بريق الأمل: هل ينجح العراق في تحويل الرمال إلى طاقة؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
23 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: يواجه العراق أزمة حادة في قطاع الطاقة، حيث تعجز الشبكة الكهربائية الوطنية عن تلبية احتياجات المواطنين والمؤسسات.
وبالرغم من ثرواته الكبيرة من النفط والغاز، لا يزال البلد يعاني من نقص حاد في الكهرباء.
تأتي هذه الأزمة في وقت يخطط فيه العراق لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كبديل لمصادر الطاقة التقليدية.
ويتزامن هذا مع تحديات كبيرة تتعلق بالفساد، والإجراءات البيروقراطية المعقدة، والحاجة إلى استثمارات ضخمة.
الحاجة للطاقة النظيفة في العراقيُعتبر العراق من الدول الغنية بالموارد الطبيعية، حيث يحتل المرتبة الخامسة في احتياطيات النفط عالميًا، ويأتي في المرتبة الثالثة عشرة في احتياطي الغاز. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك العراق إمكانيات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ومع ذلك، تعاني البلاد من أزمة طاقة مزمنة تعود جذورها إلى سنوات من النزاعات والحصار.
وتتفاقم هذه الأزمة بفعل الاعتماد الكبير على استيراد الكهرباء والغاز من إيران، مما يضع ضغطًا إضافيًا على البنية التحتية للطاقة في العراق، خصوصًا خلال فصول الصيف الحارة.
وفي محاولة للتعامل مع هذه الأزمة، تسعى الحكومة العراقية إلى تنويع مصادر الطاقة من خلال مشاريع للطاقة النظيفة.
وتشمل هذه المشاريع تطوير محطات لتوليد الطاقة من خلال تدوير النفايات، بالإضافة إلى استغلال الطاقة الشمسية والرياح.
وعلى سبيل المثال، تم توقيع عقد مع شركة “مصدر” الإماراتية لتطوير مشاريع طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط، وهناك خطط لإنشاء محطة أخرى للطاقة الشمسية في النجف بالتعاون مع شركة “أكوا باور” السعودية.
العقبات أمام الانتقال للطاقة النظيفةرغم الجهود المبذولة، يواجه العراق العديد من المعوقات التي تعرقل تحول البلاد إلى الطاقة النظيفة. من أبرز هذه المعوقات الفساد الإداري والتقني الذي يؤثر على فعالية تنفيذ المشاريع.
ويشير الخبير في شؤون الطاقة، حمزة الجواهري، إلى أن العراق بدأ متأخراً في هذا المجال ويحتاج لسنوات عديدة لتحقيق أهداف الطاقة النظيفة. فحتى الآن، لم تتجاوز نسبة الطاقة النظيفة عالميًا 5% من إجمالي الطاقة المستهلكة، مما يعكس التحديات الكبيرة في هذا المجال.
كما تساهم الإجراءات البيروقراطية المعقدة وضعف التعاون بين المؤسسات الحكومية والمصارف في إعاقة تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة. على سبيل المثال، تم إطلاق مبادرة تمويل للطاقة المتجددة بمقدار واحد تريليون دينار، إلا أن المبلغ المصروف منها لم يتجاوز 250 مليون دينار، مما يعكس عدم نجاح المبادرة بسبب الصعوبات الإدارية وقلة الترويج.
التوجهات المستقبليةعلى الرغم من التحديات، تعرب الحكومة العراقية عن استعدادها للتحول إلى الطاقة النظيفة بما يتماشى مع التزامات مؤتمر باريس للمناخ. ومع وجود اتفاقيات كبيرة مع شركات دولية مثل توتال إنرجايزر الفرنسية، التي تخطط لتطوير مشاريع للطاقة الشمسية بقدرة 1 ميغاواط، فإن الخطوات تتجه نحو تعزيز استخدام الطاقة المتجددة. يتطلب هذا التحول وقتًا طويلاً وتخطيطًا دقيقًا، مع التركيز على القضاء على الفساد وتحسين إدارة المشاريع لضمان النجاح في تحقيق أهداف الطاقة النظيفة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الطاقة النظیفة
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تشارك في الجلسة النقاشية الوزارية حول مستقبل الطاقة في مصر
شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ، في الجلسة النقاشية الوزارية حول مستقبل الطاقة في مصر .. التحالفات والمسئوليات، بمشاركة كوكبة من وزراء الحكومة المصرية، وهم المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية والمهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة والمهندس محمد الشيمى وزير قطاع الأعمال العام .
وقد أدار الجلسة جافين طومسون، نائب رئيس قسم الطاقة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، في وود ماكنزي، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة إيجبس 2025 المقام خلال الفترة من 17 - 19 فبراير بحضور موسع من وزراء وورؤساء الشركات العالمية للطاقة وامناء المنظمات الدولية والاقليمية المعنية وعدد من وزراء الحكومة المصرية .
وتحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة عن دور البيئة في تحقيق أمن الطاقة في مصر، مؤكدة حرص وزارة البيئة على تحديث الأدلة الإرشادية لتقييم الأثر البيئي والاجتماعي للأنشطة المختلفة كل فترة ومنها الأنشطة والمشروعات الخاصة بالطاقة، وتلعب وزارة البيئة دورًا مهما في تشجيع تحقيق مستقبل طاقة مستدام وتعزيز اقتصاد منخفض الكربون، من خلال المبادرات والاستراتيجيات، والترويج لمصادر الطاقة المتجددة.
وأوضحت وزيرة البيئة، أن مصر قدمت خطة مساهماتها المحددة، وتحرص على تحقيق التزاماتها المناخية رغم ان انبعاثات مصر اقل من ١٪ ، وبالشكل الذي لا يؤثر على التنمية المستدامة، ولكن نحتاج لزيادة تمويل المناخ ومزيد من التكنولوجيا لتسريع تنفيذ الخطة، حيث وضعت بها أهدافًا طموحة للطاقة المتجددة، فتم تحديث الخطة مرتين اخرها في ٢٠٢٣ ، لزيادة الطموح في تحقيقها هدف ٤٢٪ من الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بحلول عام ٢٠٣٠، مع العمل على تنويع مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة .
وأشارت وزيرة البيئة، إلى أن الارتباط بين المناخ والتنوع البيولوجي هو تحدي يواجه التوسع في الطاقة المتجددة، مسترشدة بالعمل على حماية الطيور المهاجرة التي يقع مسار رحلتها في منطقة مثل الزعفرانة التي تم إقامة مزرعة الرياح وطواحين الهواء بها والتي تشكل تهديد لها، مما يربط بين جهود تنمية الطاقة المتجددة للتخفيف من آثار تغير المناخ بصون التنوع البيولوجي.
وتضمنت الجلسة مناقشات من وجهة النظر الوزارية، حول كيفية تأمين الحكومة لاحتياجات مصر المستقبلية من الطاقة، وبناء نمو اقتصادى منخفض الكربون صديق للمستثمرين.
جدير بالذكر أن مؤتمر إيجبس بنعقد فِي دورته الحالية تحت عنوان (بِنَاءَ مُسْتَقْبَل طَاقَة آمِن وَمُسْتَدَام). فلا شك أن الطاقة تُمَثِل أحد أهم السبل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو مستقبل أفضل ونهضة شاملة في كافة المجالات، باعتبارها عصب الحياة اليومية والمُحرك الرئيسي لخُطط التنمية.