أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور فيصل غزاوي المسلمين بتقوى الله عز وجل.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: “لقد حثنا الباري جل ثناؤه على التفكرِ والتأملِ في أنفسنا فقال:؟وَفِي أَنفُسِكُم أَفَلَا تُبصِرُون? أي: وفي أنفُسِكم آياتٌ وعبرٌ دالةٌ على وحدانيةِ خالقكم، وكَمالِ قُدرتِه ورَحمتِه وحِكمتِه، وغَيرِ ذلك مِن صِفاتِ كَمالِه، أفلا تبصرون لتعتبروا؟! ومن تلك الدلائلِ أنَّ اللهَ سبحانه خلقَ في النفس الإنسانية: الضحكَ والبكاءَ، فيُضْحِكُ الإنسانَ ويُبْكِيه، وكلُّ ذلك مما ركبه الله في طبعِ الإنسانِ وفطرته، قال تعالى في محكم التنزيل:؟وَأَنَّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى? فاللهُ تبارك وتعالى خَلَقَ فِي عِبَادِهِ الضَّحِكَ وَالْبُكَاءَ، وهو مقدرٌ ما يكونُ به الضحك، ومقدرٌ ما يكونُ به البكاء، وأتى بالأمرين، وهما متقابلان؛ ليُعلم بذلك أن الله سبحانه على كل شيءٍ قدير، وهو القادر على خلق الضدين كما أنَّ الآيةَ الكريمةَ تدلُّ على أن كل ما يَعملُه العبدُ بقضاء الله وإرادتِه وخَلْقِه، حتى الضحكَ والبكاءَ.

وأضاف يقول: “وأنه تعالى قد أحاطَ بأحوالِ الإنسان، وهو المتصرفُ فيه.

وأفادَ الضميرُ؟هُوَ? في قوله؟وَأَنَّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى? أنه لا يخلق أسباب الضحك والبكاء إلا الله تعالى وحده، فيُجري على قلب هذا ما يُضحكه وعلى قلب هذا ما يُبكيه، ولا يَعْلَمُ أحَدٌ قَبْلَ وقْتِ الضَّحِكِ أوِ البُكاءِ، أنَّهُ يَضْحَكُ أوْ يَبْكِي، ولا أنَّهُ سيَأْتِيهِ ما يُفرحهُ أوْ يُحْزِنُهُ، جاء في الصحيحين أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دعا فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ في شَكْوَاهُ الذي قُبِضَ فِيهَا، فَسَارَّهَا بشيءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم سَأَلَتْ عائشةُ فاطمةَ عن ذلكَ، فَقَالَتْ: “سَارَّنِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرَنِي: أنَّه يُقْبَضُ في وجَعِهِ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فأخْبَرَنِي، أنِّي أوَّلُ أهْلِ بَيْتِهِ أتْبَعُهُ، فَضَحِكْتُ”.

وشدد الشيخ فيصل غزاوي على أنَّ هديَ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم هو خيرُ الهدي، وهو الهديُ الأمثلُ في كل الأحوالِ البشرية؛ وقد مرَّ صلى الله عليه وسلم بأحوال كثيرة متقابلة، ومنها الضحكُ والبكاء، وقد بيّن العلماءُ هديَه في ذلك، فأما ضَحِكُه عليه الصلاة والسلام فقد قال ابن القيم رحمه الله: “وكان جُلّ ضحكه التبسم، بل كله التبسم، فكان نهايةُ ضحكه أن تبدوَ نواجذه.

وكان يَضحكُ مما يُضْحَكُ منه، وهو مما يُتعجب من مثله، ويُستغرب وقوعُه ويُستندر”.

وأشار إلى أن مما يُراعى في الضحك ألا يُّحدِّث المرء بالكذب لإضحاك غيرِه كما جاء التحذير عن ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام: “ويلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بالحدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القوْمَ فيَكَذِبُ، ويلٌ لَهُ ويلٌ لَهُ”، وألا يُكثر من الضحك؛ فمن توجيهاته صلى الله عليه وسلم قولُه: “وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ”.

كما ينبغي أن يُعلم أنَّ مِنَ الضحك ما هو مذموم وصاحبُه ملوم؛ فلا يَضحك المرء عند سماع المنكر أو رؤيته، ولا يفرح أو يَضحك شماتةً بأخيه المسلم ولا يُعيره بما ابتلاه الله به من فقر أو مرض أو عاهة في جسده، ولا يفرح بزلة أخيه ولا بخطئه ولا بنقص في دينه من الفسق والمعاصي، بل ينصح له ويدعو له بالتوفيق والهداية، ولا يأمن على نفسه الفتنة بل يسأل الله الثبات على دينه، كما على المرء ألا يظهر الفرح بما نزل بإخوانه المسلمين من بلاء وكرب أو أصابهم من محنة وشدة، بل يؤلمه ويحزنه ما هم فيه فيدعو لهم بالفرج والنجاة وصلاح الحال ويسأل الله أن يعافيَه ولا يبتليه بمثل تلك الابتلاءات.

وحذر الشيخ فيصل غزاوي من الضحك القبيح المذموم وهو أن يضحك المرء سخريةً واستهزاءً بالله أو آياته أو رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإن الاستهزاء بشيء من ذلك أو الضحك كفر بالله تعالى، وقد أخبرنا الله تعالى أن الكفار في الدنيا كانوا يضحكون من المؤمنين استهزاءً بهم وسُخريةً فقال سبحانه:؟إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ? لكن ذلك الجرم سينقلب عليهم في الآخرة قال تعالى:؟فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ?.

وقال: “وأما بكاء النبي صلى الله عليه وسلم، فيصفه ابن القيم رحمه الله بقوله: “كان من جِنس ضحكه لم يكن بشهيقٍ ورفع صوتٍ، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تَهمُلا، ويُسْمَعُ لصدره أزيزٌ، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفاً على أمته وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال، مصاحبٌ للخوف والخشية”.

وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن للبكاء دواع مختلفة فمن ذلك الحزن والوجع والفزع والسرور والفرح والشكر وغيرُ ذلك لافتاً إلى أن أفضل البكاء ما كان خشوعاً وخشية لله تعالى، وهو دأب الصالحين وأولياء الله قال الله تعالى في صفة من أنعم عليهم؟إِذَا تُتْلَى? عَلَيْهِمْ ءَايَ?تُ؟لرَّحْمَ?نِ خَرُّواْ سُجَّدًا وَبُكِيًّا? وقال صلى الله عليه وسلم :”عينان لا تمسهما النار، عين باتت تحرس في سبيل الله وعين بكت من خشية الله”، ومن السبعة الذين يظلهم الله تعالى يوم القيامة “رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ”.

والعظماء قد سمت نفوسهم وقويت عزائمهم وهممهم فكان بكاؤهم لمقاصد سامية وغايات نبيلة، فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصف حال النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام ليلة مِن اللَّيالي يُصَلِّي فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ حِجرَه، ثمَّ بكى فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ لِحيتَه، ثمَّ بكى فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ الأرضَ، فجاء بلالٌ يُؤذِنُه بالصَّلاةِ فلمَّا رآه يبكي قال: يا رسولَ اللهِ لِمَ تَبكي وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم وما تأخَّر؟ قال: “أفلا أكونُ عبدًا شكورًا لقد نزَلَتْ علَيَّ اللَّيلةَ آيةٌ، ويلٌ لِمَن قرَأها ولم يتفكَّرْ فيها؟إِنَّ فِي خَل?قِ؟لسَّمَـ?وَ???تِ وَ?ل?أَر?ضِ وَ?خ?تِلَـ?فِ؟لَّلي?لِ وَ?لنَّهَارِ لَآيَـ?ت? لِّأُو?لِي؟ل?أَل?بَـ?بِ؟”.

ولَمَّا بَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فِي مَرَضِهِ قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: “أَمَا إِنِّي لا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي لِبُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي.

اقرأ أيضاًالمجتمع“وزارة الاتصالات” و “برنامج تنمية القدرات البشرية” تطلقان “برنامج الجاهزية للمستقبل الرقمي”

أَصْبَحْتُ فِي صُعُودٍ مُهْبِطٍ عَلَى جَنَّةٍ وَنَارٍ، فَلا أَدْرِي إِلَى أيِّهما يُسلك بي”، وعَنِ الزُّهْرِيِّ رحمه الله قَالَ: “دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِدِمَشْقَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلاَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ، وَهَذِهِ الصَّلاَةُ قَدْ ضُيِّعَتْ”، وعن عطاءِ الخَفَّافِ رحمه الله قال: “ما لقيت سفيان الثوري إلا باكيًا”، فقلت: “ما شأنك”؟ فقال: “أخاف أن أكون في الكتاب شقيًّا”.

ولما حضَرَتْ عامرَ بنَ عبدِ القيسِ الوفاةُ بكى فقيل له ما يُبكيك قال: “ما أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا ولكن أبكي على ما يفوتني من ظمأ الهواجر وعلى قيام الليل في الشتاء” وقال جعفر بن سليمان رحمه الله: “دخلنا على أبي التياح نعوده، فقال: “والله إن كان ينبغي للمسلم اليوم لما يرى من التهاون في الناس بأمر الله أن يزيده ذاك جداً واجتهاداً، ثم بكى”.

وأبان الشيخ فيصل غزاوي أن مِنَ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ أَنْ يُحْسِنَ الْعَبْدُ الظَّنَّ بِاللهِ وَيَثِقَ بِأَقْدَارِهِ، وَأَنْ يَأْمَلَ فِي رَحْمَتهِ وَأَلْطَافِهِ، وكلما قوي طمعُ العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضَرُورَتِه قَوِيت عبوديتُه له، وحُرِّيَّتُه مِمَّا سِواه.

ولفت النظر إلى أن من الأحوال التي تتجلى فيها لدى العبد حقيقةُ عبوديته لربه ودلائلُ صدق إيمانه ما يبتليه الله به من المصائب والابتلاءات قال ابن القيم رحمه الله: ” فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتل العبد ليهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته، فإن لله تعالى على العبد عبودية في الضراء، كما له عليه عبودية في السراء، وإن له عليه عبودية فيما يكره، كما له عليه عبودية فيما يحب، وأكثر الخلق إنما يعطون العبودية فيما يحبون، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره”،.

وأوصى فضيلته المسلمين بالصبر الجميل عند الشدائد والمحن، وأن يحذروا التسخط والجزع والاعتراض على أقدار الله، ولا يكونوا ممن إذا أصابتهم مصيبة يئسوا وفقدوا الأمل وقعدوا عن العمل وأصبحوا لا هم لهم إلا ما شغل بالهم، وغيّر حالهم، مع أنهم لو تفكروا ونظروا إلى الدنيا بعين البصيرة وأنها بُلغة فانية، ومُتعة زائلة لم يفرحوا فيها بموجود ولم يحزنوا لمفقود، وليعتبروا بحال أولي النهى والبصائر في الدين، الذين حققوا العبودية لرب العالمين وبادروا آجالهم بأعمالهم، وابتاعوا ما يبقى لهم بما يزول عنهم.

قال الحسن البصري رحمه الله: “أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانُوا لاَ يَفْرَحُونَ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَوْهُ وَلاَ يَأْسُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا فَاتَهُمْ.

” وقال ” الموحد العابد لربه في شرف وكرامة، قد علق قلبه بالله واستكان له، وإن فاته من دنياه ما يَطيب لمبتغي الحياة، إلا أنه في عزة ورفعة في دينه ودنياه،.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية صلى الله علیه وسلم المسجد الحرام الله تعالى فیصل غزاوی رحمه الله

إقرأ أيضاً:

يا سيادة القائد العام البرهان ومساعديك وحاخامات الكيزان، تذكروا مواقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وكل هؤلاء خصمائكم

يا سيادة القائد العام البرهان ومساعديك وحاخامات الكيزان، تذكروا مواقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وكل هؤلاء خصمائكم

اوهاج م. صالح

قال الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة، الآية (49):
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) صدق الله العظيم.
اطرح هذه الأسئلة للمذكوين اعلاه لأقول لهم فيها كيف يكون موقفكم يوم القيامة وكل المذكورين ادناه خصمائكم:
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم اكثر من 25 مليون شخص يتضورون جوعاً بسبب حربكم التي اشعلتموها ولا تزالون تصرون على استمرارها وان بلغت مائة عام؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم اكثر من مليوني شخص قتلتموهم في حروبكم العبثية طيلة فترة حكمكم المشؤوم؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم جميع موظفي القطاع العام والخاص وعمال وعاملات اليومية الذين حرمتموهم من رواتبهم وكسب رزقهم اليومي القليل بعرق جبينهم؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم المواشي التي قتلتموها بالقصف الجوي في سوق قندهار ودارفور وغيرها بدواعي انها ملك لحواضن الدعم السريع؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم اكثر من خمسة مليون طالب وطالبة حرمتموهم من حقهم في التعليم بسبب حربكم العبثية؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم اكثر من 25 مليون شخص كانوا آمنين في بيوتهم فأفزعتموهم وشردتموهم في بقاع الأرض داخل وخارج وطنهم وهم يتجرعون الذل والمهانة والجوع والخوف وإنعدام الأمن؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم ناس ادروب في الميناء وهم ينزلون الإغاثة على ظهورهم ويدخلونها لكم في مخازنكم المكتظة بجميع صنوف الماكولات والمشروبات المجانية وانتم تبيعونها في السوق وهؤلاء المساكين واهلهم ينامون وبطونهم خاوية؟ (كيلو العدس في بورتسودان ب 6الف جنية الآن).
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم الملايين من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم مئات الآلاف من الذين ماتوا بسبب الجوع ولم تطعموهم ومنعتم عنهم الإغاثة التي وصلتكم من الخيرين ، بل ومنعتم التكايا التي كانت تطعمهم، وكذلك لم تتركوهم يكسبون عيشهم بعرق جبينهم وهم في أمان من القصف الممنهج؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم اكثر من 40 مليون سوداني دمرتم بنيتهم التحتية ومنازلهم ومصانعهم وتجارتهم وجميع مصادر ارزاقهم؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم اكثر من 40 مليون شخص منعتم عنهم الإغاثة التي وصلتهم من الخيرين وبعتوها في السوق لأجل شراء سلاح فتاك وقتلهم به؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم جميع الآرامل واليتامي الذين تسببتم في ترميلهن ويتمهم؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم آلاف الأبرياء الذين قتلتموهم فقط بجريرة انهم ينتمون الى القبائل التي تقف مع الدعم السريع؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم الآلاف من المغتصبات واللائي حملهن و انجبن ابناء نتيجة هذه الأغتصابات؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم الملايين الذين سرقت سياراتهم وبضاعتهم ومقتنياتهم، بسبب حربكم العبثية؟
• كيف يكون موقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وخصمائكم الآلاف من الناس الذين اصيبوا بعاهات دائمة جراء حربكم العبثية هذه؟
اكتفي بهذا القدر القليل من الخصوم الذين لا حصر لهم والذين جميعهم سيكونون خصمائكم يوم القيام، لأذكركم ببعض الأحاديث والآيات الكريمة عسى ولعلها تحرك فيكم ذرة احساس. والى الأحاديث والآيات الكريمة:
الحديث صحيح، الذى رواه عدد من الصحابة وبصيغ مختلفة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ. أو (دَخَلَتِ امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ حَبَسَتْها ، فلا هي أَطْعَمَتْها ، ولا هي تَرَكَتْها تأكلُ من خَشَاشِ الأرضِ).
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (بينما بغي من بغايا بني إسرائيل تمشي، فمرت على بئر ماء فشربت، وبينما هي كذلك مر بها كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فعادت إلى بئر الماء؛ فملأت موقها، -أي: خفها- ماءً، فسقت الكلب فغفر الله لها).
عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ) رواه مسلم).

قال تعالى( مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾

طبعاً هذا الكلام موجه ايضا للدعم السريع وقادته ولكن بصفة خاصة موجه للسيد البرهان ومساعديه الذين يمثلون حكومة الأمر الواقع وحاخامات الكيزان الذين يوجهونهم، فهم يتحملون الوزر الأكبر من افرازات هذه الحرب التي بمقدورهم ايقافها عبر المفاوضات وبالتالي ايقاف هذا النزيف المنهمر من الإنتهاكات التي لا حصر لها.

آمل ان اكون قَد أَسمَعتَ هؤلاء وان تبعث فيهم مخاطبتي ومناداتي هذه حياة.

اوهاج م صالح

awhaj191216@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • أكثر من 5 ملايين مصل يؤدون الصلوات في المسجد النبوي الأسبوع الماضي
  • ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟.. أحمد عمر هاشم يُجيب (فيديو)
  • خالد الجندي يفتح النار على أستاذ تحليل “سرقة الكهرباء”.. فيديو
  • أمين الفتوى: الاحتفال بالمولد النبوي يعكس التعظيم والتقدير لشخصية النبي الكريم
  • الأزهر يحسم الجدل بشأن شراء وتناول حلوى المولد النبوي الشريف
  • أمين الفتوى: لا خلاف بين المسلمين على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
  • أمين الفتوى: الاحتفال بالمولد النبوي أمر مشروع ومتفق عليه بين المسلمين
  • استفزازاً لمشاعر المسلمين.. قُطعان الصهاينة يُصعِدون من اقتحاماتهم للأقصى المبارك
  • يا سيادة القائد العام البرهان ومساعديك وحاخامات الكيزان، تذكروا مواقفكم يوم القيامة وانتم تقفون امام الله وكل هؤلاء خصمائكم
  • "الأرصاد": أمطار خفيفة إلى غزيرة على منطقتي نجران وعسير