قال مسؤولون إن السودان يعاني للعام الثاني على التوالي من تفشي الكوليرا والذي تسبب في وفاة 28 شخصًا على الأقل الشهر الماضي، وذلك وسط هطول الأمطار في مناطق تكتظ بالنازحين جراء الحرب المستمرة منذ 16 شهراً في البلاد.

وقال شبل السحباني، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان في مدينة بورتسودان إن البلاد سجلت 658 إصابة بالكوليرا في خمس ولايات منذ بداية الموجة الحالية من التفشي في يوليو (تموز).


وأضاف السحباني أنه مع انهيار أو دمار معظم البنية التحتية الصحية في البلاد وتقلص عدد الموظفين بسبب النزوح، توفي نحو 4.3% من المصابين، وهو معدل مرتفع مقارنة بتفشي أمراض أخرى.
وذكر أن نحو 200 ألف شخص معرضون لخطر الإصابة بالمرض.
وتسببت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم وشردت أكثر من 10 ملايين داخل السودان وخارجه.
ويواجه السودان تفشياً لخمسة أمراض مختلفة بشكل متزامن منها حمى الضنك والحصبة.

جرعة أولى لإنقاذ السودانhttps://t.co/nzORNBOwyr pic.twitter.com/BVO8JJfSgC

— 24.ae (@20fourMedia) August 23, 2024

وتعقدت جهود توصيل المساعدات إلى منطقة دارفور في غرب البلاد بسبب الأمطار.
وحذر خبراء دوليون من مجاعة في مخيم زمزم بدارفور، وهي منطقة غمرتها الأمطار وعرضة بشكل كبير لتفشي الكوليرا.
وقال وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم إن حوالي 12 ألف إصابة وأكثر من 350 وفاة سجلت في موجة الكوليرا السابقة بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ومايو (أيار) 2024، مضيفاً أن لم يكن هناك تفش كبير في السنوات التسع التي سبقت الحرب.
ويتركز التفشي الحالي في ولايتي كسلا والقضارف اللتين تؤويان 1.2 مليون نازح.
وفي القضارف، التقطت عدسات مراسل رويترز صوراً لتجمع الحشرات عند برك المياه واختلاط مياه الأمطار الراكدة بالنفايات في برك كبيرة.

وقال مسؤول محلي إن الغالبية العظمى من الأمراض سببها الحشرات وتدني جودة المياه والصرف الصحي.
ويلجأ العديد من الفارين من هجمات قوات الدعم السريع إلى مراكز إيواء مؤقتة ومزدحمة فاضت فيها مياه الصرف الصحي من المراحيض بسبب استمرار هطول الأمطار الغزيرة على غير المعتاد.
وتنتقل الكوليرا عن طريق الطعام والمياه الملوثة ببراز شخص مصاب وتنتشر في مثل هذه الظروف.
وقال السحباني إن ولايات، مثل الخرطوم والجزيرة، الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع إلى حد كبير شهدت أيضاً حالات إصابة بالكوليرا، ومن المرجح أن تتعرض ولايات في منطقتي كردفان ودارفور لتفشي المرض.
وأضاف أن "التحدي يكمن في توصيل الإمدادات إلى المناطق حيث تمس الحاجة إليها. فبسبب موسم الأمطار أصبحت طرق كثيرة غير صالحة للاستخدام الآن، وتوجد أيضاً قيود أمنية وبيروقراطية".
وقال في إفادة صحفية عبر الإنترنت اليوم الجمعة إن مجموعة التنسيق الدولية المعنية بتوفير اللقاحات وافقت على تسليم السودان 455 ألف جرعة من لقاح الكوليرا، واعتبر ذلك أنباء سارة وسط الأزمة الطاحنة.

ارتفاع معدل التضخم في #السودان إلى 193%https://t.co/SpBJ1LTkPa

— 24.ae (@20fourMedia) August 20, 2024 وذكر إبراهيم أن الحكومة الموالية للجيش اتخذت تدابير غير تقليدية تضمنت الإسقاط الجوي في محاولة لتوصيل اللقاحات والإمدادات إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وكذلك المناطق المعزولة التي يسيطر عليها الجيش.
وأكد المسؤولان أن احتياجات السودان تفوق بكثير جهود الإغاثة خاصة وأن النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة لمساعدة البلاد لم يجمع سوى ثلث التمويل اللازم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السودان وقوات الدعم السريع السودان القضارف أحداث السودان الدعم السريع الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قائد قوات الدعم السريع: سنبقى في الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري

دبي- الشرق/ قال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، السبت، إن قواته لن تخرج من العاصمة الخرطوم أو من القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب مع الجيش في 15 أبريل 2023، في وقت أعلنت القوات المسلحة تطويقها للقصر وتقدمها نحو بسط السيطرة على كامل وسط الخرطوم.

وأضاف حميدتي في خطاب مسجل بثته "الدعم السريع" على قناتها بتليجرام: "الوضع الآن مختلف جداً الحرب الآن داخل الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري ومنطقة المقرن".

وتوعد الجيش السوداني بأن يكون 17 رمضان الجاري الذي قال إنه "يصادف ذكرى معركة بدر الكبرى وذكرى تأسيس قوات الدعم السريع" يوم "حسرة" على الجيش، مشيراً إلى أن قواته ستنتصر في نهاية المطاف.

وتأتي تصريحات حميدتي وسط احتدام المعارك بين قواته والقوات المسلحة السودانية في محيط القصر الجمهوري مع إعلان الجيش عن تقدمه في وسط العاصمة الخرطوم.

وفي 25 يناير الماضي أعلن الجيش إكمال المرحلة الثانية من العمليات الحربية في الخرطوم بربط قواته القادمة من أم درمان وشمال بحري بجنوده الموجودين في مقر سلاح الإشارة أقصى جنوب مدينة بحري وهي خطوة أنهت رسمياً حصار القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم، كما بسط الجيش سيطرته على كامل محليتي بحري وشرق النيل.

"الدستور الجديد"
وأعلن حميدتي عن ترحيبه بما اسماه "الدستور الجديد"، في إشارة إلى الإعلان الذي وقعته قوات الدعم السريع وحلفائها خلال الأيام الماضية في العاصمة الكينية نيروبي.

وفي 5 مارس وقعت قوات الدعم السريع، وجماعات متحالفة معها دستوراً انتقالياً، ما يمهد لإنشاء حكومة موازية، وينذر بتقسيم البلاد، على أن يحل محل الدستور الذي تم توقيعه بعد أن أطاح الجيش وقوات الدعم السريع بالرئيس السابق عمر البشير خلال انتفاضة عام 2019.

ومن بين الموقعين على الوثيقة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي حركة نافذة ذات توجه علماني تسيطر على مناطق شاسعة من ولاية جنوب كردفان السودانية، وتنشط تحت مظلتها جماعات أخرى أصغر حجماً.

وتوجه حميدتي خلال خطابه، السبت، بالشكر لكينيا على استضافتها للحدث، مشيراً إلى أنها دولة ديمقراطية نموذجية ظلت "أبوابها مفتوحة لكل المهمشين"، مشيراً إلى أن التاريخ سيسجل مواقف نيروبي تجاه السودانيين.

واعتبر أن ما اسماه بـ"الدستور الجديد" عالج قضايا كانت تصنف ضمن المسكوت عنه منذ استقلال السودان، مشيراً إلى أنهم في قوات الدعم السريع كانوا "مخدوعين" حول مفهوم "العلمانية" لكنهم الآن أصبحوا حلفاء للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو ذات التوجه العلماني، معلناً عن ترحيبه بالتحالف مع الحلو.

وزعم حميدتي أن الدعم السريع يتمتع الآن بـ"أكبر تحالف سياسي وعسكري"، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة تماماً بالنسبة لقواته، متوعداً الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش بـ"السحق" والهزيمة في إقليم دارفور غربي البلاد.

وقال إن قواته ترصد عن كثب تحركات الحركات المسلحة نحو إقليم دارفور وإنها في انتظارها لإلحاق الهزيمة بها، وأضاف قائلاً: "نحن سننتصر بالتأكيد ونعد الشعب السوداني أن تكون هذه آخر الحروب".

واستنكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان سابق، موقف الحكومة الكينية، و"تبنيها الحكومة الموازية التي تنوي مليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها إعلانها في بعض الجيوب التي تبقت لها"، على حد تعبيرها.

وشدد البيان، على أن الحكومة السودانية ستمضي في اتخاذ الخطوات الكفيلة بالرد على هذا "السلوك العدائي غير المسؤول"، ووصفته بأنه "سابقة خطيرة، وخروج كامل على ميثاق الأمم المتحدة، والأمر التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وتهديد بالغ للأمن والسلم الإقليميين".

البرهان: عازمون على تحرير البلاد
والخميس الماضي، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إن الجيش عازم على تحرير البلاد من "المرتزقة والعملاء والقضاء على الدعم السريع".

وجاءت تصريحات البرهان خلال كلمة مقتضبة بمدينة أم درمان غربي الخرطوم، خلال تأدية واجب العزاء في اللواء الركن بحر أحمد بحر، الذي لقى مصرعه في حادثة تحطم طائرة عسكرية في أم درمان في 25 فبراير الماضي، وفق بيان للجيش السوداني.

وأكد البرهان أن "القوات المسلحة السودانية ستظل سداً منيعاً ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار السودان" .

وأضاف: "نجدد العزم على تحرير البلاد من المرتزقة والعملاء والقضاء على مليشيا الدعم السريع الإرهابية".  

مقالات مشابهة

  • قائد «درع السودان» يتبرأ من جرائم «الدعم السريع» ويؤكد أنه جزء من الجيش
  • أطباء السودان  تكشف عن قتلى وجرحى بسبب اشتباكات بين منسوبي الدعم السريع 
  • جنوب السودان يقصف مسلحين في شمال شرق البلاد
  • مقتل وجرح العشرات بقصف لـ«قوات الدعم السريع» في السودان
  • السودان.. «الدعم السريع» يهدد بالتصعيد ويحدد خريطة عملياته
  • فك الخلاف ما بين تحالف السودان التأسيسي و”الديمقراطيين السودانيين” والدعم السريع
  • قائد قوات الدعم السريع: سنبقى في الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري
  • حميدتي: الدعم السريع لن يخرج من الخرطوم أو القصر الجمهوري
  • تفاقم معاناة النازحين العائدين إلى رفح جراء انعدام مياه الشرب
  • الجيش السوداني يتقدم بالفاشر والدعم السريع يقتل 8 مدنيين بالخرطوم