الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يحذر من التدمير الممنهج للمنظومة الصحية في غزة
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
حذر مدير المكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان محمد المغبط، من التدمير الإسرائيلي الممنهج للمنظومة الصحية في قطاع غزة، مؤكدا تفاقم الوضع الإنساني جراء تعمد الاحتلال تعطيل العمل داخل المستشفيات واستهدافها بشكل مستمر وعرقلة إدخال المستلزمات الطبية والأدوية إلى القطاع.
وحمل المغبط - في تصريح خاص لقناة «القاهرة الإخبارية» اليوم الجمعة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن انتشار الأمراض والأوبئة وخروج الوضع الصحي عن السيطرة مع استمرار العدوان و الاستهداف الممنهج لجميع المستشفيات في غزة.
واستنكر المسؤول الحقوقي بشدة وقوف بعض الدول ـ لم يسميها ـ بجانب إسرائيل وتزويدها بالذخائر والسلاح لارتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني دون رقيب أو حسيب، مما يجعلها قادرة على الاستمرار في العدوان وتجاهل جميع القرارات الصادرة من المجتمع الدولي.
وطالب المغبط بضرورة تسليم معبر رفح البري إلى السلطات الفلسطينية من جديد وإنهاء الحصار الإسرائيلي عليه للسماح بإدخال المواد الغذائية والأدوية التي تتعسف سلطات الاحتلال بإدخالها من المعابر الأخرى مع القطاع وبالتالي تعجز جميع المنظمات الإنسانية والمستشفيات في تقديم أي خدمة لأهالي غزة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع على كافة المستويات.
وحول اللقاحات التي تنوي الوكالة الأممية "الأونروا" تطعيم أطفال غزة بها نهاية الشهر الجاري جراء تفشي فيروس شلل الاطفال في جميع مناطق القطاع.. توقع المغبط إمكانية عرقلة قوات الاحتلال إدخال هذه اللقاحات وتطعيم أطفال غزة بها في إطار حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وعلى خلفية المخطط الإسرائيلي منذ بداية الحرب لتصفية "الأونروا" جراء دعمها المتواصل لأهالي غزة.
ودعا المسؤول الحقوقي الدول التي تعرقل إجراءات المحكمة الجنائية الدولية إلى التوقف عن ذلك والسماح بالنظر لطلبات المدعي العام التي يتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سياق أحداث السابع من أكتوبر والحرب على غزة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة إلزام المجتمع الدولي للاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ جميع القرارت الدولية الصادرة بشأن غزة.
اقرأ أيضاًفؤاد عودة: جدري القرود المنتشر مؤخرا أخطر مما كان عليه في 2022
الملكة رانيا تأسر القلوب بعد احتضانها حفيدتها الأميرة إيمان (صورة)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قطاع غزة مدير المكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي
إقرأ أيضاً:
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: احترام حقوق الإنسان تسهم في بناء الكيان
بداية نذعن بأن دستور بلادنا أكد بشكل صريح على احترام حقوق الإنسان في مادته (93)، والتي نصت على أن (تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تصدق عليها مصر، وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقاً للأوضاع المقررة)، وتفعيلًا وإعمالًا لما جاءت به الفقرة من بيان وإلزام شاركت الدولة عبر مؤسساتها المعنية في تطوير القانون الدولي لحقوق الإنسان.
ومن منطلق الإيمان بأن بناء الإنسان يقوم على غرس قيم الكرامة والعزة وتعضيد الهوية، وتعظيم مقومات الوطنية، والحفاظ على النفس والذات من كل ما قد يؤثر سلبًا على وجدان الفرد ويؤدي إلى إحباطه؛ فمن يمتلك حقوقه يصبح قادرًا على العطاء والتنمية وتقديم كل ما يمتلك من خبرات لرفعة ونهضة وطنه؛ لذا شاركت الدولة في صياغة الإعلان العالمي والعهدين الدوليين لحقوق الإنسان، وجميع المشاورات والأعمال التحضيرية لصياغة الاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان.
والاهتمام بملف حقوق الإنسان لم يقتصر على المؤسسات المعنية به فقط على أرض الوطن، بل كان اهتمام الرئيس بنفسه؛ حيث يتابع سيادته عن كثب ما يتم وما تم من جهود من أجل العمل الجاد والممنهج الذي يمتخض عن نتائج ملموسة تسهم في تعزيز واحترام الإنسان المصري، كما أكد سيادته بصورة واضحة على أهمية تنفيذ ما جاء بالاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
وتعالوا بنا نطالع أحوال من سلبت منهم حقوقهم وهدمت مقومات الحرية في بلادهم؛ فصاروا في حالة يرثى لها، من حيث الثبات والاستقرار، وأصبحت التنمية في سقوط تلو سقوط، وهذا أمر طبيعي لمن أحبطت معنوياته، وأهدرت طاقاته، وشعر بأنه بات غربيًا في بلاده وتحت سماء وطنه؛ ومن ثم لا يراعي مسئولياته ولا يعبأ ببناء وطنه، ولا يحرص على استقراره ونهضته.
إننا نعيش على أرض الحرية المسئولية والبناء المستدام ونعبر أنفاق التحدي ونتفوق على مخططات المغرضين ونسير دون توقف أو التفات للخلف لما يقال ويكاد؛ فلدينا مسيرة محفوفة بالأمل ومدعومة بالإصرار والتحدي، نسابق الزمن من أجل بلوغ الغاية ورفع الراية والازدهار والوصول للريادة والتنافسية التي تؤكد بالحق مكانتنا وتعيد أمجاد التاريخ العريق الزاخر ببطولات وإنجازات يصعب حصرها.
إن جمهوريتنا الجديدة ماضية نحو النهضة بإنسان قادر على العمل والعطاء والتحدي؛ لديه مقومات البناء والرغبة في الإعمار، يعي أن مصلحة الوطن العليا مقدمة فوق الجميع، ويتمتع بديمقراطية الاختيار وبقيم المواطنة التي تحثه على الولاء والانتماء وتوجه حريته لما يخدم تماسك النسيج ويمنع كل محاولات التفكيك والنيل من لحمة هذا المجتمع الأصيل؛ فجميع المصريين أمام القانون والتشريع سواء بلا تمييز ولا تفريد.
ونحن على توافق بأن مصر دولة مؤسسات؛ حيث تمنح الفرد حرية التقاضي، وحرية المطالبة بكافة حقوقه المشروعة، ولا تمنعه من كل ما أقره الدستور، وفسرته التشريعات؛ فهناك السلطة القضائية، التي يصفها القاصي والداني، بالنزاهة والشفافية، ويوسمها الجميع بالاستقلالية؛ حيث إن قدرتها على إنفاذ القانون غير محدودة أو مغلولة؛ ومن ثم فهي الضامن لحقوق الإنسان؛ فعبر أحكامها المستقلة تقطع الشك باليقين.
إن ما نتطلع إليه عبر بوابة حقوق الإنسان أن تسهم في بناء الكيان؛ فمن خلال الحرية المسئولة والتعبير المنضبط بالقنوات المشروعة وحرية الإعلام وفق مدونة السلوك المهني التي يعمل في ضوئها نؤكد على أمر جلل؛ ألا وهو مراعاة قيمنا وأعرافنا وأخلاقنا الحميدة التي تربينا عليها، ووعينا تجاه ما يكال ويكاد لنا لنقطع في براثن النزاع والصراع.
نحن شعب يعشق الأمن والاستقرار ويرغب في النهضة والإعمار، ويسعى إلى تعضيد البيئة الآمنة التي من خلالها يقوم بواجباته ويحيا حياة تملؤها الأمل والتفاؤل، كما إننا شعب تتمزق وجدانه إذا ما استشعر الخطر على وطنه ورأي بأم عينه من يحاول النيل منه أو من مقدراته أو المساس بترابه؛ فلا مكان ولا مكانة لنداءات ودعوات خبيثة تستهدف هتك النسيج وتفتيت الشمل؛ فكل مواطن مصري مخلص مقاتل من موقعه ومصطف خلف وطنه ومؤسساته دون مواربة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.