لتمتين العلاقات : القاهرة تعزّز دعمها لمقديشو ببروتوكول عسكري «محوري»
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
القاهرة - أحمد إمبابي - وقّعت مصر والصومال، الأربعاء، بروتوكول تعاون عسكري، وصفه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بـ«المحوري»، بينما عَدَّه خبراء «تعزيزاً للحضور المصري في منطقة القرن الأفريقي»، التي تشهد توترات متنامية، على خلفية الأزمة بين الصومال وإثيوبيا، بشأن مساعي الأخيرة إقامة ميناء بحري في إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وهو ما رفضته حكومة مقديشو.
وجدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله نظيره الصومالي حسن شيخ محمود، الذي يزور القاهرة لعدة أيام، موقف بلاده «الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، ورفض التدخل في شؤونه».
وتُعدّ هذه هي الزيارة الثانية للرئيس الصومالي إلى القاهرة هذا العام؛ حيث كانت الأولى نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، في أعقاب توقيع الحكومة الإثيوبية مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال»، تحصل بموجبه أديس أبابا على مَنفَذ بحري يتضمن ميناءً تجارياً وقاعدة عسكرية، مقابل اعتراف إثيوبيا بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة، وهي المذكرة التي قُوبِلت برفض دولي واسع.
وإقليم «أرض الصومال» هو محمية بريطانية سابقة، أعلن استقلاله عام 1991، لكن لم يعترف به المجتمع الدولي.
ووفق بيان للرئاسة المصرية، الأربعاء، فإن السيسي وشيخ محمود عقدا جلسة مباحثات تم خلالها «تأكيد قوة ومتانة العلاقات بين مصر والصومال، والحرص المشترك على تدعيمها على مختلف الأصعدة»، أعقبها مراسم توقيع بروتوكول تعاون عسكري بين البلدين.
وجدّد السيسي خلال اللقاء موقف مصر «الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض لأي تدخل في شؤونه الداخلية»، كما رحّب بالخطوات المتبادلة بين الدولتين لتعميق التعاون الثنائي، ومن بينها إطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشو، وافتتاح مقر جديد للسفارة المصرية في مقديشو، فضلاً عن توقيع بروتوكول التعاون العسكري بين الدولتين.
ونقل البيان المصري عن الرئيس الصومالي «تقديره لدعم مصر المتواصل لبلاده على مدار العقود الماضية»، مشدّداً على «حرص الصومال على المزيد من تعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية والسياسية مع مصر خلال الفترة المقبلة»، وثمّن دور الهيئات المصرية المختلفة في بناء قدرات الكوادر الصومالية في مختلف المجالات.
كما توافق الرئيسان، حسب البيان، على «تكثيف التشاور والتنسيق خلال الفترة المُقبلة، لمواصلة العمل على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي».
وقال الرئيس الصومالي إنه أجرى محادثات مثمرة مع الرئيس السيسي في القاهرة، أدّت إلى «توقيع اتفاقية دفاعية محورية بين الصومال ومصر؛ لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين»، وأعرب شيخ محمود، في تدوينة له عبر موقع «إكس»، عن «امتنانه لدعم مصر الثابت لسيادة الصومال وسلامة أراضيه».
وعارضت مصر بقوة توقيع «الاتفاق الإثيوبي» مع «أرض الصومال»، وسبق أن أكّد السيسي أن «بلاده لن تسمح لأحد بتهديد الصومال أو المساس بأمنه».
وفي 21 يوليو (تموز) الماضي صدّقت الحكومة الصومالية على اتفاقية دفاعية تم توقيعها بين البلدين في يناير الماضي، خلال زيارة الرئيس الصومالي لمصر.
ويأتي الإعلان عن توقيع بروتوكول عسكري مصري - صومالي، في وقت تحدّث فيه مصدر دبلوماسي أفريقي لـ«الشرق الأوسط» عن «عرض مصري بإرسال قوات حفظ سلام جديدة؛ لدعم أمن واستقرار الصومال، اعتباراً من العام المقبل، مع نهاية عمل بعثة الاتحاد الأفريقي».
I engaged in fruitful talks with President Abdel Fattah El-Sisi in Cairo today, leading to signing of a crucial defense pact between Somalia & Egypt to strengthen our security cooperation. Grateful for Egypt’s unwavering support of Somalia’s sovereignty & territorial integrity. pic.twitter.com/XLWqdQCYVr
— Hassan Sheikh Mohamud (@HassanSMohamud) August 14, 2024ويرى سفير الصومال بمصر والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية، علي عبدي، أن زيارة الرئيس شيخ محمود، «تأتي في توقيت شديد الحساسية، في ظل تحديات إقليمية ودولية غير مسبوقة تتطلّب تعزيز التعاون، والتنسيق مع مصر»، مشيراً في بيان له إلى أن «القاهرة تلعب دوراً محورياً لدعم بلاده في مواجهة التحديات الراهنة».
ويوضح الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء سمير فرج، أن التعاون العسكري مع الصومال «لا يشمل إقامة قواعد عسكرية مصرية هناك»، مشيراً إلى أن «اتفاقيات التعاون الأمني والعسكري تُعنَى بالتدريب وتبادل المعلومات، والمشاركة في بناء جيش صومالي قوي، لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية والتحديات الأمنية».
وقال فرج لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصر تنظر للصومال بوصفها شريكاً استراتيجياً مهماً في تأمين منطقة القرن الأفريقي، ومضيق باب المندب المؤدّي لحركة الملاحة البحرية لقناة السويس»، مؤكداً أن «مصر تدعم توحيد الأراضي الصومالية، واستعادة حكومة مقديشو أرض الصومال».
وتُولِي القاهرة أهميةً كبيرة لتعزيز علاقاتها مع دول القرن الأفريقي، وأكّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال تدشينه خط الطيران المباشر بين القاهرة والصومال وجيبوتي، في يوليو (تموز) الماضي، «اهتمام مصر بتعزيز مستوى العلاقات مع دول القرن الأفريقي، وعلى رأسها الصومال، ورغبتها بالإسهام في دعم الاستقرار بدول المنطقة، لا سيما مع ما تمرّ به من تحديات جسيمة».
وقال نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر تدعم الصومال، لمواجهة أي تدخل أجنبي في شؤونه، خصوصاً بعد انتهاك الحكومة الإثيوبية لسيادة الصومال، بإبرام اتفاق مع إقليم أرض الصومال الانفصالي».
والثلاثاء، استضافت العاصمة التركية أنقرة جولة ثانية من مشاورات الوساطة بين الصومال وإثيوبيا؛ لإنهاء الخلاف بين البلدين بشأن أزمة «الميناء البحري»، إلا أن المحادثات انتهت دون التوصل لاتفاق.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: الرئیس الصومالی القرن الأفریقی أرض الصومال بین البلدین شیخ محمود
إقرأ أيضاً:
سعود بن صقر يشهد توقيع اتفاقية تمديد التعاون بين موانئ رأس الخيمة ومجموعة موانئ هاتشيسون العالمية
شهد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، اليوم، توقيع اتفاقية تمديد التعاون بين موانئ رأس الخيمة ومجموعة موانئ هاتشيسون العالمية، الشركة الرائدة عالمياً في مجال الاستثمار في الموانئ؛ بهدف مواصلة تقديم خدمات محطة الحاويات في ميناء صقر حتى عام 2037، وذلك خلال استقبال سموه في قصره بمدينة صقر بن محمد، عدداً من مسؤولي المجموعة العالمية وموانئ رأس الخيمة.
وثمّن صاحب السمو حاكم رأس الخيمة الشراكة الاستراتيجية القائمة بين موانئ رأس الخيمة، ومجموعة موانئ هاتشيسون العالمية، التي شهدت تكاملاً استراتيجياً بين الجانبين وتعاوناً مثمراً في مجال تطوير، وتشغيل، وإدارة الموانئ خلال الفترة الماضية.
وأكد سموه أن الاتفاقية الجديدة تعكس الرؤية المستقبلية المشتركة بين الطرفين لمواصلة العمل على استكشاف فرص جديدة للتعاون، في خطوة تهدف إلى نقل الشراكة القائمة إلى مرحلة جديدة من النجاحات والإنجازات، بما يعزّز مكانة الإمارة مركزاً تجارياً عالمياً يربط بين خطوط الملاحة الدولية ويسهم في تعزيز التبادل التجاري بين الشرق والغرب.
وأعرب سموه عن إيمانه بأن موانئ رأس الخيمة تشكّل ركيزة أساسية في منظومة البنية التحتية اللوجستية للإمارة، وقاعدة مهمّة لتحقيق النمو التجاري، والازدهار الاقتصادي، ودعم مسيرتها التنموية، مشيراً سموه إلى أن تطوير موانئ الإمارة بشكل متواصل جزء لا يتجزأ من قصة نجاح رأس الخيمة وتقدمها المستقبلي.
وأكد سموه أن الاتفاقية تجسّد التزام رأس الخيمة بطموحاتها الرامية إلى إرساء منظومة عالمية متكاملة في قطاع النقل البحري، والخدمات اللوجستية، عبر تقديم حلول مبتكرة تعتمد على الإبداع، والجودة، وتوفير بيئة تشغيلية متطورة لإدارة موانئ الإمارة، إذ تسهم هذه المنظومة في تطوير بنية تحتية متقدمة، وتعزيز الخدمات اللوجستية وفق أعلى المعايير العالمية، بما يتماشى مع تطلعات الإمارة التنموية الشاملة، والمستدامة، ويرسخ من مكانة موانئها كشريان حيوي لحركة التجارة الإقليمية والدولية.
واطلع صاحب السمو حاكم رأس الخيمة خلال اللقاء على إنجازات موانئ هاتشيسون رأس الخيمة، والخدمات اللوجستية التي تقدمها لشركات النقل، والشحن البحري في مجالات مناولة الحاويات والبضائع، إلى جانب تطوير منظومة الخدمات البحرية في موانئ الإمارة.
وقع الاتفاقية، روي كومنس، الرئيس التنفيذي لموانئ رأس الخيمة، وآندي تسوي، المدير الإداري لمجموعة موانئ هاتشيسون العالمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتنص الاتفاقية على تمديد فترة التعاون إلى 31 ديسمبر 2037. وبموجبها، ستستعيد موانئ رأس الخيمة السيطرة الكاملة على الأرصفة 1 و4، مما يتيح لها استهداف نمو إضافي في حركة الحاويات. كما ستعمل موانئ هاتشيسون العالمية على ترويج الإمارة لمجتمع الأعمال الصيني من خلال تنظيم معرض سنوي في الصين.
وتُعد موانئ هاتشيسون رأس الخيمة عضواً في موانئ هاتشيسون العالمية، الشركة الرائدة في مجال الاستثمار، والتطوير، والتشغيل في الموانئ، بشبكة عمليات تغطي 53 ميناءً في 24 دولة عبر آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين وأستراليا، وتشمل أعمالاً متعلقة باللوجستيات، والنقل، بما في ذلك محطات السفن السياحية.