تحول كبير.. السعودية لم تعد خزانا ماليا
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
قالت شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية أن طريقة إنفاق المملكة العربية السعودية للأموال تؤكد حصول تحول كبير في استراتيجية البلاد المالية من خلال تعزيز الاستثمار المحلي والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وذكرت الشبكة في تقرير لها، الجمعة، إن صندوق الثروة السيادية للمملكة، صندوق الاستثمارات العامة، الذي تبلغ قيمته 925 مليار دولار، شهد زيادة في أصوله بنسبة 29 في المئة في عام 2023، مضيفة أن الاستثمار المحلي كان المحرك الرئيسي لهذه الزيادة.
ونقل التقرير عن الرئيس الفخري لغرفة التجارة الأميركية في السعودية طارق سولومون القول إن الزيادة تؤكد أن "هناك تحولا من الاستثمارات الخارجية إلى التركيز على الفرص المحلية.. انتهت أيام النظر إلى السعودية كخزان مالي فقط".
وأضاف سولومون أن النجاح مع صندوق الاستثمارات العامة يعتمد على شراكات قائمة على الثقة المتبادلة والرؤية طويلة المدى، حيث يُتوقع من الشركاء المساهمة بشكل كبير برأس المال وليس مجرد السعي لتحقيق الأرباح."
وتشير الشبكة إلى أن أحد الأمثلة على هذا التحول هو قانون مقرات الشركات الإقليمية الذي أقرته المملكة في عام 2021، ودخل حيز التنفيذ مطلع هذا العام.
ويلزم هذا القانون الشركات الأجنبية بتأسيس مقرات إقليمية لها في السعودية إذا كانت ترغب بتوقيع عقود مع الحكومة السعودية.
وبحسب الشبكة يسعى قانون الاستثمار المُحدث في السعودية إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، حيث وضعت المملكة هدفا طموحا يتمثل في جذب 100 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة سنويا بحلول عام 2030.
وتضيف أن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال حيث يبلغ متوسط الاستثمارات الأجنبية حاليا حوالي 12 مليار دولار سنويا، وفقا لبيانات حكومية سعودية.
ويشكك بعض المراقبين في المنطقة في مدى واقعية تحقيق هدف 100 مليار دولار.
وتحدث ممول مقيم في الخليج لشبكة "سي إن بي سي"، بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب قيود مهنية، قائلا إن "قانون الاستثمار الجديد في السعودية يعد حاسما جدا في مجال تسهيل زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، لكن يبقى أن نرى ما إذا كان سيؤدي إلى الزيادة الكبيرة المطلوبة في رأس المال".
ويتفق سولومون مع هذا الطرح ويشير إلى أن الإنفاق الأكبر على المشاريع الضخمة سيتطلب أسعارا أعلى للنفط لتحقيق التوازن في الميزانية السعودية.
وتابع قائلا: "يجب أن ننتظر ونرى ما إذا كانت استثمارات صندوق الاستثمارات العامة المحلية ستُحقق العوائد المتوقعة، خاصة في منطقة مليئة بالاضطرابات وميزانيات تعتمد على النفط تواجه فترات طويلة من انخفاض الأسعار."
وفي عام 2016 أطلقت السعودية "رؤية 2030" وقالت إنها تهدف لتنويع اقتصاد المملكة وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل.
وتشمل الرؤية مجموعة واسعة من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة بحلول عام 2030، وتتضمن أهدافا طموحة تتعلق بالعديد من القطاعات، بما في ذلك الاقتصاد والتنمية الاجتماعية والبنية التحتية والتعليم والثقافة والرياضة، وغيرها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاستثمارات الأجنبیة من الاستثمارات ملیار دولار فی السعودیة
إقرأ أيضاً:
رانيا المشاط: انخفاض التضخم واستقرار الاقتصاد الكلي يعززان جاذبية الاستثمار
أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الاقتصاد المصري يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي.
حيث انخفض معدل التضخم إلى 12.8%، بينما بلغ معدل التضخم الأساسي 10%، مما يعكس نجاح السياسات النقدية والمالية المتبعة في السيطرة على الأسعار واستعادة التوازن الاقتصادي.
وخلال كلمتها في مؤتمر الجمعية المصرية البريطانية، أوضحت المشاط أن هذا التحسن في المؤشرات الاقتصادية يأتي في ظل تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية التي تهدف إلى تحفيز الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ودعم القطاع الخاص، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.
وأضافت الوزيرة أن استقرار السياسات النقدية والمالية أسهم في تعزيز ثقة المستثمرين الدوليين بالسوق المصرية، مشيرةً إلى أن ذلك ظهر جليًا في ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وزيادة تدفقات رأس المال نحو القطاعات الإنتاجية، مثل الصناعة، والطاقة، والتكنولوجيا.
وأشادت المشاط بدور صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية في دعم الاقتصاد المصري، حيث تم مؤخرًا إتمام المراجعة الرابعة لبرنامج التعاون مع صندوق النقد، مما يعكس نجاح مصر في تحقيق مؤشرات مالية قوية. وأوضحت أن هذا التقدم سيدعم تخفيض أسعار الفائدة على أدوات الدين، مما سيحفز المزيد من الاستثمارات في القطاع الإنتاجي.
وأشارت الوزيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزًا أكبر على تحفيز القطاعات الإنتاجية، مثل الصناعة والتصدير وريادة الأعمال، إلى جانب تعزيز التحول الرقمي والاستفادة من التكنولوجيا في تحقيق نمو اقتصادي أكثر استدامة. كما أكدت على التزام الحكومة بتوفير بيئة استثمارية جاذبة، من خلال تبني سياسات تشجع على المنافسة العادلة وتسهيل إجراءات الاستثمار، مما يجعل مصر وجهة مفضلة للمستثمرين العالميين.