أغسطس 23, 2024آخر تحديث: أغسطس 23, 2024

المستقلة/- أصدر حكام طالبان في أفغانستان حظرًا على أصوات المرأة والوجوه المكشوفة في الأماكن العامة بموجب قوانين جديدة معتمدة من قبل الزعيم الأعلى في الجهود المبذولة لمكافحة الرذيلة وتعزيز الفضيلة.

صدرت القوانين يوم الأربعاء بعد أن تمت الموافقة عليها من قبل الزعيم الأعلى هيبات الله أخوندزادا ، حسبما قال متحدث باسم الحكومة.

أنشأت طالبان وزارة “انتشار الفضيلة والوقاية من الرذيلة” بعد الاستيلاء على السلطة في عام 2021.

نشرت الوزارة قوانين الرذيلة والفضيلة يوم الأربعاء والتي تغطي جوانب الحياة اليومية مثل وسائل النقل العام والموسيقى والحلاقة والاحتفالات.

تم تعيينها في وثيقة مؤلفة من 114 صفحة و 35 وثيقة. وقال المتحدث باسم الوزارة مولفي عبد الغفار فاروق يوم الخميس “إن شاء الله نؤكد لكم أن هذا الشريعة الإسلامية سيكون مفيدًا في تعزيز الفضيلة والقضاء على الرذيلة”.

تمكن القوانين الوزارة من أن تكون في المسؤولة عن تنظيم السلوك الشخصي وإدارة العقوبات مثل التحذيرات أو الاعتقال إذا زعم المنفذون أن الأفغان قد كسروا القوانين.

المادة 13 تتعلق بالنساء. تقول أنه من الضروري أن تحجب المرأة جسدها في جميع الأوقات في الأماكن العامة وأن التغطية الوجه ضرورية لتجنب إغراء الآخرين ويجب ألا تكون الملابس رقيقة أو ضيقة أو قصيرة.

وتُلزم النساء بتغطية أنفسهن أمام الذكور والإناث غير المسلمين لتجنب التعرض الفساد. ويُعتبر صوت المرأة حميميًا، وبالتالي لا ينبغي سماعه وهو يغني أو تلاوة أو القراءة بصوت عالٍ في الأماكن العامة. من المحظور للمرأة أن تنظر إلى الرجال الذين لا يرتبطون بالدم أو الزواج والعكس صحيح.

تحظر المادة 17 نشر صور الكائنات الحية، مما يهدد مشهد وسائل الإعلام الأفغانية الهشة بالفعل.

تحظر المادة 19 لعب الموسيقى، ونقل المسافرين منفردين، وخلط الرجال والنساء الذين لا يرتبطون ببعضهم البعض. كما يلزم القانون الركاب والسائقين بأداء الصلوات في الأوقات المحددة.

وفقًا لموقع الوزارة على الإنترنت، فإن تعزيز الفضيلة يشمل الصلاة ومواءمة شخصية وسلوك المسلمين مع الشريعة الإسلامية وتشجيع النساء على ارتداء الحجاب ودعوة الناس للامتثال لأعمدة الإسلام الخمسة. وتقول أيضًا إن القضاء على الرذيلة ينطوي على منع الناس من القيام بأشياء ممنوعة من الشريعة الإسلامية.

ويمنع الرجال من حلق لحيهم وكذلك من تخطي الصلاة والصيام.

في الشهر الماضي قال تقرير للأمم المتحدة إن الوزارة تساهم في مناخ الخوف والتخويف بين الأفغان من خلال المراسيم والأساليب المستخدمة لفرضها.

وقالت إن دور الوزارة كان يتوسع إلى مجالات أخرى من الحياة العامة، بما في ذلك مراقبة وسائل الإعلام والقضاء على إدمان المخدرات.

وقالت فيونا فريزر رئيسة خدمة حقوق الأنسان في بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان: “بالنظر إلى القضايا المتعددة الموضحة في التقرير ، فإن الموقف الذي أعربت عنه السلطات الواقعية بأن هذه الإشراف ستزداد وتوسعًا يمنح الاهتمام الكبير لجميع الأفغان وخاصة النساء والفتيات”.

ورفضت طالبان تقرير الأمم المتحدة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: فی الأماکن العامة

إقرأ أيضاً:

جدران كابل صفحات مفتوحة لصراع صامت بأفغانستان

كابل- تغيرت ملامح العاصمة الأفغانية كابل بشكل تدريجي منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في أغسطس/آب2021، وبات لافتا للأنظار تغير لون الجدران وخاصة المحيطة بالسفارة الأميركية، إذ تحولت هذه المساحات من لوحات فنية ورسائل شعبية إلى منابر دعوية وتوجيهية، تستخدمها وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بلغة واضحة تخاطب فيها المجتمع وتحديدا النساء.

وبين مؤيد ومعارض لكتابة الشعارات، تبقى الجدران في العاصمة كابل صفحات مفتوحة لصراع صامت، تعكس حجم التوتر القائم بين الواقع الاجتماعي الحالي والرغبة في كسر القيود والتعبير عن الذات.

تقول زينب (اسم مستعار) وهي طالبة جامعية حرمت من إكمال دراستها للجزيرة نت "عندما أخرج من المنزل، فأرى عبارات تشعرني أن وجودي نفسه أصبح محل تساؤل وجدل، لا أحد يقول لي مباشرة: ارجعي إلى منزلك، لكن الجدار يفعل ذلك بصمت، وأشعر أنه يخاطبني دون أن أرد عليه".

ويرى مراقبون أن استخدام الجدران ليس مجرد وسيلة دعائية فقط، بل هو جزء من إستراتيجية التواصل، تهدف إلى ترسيخ رؤى الحركة في المجتمع، وهو بديل إعلامي للحكومة لتعزيز خطابها، لكنها تبقى مرآة للتغير الذي طرأ على المجتمع الأفغاني في ظل حكم طالبان، إذ تُعبّر عن خطاب أحادي الجانب، موجه لجمهور واسع، دون أن تتيح لهذا الجمهور فرصة الرد أو النقاش.

إعلان

لكن الأستاذة السابقة في جامعة كابل آمنة جلالي لها رأي آخر، وتقول للجزيرة نت إن "معظم الشعارات التي ظهرت على الجدران في العاصمة كابل أو الطرق العامة، لا تتعارض مع طبيعة الشعب الأفغاني وخاصة المرأة، ومعظمها حول القيم والمبادئ التي هي جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعب، وأنا أراها وسيلة ناجحة لترسيخ هذه المبادئ في وجدان الجيل الشاب لأنه ولد وعاش في حقبة الاحتلال".

عبارات دعوية مرسومة على جدار أمام قاعدة عسكرية أميركية سابقة في العاصمة كابل (الجزيرة) أداة دعاية ناعمة

في شوارع العاصمة، تنتشر شعارات تدعو إلى "الاحتشام"، وتُشجع المرأة على البقاء في منزلها، وتؤكد "دور المرأة المسلمة وفق الشريعة"، وباتت هذه العبارات -التي تُكتب بخط واضح وبألوان غامقة- جزءا من المشهد اليومي في العاصمة كابل.

وتمثل هذه الجدران نوعا من الدعاية الناعمة التي تستهدف تشكيل وعي عام جديد، وتعكس رغبة الحركة في إعادة تشكيل دور المرأة في الحياة العامة، بعيدا عن النموذج الذي ساد خلال العقدين الماضيين في أفغانستان.

تقول هادية حكيمي (17 عاما) للجزيرة نت إنها لا تغادر منزلها أبدا دون ارتداء الحجاب، وتعلق أن مثل هذه الرسائل تبدو كأنها "مصدر ضغط وإذلال وليس تعليما دينيا، فالحجاب القسري ليس حجابا في الواقع، لا ينبغي فرض نمط خاص على المرأة، ومن حقنا كنساء أن نختار الحجاب الذي نريده، ونحن ملتزمات بعاداتنا وتقاليدنا التي لا تعارض تعاليم الإسلام"، حسب قولها.

أما جميلة (اسم مستعار)، وهي طالبة في كلية الطب بجامعة كابل حرمت من مواصلة دراستها، فتوضح للجزيرة نت أنها كلما خرجت من منزلها تقرأ الشعارات المكتوبة على الجدران "وأشعر كأنها تراقبني"، وتضيف "هي لا تجبرني على تغطية وجهي، لكنها تغلق أمامي أبواب الحلم والتعبير. أنا من عائلة ملتزمة ولا أذكر أنني خرجت من دون الحجاب حتى قبيل وصول طالبان إلى السلطة".

من جهتها تقول سلمى عزيزي (23 عاما)، وهي طالبة سابقة في جامعة خاصة، للجزيرة نت إن "نشر الوعي العام بشأن الحجاب ودور المرأة في المجتمع الأفغاني لا غبار عليه، وهذه الشعارات تعزز حقنا في المجتمع، والخلاف الموجود ليس مع تعاليم الإسلام وإنما حول الآلية التي اختارتها وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويمكن الاستفادة من تجارب في دول إسلامية مثل دول خليجية وماليزيا وإندونيسيا في مجال التعليم والعمل".

إعلان

وتؤكد الصحفية الأفغانية خديجة قانت للجزيرة نت أن "جدران كابل اليوم تحوّلت إلى دفتر رسائل، تتحدث فيه طالبان مع النساء، ولكن من طرف واحد، إنها رسائل لا تقبل الرد والنقاش، بل تفرض نفسها كحقائق مطلقة"، وأضافت "بينما تظل المرأة الأفغانية مُغيبة عن المشهد السياسي والإعلامي، فإن هذه الجدران بمثابة تذكير يومي بالصراع على الوعي والهوية والدور الاجتماعي للمرأة".

تأثير نفسي

يقول المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيف الإسلام خيبر للجزيرة نت إن "الوزارة قامت بكتابة شعارات وتوجيهات على جدران العاصمة كابل والمدن الرئيسية، وهي تساعدنا في نشر الوعي الديني، وكل من يمر أمامها يلقي النظرة عليها، وهي تؤثر على أفكار الجيل الناشئ".

وأضاف "نسعى لأن نكتب على الجدران شعارات مفيدة ومهمة تلخص الأحكام الدينية، وفي الوقت نفسه نكافح العادات والتقاليد التي تعارض تعاليم الشريعة، وبعد تقييمنا فقد رأينا أنها أثرت إيجابيا على الناس وخاصة الشباب والنساء".

تؤكد أستاذة علم النفس السابقة في جامعة كابل نرجس علم للجزيرة نت أن "هذه الرسائل المكتوبة على جدران المدينة تؤثر على الوعي الجماعي، وعندما تتكرر عبارات وشعارات تحدد للمرأة مكانها وسلوكها في كل شارع وزاوية فإن ذلك يتحول من رسالة إلى قانون اجتماعي غير مكتوب، ويخلق حالة من الرقابة الذاتية والخوف".

وتحذر علم من أن استمرار هذا الخطاب وبهذا النمط من جهة واحدة "يعزز الشعور بالعجز الجماعي، ويعيد إنتاج الصورة النمطية لدور المرأة".

يذكر أنه بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021، ألغيت وزارة شؤون المرأة وحلت مكانها وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، قامت الوزارة بتغيير مظهر المدينة، حتى أصبحت جدرانها الآن أدوات دعائية لتنفيذ سياسات طالبان.

إعلان

وبعد محو الجداريات التي رسمت أثناء وجود القوات الأميركية، طُليت جدران مراكز التعليم والجمعيات النسائية والمدارس برسائل حركة طالبان، ووجدت جدران كابل التي كانت تضم في السابق شعارات مختلفة عن العدالة والحريات المدنية، لغة جديدة ذات أسلوب توجيهي بالغالب، تحدد في محتواها حدود حياة المرأة.

مقالات مشابهة

  • أسرار جديدة في وفاة «الأسطورة».. مارادونا كان مريضاً «عالي الخطورة»!
  • احذر.. الحبس مع الشغل عقوبة جريمة قـ.ـتل الحيوانات طبقا للقانون
  • موسكو تسمح لأفغانستان بتعيين سفير في روسيا
  • استعدادًا للحج.. السلطات السعودية تمنع دخول غير المصرح لهم إلى مكة
  • ضوابط حيازة الكلاب الخطرة بعد صدور اللائحة التنفيذية للقانون
  • جدران كابل صفحات مفتوحة لصراع صامت بأفغانستان
  • الرئيس الشرع يلتقي وزير الأشغال العامة لمناقشة خطط الوزارة
  • ساكو يدعو لتغيير قوانين عثمانية ومناهج التعليم الدينية في العراق
  • تتويج "ميثاق" بـ"جائزة الأفضل" في تقديم حلول استثماريّة متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلاميّة
  • الكويت: تعدين العملات المشفرة غير مرخص