في لحظة فارقة من مسيرتها السياسية، ألقت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، خطاب قبول ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، مستعرضة رؤيتها لقيادة البلاد، وموقفها من القضايا الداخلية والخارجية التي تهم الأميركيين. 

وفي سعيها لكسب ثقة الناخبين، قدمت هاريس نفسها كزعيمة قادرة على توحيد الأمة، متعهدة بمستقبل أفضل لأميركا، ووجهت في الوقت ذاته انتقادات حادة لمنافسها الجمهوري، دونالد ترامب، في خطاب أثار ردود فعل  وتحليلات متباينة من قبل وسائل إعلام أميركية.

"مرافعة المدعية السابقة"

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن هاريس وظفت خطاب قبول ترشيح الحزب الديمقراطي لها للرئاسة والذي يعد الأهم في مسارها السياسي لتقدم نفسها كممثلة للطبقة الوسطى الأميركية وكقناة لتوجيه البلاد بعيدا عن الأسلوب السياسي الصدامي الذي يتبناه دونالد ترامب.

وتقول الصحيفة، إن هاريس وجهت نقدا لاذعا للرئيس السابق مع تأكيدها على أهمية العمل المشترك بين الحزبين والقيم الوطنية خلال خطابها، في مسعى منها لمواجهة محاولات ترامب وحلفائه لوصمها بالتطرف أو اعتبارها غريبة عن المجتمع الأميركي.

وتناولت هاريس في كلمتها مجموعة واسعة من المواضيع بما فيها القضايا الداخلية وصولاً إلى التحديات الدولية، وركزت تحديدا على وعود بتعزيز الطبقة الوسطى، وقضية الإجهاض، وإصلاح نظام الهجرة، كما تطرقت إلى قضايا السياسة الخارجية، بما في ذلك الحرب في غزة والعلاقات مع حلف الناتو وأوكرانيا. 

وأوضحت "نيويورك تايمز"، أن نائبة الرئيس استخدمت خطابها لتقديم نفسها كـ"زعيمة براغماتية" يمكنها توحيد جميع الأميركيين وراء "طريق جديد للمضي قدما".

واعتبر المصدر ذاته، أنه بـ"صوت ثابت ونظرة مباشرة، قدمت هاريس، المدعية العامة السابقة، أطول وأكثر قضية جدية ضد ترامب كمرشح رئاسي".

في السياق ذاته، اعتبر موقع "أكسيوس"، أن المدعية العامة السابقة، قدمت مرافعة قوية لإقناع الناخبين بعدم منح الرئيس السابق ترامب فترة رئاسية ثانية،  إذ وجهت له وللجمهوريين انتقادات حادة مركزة بشكل خاص على موقفهم من قضية الإجهاض.

ووفقا للمصدر ذاته، دعت هاريس في هذه اللحظة الفارقة من حياتها السياسية إلى الوحدة الوطنية، ومن جهة أخرى، تناولت بصراحة وجرأة القضايا السياسية الحساسة التي ظهرت كنقاط ضعف محتملة في حملتها، وفي مقدمتها السياسة الخارجية وقضايا الهجرة.

بعد قبولها الترشيح.. هاريس تهاجم ترامب وتعد بمستقبل أفضل لأميركا قبلت، كامالا هاريس، ترشيح الحزب الديمقراطي لها في مؤتمر الحزب في شيكاغو، الخميس، ما يجعلها المرشحة الديمقراطية الرسمية لخوض الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر. 

بدورها، اعتبرت شبكة "سي أن أن"، أن هاريس توجت "واحدا من أكثر الشهور استثنائية في التاريخ السياسي الحديث"، مساء الخميس، بخطاب حشدت فيه الديمقراطيين بشأن مواضيع وطنية، وصورت دونالد ترامب كعدو للمبادئ الأميركية التقليدية.

وأوردت الشبكة، أن هاريس "لبّت التوقعات" التي علقها عليها كثير من الديمقراطيين، منذ إطلاق حملتها الرئاسية الأولى قبل خمس سنوات، وحين اختارها جو بايدن شريكة له في الترشح عام 2020.

"قصتي هي قصتكم" 

من جهته، ذهب تحليل لموقع "بوليتيكو" بعنوان "ما كانت كامالا هاريس تقوله حقا في خطابها أمام المؤتمر"، إلى أن خطاب المرشحة الديمقراطية حمل رسائل ضمنية أو ومعاني أعمق.

ويوضح التحليل، أن "ما فعلته هاريس في خطاب قبولها، كان أن روت قصتها وأوضحت أنها تقع تماما ضمن التيار الأميركي السائد"، مضيفا أن "ما أخبرت به الجمهور كان في جوهره، أنا لست مختلفة عنكم، أنحدر من نفس الجذور التي تنحدرون منها، حياتي تشبه حياتكم".

واعتبر المصدر ذاته، أن خطابها جاء بنفس الصياغة التي حملتها خطابات ثلاثة مرشحين سابقين مختلفين تماما (جورج بوش الأب، وبيل كلينتون ثم باراك أوباما) الذين تطرقوا أيضا إلى أهمية العائلة والتغلب على المصاعب، وجميعهم فازوا بالرئاسة في النهاية.

وذكر الموقع، أن الهدف من خطابات الرؤساء المذكورين، كان "سياسيا بشكل أساسي"، لكن ليس بتقديم قائمة من السياسات والبرامج، بل بتوصيل رسالة أكثر عمقا للناخبين: هذه هويتي، هذا هو أصلي، وفي النواحي المهمة، قصتي هي قصتكم".

وهذه هي نفس الرسالة التي قدمتها كامالا هاريس، الخميس. وبدأت بها منذ اللحظات الأولى لخطابها، حيث روت قصة رحلة والدتها من الهند. وصفت نشأتها في حي عمالي، مؤكدة على انتمائها للطبقة الوسطى.

وقالت هاريس: "نعلم أن الطبقة الوسطى القوية كانت دائما حاسمة لنجاح أميركا. وبناء هذه الطبقة الوسطى سيكون هدفا محوريا لرئاستي. هذا أمر شخصي بالنسبة لي. الطبقة الوسطى هي أصلي."

"إثارة الخوف"

من جهته، سلط موقع شبكة "فوكس نيوز"، الضوء على خطاب هاريس، مشيرا إلى أنها ركزت على مهاجمة وانتقاد ترامب، في وقت تتعهد فيه بأن تكون "رئيسة لجميع الأميركيين".

ونقل تقرير فوكس نيوز، مجموعة من الانتقادات التي وجهها ترامب لمنافسته وخطابها الذي صرح أنه لم يركز  على القضايا الهامة، قائلا: "الكثير من الحديث عن الطفولة، علينا أن نتطرق إلى الحدود والتضخم والجريمة!".

وانتقد ترامب أيضا عدم القيام بأي شيء خلال فترة نيابتها للرئاسة، قائلا "لماذا لم تفعل شيئا حيال الأمور التي تشكو منها؟".

ووصف الرئيس السابق خطاب هاريس بأنه تضمن "الكثير من الشكوى"، دون الحديث عن "الصين والجريمة والفقر ومشاكل الإسكان"، لافتا كذلك إلى ضعف أمن الحدود خلال فترة إدارتها، قائلا: "لقد ترأست أضعف حدود في تاريخ بلادنا."

بدوره، أفاد موقع "نيوزويك"، بأنه بعد أن وصف الديمقراطيون مؤتمرهم في شيكاغو بأنه "احتفال مفعم بالبهجة"، لجأت مرشحة الحزب الرئاسية، إلى استراتيجية راسخة منذ القدم في عالم السياسة، متمثلة في: إثارة الخوف".

وذكر الموقع، أن هاريس قبلت ترشيح حزبها للرئاسة، بمواجهة الخطر الماثل فيما وصفه الموقع "بالفزاعة على الجانب الآخر"، في إشارة إلى مغالاتها في تصوير التهديد الذي يمثله ترامب.

وتطرق الموقع أيضا إلى أن المرشحة الديمقراطية ربطت ترامب مرة أخرى بـ"مشروع 2025"، والذي تبرأ منه وندد به الرئيس السابق مرارا باعتباره "متطرفا".

واعتبر المصدر ذاته، أن هاريس "أعادت فتح ملف" أحداث 6 يناير، مما يوحي إلى أنها تستغل أحداثا سابقة لإثارة المخاوف.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الطبقة الوسطى کامالا هاریس أن هاریس إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير لغة جسد يكشف مفاجأة عن مناظرة ترامب وهاريس.. لماذا شعر الرئيس السابق بالتوتر؟

اتجهت أنظار العالم نحو مناظرة المرشحين للانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب وكامالا هاريس، والتي أقيمت في تمام الساعة 4 فجرًا بتوقيت القاهرة، والتاسعة مساءً بالتوقيت المحلي للولايات المتحدة، واستضافتها منصة «ABC NEWS» الأمريكية.

دارت العديد من النقاشات بين دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، وكامالا هاريس مرشحة الحزب الديموقراطي، وظهر عليهما بعض العلامات، التي يفسرها خبير لغة الجسد محمد حسن، خلال حديثه لـ«الوطن».

يوضح «حسن»، أنه في بداية المناظرة بدت كامالا هاريس متوترة على عكس دونالد ترامب الأكثر هدوءً بحكم خبرته في خوض مناظرات مشابهة من قبل، لكن سرعان ما نجحت «هاريس» في قلب الطاولة، وجعلت «ترامب» يشعر بالتوتر.

متى شعر ترامب بالتوتر؟

وبحسب حديث «حسن»: «هاريس نجحت إنها توتر ترامب، وده لما أغلق عينيه الاتنين وابتسم ابتسامة عدوانية، وحصل بروز للفك واتضايق من كلام هاريس، وعمل إشارة بتعبر عن التحفظ، ضم الشفتين مع إغلاق العينين، لما هاريس قالت لا أتخيل ما يفعله ترامب دون حواجز أمان، وتعمدت إنها تكرر الجملة دي وتصدر الصورة دي عن ترامب».

حقيقة يخفيها «ترامب» في نيته

وذكرت «هاريس» في المناظرة، أن «ترامب» سيستخدم وزارة العدل كسلاح ضد أعدائه السياسين، ما جعل هناك ابتسامة تظهر عليه، توضح أن مرشحة الحزب الديموقراطي قالت الحقيقة، التي يخبئها «ترامب» في نيته، وفقا لحديث خبير لغة الجسد.

تحدث دونالد ترامب خلال المناظرة عن فوزه بمعظم المحاكمات الجنائية، ما جعل «هاريس» يظهر عليها علامات الاستغراب التي تشير لعدم اقتناعها.

هل كامالا هاريس تكره إسرائيل؟

يرى «حسن»، أن كاملا هاريس هربت من الحديث في بعض الأحيان، عندما تحدث دونالد ترامب عن إيران، مضيفًا: «لما ترامب قال إيران كانت مفلسة في عهدي، ظهر على هاريس إشارة إنها بتهرب من الكلام، وترامب قال عن هاريس إنها بتكره اسرائيل ورفضت مقابلة نتنياهو، وهاريس حركت رأسها يمين وشمال وده رفض واضح لكلامه».

مقالات مشابهة

  • كامالا هاريس عبر أكس: سأكون رئيسة للأمريكيين
  • عضو بالحزب الجمهوري لـ"24": أداء هاريس فاجأ ترامب
  • ترامب يتهم المنظمين بالتحيز في المناظرة مع هاريس
  • خبير لغة جسد يكشف مفاجأة عن مناظرة ترامب وهاريس.. لماذا شعر الرئيس السابق بالتوتر؟
  • صدى مواقع التواصل بعد المناظرة التاريخية بين هاريس وترامب
  • عضو الحزب الديمقراطي لـ«الوطن»: هاريس دمَّرت ترامب خلال المناظرة
  • هاريس: كان علينا تنظيف "الفوضى" التي خلّفها ترامب
  • هاريس: أنا من الطبقة الوسطى وأسعى لخفض الضرائب
  • منصة المناظرة.. ما المسافة التي تفصل بين ترامب وهاريس؟
  • وزارة التجهيز تكشف عن الطرق التي تم إعادة فتحها بعد الفيضانات والأمطار الغزيرة