رصدت منظمة إنقاذ الطفولة وصول نحو 500 طفل غير مصحوبين بذويهم ومنفصلين عنهم إلى ولايتي النيل الأزرق والقضارف في جنوب وشرق السودان خلال ستة أسابيع حيث يلقي القتال العنيف المستمر في البلاد منذ منتصف أبريل بتبعات كارثية على أكثر من 20 مليون طفل.

التغيير ــ وكالات

ومع تزايد فرار السكان من مناطقهم بحثًا عن الأمان، تتفاقم مأساة الأطفال بشكل كبير حيث يجبرون على السير لمسافات طويلة وفي ظل ظروف صعبة للغاي، وانعدام كامل للرعاية الصحية، ونقص كبير في الغذاء أدى إلى ارتفاع مخيف في معدلات وفيات الأطفال، بسبب سوء التغذية، بحسب منظمة الصحة العالمية.

أرقام مفجعة

وفقًا لبيانات مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فقد أدى تصعيد العنف في ولاية سنار بجنوب شرق البلاد خلال الشهرين الماضيين إلى نزوح أكثر من 350 ألف طفل فقد بعضهم القدرة على التواصل مع أسرهم بشكل كامل.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة إن الكثير من العائلات فرت للمرة الثانية والثالثة، بعد فرارها من ولايتي الخرطوم والجزيرة في وقت سابق من الصراع.

وسجلت فرق حماية الأطفال التابعة لمنظمة إنقاذ الطفولة في ولايتي النيل الأزرق والقضارف ما لا يقل عن 451 طفلاً بين 29 يونيو و14 أغسطس أجبروا على القيام برحلة محفوفة بالمخاطر إلى بر الأمان بدون والديهم، وهو أعلى رقم سجلوه في مثل هذه الفترة القصيرة منذ بدء الصراع في أبريل 2023.

تداعيات خطيرة
يعاني الملايين من الأطفال من حالة عدم الاستقرار الأمني والنزوح من مدينة إلى أخرى واضطر بعضهم إلى ممارسة أعمال هامشية لمساعدة أسرهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نجمت عن الحرب.

ومع استمرار القتال واتساع رقعته في السودان وتعليق الدراسة لأكثر من 16 شهرا حتى الآن يتلاشى الأمل لدى الأطفال وسط إحباط ومخاوف كبيرة حيال مستقبلهم.

وكان جيمس الدر المتحدث الرسمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” قد رسم في مقابلة مع موقع سكاي نيوز عربية صورة قاتمة عن مستقبل أطفال السودان بسبب التداعيات المترتبة على التعليم بسبب الحرب.
وقال الدر إن هنالك مخاطر كبيرة تواجه مستقبل أكثر من 19 مليون طفل بسبب إغلاق مؤسسات التعليم وعدم القدرة على الالتحاق بالمدارس.

ووفقا لأحمد الأبوابي استشاري الطب النفسي والاستاذ المساعد بجامعة الباحة بالمملكة العربية السعودية، فإن الأطفال يعانون من أزمات نفسية حادة بسبب ما تم من تهديد لمستقبلهم.

وأوضح في حديث لموقع سكاي نيوز عربية “يمكن أن يكون الشعور بفقدان المستقبل وعدم وجود أمل في العودة للدراسة عوامل إضافية تزيد من التحديات النفسية (…) هذا يحدث بصورة خاصة للذين ينتمون لأسر تعاني من ضيق ذات اليد و عدم أو قلة الخيارات في إكمال الدراسة”.

ظروف قاسية

تؤدي الأمطار الغزيرة والفيضانات المستمرة إلى تفاقم معاناة الأسر والأطفال الفارين من القتال، حيث تصعب الطرق الموحلة وغير السالكة الحصول على الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والأدوية للأشخاص الذين يحتاجون إليها، خصوصا الأطفال.

وقالت ماري لوبول، مديرة الشؤون الإنسانية لمنظمة إنقاذ الطفولة في السودان “يستقبل موظفونا في ولايتي النيل الأزرق والقضارف ما لا يقل عن تسعة أطفال بدون والديهم في مخيمات النازحين كل يوم (…) رأيت أطفالًا عانوا من رحلات مرعبة يصلون إلى مراكز الاستقبال لدينا، منهكين تمامًا ويظهر على العديد منهم علامات سوء التغذية”.
وأضافت “لقد رأى هؤلاء الأطفال منازلهم ومستشفياتهم وملاعبهم ومدارسهم تُقصف، وقد فُصلوا عن والديهم أو أولياء أمورهم، لقد فقدوا أحباءهم وتعرضوا لعنف لا يوصف”.

وتتزايد معدلات الموت بسبب الجوع أو سوء التغذية وسط الأطفال لتتجاوز المعايير المعتمدة لتصنيف المجاعة.

حقائق مأساوية

أجبرت الحرب المستمرة منذ نحو عام ونصف أكثر من 6.7 مليون طفل على ترك منازلهم.
يتعرض الأطفال الذين انفصلوا عن عائلاتهم لخطر العنف والإساءة والاستغلال، بما في ذلك الاتجار والتجنيد في الجماعات المسلحة، والعنف الجنسي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
تشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة إلى ان نحو 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

الوسومالأطفال الحرب ضحايا فقدان المستقبل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأطفال الحرب ضحايا فقدان المستقبل

إقرأ أيضاً:

مرض ينتقل عبر المياه في السودان.. وإجراءات احترازية للحد من انتشاره

حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تفشي مرض ينتقل عبر المياه في السودان، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا، فيما نُقل أكثر من 800 آخرين إلى المستشفيات في ولاية النيل الأبيض بجنوب السودان خلال الأيام الثلاثة الماضية، جراء تفشي مرض ينتقل عبر المياه، وفقًا لما أعلنته المنظمة عبر موقعها الرسمي.

مرض ينتقل عبر المياه في السودان

وبحسب المنظمة الإنسانية، فأن انتشار المرض الذي ينتقل عبر المياه في السودان، حدث عقب هجوم بطائرات مسيّرة استهدف محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء، التي تقع على بعد 275 كيلومترًا جنوب العاصمة الخرطوم، مما أدى إلى عرقلة إمدادات مياه الشرب في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض.

وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها أن النهر يُعد المصدر الأكثر ترجيحًا للعدوى، حيث لجأت العديد من العائلات إلى جلب المياه منه باستخدام عربات تجرها الحمير، بعد انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير في المنطقة.

الوقاية من انتشار المرض

ووضعت بعض الإجراءات الاحترازية للسيطرة على مرض ينتقل عبر المياه في السودان، حيث حظرت السلطات المحلية جمع المياه من النهر كإجراء وقائي.

وأُضيفت جرعات إضافية من الكلور إلى نظام توزيع المياه لضمان سلامته، وإغلاق معظم المطاعم المحلية للحد من انتشار العدوى.

وأشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن مركز علاج الكوليرا في مستشفى كوستي الجامعي يعاني اكتظاظًا شديدًا بالمرضى الذين يعانون إسهالًا حادًا، وجفافًا، وقيئًا.

مقالات مشابهة

  • مرض ينتقل عبر المياه في السودان.. وإجراءات احترازية للحد من انتشاره
  • حرفيو المستقبل.. أطفال القطيف يبدعون في ”حرفيون 4“
  • الإعلام الحكومي بغزة: 365 طفلاً يقبعون في سجون الاحتلال
  • أطفال وأهالي جازان يتألقون بالأزياء التراثية احتفاءً بيوم التأسيس
  • شرطة الرياض تلقي القبض على يمنيين لقيامهم بهذا الأمر مع 8 أطفال
  • هذا ما فعله رونالدو مع أطفال يرتدون الزي السعودي احتفالاً بيوم التأسيس
  • إنجاز طبي في بريطانيا.. علاج مبتكر يعيد البصر لـ4 أطفال
  • أكثر من 200 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد “إسرائيل” بالسلاح
  • تستهدف 591 ألفًا.. استئناف حملة تطعيم شلل الأطفال في قطاع غزة
  • تحذيرات من كارثة صحية تهدد أطفال غزة بسبب الصقيع ونقص المستشفيات