تعد مدينة ماضي الأثرية من أهم المدن الشاهدة على جميع فترات التاريخ المصري القديم، وتقع بمركز إطسا على بعد 25 كيلو متر من مدينة الفيوم.

ورغم الأهمية التاريخية للمدينة إلا أنها لا تزال بدون طريق يصل إليها حتى الآن، ولا يوجد سوى طريق غير ممهد "مدق" لا يصلح لسير المركبات.

ويضطر زائر مدينة ماضي الأثرية إلى أن يسلك طرق متهالكة مرورا بقرى أبو عش حتى قرية أبو ديهوم للوصول إلى مدينة ماضي الأثرية، كما يمكن الوصول إليها بواسطة طريق بيئي غير ممهد يربط بين منطقة مدينة ماضي الأثرية وبين محمية وادي الريان، التي تضم منطقة وادي الحيتان والشلالات والبحيرة المسحورة وجبل المدورة.

خلال الفترة الماضية تم طرح عدد من المقترحات لإيجاد طريق يناسب قيمة المدينة الأثرية، ومن هذه الطرق طريق بحر النزلة بداية من كوبرى أبو النور مرورا ببحر البنات وعدد من العزب والنجوع حتى مدخل عزبة أبو ديهوم، وكذلك طريق بحر البشوات، والذي يبدأ من طريق الصعيد الصحراوي الغربي على البر الأيمن لبحر البشوات حتى يصل إلى المدينة، وهو طريق به مناطق تم رصفها ومناطق أخرى ممهدة.

تاريخ مدينة ماضي الأثرية عبر العصور

للمدينة تاريخ طويل ممتد عبر آلاف السنين بدأ منذ حوالى 4000 سنة، وتعاقبت فيه الأحداث طيلة عمرها المديد، حتى احتلت في نهاية المطاف مكانة بارزة على خريطة مصر الأثرية، حيث بدأ مولد مدينة ماضي خلال فترة الدولة الوسطى 2123ق.م - 1778ق.م مع تأسيس قرية اسمها (جيا) في إطار أعمال الاستصلاح الزراعي لإقليم البُحيرة (الفيوم حاليًا)، ومع تشييد معبد بدأه أمنمحات الثالث 1842ق.م - 1794ق.م واتمه خليفته إمنمحات الرابع 1794ق.م - 1785ق.م.

وكان هذا المعبد مكرساً لعبادة الكوبرا (رننوتت) والتمساح (سوبك) إله إقليم البحيرة بأكمله وإله عاصمته شديت التي أصبحت فيما بعد (كريكوديلوبوليس) وكان المعبد مكرسًا أيضًا للإله حورس القاطن في شديت وهو أحد صور الإله سوبك، وهو المعبد الوحيد الباقى فى مصر منذ عصر الدولة الوسطى، وفي الدولة الحديثة وطوال سبعة قرون هجر السكان المدينة والمعبد الفرعوني تدريجيًا ففقد المعبد أهميته بعد أن غطته الرمال ولحق بأجزائه الخراب.

أما في العصر البطلمي (القرن الرابع – الأول قبل الميلاد): استعاد إقليم الفيوم أهميته على يد بطليموس الثاني وخلفائه؛ وخلال القرن الثالث الثاني قبل الميلاد نهضت مدينة "جيا" من جديد تحت إسم يوناني هو نارموثيس (مدينة رننوتت- هيرموثيس) حيث تم ترميم وإعادة بناء معبد أمنمحات الثالث و أمنمحات الرابع وتم توسيع مساحة المعبد جهتي الجنوب والشمال بإضافة معبد جديد وإقامة سور طويل حول أرض المعبد، وأقيم طريق الإحتفالات الذى عثر به على تماثيل الأسود وتماثيل أبي الهول المصغرة والتى تشبه إلى حد كبير طريق الكباش بمعبد الكرنك بالأقصر لذا سميت المنطقة عند الكثيرين "أقصر الفيوم".

ظلت المدينة حية منتعشة في العصر الروماني وحتى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الميلادي، إلى أن ضربها النسيان مرة أخرى عندما هجر السكان تدريجيًا منطقة المعابد القديمة وغطت أرضها أكوام الأتربة والرمال والأحجار، وتزايد باستمرار انتقال السكان جهة المنطقة العمرانية الجنوبية حيث سكنوا المنازل القديمة المهجورة وبنوا مساكن جديدة لهم أكثر وأكثر.

وخلال فترة حكم الإمبراطور دقلديانوس (القرن الرابع – الخامس الميلادي) تم بناء معسكر نارموثوس في ضاحية المدينة (الطرف الشرقي)، وكان هذا المعسكر يستضيف جنود كتائب عدة مما يؤكد أهمية مدينة نارموثيس الاستراتيجية.

وفي الفترة القبطية استقر السكان في المنطقة الجنوبية وشيدوا كنائس متعددة خلال القرن الخامس والسادس والسابع تتميز إحداها بتخطيط فريد يتألف من 13 جناح، ومن القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر أقام العرب في بعض أجزاء المدينة ولكنهم ما لبثوا أن هجروا المكان الذي صار يعرف باسم مدينة ماضي وهو الاسم الوارد على خرائط الفيوم. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مدينة ماضي الأثرية مدينة ماضي الفيوم طريق أمنمحات المعبد القرن الرابع الاثرية التاريخ بوابة الوفد جريدة الوفد

إقرأ أيضاً:

معلمة التاريخ بالجوف تطلق مبادرة قراءة النقوش الأثرية

المناطق_الجوف

أطلقت معلمة التاريخ الأستاذه خلود عبدالله السعدون مبادرة قراءة النقوش الأثرية ومنها الخط المسندي الصخري ،حيث رفعت المبادرة إلى إدارة التعليم بمنطقة الجوف ،و تم الموافقة عليها وسيتم تنفيذها الفصل الدراسي الثاني للعام الهجري الجاري 1446 هـ ويستهدف طالبات المرحلة الثانوية .

وذكرت السعدون أن المبادرة تتضمن برنامج تدريبي متخصص يهدف إلى تعليم الطالبات أساسيات قراءة وفهم النقوش المسندية، باعتبارها جزءاً من التراث الثقافي والتاريخي العربي والوطني خاصة في منطقة الجوف والتي تحتضن معالم أثرية ونقوش ضاربة في القدم .

أخبار قد تهمك استشهاد 5 مسعفين في غارات للاحتلال على جنوب لبنان 22 نوفمبر 2024 - 6:09 مساءً كريستيانو رونالدو: سأعيش حتى الـ100 عام (فيديو) 22 نوفمبر 2024 - 6:03 مساءً

كما يتضمن البرنامج ورش عمل نظرية وعملية، تتناول تاريخ اللغة المسندية وأبجديتها وقواعدها، بالإضافة إلى تدريب عملي على قراءة وتحليل النقوش باستخدام نماذج أصلية أو صور موثقة .

ويهدف البرنامج إلى تعزيز وعي الطالبات بأهمية النقوش المسندية كمصدر تاريخي وأثري فريد، وتنمية مهاراتهن البحثية، وإعدادهن للمساهمة في دراسة وحفظ التراث العربي القديم .

كما يمكن للمشروع أن يتكامل مع رحلات ميدانية إلى مواقع أثرية تحتوي على نقوش مسندية لتعزيز التجربة العملية وربط المعرفة النظرية بالواقع .

وتتوقع السعدون أن تحقق المبادرة العديد من النتائج ومنها اكتساب المتدربات على قراءة النقوش المسندية و تعزيز الوعي التاريخي والثقافي و فهم أعمق للتراث العربي القديم وأهمية النقوش المسندية في توثيق تاريخ المنطقة .

وكذلك تنمية المهارات البحثية و إكساب المتدربات القدرة على تحليل النصوص التاريخية وفهم سياقها و الحفاظ على التراث والمساهمة في جهود توثيق وحفظ النقوش المسندية من خلال تدريب جيل جديد من الباحثات وإثراء المسيرة الأكاديمية و فتح آفاق جديدة للطالبات في مجال الدراسات الأثرية والتاريخية وتمكين الكفاءات الوطنية وإعداد كوادر متخصصة يمكنها المساهمة في مشاريع وطنية ودولية متعلقة بالآثار والتاريخ وتعزيز الفخر بالهوية التاريخية و ترسيخ الارتباط بالهوية الثقافية من خلال التفاعل المباشر مع إرث الأجداد .

Copy URL URL Copied 22 نوفمبر 2024 - 6:44 مساءً Share Facebook X LinkedIn Messenger Messenger Read Next أبرز المواد22 نوفمبر 2024 - 4:52 مساءًمتحدث المركز الوطني للأرصاد: حالة مطرية تبدأ يوم السبت المقبل وتتراوح بين متوسطة إلى غزيرة أبرز المواد22 نوفمبر 2024 - 4:49 مساءًغوارديولا: الهزائم الأخيرة سبب استمراري مع سيتي أبرز المواد22 نوفمبر 2024 - 4:16 مساءًانطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادمة أبرز المواد22 نوفمبر 2024 - 3:48 مساءًجمعية البر الخيرية بالحكامية تنفذ مشاريع نوعية بـ 3.374.108 ريالات لدعم 6553 مستفيدًا خلال الربع الثالث أبرز المواد22 نوفمبر 2024 - 3:45 مساءًاستشهاد سبعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة22 نوفمبر 2024 - 4:52 مساءًمتحدث المركز الوطني للأرصاد: حالة مطرية تبدأ يوم السبت المقبل وتتراوح بين متوسطة إلى غزيرة22 نوفمبر 2024 - 4:49 مساءًغوارديولا: الهزائم الأخيرة سبب استمراري مع سيتي22 نوفمبر 2024 - 4:16 مساءًانطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادمة22 نوفمبر 2024 - 3:48 مساءًجمعية البر الخيرية بالحكامية تنفذ مشاريع نوعية بـ 3.374.108 ريالات لدعم 6553 مستفيدًا خلال الربع الثالث22 نوفمبر 2024 - 3:45 مساءًاستشهاد سبعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة استشهاد 5 مسعفين في غارات للاحتلال على جنوب لبنان استشهاد 5 مسعفين في غارات للاحتلال على جنوب لبنان تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك Find us on Facebookالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستFacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Facebook X Messenger Messenger WhatsApp Telegram Back to top button Close البحث عن: FacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Close Search for Close Search for

مقالات مشابهة

  • مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
  • مصر تكشف عن صرح أثري من عصر البطالمة
  • أرتفاع ضحايا حادث طريق «اسيوط الصحراوي الغربي بالفيوم » لـ 6 وفيات
  • ارتفاع ضحايا حادث طريق «أسيوط الصحراوي الغربي بالفيوم» لـ6 وفيات و17 مصابا
  • الكشف عن معبد أثري جديد في صعيد مصر
  • معلمة التاريخ بالجوف تطلق مبادرة قراءة النقوش الأثرية
  • كمال ماضي: قرار الجنائية الدولية بشأن جرائم إسرائيل بصيص أمل في نفق مظلم
  • عمدة مدينة ديربورن الأميركية: سنعتقل نتنياهو وجالانت إذا دخلا المدينة
  • ترميم قنوات شحات الأثرية بعد قرن من الاختفاء
  • كمال ماضي عن الفيتو الأمريكي: واشنطن تسيطر على مجلس الأمن |فيديو