بدأ الاتحاد الأوروبي صياغة خطة تستهدف وقف المواجهة المسلحة في السودان، التي بدأت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، قبل تلويح بفرض عقوبات محتملة على الأطراف المعطلة لإنهاء الأزمة في السودان.

الاتحاد الأوروبي ليس له موقف موحد من القضايا الإفريقية

وتأمل دول الاتحاد الأوروبي أن تنتهي من خطة التحرك بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل، بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي ودول "إيغاد"، بعد استضافة أحزاب سياسية سودانية خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.

ونهاية يوليو (تموز) الماضي، كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية، أن الاتحاد الأوروبي يضع إطار عمل مخصص للعقوبات في السودان، كي يستهدف في النهاية الأطراف الفاعلة الرئيسية في الحرب الدائرة هناك، وذلك بحظر سفر وتجميد أصول وحسابات مصرفية.

تقرير: مبادرة إنهاء حرب #السودان "عنوان عريض دون مضمون" #تقارير24https://t.co/Q2ou2m19gu pic.twitter.com/QXhGEJqR9Z

— 24.ae (@20fourMedia) August 7, 2023 وبحسب ما قالت المصادر الأوروبية فإن "وضع النظام يجب أن يكون بمثابة رادع لقادة الحرب في السودان.. إنه تحذير أخير". تحرك متأخر

في اتصال مع 24 يقول الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور: "هناك استشعار لدى الاتحاد الأوروبي عموماً، وفرنسا على وجه الخصوص بأن مساحة النفوذ الإفريقي باتت تتقلص لحساب قوى أخرى مثل الصين وروسيا تحديداً".

وأضاف "التحرك الأوروبي تجاه السودان جاء متأخراً جداً، الصراع هناك مضى عليه قرابة أربعة أشهر، وقد أتى على الأخضر واليابس (كل شيء)، ولو تقدم الاتحاد الأوروبي مبكراً ربما كانت فرصتهخ أفضل"

السودان .. الحل سياسي

https://t.co/8gGkdKeovs pic.twitter.com/pYlAULeRID

— 24.ae (@20fourMedia) August 2, 2023 وأشار العمور إلى أن "الاتحاد الأوروبي يحاول البحث عن منفذ في السودان، وأي خطة إذا لم تكن مدعومة ولديها أوراق ضغط لن يكتب لها النجاح، وقد رأينا مفاوضات جدة كيف أخفقت، وبالتالي الغاية من التدخل البحث عن دور للتكتل في القارة الإفريقية عموماً وفي السودان خصوصاً".
ونوه المحلل السياسي إلى أن "الاتحاد الأوروبي ليس له موقف موحد من القضايا الإفريقية، فمثلاً في حين تدعم فرنسا تدخلاً عسكرياً في النيجر ترفض إيطاليا هذا التدخل، والأمر ذاته بالنسبة للسودان"، مضيفاً "الاتحاد الأوروبي يريد حلولاً سياسية من دون تدخل عسكري في السودان، وبلا صدام مباشر مع روسيا والصين". خيارات محدودة  يقول العمور إن "الاتحاد الأوروبي يرغب، لكن ليس لديه النية الحقيقية، والرغبة لا تكفي وحدها إذا لم تكن هناك أدوات ضغط، والعقوبات خيار فاشل، وقد تم تجريبها من قبل ولا يوجد مصالح مباشرة لقوات الدعم السريع أو للجيش في أوروبا، لنقول يمكن تجميد حساباتها أو معاقبتها".

الاتحاد الأوروبي: نظام رادع وتحذير أخير لقادة الحرب في #السودان

https://t.co/MbthDTot3u

— 24.ae (@20fourMedia) July 25, 2023 وأضاف "الأهم أن أثر العقوبات لن يطال إلا الشعوب، والقادة يتجاوزون العقوبات ويلتفون عليها، ولا أعتقد أن الأطراف السودانية قد تستجيب لأية خطة أو عقوبات، طالما أن كل طرف يرى أنه صاحب الشرعية، وأنه قادر على حسم المواجهة". كارثة إنسانية

وأدت الحرب منذ اندلاعها في السودان قبل 16 أسبوعاً الى مقتل قرابة 4 آلاف شخص، وتشريد ما يزيد عن ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها.

وتوجد آلاف الجثث في الشوارع، ما يمنع من إحصاء الضحايا بشكل صحيح ويشكل خطراً صحياً، و لا يبدو أن هناك أي خط جبهة بين الطرفين اللذين يقصفان يومياً مناطق مختلفة.

ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان)، تشكو منظمات الإغاثة الإنسانية من عدم قدرتها على الوصول إلى الناس لمساعدتهم، وتتهم البيروقراطية السودانية بعرقلة حركتها.ويشهد الوضع الصحي في البلاد مزيداً من التدهور يوماً بعد يوم.. فبالإضافة الى الحرب، يتعين على الـ48 مليون سوداني الآن التعامل مع الجوع والفيضانات، وما تجلبه معها من أوبئة من الملاريا الى الكوليرا.

وتشير منظمة الصحة الدولية إلى أن "أكثر من 40 % من السكان يعانون من الجوع، أي ضعف عدد العام الماضي"، هذا فضلاً عن "نقص الأدوية والتجهيزات الصحية والكهرباء والماء".

وحذرت رئيسة بعثة الأمم المتحدة الانسانية في السودان كليمانتين نكوتا سلامي من مصير ملايين اللاجئين في السودان، وقالت "ينبغي أن يتمكنوا من الهرب من المعارك في أمان".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أحداث السودان الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی فی السودان

إقرأ أيضاً:

الصراع الروسي الأوكراني يدخل السنة الرابعة.. هل العالم على شفا حرب نووية؟

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع، يعود شبح الحرب الباردة إلى الواجهة مع تصاعد غير مسبوق للتهديدات النووية التي تعيد رسم الأمن العالمي.

تعليق اتفاقيات ضبط التسلح 

وعرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرا بعنوان «العالم على حافة الهاوية النووية.. تصعيد غير مسبوق في سباق التسليح»، إذ انفلت عقال ضبط التسلح النووي لأول مرة منذ الحرب الباردة، مع تعليق لعمل بمعاهدة نيوستارك بين موسكو وواشنطن في فبراير 2023.

روسيا ترد بعقيدة نووية جديدة 

ومن ثم، يكمن الخطر الأكبر في التآكل المتسارع لنظام الحد من الأسلحة النووية، ولم تنتظر موسكو طويلا للرد على سماح الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضربها، إذ وقَّع مرسوم العقيدة النووية الجديدة للبلاد، ما أثار شبح حرب عالمية ثالثة بعد تغيير روسيا عقيدتها النووية.

حلف الناتو يعزز ترسانته 

على الجانب الآخر، تسرع دول حلف الناتو إلى تعزيز ترسانتها بإعلان أمريكا تحديث رؤوسها النووية في أوروبا، فضلا عن تحديث القدرات والبنية التحتية النووية وإدماج الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الصراع المستمر حول مناطق في السودان حوّل أجزاء من البلاد إلى جحيم
  • الأمم المتحدة: الصراع حوّل مناطق في السودان إلى جحيم
  • بعد وصولها إلى واشنطن..روبيو يلغي اجتماعاً مع ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي
  • ترامب: سأعلن التعريفات الجمركية على الاتحاد الأوروبي قريبا جدا
  • أوكرانيا و«سلام القوة»
  • الاتحاد السوداني للعلماء يرفض التعديلات على الوثيقة الدستورية التي حمّلها مسؤولية الحرب
  • صافي أرباح المصرف المتحد ترتفع إلى 2.73 مليار جنيه في العام الماضي
  • غوتيريش يحذر من تفكك السودان
  • هل بدأ العـد التنازلي لتقسيم السـودان؟
  • الصراع الروسي الأوكراني يدخل السنة الرابعة.. هل العالم على شفا حرب نووية؟