المشكلة.. "تسلا" بصدد استدعاء عدد كبير من سياراتها

أعلنت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، في بيان يوم الجمعة، أن شركة تسلا للسيارات الكهربائية المملوكة من قبل إيلون ماسك، بصدد استدعاء 376241 سيارة في الولايات المتحدة بسبب مشكلات في برمجيات نظام التوجيه المعزز، قد تزيد من خطر وقوع حوادث.

وقالت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة إن المشكلة ناتجة عن فشل محتمل في برنامج دعم التوجيه المعزز، مما قد يؤدي إلى زيادة الجهد المطلوب لتوجيه السيارة ويرفع من خطر وقوع الحوادث.

ويشمل الاستدعاء سيارات تسلا موديل 3 سيدان 2023 وموديل واي كروس أوفر متعددة الاستخدامات التي تعمل بإصدارات برمجيات قديمة.

ويأتي هذا الاستدعاء بعد تحقيق استمر عاما أجرته الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة بعد تلقي شكاوي من مالكي سيارات تسلا بشأن مشكلات في التوجيه.

وقد يؤدي استخدام إصدار أقدم من البرمجيات إلى زيادة الجهد الكهربائي مما يسبب إجهادا زائدا لمكونات محرك الدفع على لوحة الدائرة المطبوعة للمساعدة الإلكترونية لنظام التوجيه المعزز.

ويمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان دعم التوجيه المعزز عندما تتوقف السيارة ثم يتسارع مرة أخرى.

وقد يتطلب فقدان الطاقة إلى بذل جهد أكبر من جانب السائقين للتحكم في السيارة، خاصة عند السرعات المنخفضة، مما يزيد من خطر وقوع حوادث.

مقالات مشابهة

  • رغم المشاكل والأزمات.. إعلامي يعلق على مباراة الأهلي والزمالك
  • عدن.. رمضان تحت نار الغلاء..ارتفاع الأسعار يفاقم معاناة المواطنين
  • اتلانتك: كيف يمكن لترامب أن يحبط تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر من قبل الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • وقف المساعدات الأمريكية يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
  • بسبب هذه المشكلة.. "تسلا" بصدد استدعاء عدد كبير من سياراتها
  • مواليد 3 أبراج يعبرون عن مشاعرهم بعفوية.. «سبب وقوعهم في المشاكل»
  • الإطار التنسيقي مهدد بـالتفكك والسبب الصراع على رئاسة هيئة الحشد - عاجل
  • دراسة: كمية المياه التي تفقدها الأنهار الجليدية تعادل ما يستهلكه سكان العالم في 3 عقود
  • كوريا الجنوبية والصراع الهادئ بين البوذية والمسيحية
  • كيف استطاع السيد نصر الله وضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي؟