لا يزال "حي الزيتون" في غزة، يرسم معالم للصمّود والمُقاومة، منذ عملية "طوفان الأقصى" بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث بات يُعتبر سدّا منيعا أمام كافة محاولات الاحتلال الإسرائيلي لاقتحام القطاع، من المنطقة الشرقية الجنوبية.

رصدت "عربي21" جُملة من العمليات التي كتب فيها "الزيتون" حكاية صمود جديدة، آخرها، اليوم الجمعة، إذ أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها أوقعت جنودا إسرائيليين قتلى، وجرحى في محيط الحي، فيما خلّف قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على غزّة، 12 شهيدا خلال الساعات الماضية.


الله أكبر ولله الحمد، مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 5 بتفجير عبوة بآليتهم في حى الزيتون بغزة. pic.twitter.com/8uMYITFg37 — كامل???? (@kamelshiakh22) August 23, 2024 ◾بحسب مصادر إعلامية الجيش الاسرائيلي طلب الدعم الجوي اكثر من 8 مرات في حي الزيتون عدى عن القصف المدفعي العنيف والمعارك مازالت ضاريـة.
------
كلنا فخر بشبابنا ورجالنا الأطهار أصحاب الايادي المتوضئة المُصطفين من الله لهذه المعركة الشريفة ضد عدو الله ورسوله يذيقونهم سوء العذاب. pic.twitter.com/mh3Bm2alh0 — قـٰٓـا ســِم (@kassim7th) August 23, 2024

وفي بيان لها، نُشر على تطبيق "تلغرام"، قالت الكتائب، إنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة في جنوب حي الزيتون (جنوب شرقي مدينة غزة). موضّحة أنها أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأكّدت هبوط طائرة إسعاف لإجلائهم.
⚠ حدث أمني صعب في محور نتساريم جنوب حي الزيتون.

مقـ ـتل 4 جنود في كمين للقـ،سـ،ام وهبوط مروحية لنقلهم مع مصابين الى مستشفى هداسا pic.twitter.com/buvHLoF1Nf — قـٰٓـا ســِم (@kassim7th) August 23, 2024
بدورها، أعلنت سرايا القدس وهي الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال المتوغّلة جنوب حي الزيتون بمدينة غزة، مشيرة إلى أنها قد استهدفتهم بقذائف الهاون.

كذلك، قالت قناة "الأقصى" الفلسطينية، إن قوّة من جيش الاحتلال وقعت بكمين، في حي الزيتون، مشيرة إلى هبوط مروحيات عسكرية في محور نتساريم جنوب مدينة غزة لنقل قتلى وجرحى. وهو الأمر الذي أشار إليه موقع "حدشوت حموت" العبري، بوصفه "حدث أمني صعب"؛ بينما أفادت تقارير إعلامية عبرية، بمقتل 3 جنود وإصابة آخرين في الحي نفسه.
ياصباح العز في زمن الأنذال،جمعة مباركة ببركة الرجال الضاغطين على الزناد..
وجّه رجال الله في #حزب_ﷲ ضربات قوية مسددة مباركة في #قاعدة_ميرون
وفي #حي_الزيتون لازال الأبطال يوقعون العدو بالكمائن ولازالت الطائرات تنقل الجثث والمصابين
حفظ الله أبطالنا وسدد رميهم#جمعة_مباركة pic.twitter.com/KjShf2lVlv — Lama (@lama70615) August 23, 2024
وبتاريخ 20 شباط/ فبراير الماضي، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمشاركة لواءين من الفرقة 162، عملية عسكرية على الحي، تركّز على ما وصفه بالبنى التحتية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوق الأرض وتحتها. مؤكدا أنّ عمليته ستستغرق عدة أسابيع؛ حيث كان يعتقد أنّ جنوده سوف يُواجهون معارك ضارية مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

غير أن ما حصل، كان خارج توقّعات الاحتلال الإسرائيلي، إذ بات حي الزيتون، كابوسا وجحيما لقوات الاحتلال، التي واجهت كمائن واشتباكات وُصفت بــ"العنيفة" مع فصائل المقاومة.

"الزّيتون".. جحيم للاحتلال
هنا حي الزيتون، وهو أكبر أحياء مدينة غزة، إذ تبلغ مساحته 9.156 مليون متر مربع تقريبا؛ وثاني أحياء القطاع من حيث السكان، بعدد يصل إلى 78 ألف نسمة تقريبا، وفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.


ويعيش الحي الذي  يقع في قلب القطاع المحاصر، ويشمل نصفها الجنوبي تقريبا، على معاني كل ما يوصف بالعناد والصلابة في مواجهة المحتل، حيث يوجد بكل ركن فيه، تفاصيل لمعركة ضارية، تكبّد فيها الاحتلال الإسرائيلي الكثير من الخسائر البشرية والعسكرية.

ويعدّ "الزيتون" الذي سُمّي نسبة لكثرة أشجار الزيتون التي تغطي معظم أراضيه؛ أقرب أحياء قطاع غزة لمناطق تمركز الاحتلال الإسرائيلي في جحر الديك وسط القطاع، وأيضا يُعتبر المنطقة الأقرب إلى الفاصل الجغرافي الذي تعمل عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي بغرض فصل الشمال عن الجنوب. 
⬅️شاهد ..مروحيات لجيش الاحتلال تنقل جنوداً وضباطاً مصابين خلال اشتباكات ضارية في حي الزيتون بغزة pic.twitter.com/bJnZdlcJBN — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) August 23, 2024
ومنذ انطلاق "النكبة الفلسطينية" خلال عام 1948، استقطب "الزّيتون"، جُملة عائلات هُجّرت قسرا من عدد من الأراضي والقرى الفلسطينية، بمن فيهم عائلة الشيخ أحمد ياسين، وهو من أبرز مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وسنة تلوَ الأخرى، أصبح الحي رمزا لتاريخ طويل من النّضال، وفيه حكايات لا تنتهي من القدرة على البقاء، وإعادة الإعمار عقب القصف.


من أبرز معالم حي غزّة التّاريخي، هو حمام السمرا، وهو من الآثارالمُتبقّية من الحكم العثماني للمدينة، وهو مملوك لعائلة الوزير، التي تعدّ أكبر العائلات في الحي، ويعود لها القائد الفلسطيني الشهيد، خليل الوزير.

كذلك، يوجد في الحي، عدد من المساجد القديمة، المعروفة، من قبيل، جامع الشمعة، الذي اندثرت معالمه القديمة؛ وجامع "كاتب الولاية" الذي يتميّز بمئذنته التي تعود لسنة 735م. وبجانبه توجد كنيسة بيرفيريوس، التي تعتبر من أقدم الكنائس عبر التاريخ؛ وسُمّيت نسبة إلى القديس بيرفيريوس الذي دفن فيها، في الزاوية الشمالية الشرقية، حيث تعدّ من التحف العمرانية الجميلة، بما تحمله من التماثيل والرسومات التي تزين جدران الكنيسة منذ آلاف السنين.

ومن خلال التوجّه لعمق الحي المُقاوم، تصل لمنزل البورنو الذي يعتبر بدوره تحفة عمرانية تاريخية، يرجع تأسيسها إلى عهد الدولة العثمانية، بتصميم يحاكي العمارة العثمانية القديمة، وبأحجار جيرية عمرها مئات السنين. والحي أيضا، يعد مسقط رأس الإمام الشافعي، عام 150 هجري، وهو أحد أئمة المسلمين الأربعة، حيث تقع داره على مساحة 300 متر مربع تقريبا، ويضم ضريح السيدة آسيا ابنة الإمام.

الزيتون.. مقاومة لا تنتهي 
شهد الحي طوال سنوات مضت، عدّة عمليات، من بينها: 
عملية كتائب سيف الإسلام 1993: حيث قامت كتائب سيف الإسلام التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، بنصب كمين قتل فيه 3 جنود للاحتلال الإسرائيلي.

عملية مصعب بن عمير 1993: حيث قامت كتائب الشهيد عز الدين القسام بتنظيم هذه العملية من قبل عماد عقل وبعض رفاقه.

تفجير ناقلة الجند 2004: حيث تم تفجير ناقلة جند، ما تسبّب بمقتل 6 من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال فترة الاجتياح البري للحي.

عملية حقل الموت 2008: حيث نصبت كتائب القسام كمين لقوة خاصة من قوات الاحتلال.

طوفان الأقصى عام 2023: استطاعت كتائب الشهيد عز الدين القسام، استهداف أحد آليات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء توغلها بالحي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية حي الزيتون غزة قطاع غزة غزة قطاع غزة حي الزيتون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی حی الزیتون pic twitter com

إقرأ أيضاً:

ارتقاء أسرة فلسطينية في غارة للاحتلال على بيت حانون

ارتقت أسرة فلسطينية مكونة من رجل وزوجته وابنتيهما، صباح اليوم الجمعة، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة.

 

وأفاد مراسل "وفا" بأن طائرات الاحتلال شنت غارة على عزبة بيت حانون، ما أسفر عن استشهاد مواطن وزوجته وابنتيهما، وإصابة آخرين.

قوات الاحتلال

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال نفذت عمليات نسف لمباني سكنية في مشروع وبلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

 

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من  أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,129 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,338 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

 

 

مقالات مشابهة

  • 11 شهيدا في قصف للاحتلال بدير البلح
  • مقتل 5 من جنود الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية في جباليا
  • استشهاد 5 فلسطينيين في قصف للاحتلال على شمال وشرق غزة
  • 6 شهداء وعدة إصابات في قصف للاحتلال الإسرائيلي على غزة ورفح
  • استشهاد 3 فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي غرب مدينة غزة
  • الحوثي تعلن قصف هدفاً عسكرياً للاحتلال  الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا المحتلةِ
  • مصادر طبية فلسطينية: 21 شهيدا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على غزة
  • 77 شهيدا و174 مصابا في 3 مجازر للاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة
  • ارتقاء أسرة فلسطينية في غارة للاحتلال على بيت حانون
  • استشهاد 15 فلسطينيًا في غارات للاحتلال على مدرستين بمدينة غزة