تعتبر مبادرة "بركة مُسن" التي تبنّاها مستشفى نزوى ممثلاً بقسم التثقيف الصحي والإرشاد النفسي وفرع جمعية إحسان بمحافظة الداخلية من المبادرات المجتمعية التي وجدت أصداء إيجابية منذ انطلاقتها في العام 2020؛ حيث سعت المبادرة إلى ترجمة رسالتها ورؤيتها المتمثّلة في تقديم خدمات ميسرة وسريعة لكبار السن من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية والدينية، وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات والمبادرات الفرعية التي تنفّذ بين الفترة والأخرى بتعاون كبير مع مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية والجمعيات والفرق الخيرية بمحفظة الداخلية، حيث نجحت المبادرة في غرس ثقافة التعامل مع كبار السن وتعزيز جوانب الرعاية واحتياجات المسنين.

وحول هذه المبادرة تقول فوزية بنت خميس اليعربية رئيسة قسم التثقيف الصحي والإرشاد النفسي بمستشفى نزوى وعضوة بمجلس إدارة فرع جمعية إحسان بمحافظة الداخلية والمشرفة على المبادرة: إنها جاءت نتيجة خطة عمل مشتركة بين مستشفى نزوى وفرع الجمعية عن طريق تشكيل فرق عمل تعمل على حصر كافة المتطلبات من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية التي تخص حياة كبار السن داخل المؤسسات الصحية والأسرة، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة بحياة كبار السن.

وقالت: انطلقت المبادرة في العام 2020 في وقت كانت تعاني فيه الدول من جائحة كورونا التي حدّت من بعض الأنشطة، لكن استطعنا تكييف الوضع والتدخّل السريع من خلال إطلاق مبادرة فرعية "يداً بيد مع مرضى كوفيد 19"، وجدت هذه المبادرة التفاعل السريع من قبل المجتمع والشركات الداعمة، حيث كانت المبادرة تهدف إلى توفير أجهزة طبية ذات الاستخدام المنزلي للمسنين المصابين كأجهزة الأوكسجين للاستخدام المنزلي وأجهزة قياس نسبة الأكسجين في الدم، حيث استطعنا توفير 80% من أجهزة الأوكسجين و50% من احتياجات أجهزة قياس نسبة الأوكسجين في الدم، وتوفير بعض المستلزمات الطبية والتغذوية والغيارات الصحية للاستخدام المنزلي الخاصة بالمرضى من كبار السن مع إعادة تدوير الأجهزة الطبية مع المرضى عند الحاجة لها، والتكاتف مع الحالات المعسرة للمرضى من كبار السن وحصر عدد المرضى المحتاجين للأجهزة والمستلزمات الطبية داخل المؤسسات الصحية بولايات محافظة الداخلية وقد حققت المبادرة نجاحاً كبيراً.

وأضافت اليعربية: في الجانب الصحي عملنا على المتابعة الدورية لحالة المرضى من كبار السن بالتعاون مع القائمين على برنامج الرعاية المنزلية لصحة المجتمع، وكذلك استطعنا بالتعاون مع مؤسسة الجسر للأعمال الخيرية في سبتمبر 2022 إطلاق خدمة الإسعاف لنقل المرضى المقعدين سريريا من كبار السن عند خروجهم من المؤسسة الصحية والعكس، حيث أدت هذه الخدمة إلى تقليل مكوث المرضى المنومين في المستشفى وخروجهم في أقرب وقت مما أسهم في خدمة المرضى، حيث بلغ عدد المستفيدين من الخدمة منذ انطلاقها حتى نهاية شهر مايو من هذا العام 260 مريضاً ومريضة بعضهم من خارج حدود محافظة الداخلية، وساهم التعاون القائم بين المؤسسات الصحية بالمحافظة وفرع جمعية إحسان إلى رفع مستوى الإدراك والوعي الصحي لفئة كبار السن وذويهم والرقي بالخدمات الصحية المقدمة داخل المؤسسات الصحية والجمعيات التطوعية، وغرس مبدأ التعاون والتكاتف ورسالة العمل التطوعي ومبادئ الدين الحنيف التي تحث على البر والإحسان لكبار السن مع الجميع.

وفيما يتعلق بالجانب الديني للمبادرة قالت فوزية اليعربية: لم تغفل المبادرة التكاتف المجتمعي، وذلك بالتعاون مع إدارة الأوقاف والشئون الدينية بمحافظة الداخلية، حيث انطلقت مبادرة فرعية حملت - سلسلة فضل رعاية كبار السن - من القرآن والسنة، والتي استهدفت طلبة مؤسسات التعليم العالي وطلبة المدارس وطلبة مدارس تحفيظ القرآن، وذلك بإقامة محاضرات ومشاركات في الفعاليات من قبل الوعاظ والمرشدات الدينيات لترسيخ مبادي الدين الحنيف حول البر بكبار السن، حيث حرصنا من خلال هذه المبادرة على غرس قيم رعاية كبار السن لدى الناشئة والشباب من الجنسين، وتزويدهم بجرعة ثقافية وتوعوية تساعدهم على التعامل مع كبار السن بصورة ناجحة وثمار تلبية احتياجات المسنين في المجتمع.

أما من الجانب الاجتماعي فقد كانت هناك العديد من الفعاليات والمبادرات الفرعية، فالتكاتف مع الجميع كان هدفاً رئيسا؛ لذلك جاءت مبادرة (إحسان صديقة للبية) من خلال مسابقة لتجميع الأغطية البلاستيكية لقارورات المياه والمشروبات لتحقيق فوائد عديدة من بينها التعريف بدور جمعية إحسان وغرس أهمية التكاتف المجتمعي وأثر الصدقة فيها وغرس قيمة الحد من المخلّفات الضارة بالبيئة، حيث ارتكزت المسابقة التي استهدفت طلبة المدارس بولاية نزوى للصفوف 1 - 9 على تجميع الأعطية البلاستيكية لقناني المياه والعصائر والحليب وغيرها من الأغطية المصنوعة من البلاستيك، وشارك فيها قرابة ثمانية آلاف طالب وطالبة وقُدّرت الأغطية التي تم تجميعها بقرابة أربعين مليون غطاء؛ إذ جمع كل متسابق ما يزيد على خمسة آلاف غطاء؛ وكانت هذه المسابقة بهدف توفير مورد لتشغيل خدمة إسعاف الجسر لنقل المرضى المقعدين سريريا من كبار السن.

وأوضحت اليعربية أن المبادرات الفرعية المبرمجة تمثل الجانب المضيء المثمر من الجوانب التي تعنى برعاية كبار السن كإقامة الفعاليات والمناشط والرحلات الترفيهية لكبار السن والمسابقات المختلفة والأنشطة الرياضية والترفيهية وتبادل الزيارات، إضافة إلى مشاركة كبار السن في الأنشطة المجتمعية والاحتفالات الدينية والمناسبات الوطنية، وكل ذلك سيعكس إيجابيا على صحة وعطاء كبار السن؛ إذ تسعى المبادرة إلى الوقوف بكل قوة لإسناد كبار السن وكذلك المتابعة الدورية لهم داخل الأسر من قبل أعضاء الفرق المشكلة من أعضاء فرع الجمعية ليكونوا مساندين لممرضات صحة المجتمع ببرنامج رعاية المسنين والرعاية المجتمعية، وبث رسائل ومقاطع مرئية تثقيفية متنوعة للمجتمع بوسائل متنوعة من أجل الوصول بحياة المسنين لحياة أفضل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المؤسسات الصحیة من کبار السن جمعیة إحسان بالتعاون مع من خلال

إقرأ أيضاً:

محافظ الفيوم يوجه باستكمال وتعميم أنشطة مبادرة "مدينة آمنة من العنف ضد النساء"

وجه الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، باستكمال وتعميم أنشطة مبادرة "مدينة آمنة من العنف ضد النساء"، جنبًا إلى جنب مع أنشطة مشروع "شبكة مدن التعلم التابعة لمنظمة اليونسكو"، وذلك بالقرى التي تم اختيارها لتنفيذ التداخلات المجتمعية بمختلف مراكز المحافظة.

 

وأوضح محافظ الفيوم، أنه تم اختيار قرية بكل مركز من مراكز المحافظة، لتنفيذ أعمال مبادرة "مدينة آمنة من العنف ضد النساء بهدف تعميم المشروع، وإقامة الفعاليات والأنشطة والندوات التي تستهدف التثقيف والتدريب والتمويل المستمر، استكمالًا لأنشطة مشروع مدن التعلم التابعة لمنظمة اليونسكو، بقرى قصر الجبالي مركز يوسف الصديق، ومطول بمركز اطسا، وشكشوك بمركز أبشواي، وكفور النيل بمركز الفيوم، وفيديمين بمركز سنورس، وكفر محفوظ بمركز طامية.

 

وأضاف، أنه تم إضافة عدد 20 مدرسة بالقرب من مقار المبادرة بمختلف مراكز المحافظة، للانتساب لشبكة مدن التعلم التابعة لليونسكو، بالإضافة إلى عدد 6 مدارس بإدارتي غرب الفيوم وسنورس التعليميتين تم بالفعل تأكيد انتسابهم لليونسكو، كما تم تنفيذ عدد 53  ندوة، وعدد 4 دورات تدريبية حول حرف التفصيل والخياطة للسيدات، وأعمال الكهرباء والسباكة للشباب، بالتنسيق مع مديرية العمل، وتنفيذ وحدة إنتاجية بالتنسيق مع مختلف القطاعات بالمحافظة مثل الصحة، والطب البيطري، والقوى العاملة، والتضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، وجهاز شئون البيئة، والبنك الزراعي، والمجلس القومي للمرأة، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ووحدتي تكافؤ الفرص وأيادي مصر، وذلك بمقار المبادرة في القرى الستة.

 

وتابع المحافظ، أنه تم تنفيذ العديد من ورش العمل من خلال مديرية التربية والتعليم، تحقيقًا لأهداف شبكة مدن التعلم التابعة لليونسكو، منها ورشة حول استخدام وسائل الإعلام للتعريف بالشخصيات البارزة وتعزيز دور المساواة بين الجنسين استهدفت طلاب المدارس المنتسبة لليونسكو، وتنفيذ مبادرة "كنز بلادي" بالتعاون بين التربية والتعليم ومنطقة آثار الفيوم، فضلًا عن العديد من الندوات والبرامج التدريبية بالمركز الاستكشافي للعلوم بمنطقة دمو، وسيتم استكمال الأنشطة في القرى المستهدفة بالتنسيق مع مختلف القطاعات.

 

واستكمالًا لأعمال وأنشطة مبادرة "مدينة خالية من العنف ضد النساء "وضمن فعاليات الاحتفال بعيد الفلاح، تم بالتنسيق مع مديرية الطب البيطري تنظيم ندوة إرشادية توعوية بمقر الوحدة المحلية لقرية قصر الجبالي مركز يوسف الصديق، شملت التوعية بأهمية التحصين بالحملات القومية للتحصين، والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الامتناع عن التحصين، وكذا التوعية بمرض طاعون المجترات الصغيرة، والأمراض المشتركة مثل انفلونزا الطيور، ومرض السعار، والأمراض التي تنتقل عن طريق اللحوم والألبان مثل السل والبروسيلا، والتوعية بأنواع أختام اللحوم، وتم توزيع المطويات الخاصة بمرض السعار وانفلونزا الطيور على المشاركين بالندوة والرد على أسئلتهم واستفساراتهم، كما نظمت مديرية الشباب والرياضة ندوة حول العنف ضد النساء بقرية قصر الجبالي، ونظمت مديرية الصحة ندوة توعوية حول المبادرات الرئاسية، ومرض جديري القرود، بقرى قصر الجبالي مركز يوسف الصديق، وكفور النيل مركز الفيوم، وفيديمين مركز سنورس، وكفر محفوظ مركز طامية.

 

الجدير بالذكر أن مبادرة "مدينة آمنة خالية من العنف ضد النساء والفتيات"، هو أحد المشروعات التي تخدم المرأة والطفل في نفس الوقت، وهدفه تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، وتتضمن تنفيذ ندوات توعوية وتثقيفية في مختلف المجالات، وتدريب السيدات على الحرف اليدوية، وإدارة المشروعات، وكيفية عمل دراسات الجدوى، والتدريب على ريادة الأعمال، وكذا فتح فصول لمحو الأمية.

 

وشبكة مدن التعلم التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو" هي شبكة دولية للمدن تهدف إلى توحيد عدد من الخصائص في المدن المختلفة لتكون قادرة على تعبئة مواردها في كل قطاع بفعالية، لتحقق هدف رئيسي هو توفير التعلم مدى الحياة، من خلال ستة أهداف تنفيذية هي السعي لتوفير المصادر اللازمة للتعلم المستمر، وتحفيز التعلم على مستوى الأسرة والمجتمع المحلي، وتمكين التعلم في إطار العمل ومن أجل مصلحة العمل، والتوسع في استخدام التقنية الرقمية والاستفادة منها في التعلم، والتركيز على جودة التعلم المطلوب، وبناء ثقافة التعلم مدى الحياة. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة: الاستثمار في طول العمر الصحي بين كبار السن ضرورة استراتيجية
  • محافظ الفيوم يوجه باستكمال أنشطة مبادرة "مدينة آمنة من العنف ضد النساء"
  • محافظ الفيوم يوجه باستكمال وتعميم أنشطة مبادرة "مدينة آمنة من العنف ضد النساء"
  • مياه أسيوط تطلق حملة توعية تحت عنوان بناء الوعي وترسيخ القيم  
  • «مستقبل وطن» يستعد لإطلاق مبادرة رحلات سياحية لتنمية الوعي السياحي للطلاب
  • أخصائي في طب الأسرة: فئة كبار السن هي الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الموسمية
  • لـ كبار السن والمرضى.. الداخلية تيسر إجراءاتها للحصول على الخدمات الشرطية
  • عاجل - هاريس: أريد بناء اقتصاد جيد وخفض تكلفة المعيشة وحماية كبار السن
  • أزمة نقص "الأنسولين" تهدد حياة كبار السن بالمنوفية
  • حماية المستهلك: مبادرة المؤسسات الصديقة تعزز الوعي وتخفض نسبة الشكاوى