وفاة 28 شخصا وإصابة أكثر من 650 بسبب تفش قاتل آخر للكوليرا في السودان
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
حذرت منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من التحدي الذي يشكله تفش قاتل ثان للكوليرا في السودان الذي مزقته حرب تدور رحاها منذ نيسان/أبريل 2023، وفي مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، أفاد ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، الدكتور شبل صهباني بالإبلاغ عن 658 حالة إصابة بالكوليرا منذ إعلان أحدث تفش في 12 آب/أغسطس، مع وقوع 28 حالة وفاة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في آخر تقرير عن الوضع في السودان من أن 12 ولاية على الأقل من ولايات السودان الـ 18 تواجه الآن ثلاثا أو أكثر من فاشيات مرض الكوليرا بالإضافة إلى الملاريا والحصبة وحمى الضنك.
وقالت المنظمة إن الموارد والقدرات المحلية للكشف عن حالات تفشي المرض والاستجابة لها لا تزال محدودة، وخاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل ولايات دارفور وكردفان.
حالات كثيرة في كسلا
بدورها، قالت كريستين هامبروك، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان للصحفيين في جنيف إن "الاحتياجات ضخمة في السودان. نحن نتحدث عن أشخاص يموتون من الجوع. لدينا صراع وقضايا حماية ونزوح يومي. الاحتياجات ضخمة للغاية"، بعد عدة أسابيع من هطول الأمطار الغزيرة.
وحذرت هامبروك من انتشار الكوليرا في المناطق التي تستضيف النازحين داخليا الذين شردهم العنف وأولئك القادمين من بلدان أخرى، وخاصة ولايات كسلا والقضارف والجزيرة.
وقالت: "شهدنا أعدادا كبيرة جدا من حالات الكوليرا في كسلا. كسلا منطقة مهمة بالنسبة لنا، فهي تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين، ولكن أيضا النازحين داخليا. حتى الآن، لدينا 119 حالة كوليرا في ثلاثة مواقع للاجئين في كسلا. وتوفي خمسة لاجئين للأسف بسبب المرض".
وأشارت إلى أن هذا مجرد تحد واحد يضاف إلى تحديات أخرى، منبهة إلى أن الناس في مخيمات اللاجئين ومواقع النزوح، يعيشون فوق بعضهم البعض، وأن تلك المواقع مكتظة بشدة بفعل تنقلات السودانيين واللاجئين كذلك من الخرطوم وود مدني ودارفور إلى كسلا.
وأكدت هامبروك أن "كل هذه المناطق أصبحت مكتظة للغاية، وأنظمة المياه التي كانت موجودة لا تستطيع الاستجابة (للاحتياجات)، إنها تحتاج حقا إلى استثمارات ضخمة".
حملة تطعيم
ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان الذي كان يتحدث عبر الفيديو من بورتسودان أفاد بأن حملة التطعيم الأولية نجحت في حماية أكثر من 50 ألف شخص من الكوليرا، حيث تم استخدام 51 ألف جرعة كانت موجودة بالفعل في البلاد، كما أن مئات الآلاف من الجرعات الأخرى في الطريق.
وأكد الدكتور صهباني أن حملة التطعيم انتهت في ولاية كسلا يوم الخميس، مضيفا "كنا نهدف إلى الوصول إلى 97 في المائة من السكان المستهدفين". وأشار إلى أن المنظمة حصلت أيضا على الموافقة على شراء 455 ألف جرعة إضافية من لقاح الكوليرا، قائلا إنها "أخبار سارة في خضم هذه الأزمة الرهيبة".
لكنه أشار إلى أنهم مازالوا يواجهون بعض العقبات والتحديات، إما بسبب سوء التواصل بين صناع القرار وأولئك الموجودين في الميدان، أو بسبب وجود قضايا أخرى، علاوة على تحديات ناجمة عن الفيضانات ونوعية الطرق.
"خطوة في الاتجاه الصحيح"
وفي المؤتمر الصحفي نفسه، قال يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الشاحنات الـ 15 التي عبرت إلى السودان من تشاد عبر معبر أدري في وقت سابق من هذا الأسبوع كانت "خطوة في الاتجاه الصحيح".
لكنه شدد على أهمية ضمان استمرار شاحنات المساعدات في العبور إلى هناك "وتأمين تدفق ثابت من الغذاء والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة والإمدادات الطبية الطارئة للأشخاص في أكثر من 12 منطقة معرضة لخطر المجاعة". وأشار لاركيه إلى أن الإمدادات الزراعية الحيوية بما في ذلك البذور، من بين الإمدادات التي يتم نقلها إلى دارفور.
وقال: "هذه نقطة مهمة، لأن السودانيين بحاجة إلى الزراعة قبل انتهاء موسم الأمطار. إن تعزيز إنتاج الغذاء في السودان هو أحد أكثر الطرق فعالية لمعالجة أزمة الجوع الساحقة، والتي تتفاقم بعد أكثر من 16 شهرا من الصراع".
وأكد المسؤول الأممي أنهم مستمرون في التواصل مع السلطات السودانية لضمان استمرارية وتوسيع نطاق تسليم الإمدادات إلى السودان، مضيفا أن "هذا أمر بالغ الأهمية لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للناس في ذروة مواسم الأمطار والجفاف في دارفور".
الأمم المتحدة:
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة فی السودان أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
أكثر من 30 شهيداً في قصف صهيوني على غزة ودير البلح وخان يونس
يمانيون../
واصل طيران العدو الصهيوني ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، مساء اليوم الأحد، عبر سلسلة من الغارات العنيفة التي طالت خيام النازحين والمنازل والتجمعات السكنية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من ثلاثين مواطناً، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.
ففي مدينة دير البلح وسط القطاع، استُشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف استهدف خيمة للنازحين في المخيم الجزائري بمنطقة الثعابين. كما استشهد خمسة مواطنين آخرين وأصيب عدد آخر في قصف استهدف مركبة قرب المدينة ذاتها.
وفي مدينة غزة، شن الطيران الحربي الصهيوني غارة قرب مفترق السنافور بحي التفاح شمال شرق المدينة، أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى بينهم أطفال. كما أغارت طائرة مسيرة صهيونية على الحي نفسه، ما أدى إلى استشهاد ثمانية مواطنين وإصابة آخرين بجروح بالغة.
وفي جنوب القطاع، استشهد مواطن على الأقل في قصف بطائرة مسيرة استهدف منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس، بينما استشهد مواطن آخر متأثراً بإصابته في قصف على بلدة عبسان الكبيرة شرقي المدينة ذاتها.
كما طالت الغارات الصهيونية مساء اليوم مقهى الصفطاوي في شارع صلاح الدين قرب مدخلي مخيمي النصيرات والبريج وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد سبعة مواطنين وإصابة آخرين، في حين استشهد سبعة آخرون، بينهم أطفال، إثر قصف منزل لعائلة كوارع في منطقة جورة اللوت جنوب خان يونس.
وفي وقت سابق من نهار اليوم، ارتكب العدو الصهيوني مجزرة أخرى بمدينة حمد شمال خان يونس باستهدافه خيمة تأوي نازحين، أسفرت عن استشهاد ثمانية مواطنين وإصابة آخرين بجروح.
وتأتي هذه المجازر المتواصلة ضمن حرب إبادة جماعية ترتكبها قوات العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م، والتي أسفرت حتى اليوم عن استشهاد 52,243 مواطناً وإصابة 117,639 آخرين، وفق آخر إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، مع الإشارة إلى أن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل العجز الكامل لطواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف ومنع الحركة الميدانية.
وتؤكد هذه الجرائم حجم الفظائع التي يرتكبها العدو بحق المدنيين العزل، ضمن سياسة تهدف إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه، وسط صمت دولي مريب وتجاهل فاضح لكل الأعراف والمواثيق الدولية.