قام الداعية الإسلامي الليبي الشيخ أحمد الطالحي اليوم 23 أغسطس 2024 بإحياء الذكرى الـ26 لوفاة الشيخ العارف بالله محمّد بلقايد 

كبار العلماء تُحيي ذكرى وفاة الشيخ الجزيري.. أحد رواد القضاء الشرعي القارئ الزاهد المنسي.. الشيخ علي حزيّن في ذكرى وفاته



وقال الطالحي عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك: “ تهيبت الكتابة عن سيّدي محمد بلقايد ـ قدّس الله سره ـ لأني لا أريد أن أزكي نفسي بالكتابة عن ولي من أولياءه، ولا أريد أن ألفت الأنظار بسطور لا تفي حق الشيخ وتقوم له بالقدر والفضل الواجب علينا اتجاهه، كما أني لا أريد أن أضيف له تاريخاً إلى تاريخه، ولا مجداً إلى مجده، ولا منقبة إلى مناقبه، وهو أشهر من نار على علم، وقد ملئت سجاياه الزمان والمكان بما لا عين رأت ولا أذن سمعت من علم العلماء العالمين، وزهد الأتقياء العارفين، وبصيرة الأصفياء والأولياء الذين يُنهضك حالهم، ويدلك على الله مقالهم".

الشيخ محمّد بلقايد والسلوك في طريق الله 

ووضح الطالحي فيما بعد أن الشيخ محمّد بلقايد هو رجل من رجال التربية والمشايخ الدالين على الله بالسلوك، علمهم علم أذواق لا علم أوراق، عرفوا، وتذقوا معنى التوحيد الخالص لله، ففاضت كلمة ( الله ) على ألسنتهم وأحوالهم، فكان ذكرهم على الدوام ( الله ... الله ... الله ) على نهج كتاب الله القائل ( قل الله ودعهم في خوضهم يلعبون ) .

وتابع الطالحي أنهم قد شغلوا ألسنة المريدين بـ ( الله )، وملئوا قلوبهم بـ ( الله ) ، فذاقوا معاني التوحيد في ذكر الله، وفاضت عليهم أنوار وأسرار الذكر بقولهم ( الله )، فكان الشيخ محمّد بلقايد قدوة السالكين، وشيخ المربين، أحيا طريق القوم بالذكر والمذاكرة، والصبر والمجاهدة، وجاهد في الله (الجهادين) الأكبر والأصغر.

الشيخ محمّد بلقايد

 

الشيخ محمّد بلقايد والعلم والعلماء


وأضاف الطالحي أن الشيخ كان يحب العلم والعلماء ويجالسهم و يقوم هو بنفسه بخدمتهم، ويزورهم ويتودد إليهم، وأول مرة رأيته عندما زار الشيخ سيّدي محمّد بلكبير سنة 1988 وكان يوماً عظيماً التقي فيه الطودان الأشمان، كان سيّدي بلقايد إذا وعظ أدمع العيون وحرّك القلوب، وإذا تحدّث في الأحوال والمقامات فتح مغاليق العقول وأجلى البصائر، وإذا فسّر القرآن الكريم وقف بك على المعاني لكأنما تتلمسها بيديك، و إن تحدث في سيرة سيّدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يحدثك عن المحبة والأذواق والأشواق، وإذا تحدث في مسائل الفقه أقنع وأمتع .

الغزالي والشيخ محمّد بلقايد

وقال الطالحي: "مما يروى عنه أنه حضر مع ثلة من كبار علماء المسلمين في مؤتمر ـ أظنه أحد مؤتمرات الفكر الإسلامي ـ الذي انعقد في مدينة قسنطينة بالجزائر سنة 1983م و كان موضوعه (الإجتهاد)، ولمّا تدخل الشيخ سيّدي محمّد بلقايد وقدّم البراهين والأدلة عن اجتهاد الإمام مالك رضى الله عنه، قام الشيخ محمّد الغزالي رحمه الله و قبل رأس الشيخ، لما التمسه فيه من قوة الطرح وعمق المعنى، و أثنى الشيخ عبدالرحمن شيبان رحمه الله على تدخل الشيخ سيّدي محمّد بلقايد - و كان يومئذٍ وزيراً للشؤون الدينية - وقال (ومن يحسن هذا غيرك ) و سألوه الدعاء فذرفت عيناه.

الغزالي والشيخ محمّد بلقايدالشيخ محمّد بلقايد مع كبار العلماء والعارفين 

وأشار الطالحي أنه التقى بكبار العلماء والعارفين في دول كثيرة وناقشهم في العلم و ناظرهم في المسائل تعلماً وتدقيقاً فأجازه كل من لقيه من العلماء العاملين كالعلامة عبد الحي الكتاني، والفقيه العالم المجتهد الحافظ أحمد بن الصديق الغماري صاحب كتاب [إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة]، و الشيخ عبدالفتاح أبو غدة شيخ المحدثين في الشام، و الشيخ الإمام البشير أبو يجرة وكان كلما زار مكة المكرمة يتلقاه علمائها ومشايخها وأعيانها بالحفاوة البالغة والاهتمام والرعاية والكرم اللائق بأمثاله من العلماء الأعلام والسادة الكرام.
 

وفاة الشيخ محمّد بلقايد

وبعدما حياة حافلة بجلائل الأعمال ومناسك البطولات، انتقل الشيخ سيّدي محمّد بلقايد ـ قدس الله سره ـ إلى الرفيق الأعلى عشية يوم الجمعة 28 ربيع الثاني 1419 هجري الموافق لـ : 22 أوت 1998 ميلادي بولاية وهران ونقل جثمانه الشريف إلى مدينة تلمسان مسقط رأسه، ودفن في مقبرة العالم الربّاني سيدي السنوسي، بحضور جمع غفير من العلماء والمريدين والمحبين من داخل الوطن وخارجه، وصلى عليه ابنه وولي عهده وحامل سرّه الشيخ سيّدي محمّد عبداللطيف بلقايد أطال الله عمره، وقد آلت إليه مشيخة الطريقة الهبرية البلقائدية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شيخ الذكرى ال26

إقرأ أيضاً:

الشيخ نعيم قاسم: المقاومة بخير ومستمرّة

الثورة نت|

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن “مشاركة الناس في تشييع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وصفيه الهاشمي السيد هاشم صفي الدين كانت استثنائية كأنهم يقولون إننا مستمرون وإنّا على العهد يا نصر الله”، وأضاف “أحسست في هذه الفترة أن هؤلاء الناس يعشقهم الإنسان، والآن فهمت علاقة العشق المتبادلة بين السيد الشهيد والناس”.

وفي مقابلة على قناة المنار، أضاف الشيخ قاسم “أدعو الناس كما كنتم دائمًا رافعين رؤوسكم إبقوا هكذا فأنتم أبناء السيد نصر الله”، وتابع “أنتم أبناء السيد حسن والمقاومة والشهداء وهذه المسيرة”، وأوضح متحدثًا عن جمهور المقاومة “هؤلاء جميعهم استشهاديون”.

ولفت إلى أن “التشييع ليس لشخصيْن رحلا بل للمستقبل وهذه صلة بين الأمينيْن العاميْن وبين المستقبل الذي سنتابع فيه مع الناس”، وأضاف “التشييع إعلان للانتصار على شاكلة ما نؤمن به بأننا استمرّينا وثبتنا الى آخر لحظة حتى جرى الاتفاق”، مؤكدًا أن “المقاومة فكرة تسري في العقول وهي متجذّرة ومتأصّلة وجمهورها صلب وصادق مستعدّ للوقوف في الملمّات”، ومشددًا على أن ” الأعداء يحلمون بأن يهزموا هذا الشعب لأنه موجود بالميدان وسابق للجميع”.

ولفت الشيخ قاسم إلى أنه “بعد شهادة السيد حسن نصر الله كان هناك تواصل مع السيد هاشم صفي الدين بخصوص يوم الدفن لكن الظروف كانت معقّدة وقررنا تأجيل الدفن بسبب الخطر على الناس”. وأضاف “تبيّن أن هذا التأجيل أتاح لنا فرصة أن نجد قطعة أرض على طريق المطار وأن يكون لنا فرصة لدعوة الناس للمشاركة”.

وحيّا سماحته “الشعب العراقي والمرجعية العراقية والعلماء والحشد والعتبات المقدسة الذين لديهم الاستعداد ليقدّموا، والشعب الايراني الذي كان حضوره بارزًا على الرغم من أن الطرق سُدّت في وجههم”. وشكر الفلسطينيين واليمنيين والتونسيين وكل الأفرقاء على مشاركتهم في التشييع.

وحول تواصله الأخير مع سيد شهداء الأمة، تابع سماحته “آخر مرة كنتُ في لقاء مباشر مع سماحة السيد بحضور عدد من أعضاء الشورى كان في 18 أيلول”، وأضاف “آخر اتصال مع سماحة السيد حصل في 21 أيلول اتصل بي وقال لي الحاج ابراهيم عقيل استشهد وطلب مني أن أصلّي في تشييعه وأتحدث بالمناسبة”.

وأردف الشيخ قاسم “بعد اغتيال سماحة السيد اتصلتُ بالسيد هاشم صفي الدين، وتحدّثنا عن موضوع الدفن، وتطرقنا إلى موضوع الأمانة العامة قبل الدفن كعنصر وعامل قوّة وطلبتُ أن يكون هو الأمين العام”، ولفت إلى أنه “استشهد السيد هاشم صفي الدين قبل أن يتمّ الإعلان عن انتخابه”.

وأضاف “تحدّثتُ في 30 أيلول أول كلمة مُتلفزة بصفتي نائب أمين عام بينما كان يتابع السيد هاشم صفي الدين مهام الأمين العام لحزب الله”.

وأوضح سماحته أنه “مع شهادة السيد هاشم شعرتُ بزلزال حصل وقلتُ انقلبت حياتي رأسًا على عقب، ولكن واقعًا لم أشعر لا بقلق أو توتّر بل شعرتُ بالتسديد الإلهي”، وأضاف “بعد شهادة السيد هاشم صفي الدين اتصلتُ بقيادة المقاومة العسكرية وطلبتُ منها إبلاغي ماذا بقي وليس ماذا ذهب”.

وأكد الأمين العام لحزب الله أنه “ابتداء من تاريخ 8 تشرين الأول تغيّرت الصورة لصالح المقاومة”، وأضاف “استعدنا السيطرة بعد 10 أيام من العدوان”، وشدد على أن “الصمود الإسطوري للشباب والإمكانات التي كانت ما زالت متوفرة، وقدرتنا على ضرب “تل أبيب” والوصول إلى بيت نتنياهو وغيرها جعلت “الاسرائيلي” يذهب إلى الاتفاق”، ولفت إلى أنه “عندما توقّفنا يوم اتفاق وقف إطلاق النار توقّفنا مع قدرة موجودة”.

وأشار إلى أنه “لم نحاور عن ضعف”، وأضاف “نحن قلنا أن هذه المعركة لا نريدها وإذا أتى الوقت يريد “الاسرائيلي” التوقف تحت سقف قرار 1701 فنحن لم يكن لدينا المانع”.

وأكد أن المقاومة كانت “تستطيع قصف أي مكان في الكيان، لكن قرارنا كان قصف الأماكن العسكرية، لأنه إذا قصفنا الأماكن المدنية كنّا قدمنا ذريعة للعدو للاستهداف بشكل عشوائي”.

وفيما أكد أن “المقاومة بخير ومستمرّة لكن جُرحت وتأذّت وبذلت تضحيات”، أضاف “نُجري تحقيقًا لأخذ الدروس والعِبر والمحاسبة وأجرينا تغييرات في قلب المعركة”.

وحول اتفاق وقف اطلاق النار، قال سماحته “لا يوجد اتفاق سري ولا بنود تحت الطاولة، وفي هذا الاتفاق هناك كلمة جنوب نهر الليطاني خمس مرات”، وأضاف “هذا الاتفاق جزء من 1701 لانهاء العدوان وعلى “اسرائيل” أن تنسحب وكل العدوان المرتكب خروقات”.

وبما يتعلق بالنوايا التوسعية للعدو، قال الشيخ قاسم “”الاسرائيلي” صاحب نظرة توسعية، وإدخال الحاخامات على موقع العباد أكبر دليل على أننا أمام مشروع “اسرائيلي” كبير من المحيط الى الخليج”، وأضاف “إذا استمر الاحتلال لا بد من مواجهته بالجيش والشعب والمقاومة”، وتابع “المقاومة وشعبها لن يسمحا لـ “الإسرائيلي” بالاستمرار في العدوان”.

وتوجه الشيخ نعيم قاسم للعدو بالقول: “حتى لو بقيتم في النقاط الخمس كم ستبقون؟”، وأضاف “هذه المقاومة لن تدعكم تستمرون”.

وردًا على سؤال بالنسبة للحديث الأخير لوزير الخارجية اللبناني، قال سماحته  “هو من يُعطي الذريعة لـ”اسرائيل””، وأضاف “2000 خرق “اسرائيلي” حتى الآن وعلى وزير الخارجية اللبناني أن يتحدث عن الخروقات الصهيونية”.

 

 

مقالات مشابهة

  • صنعاء تحيي الذكرى الـ18 لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي
  • الشيخ حماد القباج في ذمة الله
  • الشيخ نعيم قاسم: المقاومة بخير ومستمرّة
  • وفاة الشيخ السلفي الشهير بمراكش حماد القباج
  • مفتي الجمهورية في الذكرى الـ 56 ليوم الشهيد: دماء الأبطال سطور عز لا تذبل
  • من (وعي) المحاضرة الرمضانية السادسة للسيد القائد 1446هـ
  • الإقلاع عن التدخين بمناسبة الشهر الفضيل
  • الذكرى تنفع المؤمنين.. هذا هو شهر رمضان
  • العلماء الضيوف: جامع الشيخ زايد الكبير مصدر إشعاع حضاري للتسامح والقيم
  • عمران.. إحياء الذكرى الثامنة عشرة لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي