القرابنى وطقوس صناعة القربان
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
قرابنى كنيسة مارجرجس.. اعمل فى هذه المهنة منذ 50عام
" بيت لحم " هو حجرة عمل القربان بالكنيسة، ومعنى ها الاسم بالعبرية " بيت الخبز "، وبه فرن مخصصة لذلك وتقع هذه الحجرة بجوار مبنى الكنيسة مكان خاص لتجهيز القربان، وهذا اشارة إلى مدينة بيت لحم مكان مولد السيد المسيح، فالقربان يرتبط بأحد أهم الأسرار الكنسية، وهو سر الافخارستيا أو التناول الذى أسسه السيدالمسيح فى العشاء الأخير ليلة خميس العهد.
وقال قرابنى كنيسة الشهيد مارجرجس بالظاهر، صبرى توفيق الذى يبلغ من العمر 71 عام قضى منهم 50 عام بهذه المهنة حيث تعلمتها من والدى وتورثتها، أنا احب عمل القربان جدا ،فهى مهنة كلها بركة.
وتابع توفيق فى تصريحات خاصة ل " الفجر"، نقوم ببدء عمل القربان مساء وياخذ من الوقت 3 ساعات تقريبا أو حسب الكمية حتى ننتهى منها قبل قداس صباح اليوم التالى، فمنذ أن ندخل حجرة القربان للعمل نقوم بتشغيل المزامير( صلاة من الكتاب المقدس ) قبل البدء فيه، وبعدها نبدء فى خلط المكونات مع بعض نضع الدقيق والخميرة والمياه فى الاناء، ثم نقطع القربان ويتم إعدادها على شكل مستدير كقرص الشمس في إشارة للسيد المسيح الذي يطلق عليه «شمس البر»، وفي منتصف القربانة يتم وضع «ختم» الصليب الكبير محاط بـ12 صليبًا، بما يشير إلى السيد المسيح و12 تلميذا من حوله، قبل وضع القربانة داخل الفرن تثقب 5 ثقوب ثم نضعه على الطوله حتى يخمر، لا نضع اى مكون اخر إذا كان ماء أو سكر، نقوم بتسخين الفرن وهى أخر مرحلة فى عمل القربان ولا يتم إطفاء المزامير إلا عند الانتهاء تماما من العمل وبعدها نأخذه للبيع على شعب الكنيسة باسعار رمزية تتراوح ما بين 10 إلى 20 جنية حسب الحجم، عملى " قرابنى " هو أن أشترى الدقيق على نفقتى الخاصة وأقوم بعمل القربان وبيعه داخل الكنيسة وهذا هو دخلى الذى أعيش منه انا واسرتى لا اتقاضى اى راتب من الكنيسة.
وأكمل، اقوم بعمل قربان الحمل قبل القربان العادى الذى يباع ويكون بالعدد الفدرى بمعنى أنه يمكن أن يكون 7 أو 9 أو 11 قربانه ولا بد القرابنى ينتهى من عمل القربان الحمل فى البداية حتى يتم تهويته جيدا قبل بدء القداس بوقت كاف، ومن اللازم أن يعجن ويخبز القربان رجل لا أمراة حسب قوانين الكنيسة، لان طقس خبز القربان هو طقس لا يتجزأ من طقس القداس الإلهي، لذلك يُعهد بخبز القربان إلى شماس أو راهب أو قس.، والشخص الذي يعمل القربان يسمى القرابنى ويجب أن يكون شماسا تقيا يتلو المزامير والتسابيح أثناء عمل القربان بكل هيبة ووقار.
خمس خطوات لصناعة القربان المقدس
1- عجنه تذاب الخميرة فى مقدار من الماء حسب الكمية المطلوبة، ويضاف إليها الدقيق ويعجن بدقة ووعى، ويضاف الماء على مراحل حتى يتحكم فى صلابة العجين وليونته شولا يكون العجين جافًا أكثر من المطلوب بل يكون متوسط الليونة
2-يقطع العجين حسب الحجم المطلوب لتشكيل القربانة وكل حجم له ختم خاص به فمثلًا القربانة الصغيرة الحجم له ختم يختلف عن ختم قربان الحمل الكبير فى الحجم ويوضع القربان فى طوايل، ويغطى بقطع من القماش ويستحسن أن يكون الغطاء من الستور الخاصة بالكنيسة حتى يكون الغطاء مكرسًا للقربان، ولا يستعمل فى شيء آخر غير القربان ويكون الغطاء محكمًا حتى لا يجف وجه العجين ويعمل قشرة على القربان مما يغير من شكل القربانة ويجعلها غير صالحة أن تكون حملًا.
3- دقه وختمه: يدق القربان بترتيب التقطيع ويختمه بختم مناسب للحجم المطلوب، مثلًا لا يختم القربان الصغير الحجم يختم الكبير يؤثر على شكل القربانة ويختم قربان الحمل بختم صغير حتى يكون واضح ومناسب مع حجم القربانة ويكون واضح بالنسبة إلى الأب الكاهن أثناء التقسيم فى صلاة القسمة، وأن تكون حروف الختم بارزة والصلبان والكلمات بارزة وواضحة مما يسهل على صانع القربان أثناء ختم القربان أن تطبع ويكون شكل الختم ظاهرًا على القربان، ويوضع بعد ذلك فوق طاولات بالترتيب من حيث الدق ويترك ليختمر.
4-يثقب القربان بعد التخمير ولا يثقب قبل ذلك لأن الثقوب تؤثر على الخميرة وتؤثر على سرعة نشاط الخميرة، ولا بد أن تكون آلة الثقب مناسبة للحجم فلا تكون غليظة مما ينتج عنها ثقوب كبيرة الحجم ولا تكون صغيرة غير ظاهرة وخاصة بعد دخول القربان النار حيث أن الثقوب تضيق نسبيًا بعد دخول القربان فى الفرن، وإذا حدث ضيق كبير فى الثقوب أثناء التسوية على النار يمكن توسيع الثقوب مرة أخرى، على أن يكون عدد الثقوب خمسة ثقوب ثلاثة على اليمين واثنين على اليسار.
5- خبيزة (التسوية) الخبيز الجيد للقربان يكون على نار هادئة لأن النار الشديدة تجعل القربان يتمزق من كل ناحية، ويصبح غير صالح لتقديمه حملًا لأن الحمل لا بد أن يكون بلا عيب والنار الشديدة تجعل القربانة محمصة أى جافة عن الخارج وتتخلف عنها جواهر فى الصينية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بيت لحم الكنيست القربان أن یکون
إقرأ أيضاً:
توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة – 3 – شكل الصراع القادم
كتب.. الدكتور بلال الخليفة
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخلال لقاءة مع مجموعة من طلبة المدارس في 1 أيلول سبتمبر عام 2017 (ان الدول الرائدة في الذكاء الصناعي هي من تحكم العالم) وقال ايلون ماسك في نفس الموضوع وفي معرض الرد عليه (ان المنافسة على الذكاء الصناعي هي التي ستكون سبب في اشتعال حرب عالمية ثالثة).
ان التنافس العالمي والى اليوم يتخذ شكل المنافسة من اجل السيطرة على مصدر الطاقة حتى قيل ان من يمتلك مصادر الطاقة يسيطر على العالم، لكن العالم الان اتخذ منحى اخر في التنافس الاقتصادي العالمي وهو التنافس فيمن يمتلك الذكاء الصناعي هو من يسيطر على العالم، ومن يمتلك صناعة الرقاقات (جبس) هو من يمتلك الذكاء الاصطناعي.
ظهرت أهمية برامج الذكاء الصناعي جليا بعد ان أعلنت الصين عن برنامجا للذكاء الصناعي (Deep seek) الذي كان موازي لبرنامج الذكاء الصناعي الأمريكي (ChatGPT) وحيث كانت الفروق كبيرة بين الاثنين وهما ان كلفة الأول 6 مليون دولار بينما كان الثاني 100 مليار دولار وان الأول ذو كفاءة عالية وهو أيضا مجاني.
ان الذكاء الصناعي ومن احدى ميزاته انه يختصر الزمن في حل كثير من المسائل التي تحتاج سنوات الى حلها في ساعات ومن الممكن أيضا ان يتم تسخيره في الصناعات الالكترونية والحربية وغيرها وكما قلنا سابقا ان امتلاك الذكاء الصناعي يحتاج الى الرقاقات المتطورة (المعالجات CPU) وان الدول التي تمتلك إمكانية صناعة تلك الرقاقات هي أمريكا وكوريا الجنوبية وتايوان فقط.
ومن هذا نعرف أهمية وخطورة التحرك الصيني من اجل إعادة تايوان الى الصين وخطر ذلك بالنسبة لأمريكا والعالم من الامر كونها تمتلك تلك التقنية.
ان صناعة تلك الرقاقات تكون عن طريق الات خاصة وتصنع في مكان ومعمل واحد في العالم وهو مصنع (ASML) الهولندي وان أمريكا هي من تتحكم بالمصنع ومن له الحق في شراء تلك الآلات لان امتلاك الات صنع الرقاقات يهدد امنها القومي مع العلم ان العالم كلة يوجد فيه 42 اله لصناعة الرقاقات فقط وان سعر الالة الواحدة بحدود 180 مليون دولار.
أمريكا تتحسس خطورة التقدم الصيني وخطورة ان تضم الصين تايوان الدولة المتقدمة في صناعة الرقاقات ولذلك أمريكا الان تحاول ان تجد بديل عن تايوان والبديل هو اليابان والتي أسست في عام 2023 شركة كبرى اسمها (RAPIDUS) لصناعة الرقاقات أي المعالجات ومن المخطط له ان يتم الانتهاء من انشاء المصنع والبدء بالعمل في أواسط عام 2025 والذي سيصنع اصغر رقاقة في العالم وبحجم 2 نانومتر مع العالم ان الشركات القديمة بحجم اكثر من 5 نانومتر .
واجهت اليابان تحدي وهو الموارد البشرية التي ستدير هذا المصنع المتخصص جدا بل المتفوق عالميا، ولهذا السبب ابتعثت شركة رابيدوس 150 مهندسا الى شركة IBM الامريكية للتدريب على تلك الآلات وعلى أبحاث الرقاقات أيضا.
للعلم كانت اليابان اكبر دولة مصنعة ومصدرة للرقاقات والتكنلوجيا سابقا وتمثلت في الشركتين اليابانيتين وهما HITACHI وشركة TOSHIBA من نهايات عام 1960 والى بدايات 2000 حيث كانت اليابان تمتلك نصف 50% من تجارة الرقاقات عالميا، بعد ذلك تدخلت السياسة الامريكية في صناعة الرقاقات من اجل افساح مجال امام الشركات الامريكية وبالفعل وبطلب امريكي تناقص حجم الإنتاج العالمي من النصف الى 9% من انتاج الرقاقات اليابانية.
ان العراقيل الامريكية لكل الدول ومنها الصين في سبيل منعها من امتلاك الذكاء الصناعي وكذلك صناعة الرقاقات وجعات الامر جزء من امنها القومي لذلك منعت أمريكا العديد من الدول من تصدير أي رقاقات متطورة أي أي شيء يتعلق بهذا الامر.
وخلاصة الامر ان أصحاب مراكز ومصانع الرقاقات وبرامج الذكاء الصناعي هم من يتحكمون بالحكومات وان ايلون ماسك وحكومة ترامب خير دليل حتى قيل ان الرئيس الفعلي لأمريكا هو ترامب.