دمشق-سانا

اقتطفت الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله باقة من بستان الثنائيات الغنائية التي فاح شذاها، العالم العربي واتخذت خطاً موسيقياً فريداً لتطرب بها أجمل الأصوات السورية الشابة جمهور دار الأسد للثقافة والفنون.

وتضمن برنامج الأمسية التي احتضنها مسرح الأوبرا، أجمل الأغاني العالقة بذاكرة المتلقي العربي ومازال يرددها حتى اليوم فكانت “يد النعيم اللي أنت فيه يا قلبي” لمحمد عبد الوهاب وليلى مراد بصوت سيلفي سليمان وبلال الجندي.

وبصوتيهما الرخيمين أدى كل من سناء بركات وروجيه لحام أغنية “بلغي كل مواعيدي” لملحم بركات وجورجيت الصايغ وكذلك شارك بركات قتيبة عليوي في غناء “واك ياجدي” للسيدة فيروز ونصري شمس الدين.

أما الرائعة التي أطربت الوطن العربي على صوت فريد الأطرش وشادية “يا سلام على حبي وحبك” أضفى عليها فادي زرقا وسيلفانا دياب طابعاً شبابياً مميزاً، وأدى أغنية “حاجة غريبة” للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وشادية بصوت عبد الملك إسماعيل وديانا سعيد.

وحضر الموشح الأندلسي” بروحي تلك الأرض” لوديع الصافي وفيروز بصوت مايا زين الدين ورماح شلغين.

أما هبة فاهمة ومجدي أبو صفور أبدعا بأداء أغنية المحكمة التي عرفها الجمهور بصوت كاظم الساهر وأسماء المنور.

وفي تصريح لسانا أشار المايسترو فتح الله إلى أن الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية تسترجع من خلال الأمسية باقة من الأعمال الغنائية الثنائية التي تميزت في المكتبة الغنائية العربية لا سيما أن كل صوت من أصوات عمالقة الفن الجميل كان قيمة مضافة، لكن انسجام الأصوات مع بعضها كثنائيات جعل لها أثراً مضاعفاً، ما رسخها في ذاكرة الجمهور.

ولفت المايسترو  فتح الله إلى أن النمط الغنائي كثنائيات بات نادراً جداً ويرى أنه من الضروري تعريف الجمهور به في موسيقانا العربية، إلا أن الهدف الأساسي منه تقديم فرصة لأصوات مغنيين أكاديمين شباب من طلبة وخريجي المعهد العالي للموسيقا وتقدم موهبتها ومخزونها الموسيقي على خشبات المسارح السورية.

أما أعمال الدوين والإعداد الموسيقي حمل بصمات فريق الفرقة الوطنية للموسيقا العربية وهم جورج موسى ومهدي المهدي وسيف درويش حيث ينطوي ضمنها أهدافها في توثيق وإعادة إحياء التراث الموسيقي العربي عموماً والسوري على وجه الخصوص، واحتضان مواهب الشباب السوري الذي يسعى لصقلها أكاديمياً.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

جدل العربية في اسم سوريا.. ماذا تعرف عن أسماء الدولة السورية خلال مئة عام؟

شهدت سوريا تغييرات عديدة في اسمها الرسمي تبعا للتطورات السياسية التي مرت بها خلال المئة عام الأخير بدء من "الجمهورية السورية" إلى "الجمهورية العربية المتحدة” وصولا إلى "الجمهورية العربية السورية.

ويعكس كل تغيير جرى على اسم البلاد التي تحظى بأهمية جيوسياسية عالية بسبب موقعها الجغرافي، التحولات الكبرى التي شهدتها سوريا منذ الاستقلال وحتى اليوم.

وشهدت الأوساط السورية مؤخرا جدلا بشأن اسم سوريا بعد سقوط النظام المخلوع وانتهاء حقبة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي استمرت لأكثر من 6 عقود.


وانطلق الجدل من حديث الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان والذي عقد في أنقرة قبل أيام، حيث ذكر الشرع "الجمهورية السورية" خلال قراءته كلمة مكتوبة بدلا عن الاسم المقر رسميا وهو "الجمهورية العربية السورية".

ويفتح باب الجدل المثار حول الإبقاء على "العربية" في اسم سوريا أو إلغائها تساؤلات حول المحطات التي جرى بها تغيير اسم الدولة السورية، وتاليا نستعرض أبرز المعلومات حول هذه المراحل:


المملكة السورية العربية (1920)
أعلن في 8 آذار /مارس عام 1920 عن قيام "المملكة السورية العربية" بقيادة الملك فيصل بن الحسين بعد إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية، التي شملت بلاد الشام الكبرى. وتبنت المملكة نظاما ملكيا دستوريا نص على الاسم الأول لسوريا بعد انهيار الدولة العثمانية.

سعت المملكة لتشكيل حكومة وطنية، كما عملت على بناء جيش وطني بقيادة يوسف العظمة، بهدف الدفاع عن الاستقلال. لكن سرعان ما واجهت المملكة تهديدات دولية، خاصة من فرنسا، التي أنهت المملكة بعد دخول قواتها إلى سوريا عقب معركة ميسلون في 27 تموز /يوليو عام 1920.

الجمهورية السورية (1946 - 1958)
بعد استقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي في 17نيسان /أبريل 1946، اتخذت البلاد اسم "الجمهورية السورية"، وهو الاسم الذي ظهر في أول دستور لها بعد الاستقلال. كان ذلك جزءا من بناء هوية وطنية لسوريا كدولة مستقلة ذات سيادة، مع الحفاظ على طموحات الوحدة العربية التي كانت شائعة آنذاك.

لكن هذه الفترة لم تخلُ من الاضطرابات السياسية، إذ شهدت سوريا سلسلة من الانقلابات العسكرية بدءا من انقلاب حسني الزعيم عام 1949، مرورا بحكم أديب الشيشكلي (1951-1954)، ثم العودة إلى الحكم المدني الذي قاده شكري القوتلي.

الجمهورية العربية المتحدة (1958 - 1961)
مع تصاعد التيارات القومية في العالم العربي، سعت سوريا إلى تحقيق حلم الوحدة العربية. وفي 1 شباط /فبراير عام 1958، تم الإعلان عن اندماج سوريا ومصر في دولة واحدة تحت قيادة الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر، وأُطلق عليها اسم "الجمهورية العربية المتحدة".

وبموجب هذا الاتحاد، تم إلغاء اسم "الجمهورية السورية" واستبداله باسم الدولة الجديدة. كما تم حل الأحزاب السياسية، وفرض نظام حكم مركزي من القاهرة، ما أدى لاحقا إلى استياء العديد من السياسيين والعسكريين السوريين.

الجمهورية العربية السورية (1961 - حتى اليوم)
لم تدم الوحدة طويلا، إذ وقع انقلاب عسكري 28 أيلول /سبتمبر عام 1961 في دمشق، أدى إلى انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة. وبعد الانفصال، أعلنت القيادة السياسية الجديدة تغيير اسم البلاد رسميا إلى "الجمهورية العربية السورية"، في إشارة إلى تمسكها بالهوية العربية رغم الانفصال عن مصر.


ومنذ ذلك الحين، استمر هذا الاسم دون تغيير، سواء خلال حكم حزب البعث الذي استلم السلطة في 1963، أو في ظل دساتير لاحقة مثل الدستور الذي أقر في عهد حافظ الأسد 1973 أو دستور 2012 الذي أقر في عهد المخلوع بشار الأسد.

بعد سقوط نظام الأسد
منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم، عكس اسم سوريا التحولات السياسية الكبرى التي مرت بها البلاد. ورغم كل التغيرات التي شهدتها المنطقة، ظل اسم "الجمهورية العربية السورية" ثابتا منذ عام 1961.

ومع التطور التاريخي الذي شهدته سوريا بإنهاء حقبة البعث وإسقاط حكم عائلة الأسد الذي استمر لما يزيد عن نصف قرن، يعود الحديث عن اسم سوريا من جديد إلى الواجهة وسط فريقين يرى أولهما ضرورة إلغاء كلمة "العربية" للتعبير عن كافة مكونات المجتمع السوري في حين يرى الفريق الثاني ضرورة الإبقاء عليها أسوة في العديد من البلدان في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • نور الدمرداش ومحسن سرحان.. ذكرى مشتركة لرحيل نجوم زمن الفن الجميل
  • جدل العربية في اسم سوريا.. ماذا تعرف عن أسماء الدولة السورية خلال مئة عام؟
  • رئيس البرلمان العربي يضع إكليلًا من الزهور على قبر الجندي المجهول في موسكو
  • "ألكسو" تختار يحيى الفخراني رمزاً للثقافة العربية
  • أمسية روحانية للإنشاد بمعهد الموسيقى العربية.. الليلة
  • أمسية روحانية للإنشاد بمعهد الموسيقى العربية
  • في ذكرى ميلاده.. ما الكلمة التي جعلت فارق الفيشاوي يتخلى عن حلمه؟
  • في آخر يوم لمعرض الكتاب.. عروض عربية تجذب الزوار
  • نجوى كرم تستعد لحفل في أمستردام وتحضر مفاجآت لجمهورها
  • من تكون الشابة السورية التي رافقت الشرع خلال زيارته إلى السعودية؟