"أميرة المنيا".. ايزادورا شهيدة الحب
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
حين يعشق نور الفجر شمس الأصيل، ويسعى كل منهما إلي لقاء حبيبه فلا يلتقيان أبد الدهر، حينها يكون " العشق المستحيل" ، تاريخ محافظة المنيا منذ اقدم العصور، يزخر بالعديد من القصص والبطولات، بل وحكايات الحب والعشق الصادق الذي لا يموت، حتى ولو انتهى نهاية مأساوية .
وبين صفحات تاريخ المنيا إحدى حكايات " الحب الصادق" بل "العشق المستحيل " الذي جمع بين قلب أميره مصرية ذات جذور اغريقية، وضابط مصري من عامة الشعب ، وقعت أحداث القصة منذ مايقرب من (2000 عام ) وتحديدا بين عامي 132، و135 ميلادية، ولد الحب بين "ايزادورا" و"حابي" في إقليم المنيا، في مدينة "انتينوبوليس" التي إقامتها الإمبراطور الروماني "هادريان" على الشاطئ الشرقي لنيل ملوي في مكان قرية الشيخ عباده الحالية، كان والدها القائد الروماني حاكما للمدينة بل واقليم المنيا كله.
كانت الأميرة "ايزادورا" ذات الستة عشرة عاما، على موعد مع القدر، حين قررت ذات ليلة قمرية من ليالي شهر ( توت)، أن تستقل قاربها الملكي وسط حراسها عبر النيل ، متوجهة إلي الغرب لحضور احتفالات المعبود "تحوت" رب الحكمة ، والقلم ، والقمر، سيد الأشمونين في معبده بمدينة "خمنو" او الأشمونين ، وهناك كان لقائها الأول والمباغت بحبيبها" حابي"ضابط الحراسة المصري بالمعبد ، وفى لحظة "فريدة" تجلى الحب فجأة ، وبلا مقدمات ليتربع في قلب الحبيبين .
التقت العيون ، فنبضت القلوب ، وتعاهدت في صمت على الحب والوفاء، وسرعان ما تسلل العاشقان، في هدوء بعيدا عن صخب المعبد ، وترانيم الكهنة ، ليتناجيا على شاطئ" البحيرة المقدسة" هناك في تونا الجبل، في ضوء القمر ، وفي حضن شجرة الجميز العتيقة رمز " حتحور" ربة الحب والجمال ، وتعددت لقاءات الحب العفيف بين العاشقين ، في سرية تامة كل ليلة طوال سنوات ثلاث .
وذات ليلة اكتشف والدها حاكم الإقليم ، قصة هذا الحب غير المتكافئ بين ابنته الأميرة ايزادورا والشاب المصري حابي احد رعاياه ، فأمر حراسه بمنع هذه اللقاءات ولو بالقوة ، يئست ايزادورا من اقناع ابيها بحقها في الحب والحياة، فأيقنت ان حياتها بدون حبيبها ، لا معنى لها ، وقررت الإنتحار ، والتقت ايزادورا لأخر مرة بحبيبها حابي ، دون أن تخبره بما قررته بشأن الإنتحار، وتبادلا الحب والغزل الي ما قبل انبثاق الفجر، ثم ودعت حبيبها بالدموع، وغادرته عائدة الي الشرق في قاربها بين حراسها.
وفجأة غافلت حراسها ، وفي وسط النيل ألقت بنفسها فيه لتغرق ، ادرك والدها حجم جريمته وحزن عليها وبكاها بكاء مريرا، واقام لها مقبرة فريدة في تونا الجبل مدينة الأموات، والتي مازالت تضم مومياؤها إلي اليوم ، وكتب والدها على جدران مقبرتها، مرثيتان بالإغريقية تحكيان قصتها، ولوعته، قام بترجمتهما د كتور طه حسين ، وصديقه الأثري دكتور سامي جبره جاء فيهما .
( أيتها الصغيرة الجميلة - أيتها الطيبة البريئة ، والزهرة النضرة التي ذبلت في ربيع العمر - يا ملاكي الطاهر الذي رحل دون وداع) ، لتظل القصائد والمومياء والمقبرة ، شاهدا على أول وأقدم "قصة حب" عفيف وصادق ومستحيل في تاريخ العالم ، ومصر ، والمنيا ، انها "ايزادورا" أميرة المنيا ، التي عشقها أيضا عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، ولقبها بــ ( شهيدة الحب) ، واورد قصتها في مجموعته القصصية "الحب الضائع" ٠
اما حابي العاشق المخلص ، فقد ظل وفيا لحبيبته ايزادورا ، ورفض الزواج بعد رحيلها ، وظل يزور مقبرتها كل ليلة ، ويوقد لها الشموع ليؤنس روحها حتى وفاته ، دكتور طه حسين أقام استراحته الخاصة في تونا الجبل بجوار مقبرتها، وظل يذهب لزيارتها يوميا قبل الغروب بساعة كاملة ، ويشعل لها الشموع ويطلق البخور في مقبرتها .
ايزادورا ، هي جولييت المنيا ، وهي اقدم من جولييت الإيطالية بألف عام ، وتظل ايزادوزا صاحبة أشهر قصة عشق "ممنوع" ، و"مستحيل" في نفس الوقت ، وتؤكد قصتها أن الحب الحقيقي بلا نهاية حتى بموت الحبيب، ولا يقتله فراق، ولا تقصيه الفوارق الطبقية ، هزمت ايزادورا بحبها الصادق الزمن فظلت خالدة عبر الزمن ٠
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكايات الحب أخبار محافظة المنيا
إقرأ أيضاً:
سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر
أكدت الفنانة سلوى عثمان أن المسرح يتميز بـالهيبة والعظمة، لكنها وجدت أن التلفزيون أكثر جذبًا لها من الناحية المهنية، رغم أنها قدمت العديد من المسرحيات مع نجوم كبار.
وخلال حديثها في بودكاست مبادرة "بداية", المذاع عبر قناة "الحياة", تحدثت عن رحلتها الفنية والتحديات التي واجهتها، مؤكدة أن التمثيل يحتاج إلى إتقان وتقمص عميق للشخصية ليصل الأداء للمشاهد بشكل طبيعي ومؤثر.
الصعيدي أصعب الأدوار.. و"مذاكرة الدور" سر النجاحأوضحت سلوى عثمان أن أصعب الأدوار التي قدمتها كان الدور الصعيدي، خصوصًا في أول مرة جسدت فيه شخصية تنتمي للبيئة الصعيدية.
وأكدت أن التحضير لمثل هذه الأدوار يحتاج إلى دراسة دقيقة للهجة والعادات والتقاليد، مشيرة إلى أن "مذاكرة الدور" هي المفتاح الأساسي لإتقانه.
مشاعر الأمومة في التمثيل.. وتأثير وفاة والدهاتطرقت الفنانة إلى جانبها العاطفي في التمثيل، مؤكدة أنها عندما تؤدي دور الأم تشعر أن الممثل الذي أمامها مثل ابنها، مما يساعدها على تقديم أداء واقعي وصادق.
كما تحدثت بتأثر عن وفاة والدها، الفنان محمد عثمان، موضحة أنه كان له أثر كبير في حياتها، خاصة أنها كانت مرتبطة به بشدة. وتعلمت منه الالتزام وحب المهنة، بالإضافة إلى أن موهبة التمثيل ورثتها منه بالفطرة.
مسلسل "سجن النسا".. نقطة التحول في مسيرتهاكشفت سلوى عثمان أن نقطة التحول في مشوارها الفني كانت من خلال مسلسل "سجن النسا", حيث قدمت لأول مرة دور سجانة، وهو دور مختلف وجديد عليها تمامًا.
وأشارت إلى أن التعاون مع المخرجة كاملة أبو ذكري في هذا العمل كان تجربة ثرية ومميزة.
التوفيق بين الحياة الشخصية والتمثيلأوضحت الفنانة أنها تحاول دائمًا التوفيق بين العمل الفني وحياتها الزوجية، مؤكدة أن زوجها متفهم لطبيعة عملها، وهو ما ساعدها على الاستمرار في مسيرتها الفنية دون عوائق.
دور "بداية" في تنمية المواهب الفنيةأشادت بمبادرة "بداية", مؤكدة أنها تعزز التعاون بين الوزارات المختلفة لدعم نمو الإنسان وتنمية المواهب الفنية منذ الصغر. كما نوهت إلى أن وزارة الثقافة تقدم ورشًا فنية تساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم الفنية والإبداعية.