مدينة ماضي الأثرية بالفيوم.. حضارة في طي النسيان
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
تعد مدينة ماضي الأثرية من أهم المدن الشاهدة على جميع فترات التاريخ المصري القديم، وتقع بمركز إطسا على بعد 25 كيلو متر من مدينة الفيوم.
ورغم الأهمية التاريخية للمدينة إلا أنها لا تزال بدون طريق يصل إليها حتى الآن، ولا يوجد سوى طريق غير ممهد "مدق" لا يصلح لسير المركبات.
ويضطر زائر مدينة ماضي الأثرية إلى أن يسلك طرق متهالكة مرورا بقرى أبو عش حتى قرية أبو ديهوم للوصول إلى مدينة ماضي الأثرية، كما يمكن الوصول إليها بواسطة طريق بيئي غير ممهد يربط بين منطقة مدينة ماضي الأثرية وبين محمية وادي الريان، التي تضم منطقة وادي الحيتان والشلالات والبحيرة المسحورة وجبل المدورة.
خلال الفترة الماضية تم طرح عدد من المقترحات لإيجاد طريق يناسب قيمة المدينة الأثرية، ومن هذه الطرق طريق بحر النزلة بداية من كوبرى أبو النور مرورا ببحر البنات وعدد من العزب والنجوع حتى مدخل عزبة أبو ديهوم، وكذلك طريق بحر البشوات، والذي يبدأ من طريق الصعيد الصحراوي الغربي على البر الأيمن لبحر البشوات حتى يصل إلى المدينة، وهو طريق به مناطق تم رصفها ومناطق أخرى ممهدة.
تاريخ مدينة ماضي الأثرية عبر العصورللمدينة تاريخ طويل ممتد عبر آلاف السنين بدأ منذ حوالى 4000 سنة، وتعاقبت فيه الأحداث طيلة عمرها المديد، حتى احتلت في نهاية المطاف مكانة بارزة على خريطة مصر الأثرية، حيث بدأ مولد مدينة ماضي خلال فترة الدولة الوسطى 2123ق.م - 1778ق.م مع تأسيس قرية اسمها (جيا) في إطار أعمال الاستصلاح الزراعي لإقليم البُحيرة (الفيوم حاليًا)، ومع تشييد معبد بدأه أمنمحات الثالث 1842ق.م - 1794ق.م واتمه خليفته إمنمحات الرابع 1794ق.م - 1785ق.م.
وكان هذا المعبد مكرساً لعبادة الكوبرا (رننوتت) والتمساح (سوبك) إله إقليم البحيرة بأكمله وإله عاصمته شديت التي أصبحت فيما بعد (كريكوديلوبوليس) وكان المعبد مكرسًا أيضًا للإله حورس القاطن في شديت وهو أحد صور الإله سوبك، وهو المعبد الوحيد الباقى فى مصر منذ عصر الدولة الوسطى، وفي الدولة الحديثة وطوال سبعة قرون هجر السكان المدينة والمعبد الفرعوني تدريجيًا ففقد المعبد أهميته بعد أن غطته الرمال ولحق بأجزائه الخراب.
أما في العصر البطلمي (القرن الرابع – الأول قبل الميلاد): استعاد إقليم الفيوم أهميته على يد بطليموس الثاني وخلفائه؛ وخلال القرن الثالث الثاني قبل الميلاد نهضت مدينة "جيا" من جديد تحت إسم يوناني هو نارموثيس (مدينة رننوتت- هيرموثيس) حيث تم ترميم وإعادة بناء معبد أمنمحات الثالث و أمنمحات الرابع وتم توسيع مساحة المعبد جهتي الجنوب والشمال بإضافة معبد جديد وإقامة سور طويل حول أرض المعبد، وأقيم طريق الإحتفالات الذى عثر به على تماثيل الأسود وتماثيل أبي الهول المصغرة والتى تشبه إلى حد كبير طريق الكباش بمعبد الكرنك بالأقصر لذا سميت المنطقة عند الكثيرين "أقصر الفيوم".
ظلت المدينة حية منتعشة في العصر الروماني وحتى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الميلادي، إلى أن ضربها النسيان مرة أخرى عندما هجر السكان تدريجيًا منطقة المعابد القديمة وغطت أرضها أكوام الأتربة والرمال والأحجار، وتزايد باستمرار انتقال السكان جهة المنطقة العمرانية الجنوبية حيث سكنوا المنازل القديمة المهجورة وبنوا مساكن جديدة لهم أكثر وأكثر.
وخلال فترة حكم الإمبراطور دقلديانوس (القرن الرابع – الخامس الميلادي) تم بناء معسكر نارموثوس في ضاحية المدينة (الطرف الشرقي)، وكان هذا المعسكر يستضيف جنود كتائب عدة مما يؤكد أهمية مدينة نارموثيس الاستراتيجية.
وفي الفترة القبطية استقر السكان في المنطقة الجنوبية وشيدوا كنائس متعددة خلال القرن الخامس والسادس والسابع تتميز إحداها بتخطيط فريد يتألف من 13 جناح، ومن القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر أقام العرب في بعض أجزاء المدينة ولكنهم ما لبثوا أن هجروا المكان الذي صار يعرف باسم مدينة ماضي وهو الاسم الوارد على خرائط الفيوم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مدينة ماضي الأثرية مدينة ماضي الفيوم طريق أمنمحات المعبد القرن الرابع الاثرية التاريخ بوابة الوفد جريدة الوفد
إقرأ أيضاً:
إذا عاهد غدر.. كمال ماضي: خروقات إسرائيلية لوقف إطلاق النار بلبنان
علق الإعلامي كمال ماضي، على استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، قائلا: "نحن أمام وصف تفصيلي عملي دقيق لمن إذا عاهد غدر، ثم إذا حدث كذب بإفك وتضليل وإيهام".
وأضاف "ماضي"، مقدم برنامج "ملف اليوم"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "نحن أمام ذاك الكيان المحتل للأرض العربية المغروس عنوة في منطقتنا البائسة، وهو يغدر يومًا وراء يوم ساعة تلو الأخرى بتعهد أبرمه على نفسه مع بلاد الأرز اللبنانية بوقف لإطلاق النار، وبحظر لانتهاك الأجواء، ووبكف عن استباحة سفك الدماء، بيد أن أفعاله في واقع الحال لا تتوافق أبدًا مع منطوق كلماته وتعهداته".
وتابع، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أكثر من 816 خرقًا، تعديًا على الأراضي اللبنانية، ما استدعى استغاثة لبنانية إلى مجلس الأمن، لكنه مجلس أضحى يغط في سبات عميق بات مكبلًا بأغلال تفرضها ربيبة ذاك الكيان حاضنته الأمريكية التي تغدق عليه بكل ما تشتهيه نفسه الأمارة بالسوء، والمتعطشة للإفساد في الأرض".
وواصل: "وبعد قصفه وتدميره، اختراقه واقتحامه واحتلاله، إراقته لدماء زكية بدم بارد، بعد كل هذا القبح وتلك الدمامة يغفل رئيس وزرائه الأكثر يمينية كل ما سلف ويروج له على أنه الجيش الأكثر أخلاقًا في عالمنا".
وأردف: "أي إفك هذا الذي يدعي؟! أي كذب هذا الذي يصنع.. والغرب له يصدق؟! نعم الكثير منا يغتم للحال يراها تضيق وتضيق وتضيق.. حتى تستحكم حلقاتها، لكن تيقن دومًا أن الظلمة أبدًا لا تدوم هي كالأيام، والأيام دول تتقلب وتتبدل، كن على ثقة، أنه سيأتي يوم يولد فيه من يلبس الدرع كاملة يطلب الثأر يستولد الحق من أضلع المستحيل وإن غدًا لناظره قريب".