بوابة الوفد:
2024-11-26@09:02:56 GMT

"أميرة المنيا".. ايزادورا شهيدة الحب

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

حين يعشق نور الفجر شمس الأصيل، ويسعى كل منهما إلي لقاء حبيبه فلا يلتقيان أبد الدهر، حينها يكون " العشق المستحيل" ، تاريخ محافظة المنيا منذ اقدم العصور، يزخر بالعديد من القصص والبطولات، بل وحكايات الحب والعشق الصادق الذي لا يموت، حتى ولو انتهى نهاية مأساوية  .

وبين صفحات تاريخ المنيا إحدى حكايات " الحب الصادق" بل "العشق المستحيل " الذي جمع بين قلب أميره مصرية ذات جذور اغريقية، وضابط مصري من عامة الشعب ، وقعت أحداث القصة  منذ مايقرب من (2000 عام ) وتحديدا بين عامي 132، و135 ميلادية، ولد الحب بين "ايزادورا" و"حابي" في إقليم المنيا، في مدينة "انتينوبوليس" التي إقامتها الإمبراطور الروماني "هادريان" على الشاطئ الشرقي لنيل ملوي في مكان قرية الشيخ عباده الحالية، كان والدها القائد الروماني حاكما للمدينة بل واقليم المنيا كله.

   

 كانت الأميرة "ايزادورا" ذات الستة عشرة عاما، على موعد مع القدر، حين قررت ذات ليلة قمرية من ليالي شهر ( توت)، أن تستقل قاربها الملكي وسط حراسها عبر النيل ، متوجهة إلي الغرب لحضور احتفالات المعبود "تحوت" رب الحكمة ، والقلم ، والقمر، سيد الأشمونين في معبده بمدينة "خمنو" او الأشمونين ، وهناك كان لقائها الأول والمباغت بحبيبها" حابي"ضابط الحراسة  المصري بالمعبد ، وفى لحظة "فريدة" تجلى الحب فجأة ، وبلا مقدمات ليتربع في قلب الحبيبين .

 

التقت العيون ، فنبضت القلوب ، وتعاهدت في صمت على الحب والوفاء، وسرعان ما تسلل العاشقان، في هدوء  بعيدا عن صخب المعبد ، وترانيم الكهنة ، ليتناجيا على شاطئ" البحيرة المقدسة" هناك في تونا الجبل، في ضوء القمر ، وفي حضن شجرة الجميز العتيقة رمز " حتحور" ربة الحب والجمال ، وتعددت لقاءات الحب العفيف بين العاشقين ، في سرية تامة كل ليلة طوال سنوات ثلاث .

وذات ليلة اكتشف والدها حاكم الإقليم ، قصة هذا الحب غير المتكافئ بين ابنته الأميرة ايزادورا والشاب المصري حابي احد رعاياه ، فأمر حراسه بمنع هذه اللقاءات ولو بالقوة ، يئست ايزادورا من اقناع ابيها بحقها في الحب والحياة، فأيقنت ان حياتها بدون حبيبها ، لا معنى لها ، وقررت الإنتحار ، والتقت ايزادورا لأخر مرة بحبيبها حابي ، دون أن تخبره بما قررته بشأن الإنتحار، وتبادلا الحب والغزل الي ما قبل انبثاق الفجر، ثم ودعت حبيبها بالدموع، وغادرته عائدة الي الشرق في قاربها بين حراسها.

وفجأة  غافلت حراسها ، وفي وسط النيل ألقت بنفسها فيه لتغرق ، ادرك والدها حجم جريمته وحزن عليها وبكاها بكاء مريرا، واقام لها مقبرة فريدة في تونا الجبل مدينة الأموات، والتي مازالت تضم مومياؤها إلي اليوم ،  وكتب والدها على جدران مقبرتها، مرثيتان بالإغريقية تحكيان قصتها، ولوعته، قام بترجمتهما د كتور طه حسين ، وصديقه الأثري دكتور سامي جبره جاء فيهما .

 

( أيتها الصغيرة الجميلة - أيتها الطيبة البريئة ، والزهرة النضرة التي ذبلت في ربيع العمر - يا ملاكي الطاهر الذي رحل دون وداع) ، لتظل القصائد والمومياء والمقبرة  ، شاهدا على أول وأقدم "قصة حب" عفيف وصادق ومستحيل في تاريخ العالم ، ومصر ، والمنيا ، انها "ايزادورا" أميرة المنيا ، التي عشقها أيضا عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، ولقبها بــ ( شهيدة الحب) ، واورد قصتها في مجموعته القصصية "الحب الضائع" ٠

     

اما حابي العاشق المخلص ، فقد ظل وفيا لحبيبته ايزادورا ، ورفض الزواج بعد رحيلها ، وظل يزور مقبرتها كل ليلة ، ويوقد لها الشموع ليؤنس روحها حتى وفاته ، دكتور طه حسين أقام استراحته الخاصة في تونا الجبل بجوار مقبرتها، وظل يذهب لزيارتها يوميا قبل الغروب  بساعة كاملة ، ويشعل لها الشموع ويطلق البخور في مقبرتها .

 

ايزادورا ، هي جولييت المنيا ، وهي اقدم من جولييت الإيطالية بألف عام ، وتظل ايزادوزا صاحبة أشهر قصة عشق "ممنوع" ، و"مستحيل" في نفس الوقت ، وتؤكد قصتها أن الحب الحقيقي  بلا نهاية حتى بموت الحبيب،  ولا يقتله فراق، ولا تقصيه الفوارق  الطبقية ،  هزمت ايزادورا بحبها الصادق الزمن فظلت خالدة عبر الزمن ٠

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكايات الحب أخبار محافظة المنيا

إقرأ أيضاً:

ليلة مع روحانيات الإنشاد فى معهد الموسيقى العربية

 

فى إطار  فعاليات وزارة الثقافة الهادفة لإعلاء القيم الإنسانية تقدم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد حفلا تحييه فرقة الإنشاد الدينى  بقيادة المايسترو عمر فرحات وذلك فى الثامنة مساء الأحد ٢٤ نوفمبر على مسرح معهد الموسيقى العربية .

 

 


يتضمن البرنامج العديد من الأناشيد والإبتهالات الدينية منها نعمة من جلائل الألاء وسبحانك الله لـ مرسى الحريرى ، دعونى اناجى حبيبى ،النبى صلوا عليه من التراث الدينى  ، صلينا الفجر فين لـ حسين فوزى ، النبى عربى لـ سيد إسماعيل ، يا منى عينى لـ أحمد عبد الله ، طلعة المشهد من التراث الصوفى ، القلب يعشق كل جميل ، حديث الروح لـ رياض السنباطى ، يا صلاة الزين لـ زكريا أحمد ، خشوع لعمار الشريعى ، مولاي لـ بليغ حمدى ، صلاة ربى لحسام صقر ، ختام الأنبياء لـ جمال سلامة ، تعال الله وأننى آمنت بالله وأسماء الله الحسنى للشيخ سيد مكاوى ، أداء المنشدين حسام صقر ، سماح عباس ، ولاء رميح ، أحمد العمرى ، إبراهيم فاروق ، محمد عبد الحميد ، محمد حسين وأشرف زيدان .
الجدير بالذكر أن فرقة الإنشاد الدينى قد تأسست على يد الموسيقار الراحل عبدالحليم نويرة فى عام ١٩٧٢ وبدأت أولى حفلاتها بقيادته عام ١٩٧٣ بهدف الحفاظ على التراث الغنائى الدينى، شاركت فى إحياء  المناسبات الدينية على مدار العام على مسارح دار الأوبرا المختلفة بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور.

مقالات مشابهة

  • ''عفريتة قطار منتصف الليل''.. رواية جديدة في سلسلة الحب والرعب
  • قواعد الحب
  • «دخل الربيع يضحك» .. واقع إنساني خاص وتنوع بين قصص الحب والالالم
  • «سارحين في الملكوت».. 5 أبراج تعشق الأغاني الرومانسية وهذا مغنيهم المفضل
  • ليلة مع روحانيات الإنشاد فى معهد الموسيقى العربية
  • في ليلة الزفاف.. اختبار الطبخ يحدد مصير العروس .. فيديو
  • البابا فرنسيس: في الحب فقط تجد حياتنا النور والمعنى!
  • «أفتقد الحب والاهتمام».. بوسي تتصدر التريند بتصريحات مثيرة عن والدتها
  • صور سريالية لأغرب فنادق الحب في اليابان
  • أميرة ابنة سيد مكاوي تروي أسرارًا لأول مرة عن حياته ومشواره الفني