بعد 10 سنوات من الحرب.. مصر تنجح في تطهير سيناء من الإرهاب
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
شهدت مصر تغييرات جذرية فى استراتيجياتها لتعزيز الأمن القومى، خلال الـ10 سنوات الماضية، خاصة فى مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة، من خلال القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث استهدفت مصر بشكل مباشر التصدى للتهديدات الأمنية، خاصة تلك التى نشأت عن الجماعات الإرهابية، ويمكن تسليط الضوء على الجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب فى سيناء وتعزيز الاستقرار الوطنى.
قال سامح عيد، خبير الحركات الدينية، إن الرئيس السيسى كلف الحكومة المصرية بوضع خطة استراتيجية لمكافحة إرهاب جماعة الإخوان الإرهابية الذين كانوا يمثلون تهديداً أمنياً حقيقياً، بعد ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بالنظام الإخوانى، لتشهد البلاد سلسلة من الأعمال الإرهابية التى استهدفت مؤسسات الدولة والمواطنين، ما دفع الأجهزة والمؤسسات الأمنية إلى اتباع خطط لمكافحة هذه التهديدات عبر عدة محاور، بما فى ذلك الإجراءات القانونية والأمنية، حيث قامت الحكومة بتجفيف منابع التمويل للإخوان، وحظرت أنشطتهم السياسية والإعلامية، كما تم تنفيذ حملات أمنية واسعة النطاق ضد الأفراد والمنظمات المرتبطة بهم، ما ساهم فى تقليص قدرتهم على تنفيذ العمليات الإرهابية.
وأضاف خبير الحركات الدينية لـ«الوطن»: «عقب عزل الجماعة الإرهابية، كانت سيناء البؤرة الأكبر للإرهاب فى مصر، وهو ما واجهته القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة المعنية بكل حسم وقوة على مدار سنوات، حيث شهدت الأحداث تصاعداً فى الأنشطة الإرهابية فى النصف الثانى من 2013، لتخوض الدولة المصرية تحدياً لمواجهة الجماعات الإرهابية من خلال إطلاق عمليات عسكرية موسعة لمكافحة الإرهاب فى سيناء، تحت اسم العملية الشاملة فى سيناء، التى كان لها الفضل فى تطهير سيناء من العناصر الإرهابية وتعزيز السيطرة الأمنية فى المنطقة، كما قامت القوات المسلحة والشرطة المصرية بتنفيذ عمليات عسكرية مكثفة ضد الجماعات الإرهابية، بما فى ذلك تنظيم داعش والقاعدة، الذين كانوا ينشطون فى شبه الجزيرة، كما شملت عمليات التطهير فى سيناء إجراءات متعددة، من بينها شن هجمات على معاقل الإرهابيين، وتدمير مخازن الأسلحة، وضبط الأسلحة والذخائر التى كانت تستخدمها الجماعات الإرهابية، كما تم تعزيز التعاون بين الجيش والشرطة فى المنطقة لتأمين المنشآت الحيوية ومنع أى محاولة للتهريب أو التسلل».
وتابع: «لم تقتصر جهود مصر على المستوى المحلى فقط، بل كانت هناك مبادرات لتعزيز التعاون الإقليمى والدولى فى مواجهة الإرهاب، حيث عملت الحكومة المصرية على بناء شراكات استراتيجية مع دول الجوار ودول أخرى فى المنطقة لمكافحة الجماعات الإرهابية، ومن خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والمشاركة فى تدريبات عسكرية مشتركة، ساعدت هذه الشراكات فى تعزيز قدرة مصر على التصدى للتهديدات العابرة للحدود».
«فايز»: تحديث القدرات الأمنية وتطوير مشروعات تنموية فى سيناء أسهما فى تعزيز الاستقرار بالبوابة الشرقيةمن جانبه، أكد سامح فايز، الباحث فى شئون الإسلام السياسى، أن الدولة المصرية عززت القدرات الأمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية، حيث تم تحديث أساليب مكافحة الإرهاب، بما فى ذلك تحسين أساليب التحقيق والتفتيش.
تطوير التقنيات الحديثة فى مجال الأمن والتدريب والتأهيل لزيادة فاعلية العمليات الأمنية ضد الجماعات المتطرفةوتطوير التقنيات الحديثة فى مجال الأمن، كما شهدت الأجهزة الأمنية فى مصر تحسناً فى التدريب والتأهيل، ما ساهم فى زيادة فاعلية العمليات الأمنية، وذلك من خلال تحسين التنسيق بين الجهات الأمنية المختلفة، ومن ثم تم تعزيز قدرة الدولة على التعامل مع الأزمات والتهديدات بشكل أسرع وأكثر فاعلية.
وأضاف الباحث فى شئون الإسلام السياسى لـ«الوطن» أن الدولة أدركت مبكراً أن الأمن القومى لا يمكن تحقيقه بمعزل عن التنمية الاقتصادية، فعملت على تحسين البنية التحتية وتنفيذ مشروعات تنموية كبرى، حيث سعت الدولة إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادى والاجتماعى، ما ساعد فى دعم الجهود الأمنية، وتطوير مشروعات كبيرة فى سيناء، مثل مشروعات البنية التحتية والطاقة، لتعزيز التنمية الاقتصادية فى المنطقة وقدرة الدولة على مواجهة التحديات الأمنية وتحقيق الاستقرار.
واختتم: «بفضل تكاتف الجهود، أثبتت مصر قدرتها على التصدى للتحديات الأمنية وتعزيز الأمن القومى تحت قيادة الرئيس السيسى، من خلال مواجهة إرهاب الإخوان، وتنفيذ عمليات تطهير شاملة فى سيناء، وتعزيز التعاون الإقليمى والدولى، نجحت الدولة فى تحقيق تقدم كبير فى مجال الأمن، كما تستمر الجهود الحكومية فى تحسين القدرات الأمنية والتنموية، ما يعكس التزام مصر الثابت بحماية مصالحها الوطنية وضمان استقرارها على المدى الطويل».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأمن القومى الاتجاهات الاستراتيجية مواجهة التحديات الجماعات الإرهابیة فى المنطقة فى سیناء من خلال
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يتحدث عن أسباب خشية النظام المصري من فكرة التهجير إلى سيناء
أكد الكاتب الإسرائيلي شاحر كلايمن، أن مصر تخشى الدخول في حالة حرب مع "إسرائيل"؛ كون كل هزيمة في حرب مآلها إسقاط النظام، موضحا أن "خوفها الأشد من نقل الغزيين إلى سيناء، هو تحول شبه الجزيرة إلى مربض مناوشات مع إسرائيل تفجر مثل هذه الحرب".
وقال كلايمن في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"؛ إن "رفض الهجرة من قطاع غزة، هو مبدأ مصري صلب بالضبط، مثل الحفاظ على السلام وعدم التدخل في أي حرب، وهذا هو ما قاله إبراهيم عيسى، المقدم التلفزيوني المصري المعروف بالقرب من النظام الحالي".
وأضاف الكاتب أنه "يحتمل أن يبدو هذا القول للإسرائيليين غريبا بعض الشيء، ففي كل بضعة أيام ينشر شريط آخر لمسيرة عسكرية في بلاد النيل، ويمكن للمرء حقا أن يسمع طبول الحرب، فضلا عن ذلك، قيل غير مرة؛ إن مصر هي جيش توجد له دولة وليست دولة يوجد لها جيش، فهل هذه الدولة بالذات تتحفظ على الحرب؟ كي نفهم المنطق يجب أن نفهم المبنى الهرمي للمجتمع المصري".
الجنرالات يسيطرون في الدولة
وذكر الكاتب أنه "منذ ثورة الضباط الأحرار في 1952، التي أطاحت بالملكية، تسيطر في مصر النخبة العسكرية، في أحداث الربيع العربي أيضا كان من أطاح بحسني مبارك هم الضباط الكبار، وفي بداية الأسبوع، أحيوا في القاهرة 14 سنة على الخطاب الدراماتيكي لنائب الرئيس، عمر سليمان، الذي أعلن فيه عن نقل الصلاحيات السلطوية من مبارك إلى المجلس العسكري الأعلى".
إظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أنه "في مصر، الجيش ليس مجرد منظمة عسكرية؛ فالجنرالات يسيطرون على مئات المخابز ومشاريع البناء والفنادق. حسب التقديرات، فإن ثلث الاقتصاد المصري يوجد تحت سيطرتهم، من هنا يمكن أن نفهم لماذا يعد التهديد الأكبر على الحكام في مصر واليوم عبد الفتاح السيسي، ليس الإخوان المسلمين، ولا حتى المتظاهرين الذين يحتجون بجموعهم، فهؤلاء وأولئك قابلون للقمع".
وأكد الكاتب أن "التهديد الأكبر يوجد في صفوف الجنرالات، وإذا لم يواصل السيسي تضخم ميزانيات الجيش، فالقرار سيؤثر فورا على مصالحهم الاقتصادية والشخصية، عتاد أقل وقوات أقل يعني مال أقل وهكذا، ولهذا السبب، فإن الحرب تشكل خطرا، مشكوك أن تكون القيادة في القاهرة مستعدة لأن تأخذه".
وقال: "يكفي التذكير بأن هزائم الجيوش العربية أدت في الماضي إلى انقلابات وإلى تغييرات في الحكم، وفي سوريا وزير الدفاع حافظ الأسد صعد إلى الحكم بعد حرب الأيام الستة (نكسة 1967)، والمعركة تلك أيضا أدت إلى نهاية طريق الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وبعد ثلاث سنوات من ذلك، توفي وحل محله نائبه أنور السادات، باختصار، لا طريقا أكثر ضمانة لفقدان الحكم من حرب ضد إسرائيل".
مصالح وكراهية لاذعة
في المقابل، قال الكاتب؛ إنه "حتى نحو خمسة عقود على اتفاقات السلام، لم تلغ جنون الاضطهاد المصري. في بلاد النيل يوجد تخوف دائم في أوساط دوائر معنية من تطلعات التوسع الإسرائيلية".
وأوضح كلايمن أنه "في مناورات دورية، السيناريو هو اجتياح من الجيش الإسرائيلي، والأخطر من ذلك أنه على مدى عقود لم تبذل القيادة المصرية جهدا لتغيير مضامين تحريضية ضد إسرائيل، وفي السنوات الأخيرة فقط طرأ بعض التغيير في المضامين، هكذا نشأ اتفاق سلام بارد يقوم على مصالح أمنية وسياسية فقط".
وأضاف: "إذا كان ثمة درس ينبغي استخلاصه من قصور 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2023، فهو أنه لا تكفي المصالح للحفاظ على الاستقرار والهدوء في الشرق الأوسط".
إظهار أخبار متعلقة
وبين أنه "أحيانا الكراهية اللاذعة من شأنها أن تخرب على الاعتبارات العقلانية، صحيح حتى الآن يخيل أن هذا ليس الوضع في مصر، وصحيح أن السيسي أقرب إلى السلام من أسلافه، لكنه بعيدٌ سنوات ضوء عن مواقف أصولية على نمط الإخوان المسلمين، العكس هو الصحيح الرئيس المصري أدى بالذات إلى تعزيز التعاون مع إسرائيل".
وختم أن "معارضته الحادة لخطة ترامب لإخلاء الفلسطينيين، ينبغي أن نعيدها إلى التهديد بأن تصبح شبه جزيرة سيناء عش إرهاب برعاية الغزيين، ولا يزال، إسرائيل تعلمت بالطريقة الأصعب بأنه يجب الاستعداد لكل سيناريو".