إيكونوميست: بإمكان هاريس التغلب على ترامب لكن كيف ستحكم؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
وصفت إيكونوميست في مقال افتتاحي المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي -الذي ختم أعماله أمس الخميس في مدينة شيكاغو بولاية إيلينوي الأميركية- بأنه كان تجمعا تبادل فيه المشاركون عبارات الود والمديح، بعد أن كان يُنظر إليه قبل أسابيع قليلة بأنه سيكون بمثابة صحوة للحزب.
وقالت المجلة البريطانية إن الحماس المتدفق الممزوج بالارتياح كان السمة الغالبة على الحاضرين، وذلك لأن مرشحتهم لانتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل كامالا هاريس أنقذت الحزب من هزيمة مؤكدة.
والآن بعد أن خرج الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي، أصبح دونالد ترامب هو المرشح "العجوز" الذي ظفر ببطاقة الحزب الجمهوري لمنافسة هاريس على الرئاسة، وفق المقال الافتتاحي.
معضلة ترامبوتعتقد إيكونوميست أن ترامب، بإطلاقه الإهانات "السخيفة" وبما ينتابه من "هواجس شريرة" يجعل الناخبين ينفرون من التصويت له.
وتطرق المقال إلى محاولات مندوبي الحزب الديمقراطي في مؤتمرهم الوطني بشيكاغو للترويج لهاريس على أنها الشخص الذي ينبغي التصويت له، وذلك من خلال الإسهاب في تناول مناقبها وقصة حياتها.
على أن كل ذلك ينبغي أن يترجم إلى واقع عندما تتولى هاريس الرئاسة، وهو أمر ترى المجلة البريطانية أنه يظل غامضا بشكل يدعو للقلق.
ومما يثير قلق هيئة تحرير إيكونوميست -في مقالها الافتتاحي- أن أساليب المرشحة الديمقراطية قد تشير أيضا إلى شيء أكثر أهمية، وهو أنها لا تزال من الناحية السياسية شخصية غير معروفة، ومسؤولة جزئيا عن ذلك.
فقد "توارت" هاريس خلال وجودها ضمن إدارة بايدن كما هو الحال عادة مع نواب الرئيس. ثم إنها أصبحت مرشحة للرئاسة دون أن تخوض انتخابات تمهيدية داخل الحزب، ولم تُجرِ مقابلات واكتفت بتلقي بعض الأسئلة من الصحفيين.
مكامن الضعفومضت المجلة البريطانية في سرد مكامن الضعف في شخصية هاريس، قائلة إنها ورثت برنامجها السياسي في الغالب من رئيسها، وهو منهاج عمل سياسي أقل حتى من برنامج ترامب.
وعندما تتخذ هاريس مواقف مثل تعهدها بالتصدي لتلاعب الشركات بالأسعار، فإن ذلك لا يعد -برأي المقال- تعبيرا عن معتقداتها السياسية بقدر ما هي مناورات انتخابية تهدف إلى تهدئة الناخبين القلقين بشأن تكاليف المعيشة.
كما أنها ليست من أولئك الذين تكشف مسيرتهم المهنية عن مجموعة قناعات عميقة أو عما تضمره في جوانحها من معتقدات جوهرية، ولكنها بدلا من ذلك تميل قليلا نحو يسار الوسط داخل حزبها وتتكيف مع ما يطرأ عليه من تحولات في مواقفه، شأنها في ذلك شأن بايدن نفسه.
والأسوأ من ذلك كله -برأي المجلة- أن سياستها في ما يتعلق بالاقتصاد والقضايا الخارجية تبدو متقلبة، وللنزعة البراغماتية أو الروح العملية مزاياها لدى الشخصية السياسية. فقد يصف ترامب هاريس بأنها شيوعية، لكنها "ليست أيديولوجية".
مواقف غامضةواستعرض مقال إيكونوميست جانبا من مواقف هاريس في بعض القضايا الداخلية مثل تبنيها -إبان ترشحها في الانتخابات التمهيدية لحزبها عام 2019- برنامج رعاية صحية تتم تغطية تكاليفه من خلال نظام عام واحد، ووعدها بإلغاء تجريم عبور الحدود بشكل غير قانوني. غير أن الطريقة التي تخلت فيها عن كل تلك الوعود توحي بأنها "لم تكن جادة على الإطلاق".
وسيكون من الصعب وضع اقتراحها فيما يتعلق بمكافحة التلاعب بالأسعار موضع التنفيذ، وربما لا تكون بصدد إطلاق حملة ضد الشركات الأميركية "فالبراغماتية تعني أيضا أن هاريس منفتحة على أفكار الآخرين".
ووفقا للمجلة البريطانية، هناك من الأسباب ما يدعو للاعتقاد بأن هاريس ستسعى إلى ضمان الاستمرارية في السياسة الخارجية والبيئية دون تغيير جوهري.
ولكن عندما تشي البراغماتية بالافتقار إلى المبادئ المدروسة، فهنا مكمن الخطر، حيث يتعين على الرئيس -في هذه الحالة- أن يتعامل كل يوم مع مشاكل "مشحونة سياسيا" لا يتوفر لها حل بسيط.
وفي هذا الصدد، فإن إيكونوميست ترى أن ضعف هاريس إزاء الأفكار "الرديئة" والحيل السياسية يشكل عائقا. ثم إن "ادعاء" التلاعب بالأسعار لا تدعمه ببساطة الأدلة، ويؤدي إلى اضمحلال الثقة في الأسواق المفتوحة التي تجعل أميركا مزدهرة.
مناظرة ترامبقد يبدو من الظلم -من وجهة نظر المجلة- انتقاد هاريس لحرصها على سياستها، وتتمثل مهمتها الأساسية في إلحاق الهزيمة بترامب، وهي مهمة حيوية تتطلب قدرا من المكر والدهاء.
ومع ذلك، فهناك أسباب للضغط عليها، أولها أنها إذا فقدت قدرتها على دفع حملتها الانتخابية إلى الأمام، فإن السياسة قد تكون إحدى الوسائل لإنعاشها.
وعندما يهاجمها ترامب، في المناظرة المقرر انعقادها في العاشر من سبتمبر/أيلول، لكونها أضعف من أن تتمكن من الوقوف في وجه روسيا والصين، أو أنها اشتراكية راديكالية أكثر من اللازم للتعامل مع الهجرة أو إنشاء اقتصاد صحي، فسوف تحتاج إلى أكثر من مجرد العبارات المبتذلة لإفحامه.
والسبب الآخر الأهم للضغط على هاريس -في نظر إيكونوميست- هو أن كونها سياسية يعني أكثر من مجرد القيام بالحملات الانتخابية "فالحكم مسألة مهمة".
وقد يشعر المرء برغبة شديدة في أن يرى هاريس تنتصر على ترامب، لكن يبقى السؤال عن مدى كفاءتها وقدرتها على تولي المنصب، بحسب مقال إيكونوميست.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
الجامعة البريطانية في مصر تشارك في مؤتمر قمة المناخ COP29 بأذربيجان
يترأس الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، وفد الجامعة البريطانية المشارك في مؤتمر قمة المناخ COP29، الذي تستضيفه دولة أذربيجان في الفترة من 14 وحتى 18 نوفمبر الجاري، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجامعة ADA بأذربيجان، وذلك تحت رعاية وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والشباب والرياضة.
ويشارك نموذج محاكاة قمة المناخ، بثماني جلسات في المؤتمر يحضرها عددًا من الطلاب المشاركين بالنموذج، وذلك بحضور عدد من الوزراء المصريين، بجانب الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة والرئيس الشرفي لنموذج محاكاة قمة المناخ، والسيد أليساندرو فراكاسيتي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والسفير هشام بدر، رئيس اللجنة التنظيمية للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، والدكتور فارز إسماعيل زاده، نائب رئيس جامعة ADA، بدولة أذربيجان، وكذلك عددًا من الخبراء المصريين والدوليين.
ويضم الوفد المشارك عددًا من قيادات الجامعة والكوادر الأكاديمية القائمين على تنظيم نموذج محاكاة قمة المناخ، وعلى رأسهم الدكتورة سارة الخشن، مسؤول التطوير الاستراتيجي بالجامعة ومستشار الجامعة للتنمية المستدامة، كما تمت دعوة عدد من الطلاب المشاركين بالنموذج من مختلف الجامعات والدول حول العالم للمشاركة بفعاليات المؤتمر، ليكون إجمالي الوفد الطلابي المشارك حوالى 30طالبا، من إجمالي 150 طالبًا من 40 دولة حول العالم، شاركوا بنموذج محاكاة قمة المناخ.
وتشارك الجامعة في فعاليات المؤتمر على مدار 6 أيام، حيث تنظم الجامعة 8 جلسات بالمنطقة الزرقاء يعرض خلالها الطلاب المشاركون النتائج المختلفة والمقترحات التي تمت صياغتها في ميثاق نموذج محاكاة قمة المناخ خلال فعاليات حفل ختام النموذج الدولي لمحاكاة قمة المناخ COP29simulation، والذي عُقد بحرم الجامعة البريطانية في مصر.
وتبدأ مشاركة الجامعة، بجلستين يوم 14 نوفمبر، بالمنطقة الزرقاء، تحت عنوان " الاستثمار في رأس المال البشري والصحة والوظائف من أجل مستقبل قادر على الصمود في مواجهة تغير المناخ: مقترحات السياسات الخاصة بمبادرة "أستطيع" ومحاكاة مؤتمر المناخ COP29"، والمنعقدة في جناح منظمة الصحة العالمية، وكذلك جلسة " الطاقة الخضراء وثورة الطاقة المتجددة: تمهيد الطريق نحو انبعاثات صفرية صافية"، والتي يتم عقدها في جناح الأمم المتحدة.
وتستمر مشاركة الجامعة لليوم الثاني على التوالي15 نوفمبر بجلستين تحت عنوان " تعزيز حلول الطاقة المستدامة: رؤى من المبادرة الوطنية المصرية للمشاريع الخضراء الذكية"، والمقرر عقدها في جناح جامعة الدول العربية بالمنطقة الزرقاء، وجلسة " تعزيز الاقتصاد الدائري من خلال الابتكار والمشاريع الخضراء الذكية: رؤى من محاكاة مؤتمر المناخ COP29 ورواد الأعمال الشباب"، بجناح جامعة ADA.
وتشارك الجامعة يوم 16 نوفمبر بجناح جامعة الدول العربية بجلستين تحت عنوان " دور التعليم العالي في تمكين الشباب العربي ليصبحوا وكلاء للتغير المناخي: رحلة محاكاة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين"، وجلسة " تعزيز أجندة شرم الشيخ للتكيف: بناء نظام مالي عالمي قادر على التكيف مع تغير المناخ وسد فجوة تمويل المناخ"، كما تشارك الجامعة في جناح جامعة ADA، بجلسة ختامية لمحاكاة مؤتمر قمة المناخ وإعلان التوصيات لنموذج محاكاة قمة المناخ COP29 Simulation Model، والذى نظمته الجامعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجامعة ADA خلال شهر أكتوبر الماضي، بحرم الجامعة البريطانية، حيث يعرض الطلاب أفكارهم والتوصيات النهائية التي توصلوا إليها.
وتختتم الجامعة مشاركتها في اليوم الأخير للمؤتمر، الموافق 18 فبراير، بجلستين الأولي بجناح منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، بعنوان " الأمن المناخي والجغرافيا السياسية والهجرة"، والأخرى بجناح جامعة الدول العربية، بعنوان "تعزيز المجتمعات من خلال المبادرات التعليمية والصحية والشبابية"، ومن المؤمل أن تسهم هذه الجلسات في إثراء نتائج نموذج محاكاة قمة المناخ وتطوير ميثاق التوصيات الناتجة عن هذا النموذج والذي يسعي النموذج لتقديمه إلى المعنيين بالمجتمع الدولي للمساهمة في وضع حلول لقضية تغير المناخ.