الحرة:
2025-04-17@16:47:32 GMT

المصرف المركزي.. جبهة صراع جديدة تهدد استقرار ليبيا

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

المصرف المركزي.. جبهة صراع جديدة تهدد استقرار ليبيا

في خضم توترات سياسية وأمنية متصاعدة، تخيم على ليبيا بوادر أزمة جديدة، محورها الصراع للسيطرة على المصرف  المركزي، الذي تحول إلى جبهة تنافس تهدد استقرار البلاد.

وعبرت السفارة الأميركية بليبيا، الخميس، عن مخاوفها تجاه تقارير تفيد بوقوع اشتباكات في العاصمة طرابلس، داعية كافة الأطراف إلى خفض التصعيد وتجنب العنف على الفور.

وجاء بيان السفارة عقب تحذير مشابه من بعثة الأمم المتحدة في البلاد،  أعربت فيه أيضا عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بحشد قوات في طرابلس.

الخبير في الشؤون الليبية، محمد الرميلي، يؤكد أن "الوضع في البلاد على صفيح ساخن، بسبب الصراع الحاصل بين القوى المختلفة بشأن البنك المركزي في البلاد".

من جهته، يقول المحلل السياسي والإعلامي الليبي، محمد الصريط، إنه لـ"حدود اللحظة لم تحصل أي اشتباكات بين أي فصائل أو قوى مسلحة داخل طرابلس"، غير أنه يلفت إلى  "حالة الترقب والخوف التي تعمّ البلاد".

ويوضح الصريط في حديثه لموقع "الحرة"، أن التوترات الأخيرة ترتبط أساسا بـ"تقارير عن إقالة المحافظ الذي يملك قوى متنفذة، ونفس الأمر بالنسبة للأطراف الأخرى التي تسعى للإطاحة به، متمثلة في رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي"، بالإضافة إلى  عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ومقرها طرابلس.

ويبقى مصرف ليبيا المركزي هو الجهة الوحيدة المعترف بها دوليا فيما يتعلق بإيداع إيرادات النفط، وهي دخل اقتصادي حيوي للبلد المنقسم منذ سنوات، بين حكومتين متناحرتين في طرابلس وبنغازي.

واعتبرت السفارة الأميركية، في بيانها أن "محاولة حل النزاع المتعلّق بمصرف ليبيا المركزي بالقوة "غير مقبول"، وستترتب عليها عواقب وخيمة على نزاهة هذه المؤسسة الحيوية واستقرار الدولة، إضافة إلى آثار جدية محتملة على موقع ليبيا في النظام المالي الدولي.

واشنطن تعرب عن مخاوفها بشأن "حشد قوات في طرابلس" الليبية عبرت السفارة الأميركية لدى ليبيا في بيان، الخميس، عن مخاوفها تجاه تقارير تفيد بوقوع اشتباكات في العاصمة طرابلس. المركزي الليبي في بؤرة النزاع

وشهد مصرف ليبيا المركزي، خلال الأسابيع الأخيرة، سلسلة من التطورات المقلقة في ظل محاولات  لتغيير قيادة المصرف، تكشف عن عمق الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد.

وبدأت أولى التوترات، عقب إعلان المجلس الرئاسي عزمه على تنفيذ قرار صادر عن مجلس النواب عام 2018،  يقضي بتشكيل مجلس إدارة جديد للمصرف المركزي.

وردا على القرار، أكد محافظ البنك المركزي، الصديق الكبير، ونائبه، مرعي البرعصي، رفضهما لهذه الخطوة، معتبرين أن المجلس الرئاسي لا يملك صلاحية عزلهما، وأعلنا استمرارهما في مناصبهما.

وتفاقمت الأزمة، بعد ذلك مع حادثة اختطاف مسؤول رفيع في المصرف المركزي "من قبل جهة مجهولة"، مما أدى إلى تعليق البنك لعملياته بشكل مؤقت. 

وجاءت هذه التطورات، بعد أسبوع تقريبا، على محاصرة مسلّحين مقر المصرف في طرابلس.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى تقارير تفيد بأن ذلك محاولة لإجبار محافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، على الاستقالة.

ويتولى الكبير منصب محافظ المصرف المركزي منذ عام 2012، ويواجه انتقادات متكررة بشأن كيفية إدارته للموارد النفطية الليبية وموازنة الدولة، توجهها شخصيات بعضها مقرب من الدبيبة.

بيان السفارة الأميركية أتى عقب تحذير مشابه من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا

وسبق أن ندّد السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، بمحاولات "غير مقبولة" لدفع محافظ المركزي للاستقالة، محذرا من أن استبداله "بالقوة يمكن أن يؤدي إلى استبعاد ليبيا من الأسواق المالية العالمية".

في هذا الجانب، يقول الصريط إن ليبيا تعيش على وقع نزاعات سياسية مستمرة بين الأجهزة الرئيسية، كاشفا أن لهذه الخلافات طابع قانوني ظاهري، إذ تلجأ كل مؤسسة إلى تأويلات مختلفة لنطاق سلطاتها، في محاولة لإضفاء المشروعية على مواقفها وإجراءاتها.

وتعاني ليبيا من انقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وتدير شؤونها حكومتان: الأولى معترف بها دوليا في طرابلس برئاسة الدبيبة، والثانية في شرق البلاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.

ويشير المحلل ذاته، إلى أن العاصمة الليبية تبقى مركز قوى ومحل نزاع بين مختلف الأطراف الليبية، بالتالي فإن "طرابلس الهدف النهائي لأي قوة تسعى للهيمنة أو السيطرة على البلاد".

ومطلع الشهر الحالي، شهدت ضواحي طرابلس اشتباكات "غير واضحة الدوافع" بين فصيلين مسلحين مرتبطين بحكومة الوحدة الوطنية، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وجرح العشرات، وفقا لفرانس برس.

في هذا الجانب، يقول المحلل الليبي، الصريط، إن أحداث بداية أغسطس "كانت معزولة وتقتصر على مواجهات بين فصائل فيما بينها"، مشيرا إلى أنها وقعت في أطراف العاصمة ولم تشمل أحياء ووسط العاصمة.

ورغم أن المحلل يشير إلى تراجع حدة أعمال العنف بالعاصمة منذ عام 2017، إلا أنه يحذر من التبعات السلبية لهذه الحوادث المتفرقة، مؤكدا أن تأثيرها يمتد ليطال سمعة ليبيا دوليا، ويقوض الشعور بالأمان لدى المواطنين.

كما يلفت الانتباه إلى الأثر السلبي على جاذبية البلاد للاستثمارات الأجنبية، مما ينعكس سلبا على الوضع الاقتصادي العام.

زيادة التوترات

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التدهور السريع للوضع الاقتصادي والأمني في ليبيا، منددة بالتصرفات "الأحادية" لبعض الجهات الفاعلة والتي تؤدي إلى زيادة التوترات.

وقالت، ستيفاني خوري، التي تتولّى منصب الرئيس الموقت لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمام مجلس الأمن الدولي، "خلال الشهرين الماضيين، تدهور الوضع في ليبيا بسرعة كبيرة على صعيد الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني".

وأضافت أن "التصرّفات الأحادية لجهات سياسية وأمنية ليبية فاعلة، أدّت إلى زيادة التوترات وزادت من عمق الانقسامات المؤسسية والسياسية، كما عقّدت الجهود المبذولة للتوصّل إلى حل سياسي عبر التفاوض".

وتشغل الدبلوماسية الأميركية مؤقتا منصب رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بانتظار تعيين خليفة، لعبد الله بتيلي، الذي استقال من هذه المهمة في أبريل، مشيرا إلى "غياب الإرادة السياسية وحسن النية لدى القادة الليبيين السعداء بالمأزق الحالي".

الخبير الليبي، محمود الرميلي، يؤكد  أن حالة "الانسداد السياسي" تبقى السبب وراء كل الإشكالات الأمنية والتنافس الحاصل بشأن السيطرة على مؤسسات البلاد.

ويحذر الرميلي في تصريح لموقع "الحرة"، من أنه قد تكون للانقسامات والخلافات الأخيرة بشأن المصرف المركزي "تبعات مؤسفة قد تفتح الباب لدوامة العنف والسلاح"، ما لم يكن هناك تدخل من أجل إخماد هذه الأزمة.

ويشير المحلل السياسي، إلى أن "البلاد في حاجة إلى حلول سياسية تحقن الدماء"، مشدّدا على ضرورة التوجه لصناديق الانتخابات لاختيار أوجه جديدة".

ويوضح الرميلي أن الكيانات الحالية من نواب ومجالس وحكومات تبقى "سيدة الإشكالات والصراع المطروح"، مما يستدعي "تغييرها بالاحتكام إلى صناديق الانتخابات عوضا عن صناديق الذخيرة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السفارة الأمیرکیة المصرف المرکزی الأمم المتحدة فی طرابلس فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

«المصرف المركزي» يعين رئيساً تنفيذياً وعضواً منتدباً لـ«سندك»

 

أبوظبي (الاتحاد)
أعلن مصرف الإمارات المركزي عن تعيين فايزة العوضي رئيساً تنفيذياً وعضواً منتدباً لوحدة «سندك»، والتي تُعد أول وحدة لتسوية المنازعات المصرفية والتأمينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تتمتع فايزة العوضي بخبرة تمتد إلى أكثر من 25 عاماً في القطاعين الحكومي والخاص، تركزت بشكل رئيس في مجالي حماية المستهلك وجودة الخدمات، حيث تولت عدة مناصب قيادية، من بينها منصب رئيس دائرة الرقابة على سلوك السوق وحماية المستهلك، والتي عملت من خلالها على تطوير المنظومة الرقابية والتشريعية.
بالاضافة إلى ذلك، شغلت عدّة مناصب قيادية في القطاع المالي في دولة الإمارات، منها إدارة العمليات الخاصة بالفروع، ومنصب رئيس التخطيط ودعم العمليات، بالإضافة إلى منصب نائب الرئيس لإدارة جودة الخدمات والاتصال المؤسسي.
وشغلت فايزة العوضي عضوية مجلس إدارة وحدة «سندك» منذ إنشائها، كما ترأست أيضاً العديد من الفرق واللجان المحلية والإقليمية والدولية.
وتترأس حالياً مجموعة عمل حماية المستهلك المالي والثقافة المالية وذلك ضمن الإطار الوطني للعمل على تعزيز الشمول المالي والثقافة المالية على مستوى الدولة.
وتحمل فايزة العوضي درجة ماجستير في القانون الدولي للأعمال من جامعة باريس - بانثيون - أساس، بالإضافة إلى شهادات مهنية في الحوكمة، والامتثال، والقيادة، وإدارة المخاطر.
ويأتي تعيين فايزة العوضي بحسب المركزي تأكيداً على التزام «سندك» بتعزيز دور الوحدة في تحقيق التوازن والعدالة في المنازعات المصرفية والتأمينية في دولة الإمارات.
كما يتماشى ذلك مع استراتيجية مصرف الإمارات المركزي التي تهدف الى تعزيز حماية المستهلك والشمول المالي في الدولة.

أخبار ذات صلة 1.46 تريليون درهم صافي الاحتياطيات الدولية بالقطاع المصرفي في الإمارات 827.4 مليار درهم إجمالي الودائع النقدية في الإمارات

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة الليبية يبحث مع محافظ المركزي تداعيات الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على الدينار
  • الأمم المتحدة تستعرض الجهود المبذولة لدعم استقرار ليبيا في تقريرها الأخير
  • الشعاب: المركزي يبحث فرض ضرائب على السلع الترفيهية وضبط إيرادات النفط
  • صوان: ليبيا تعاني أزمة اقتصادية شاملة ومركّبة
  • عبدالكبير: خريطة السيطرة في طرابلس تتغير.. والحرب قد تندلع فيها فجأة
  • صمت المدرجات يُشعل قمتي ليبيا.. الجماهير تُمنع من حضور ديربي طرابلس وبنغازي
  • «المصرف المركزي» يعين رئيساً تنفيذياً وعضواً منتدباً لـ«سندك»
  • العبيدي: هل استأذن المركزي البرلمان قبل مفاوضاته مع البنك الدولي؟
  • الأهلي طرابلس يكمل عقد الفرق المتأهلة إلى الدور الـ16 من مسابقة كأس ليبيا لكرة القدممنتصف مايو القادم ينطلق الدور الـ16 من مسابقة كأس ليبيا
  • المركزي يصدر بياناً هامّاً بخصوص الأوراق النقدية