كيف تتوكل على الله خلال سعيك في الحياة
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
التوكل على الله هو عمل من أعمال القلوب فلا يراه الناس ولا يصلح فيه الإدعاء ، وإنما يرى الناس أثر هذا الخلق الكريم في كثير من تصرفات المسلم ، فلا يرون منه تحايلا على الرزق ولا طلب الرزق بالمحرم ، ولا يرون منه نفاقا ولا تملقا لأنه متوكل على الله عز وجل.
عبادة عظيمة يغفل عنها الكثير من الناس.. يكشفها علي جمعة جمعة يوضح كيف رسخ الإسلام للتسامح والقضاء على العنفحقيقة التوكل على الله وعلاقتها بالسعي
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن التوكل بمعنى الثقة بالله والاعتماد عليه في كل الأمور هو أمر واجب ومأمور به في كثير من آيات القرآن الكريم وفي سنة الرسول ﷺ: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ؛ لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا».
ووضح جمعة عبر صفحته الرسمبة على موقع الفيسبوك أن عامة الفقهاء ومحققو الصوفية قد ذهبوا إلى أن التوكل على الله لا يتنافى مع السعي، والأخذ بالأسباب من مطعم ومشرب ، وتحرز من الأعداء وإعداد الأسلحة ، واستعمال ما تقتضيه سنة الله المعتادة ، مع الاعتقاد أن الأسباب وحدها لا تجلب نفعا ولا تدفع ضرا ، بل السبب "العلاج" والمسبب "الشفاء" فعل الله تعالى والكل منه وبمشيئته ، قال سهل: «من قال: التوكل يكون بترك العمل فقد طعن في سنة رسول الله ﷺ ».
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِواضاف جمعة أن الرازي قال في تفسير قوله تعالى : {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} دلت الآية على أنه ليس التوكل أن يهمل الإنسان نفسه كما يقول بعض الجهال ، وإلا كان الأمر بالمشاورة منافيا للأمر بالتوكل على الله أن يراعي الإنسان الأسباب الظاهرة ولكن لا يعول بقلبه عليها ، بل يعول على الله تعالى.
وأكد جمعة أن سيدنا النبي ﷺ قد حث في أكثر من موضع على العمل والاحتراف وعدم ترك الأسباب ، عن أنس قال: «ذكر شاب عند النبي ﷺ بزهد وورع فقال النبي ﷺ : إن كانت له حرفة» [ابن أبي الدنيا] وعن الحسن قالوا يا رسول الله : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: «كسب الحلال وأن تموت ولسانك رطب من ذكر الله» [ابن أبي الدنيا]
كيف يكون التوكل الصحيحواختمم جمعة حديثه على أن جمهور علماء المسلمين أجمعوا على أن التوكل الصحيح إنما يكون مع الأخذ بالأسباب ، وبدونه تكون دعوى التوكل جهلا بالشرع وفسادا في العقل.
وإذا دخل التوكل الصحيح في قلب العبد المؤمن لا يؤذي الناس ، ولا يحسد الناس ولا يحقد على أحد ؛ بل لن تراه إلا متعاونا معهم على الخير راضيا بكل ما يقضيه الله من الأمور.. نسأل ربنا الكريم أن يجعلنا من المتوكلين عليه ومن المطمئنين به وبقضائه سبحانه وتعالى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التوكل على الله التوكل السعي ف ت و ك ل ع ل ى الل ه التوکل على الله
إقرأ أيضاً:
مؤسسة “آكشن إيد”: الفلسطينيون في غزة يواجهون صعوبة في البقاء على قيد الحياة
يمانيون../
أكدت مؤسسة “آكشن إيد” الدولية”، إن الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون صعوبة كبيرة في البقاء على قيد الحياة، إذ يقتات العديد منهم على أقل من رغيف خبز واحد يوميًا، بسبب نقص الغذاء الحاد الذي أجبر المخابز والمطابخ المجتمعية (التكايا) على الإغلاق.وقالت في بيان صادر عنها، اليوم السبت، أن العديد من الأسر تعتمد على المطابخ المجتمعية كأمل وحيد للحصول على وجبة واحدة في اليوم، إلا أن بعض هذه المطابخ اضطرت الآن إلى إغلاق أبوابها، ما ترك الناس بلا أي مصدر يلجأون إليه في ظل محدودية المساعدات إلى غزة نتيجة القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل خيالي.
وأشارت المؤسسة، إلى أنه لا تعمل في غزة سوى أربعة مخابز يديرها برنامج الأغذية العالمي، كما أن الطلب كبير للغاية جعل الناس يضطرون للبدء في الاصطفاف منذ الساعة الثالثة صباحًا أمام المخابز وشاحنات الطحين في محاولة لتأمين حصتهم.
ولفتت إلى أن سعر كيس الطحين الذي يزن 25 كغم يصل إلى نحو 1000 شيقل في دير البلح، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في شمال غزة.
وتابعت: تم قطع الإمدادات الغذائية لنحو 75,000 مواطن تقريبا بشكل كامل لأكثر من 70 يومًا في شمال قطاع غزة، كما أن الأطباء والمرضى في مستشفى العودة في شمال غزة يعيشون على وجبة واحدة فقط يوميا.
وشددت المؤسسة، على أن الجوع وسوء التغذية في شمال غزة يتزايدان بسرعة، وأن عتبة المجاعة قد تم تجاوزها بالفعل، ورغم ذلك، لم تصل المساعدات إلا بشكل محدود للغاية إلى المنطقة.
وأكدت، أنه مع استمرار الاحتلال في قصف قطاع غزة بأكمله، أصبح مجرد الخروج للبحث عن طعام لأفراد العائلة يعني المخاطرة بحياة الأفراد، ففي في الأول من الشهر الجاري، استشهد 13 مواطنا وأُصيب 30 آخرون في غارة جوية شنها الاحتلال بينما كان مواطنون ينتظرون استلام طرود غذائية.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في المؤسسة، ريهام جعفري “مع استمرار استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة، يصبح من الصعب أكثر فأكثر على الناس الحصول على ما يكفي من الطعام لإبقائهم على قيد الحياة. شركاؤنا والعاملون في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم لتأمين طرود غذائية ووجبات ساخنة حيثما أمكن، ولكن مع الإمدادات المحدودة للغاية التي يُسمح بدخولها، أُجبرت حتى المطابخ المجتمعية على إغلاق أبوابها”.
وأضافت: مع عدم وجود مكان آمن في غزة، يواجه الناس خيارا مأساويا: إما الموت جوعا، أو المخاطرة بالتعرض للقتل، أو الإصابة أثناء انتظارهم في طوابير الطعام، لا يمكن للعالم أن يواصل المشاهدة بصمت بينما يذبل سكان غزة، إن وقف إطلاق النار الدائم هو السبيل الوحيد لضمان وصول المساعدات بأمان إلى أكثر من مليوني شخص محتاج ومنع حدوث مجاعة واسعة النطاق.