هآرتس: حرب غزة أمام طريقين ونتانياهو ربما حسم اختياره
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن ملابسات ونتائج مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة التي جرت الأسبوع الجاري، فضلا عن التحركات الأخرى، سواء من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أو يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية.
وترى الصحيفة أن السنوار يسعى لحرب إقليمية واسعة، بينما أنه يبدو أن من مصلحة نتانياهو الاستمرار في حرب استنزاف.
وانتقدت الصحيفة الخطوات التي اتخذها نتانياهو، الأسبوع الجاري، وتحديدا على الجبهة الداخلية، مشيرة إلى أنه طمس ذكرى السابع من أكتوبر، وحول الرهائن إلى قضية سياسية بعد إقناع أنصاره بأن السيطرة على طرق غزة الرئيسية ذات أهمية بالغة لإسرائيل، حتى على حساب حياة المزيد من الرهائن.
وأوضحت الصحيفة أنه كان هناك حديث طويل في إسرائيل عن أن الحرب في غزة وصلت إلى مفترق طرق، بين عقد صفقة رهائن صعبة ومتطلبة ستشمل أيضًا وقف إطلاق النار، وبين إمكانية وقوع حرب طويلة يمكن أن تتطور إلى صراع إقليمي أوسع.
وترى أنه من المحتمل جدًا أن حكومة نتانياهو اتخذت هذا الأسبوع المضي في الاتجاه الثاني، موضحة أن ذلك حدث، كالمعتاد، دون إعلان صريح ودون أن تطلع الحكومة الجمهور الإسرائيلي على المستجدات.
وذكرت أنه في اجتماع مع منتديين يمينيين، الثلاثاء، رفض نتانياهو توقعات الجمهور بأنه سيظهر مرونة وتقدمًا نحو اتفاق مع حماس.
وأوضحت أن هذا الاجتماع انعقد بعد أربعة ايام فقط من اختتام اجتماع قطر الذي وصفته الولايات المتحدة بقمة الفرصة الأخيرة. وفي الوقت الحالي، يبدو أن زعيم حماس السياسي، السنوار، مهتم أكثر بإطالة الحرب على أمل المواجهة الإقليمية.
أما بالنسبة للأميركيين، فذكرت الصحيفة أنه لا يمكنهم الاستمرار في التوسط بين الخصوم في الشرق الأوسط إلى الأبد، خاصة أنه قريبا سوف تركز الإدارة الأميركية كل طاقاتها نحو تحقيق النصر لنائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
ووفقا للصحيفة، انعقد لقاء أميركي إسرائيلي مصري في القاهرة، الخميس، في محاولة أخرى للتغلب على الأزمة في المفاوضات. وكان من الواضح أن واشنطن تأمل ألا يخرج الشرق الأوسط عن السيطرة تماما على الرغم من فشل المحادثات حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن القضية الفلسطينية ظلت حتى الخميس على هامش المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو رغم المظاهرات في الخارج.
وفي إسرائيل، وبدون أن يتخذ مجلس الوزراء الأمني أو مجلس الوزراء بأكمله أي قرار بشأن هذه المسألة، ذكرت الصحيفة أن حدة الاحتكاك في الشمال تتزايد، ما يفاقم الخوف من اندلاع تصعيد واسع النطاق في أعقاب رد حزب الله أو إيران أو كليهما على الاغتيالات في بيروت وطهران.
ورغم أن هذا الخطر لم يمر بعد، فأوضحت الصحيفة أن الوضع أكثر سوءا بالنسبة لأهالي الرهائن المخطوفين من قبل حماس. وذكرت أنه بعد يوم من انتشال جثث ستة رهائن من نفق في خان يونس بواسطة الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي، وتم دفن اثنين منهم في الكيبوتسات المجاورة نيريم ونير عوز، الأربعاء، كان من الواضح بالفعل لأسر الرهائن المتبقين أن الأحداث اتخذت منعطفاً نحو الأسوأ.
وترى "هآرتس" أنه بينما لم يتمكن نتانياهو من هزيمة حماس، إلا أنه بذل جهودا أخرى لطمس ذكرى الكارثة، وإلقاء معظم اللوم على المؤسسة الدفاعية، وجعل الرهائن قضية سياسية مثيرة للجدل، وإقناع أنصاره بأن السيطرة على محور فيلادلفيا وممر نتساريم له أهمية بالغة للدولة، حتى على حساب حياة رهائن إضافيين.
وأوضحت الصحيفة أن الإسرائيليين متعبون ومحطمون ومجهدون اقتصاديًا وفي بعض الحالات بسبب احتمال استدعائهم للخدمة الاحتياطية مرة أخرى. كما تراجعت طاقة الاحتجاجات في الشوارع، فمن لديه القوة لـ "ليلة شجاعة" أخرى، وهو الاسم الذي أُطلق على المظاهرات العفوية التي اندلعت بعد أن أعلن نتانياهو أنه سيقيل وزير الدفاع في مارس 2023، ما أجبر رئيس الوزراء على التراجع.
ويعتقد بعض كتاب الأعمدة في صحيفة "هآرتس" أن نتانياهو عازم على جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، حيث سيوجه البرنامج النووي الإيراني ضدها، وليس من الواضح ما إذا كان هذا هو الاتجاه الذي يريده، لكن من الواضح أن حرب الاستنزاف تخدمه بشكل جيد للغاية. وسوف توفر العذر النهائي لعدم التحرك على جميع الجبهات، سواء فيما يتعلق بالانتخابات، أو محاكمته الجنائية، أو التحقيق في هجوم حماس في 7 أكتوبر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الصحیفة أن من الواضح
إقرأ أيضاً:
«ترامب».. «نتنياهو».. والدكتور «مدبولى»!
** على غير ما يرى البعض، أن الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، سوف يساعد إسرائيل على توسيع أعمالها العسكرية، فى لبنان وغزة وضد إيران، عندى حدس أن «ترامب»، ربما يكون أكثر ميلاّ، من الرئيس جو بايدن، الذى يغادر البيت الأبيض، بعد 72 يوماّ، لأن يستبدل بحروب المنطقة، تحركات واسعة نحو الاستقرار، والدفع بمبادرات سلام تحفظ سيادة لبنان، وتوقف الإبادات الجماعية فى غزة، حتى يُظهِر قوة سياسته الخارجية، التى سيعمل على أن تُعوِض حالة الضعف، التى كانت عليها سياسة «بايدن»، وكانت داعمة لـ«هوس» جيش الاحتلال، بارتكاب المجازر اليومية، فى غزة وجنوب لبنان.
** ولعل الصورة الأوسع، لتعهد «ترامب» فى حملته الانتخابية، بإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، كانت الحرب فى قطاع غزة، على أجندته كذلك، وقت تحدث كثيرا وتكرارا، عن أن أيا من الحربين، ما كانت اندلعت لو كان رئيسا، فى مكايدة سياسية للرئيس «بايدن»، ومنافسته -الخاسرة- كمالا هاريس.. أولا، وضمن حملاته الدعائية لكسب الدعم الانتخابى.. ثانيا، وهنا، على ما يبدو، أن «ترامب» يحمل عبء تنظيف الفوضى، التى تعمدتها الإدارة الأمريكية، ليس فى الشرق الأوسط وحسب، بل عبر الحدود، مع روسيا والصين وإيران، ولن يقلل هذا الاتجاه بالطبع- من الدعم والموالاة للسلطة فى «تل أبيب»، ولو على حساب القضية الفلسطينية.
** لكن ما نخشاه من «ترامب»، أن يعود لما كانت عليه الخلافات مع إيران بالذات، وقت كان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، عندما انسحب – فى العام 2018، من الاتفاق النووى، الذى وقعه سلفه، الرئيس ميشيل أوباما، فى العام 2015، بمشاركة دول أوروبية وروسيا، فيما مخاوف جديدة، من صدام اقتصادى آخر مع الصين، كونه رجل أعمال فى الأساس، حول غزو المنتجات الصينية السوق الأمريكية، التى ينظر إلى تأثيراتها السلبية على الاقتصاد وفرص العمل، وبالتالى مواجهتها بسلاح الضرائب والجمارك المرتفعة، ودون ذلك، ربما يعود لاستئناف التفاوض مع كوريا الشمالية حول برنامجها النووى، ضمن أجندة- إن تمت- قد تبشر برغبة «ترامب» فى استقرار عالمى.
***
** فى لحظة راهنة لن يكررها التاريخ، أن تكون إسرائيل فى أضعف حالاتها، السياسية والاجتماعية، وأيضا على قياس الخسائر اليومية، التى تلحق بجيشها وبُناها التحتية، مع انقسام فى مواقف الأحزاب جميعها، على قرار رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بإقالة وزير دفاعه، يوآف جالانت، وسعيها لإسقاط حكومته المتطرفة، وتتلامس الأحداث مع الضغوط والمظاهرات، الداعية لوقف الحرب وإعادة الرهائن، من ناحية، وحالة الاشتباك الواسعة مع كافة المنظمات والمؤسسات الأممية، وقد فتحت أبواب المطالبة الدولية، بطرد إسرائيل من الأمم المتحدة، وهى الفرصة الذهبية لمعاقبة «تل أبيب»، ووضع حدود لتصرفات «نتنياهو» المجنونة..هل من تحرك عربى؟
***
** كلام رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، عن الاتفاق مع صندوق النقد الدولى، على أنه لا تعويم قريبا للجنيه، كلام فيه قول وتأويل، وهو إن كان فى ظاهره، يبعث بارتياح حذر- بين أوساط الناس، الذين أرهقتهم تعليمات الصندوق، وحولت معاشهم إلى جحيم، يظل محل تشكيك، قياسا على ما اعتاد عليه الدكتور «مدبولى»، من تصريحات تبين عدم دقتها، فى شئون الغلاء وزيادة أسعار المحروقات.. وقد ينطوى كلامه عن التعويم، على إجراءات «خبيثة»، تعمل على تعويم «ناعم» تتبناه البنوك، بأن تتلاعب بأسعار الدولار، مع زيادات تدريجية مقابل الجنيه، بتنسيق غير معلن، ربما مع البنك المركزى والحكومة.. ترضى الصندوق وتقهر الشعب.
[email protected]