قالت دار الإفتاء المصرية، إن قراءةَ السورة بعد الفاتحة في غير الركعتين الْأُولَيَيْنِ؛ كالركعة الثالثة في المغرب، والثالثة والرابعة من الصلوات الرباعية غير مطلوبة، وذلك بالنسبة للإمام أو المنفرد، وهو قول جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، ولو قرأ فلا كراهة، ومع قول المالكية بالكراهة إلا أن ذلك لا يعني بطلان صلاة من قرأ، بل صلاته صحيحة ولا يلزمه إعادتها.

الإفتاء توضح كيفية وضوء ذوي الاحتياجات الخاصة حكم العمل في البنوك.. الإفتاء تجيب حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة

وأضافت دار الإفتاء، أن اتفق الفقهاء على أنَّه يُستحبُّ قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة في الصلاة في الركعتين الأُوليَيْنِ؛ وذلك لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: «فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ، فَمَا أَسْمَعَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَيْنَاهُ مِنْكُمْ، وَمَنْ قَرَأَ بِأُمِّ الْكِتَابِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ، وَمَنْ زَادَ فَهُوَ أَفْضَلُ» أخرجه الشيخان في "صحيحيهما".

وتابعت دار الإفتاء: قال الإمام النَّوويُّ في "شرحه على صحيح مسلم" (4/ 105، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه دليلٌ لوجوب الفاتحة، وأنَّه لا يُجزِي غيرها، وفيه استحبابُ السورة بعدها، وهذا مُجمَعٌ عليه في الصبح والجمعة والأُوليَيْنِ مِن كلِّ الصلوات، وهو سُنَّةٌ عند جميع العلماء].

وأردفت دار الإفتاء: كما نقل الإمام ابن قُدَامة الإجماع على ذلك؛ فقال في "المغني" (1/ 354، ط. مكتبة القاهرة): [لا نعلم بين أهل العلم خِلافًا في أنَّه يُسنُّ قراءةُ سورة مع الفاتحة في الركعتين الْأُولَيَيْنِ من كلِّ صلاة].

وأوضحت دار الإفتاء: ثم اختلفوا بعد ذلك في حكم قراءة السورة بعد الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة، فذهب الجمهور من الحنفية والشافعية في القديم -وهو المعتمد عندهم- والحنابلة إلى أن قراءةَ السورة بعد الفاتحة في الركعتين الْأُخْرَيَيْنِ غيرُ مطلوبة شرعًا، فإن قرأ فيهما جاز بلا كراهة، وذلك مستفادٌ من عباراتهم على اختلافها.


واستدلوا على ذلك بما جاء عن سيدنا أبي قتادة رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما".

وتابعت دار الإفتاء: قال الإمام البدر العَيْنِي الحنفي في "البناية" (2/ 272، ط. دار الكتب العلمية): [(قال) ش: أي القدوري م: (ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب وحدها) ش: ولا يضم السورة معها فيهما... م: (لحديث أبي قتادة...)]ـ.

وأضافت دار الإفتاء: وقال العلامة الحَصْكَفِي الحنفي في "الدر المختار شرح تنوير الأبصار" (ص: 64، ط. دار الكتب العلمية) عند ذكر واجبات الصلاة: [(وضم) أقصر (سورة) كالكوثر أو ما قام مقامها، وهو ثلاثة آيات قصار... (في الأُوليين من الفرض) وهل يكره في الأُخريين؟ المختار: لا].


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفاتحة الركعتين الثالثة والرابعة دار الإفتاء الإفتاء قراءة سورة بعد الفاتحة سورة بعد الفاتحة فی دار الإفتاء السورة بعد

إقرأ أيضاً:

قانون الأنذال والأُصَلاء: قراءة تحليلية

#قانون_الأنذال والأُصَلاء: قراءة تحليلية

بقلم: #جهاد_مساعده

بداية، لا بد من تعريف قانون الأنذال، والذي يمكن وصفه بأنه نمط من السلوكات والمواقف التي يتبناها الأفراد أو الجماعات بهدف التقليل من شأن الآخرين وإقصائهم. أما قانون الأُصَلاء، فهو يتمثل بالمواقف التي تعكس القيم النبيلة، مثل الاحترام، التعاون، والالتزام بقيم الشرف، والتسامح، حتى في حالات الاختلاف أو التنافس.

وأشير هنا أن مصطلح “اللاأحد” في هذا المقال يرمز إلى الفرد أو المجموعة التي تتبنى قانون الأنذال.

مقالات ذات صلة الأردنيون يكرّمون العرموطي على طريقتهم الخاصة 2024/09/13

بعد نشر نتائج الانتخابات النيابية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات من نوعية “قانون الأصيل” و”قانون الأنذال”، حيث يعمد ” اللاأحد “ إلى تصنيف الآخرين وفقًا لمفاهيم ضيقة وشخصية. هذه العبارات أصبحت تتداول بشكل واسع، حتى أنها بدأت تؤثر في النقاشات العامة وتوجهات البعض نحو تقييم الآخرين بناءً على أهواء وتفضيلات شخصية.

هذا الانتشار الواسع استدعى ضرورة تحليل البُعد النفسي لمطلقي هذه العبارات وقراءتها قراءة نقدية، لفهم ما وراءها من دوافع ومواقف، وتحديد تأثيرها على القيم الاجتماعية والأخلاقية. هل هي مجرد تعبير عن الغيرة والتنافس؟ أم أنها انعكاس لنقص في منظومة القيم التي يجب أن تحكم تصرفاتنا وعلاقاتنا مع الآخرين؟

في زمن الانتخابات، لا تقتصر هذه المشكلة على بعض المرشحين فقط، بل تشمل مجموعة “اللاأحد”  من الذين يتفوهون بعبارات مليئة بالعجرفة، مثل قولهم “في قانون الأنذال ما أحب فلان يصير أحسن مني..! وفي قانون الأصيل عسى الفارس من عربنا… !”.

حين يتفوه ” اللاأحد” بعبارات مثل “عسى الفارس من عربنا”، يظهر تفكيرًا ضيقًا وتعصبًا قبليًا، هؤلاء لا يهتمون بمصلحة الوطن، بل برغباتهم الشخصية، وكأنهم يملكون الحق في تحديد من هو “الفارس” ومن هو “النذل”. هذا التفكير يعكس عدم الفهم لجوهر العملية الديمقراطية.

هؤلاء مجموعة “اللاأحد” الذين يعتبرون أنفسهم “أصيلين” قد يكونون في الواقع هم عكس ذلك. فالأصالة ليست مجرد لقب أو صفة يمكن أن يمنحها الفرد لنفسه بناءً على نظرته الخاصة، بل هي سلوكيات ومواقف تعكس قيمًا مثل التواضع، الاحترام، والتعاون.

عندما يدعي المدعو “بلا أحد” أنه أصيل ويحاول التقليل من شأن الآخرين، فهو بذلك يعكس صفات النذالة. فالأصالة لا تُقاس بالتفاخر أو محاولة إظهار التفوق على الآخرين، بل في كيفية التعامل معهم بحب واحترام، حتى عند الاختلاف.

ومجموعة ” اللاأحد “ يفتقدون في الحقيقة إلى منظومة القيم التي تشكل جوهر الأخلاق. فالأصالة الحقيقية لا تتعلق بالتباهي أو تهميش الآخرين، بل هي مجموعة من القيم الإنسانية النبيلة مثل التواضع، الاحترام. عندما يرون أنفسهم أفضل من الآخرين، فإنهم يكشفون عن فراغ أخلاقي وضعف في فهم القيم الإنسانية والدينية.

إن فقدان منظومة القيم يعني غياب المبادئ الأساسية التي تحكم سلوك الأفراد وتجعلهم قادرين على التصرف بمسؤولية واحترام تجاه الآخرين. هؤلاء “اللاأحد” يفتقدون إلى المبادئ التي تجعلهم يدركون أن الاختلاف في الآراء لا يقلل من قيمة الإنسان، وأن التفوق الحقيقي لا يكمن في احتقار الآخرين، بل في القدرة على فهمهم والتعامل معهم بإنصاف واحترام.

في النهاية، من يفتقر لمنظومة القيم يعيش في عالم ضيق، يحركه الحقد والأنانية، غير مدركين أن الأصالة الحقيقية تُبنى على أسس من الكرامة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • قراءة في ملف الاغتيالات الإسرائيلية
  • جنرال إسرائيلي: هكذا فشل الجيش في قراءة المستقبل
  • الإفتاء توضح أفضل العبادات يوم مولد النبي
  • قراءة إسرائيلية في قصف تل أبيب.. الحوثيون لا يتراجعون
  • ياسمين رئيس تتذكر الفنانة الراحلة زيزي البدراوي: الفاتحة لروحك الطيبة
  • موعد عرض الحلقة 3 من مسلسل إنترفيو.. هل تتطور علاقة «نادين» و«رامي»؟
  • قصة قصيرة: إثنان والعربة
  • قراءة في صور وجوه المرشحين
  • قانون الأنذال والأُصَلاء: قراءة تحليلية
  • فى الركعة الثانية.. وفاة رجل أثناء صلاة العشاء بالمنوفية