"فاتح 110".. لماذا تخشى إسرائيل صاروخ حزب الله؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
رصدت صحيفة "كلكلست" الإسرائيلية، قدرات صواريخ تنظيم حزب الله اللبناني، قائلة إنها تستطيع الوصول إلى كل ركن من أركان إسرائيل، وذات قدرات كبيرة.
وذكرت كلكلست أن حزب الله عدو خطير وماكر، ألقى بظلاله على إسرائيل منذ بداية الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مشيرة إلى أنه يملك مخزوناً ضخماً من الصواريخ التي يطلقها على المستوطنات الشمالية غير المحمية، ويمكن أن تصل أيضاً إلى عمق إسرائيل.
وقالت الصحيفة، إنه على عكس الصواريخ التي غالباً ما تُخطئ الهدف، تتمتع هذه الصواريخ بأنظمة تصحيح المسار، ورؤوس حربية كبيرة، واحتمالية ضررها هائلة، متسائلة: "ما هي فرص تحقيق ذلك؟ وما هي قدرات وقيود تلك الصواريخ، وهل هذا حقاً سلاح هجومي يغير قواعد اللعبة، أم أنه تهديد مبالغ فيه؟".
وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية عن صاروخ "فاتح 110" الباليستي التكتيكي، والذي يُعد مداه قصيراً، من 300 إلى 500 كيلومتر، لكنه لا يزال قادراً على الوصول من ميناء بيروت إلى إيلات.
مخاوف إسرائيلية من تولي حزب الله قيادة الجيش اللبنانيhttps://t.co/9GzgFpZPFK pic.twitter.com/KRlZdFwOsx
— 24.ae (@20fourMedia) August 20, 2024
جذور الصاروخ
وتعود جذور هذا الصاروخ إلى الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، عندما استخدمه صدام حسين ضد إيران، التي لم تكن تمتلك أي وسيلة للرد دون تعريض الطائرات المقاتلة للخطر، وفي تلك الأيام، كانت إيران معزولة عن العالم، وتواجه صعوبة كبيرة في الحصول على الطائرات، أو حتى قطع الغيار لها.
ولذلك في وقت لاحق، ظهرت وحدة في الحرس الثوري الإيراني هدفها الحصول على أسلحة استراتيجية بعيدة المدى، وقامت بشراء صواريخ سكود من كوريا الشمالية، الأمر الذي تسبب بمشكلة بسبب صعوبات تحريك قاذفة الصواريخ كبيرة الحجم مع الدبابات اللازمة لتزويد الصاروخ بالوقود قبل إطلاقه.
تطوير الصواريخ
وبدأت إيران بعد ذلك في عمليات التطوير لإيجاد البدائل، حيث قامت بإجراء هندسة عكسية لصواريخ "لونا" الروسية، وبناء قاعدة معرفة أولية، وبمرور الوقت تم تحسين المحركات والزعانف، وولدت عائلة "زلزال" من الصواريخ، وهي صواريخ بعيدة المدى من إنتاج محلي.
وبحسب الصحيفة، نضجت المعرفة المطلوبة عام 1995 وبدأ مشروع لتطوير دقة تلك الصواريخ، والذي نفذته إيران بالتعاون مع الحكومة السورية، وأخذ المهندسون الإيرانيون صاروخ زلزال 2 وزودوه بقذيفة جديدة أخف وزناً؛ وتم تحسين المحرك، كما حصل أيضاً على نظام توجيه ذاتي يقيس حركة السلاح، فيما يتعلق بالمسار الأمثل، ويحرك الدفة حسب الحاجة.
وكانت نتيجة كل ذلك، هي الوصول إلى صاروخ باليستي حقيقي، وصل مداه في الإصدارات الأولى إلى 200 كيلومتر، وزادت الدقة بشكل كبير، موضحة أن تلك الصواريخ وصلت إلى أيدي المسلحين في لبنان في وقت لاحق.
هل تراجع حزب الله عن مهاجمة تل أبيب؟https://t.co/CGrYSn6jfP
— 24.ae (@20fourMedia) August 22, 2024
استخدام فاتح 110
وتساءلت كلكلست عن السيناريو الذي يستخدم فيه حزب الله صاروخ فاتح لضرب مخبأ إسرائيلي مليء بالقنابل، موضحة أن وزنه عند الإطلاق حوالي 3500 كيلوغرام، ومعظم الجسم يحتوي على وقود، وما يصل في النهاية إلى الأرض أنبوب يزن حوالي 1200 كيلوغرام، يحتوي على نظام توجيه وقنبلة تتمتع بطاقة حركية كبيرة، لكن غلافها ليس قوياً بما يكفي لاختراق الدرع المخصص.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بين الصواريخ التي يمكن لحزب الله استخدامها ضد المنطقة الشمالية في إسرائيل، هي صواريخ متوسطة وطويلة المدى مثل صواريخ فجر، التي تعرف إسرائيل كيفية إسقاطها بشكل جيد، لأن إسرائيل كونت خبرة كبيرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
هدوء مخيف.. تل أبيب تتحسب لهجوم إيرانيhttps://t.co/CeJUAnXHNc pic.twitter.com/H0MkjHAANY
— 24.ae (@20fourMedia) August 16, 2024
صعوبة الاستخدام
وتشير الصحيفة إلى أنه بحال اختيار الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إطلاق الصاروخ من الأنفاق، فسوف تنكشف ويتم تدميرها، وحال إطلاقها من قاذفات منتشرة فسيكون من الصعب تركيز النار وإثقال كاهل أنظمة الدفاع في الجيش الإسرائيلي، حيث تحمل معظم القاذفات صاروخاً واحداً، وبعضها تحمل اثنين.
ولكن على الرغم من ذلك، إلا أن صاروخ فاتح 110 لا يزال سلاحاً خطيراً للغاية، لأن مدى تأثيره يصل إلى 30 متراً في منطقة مفتوحة، وعلى الرغم من أن فرص التأثير منخفضة إلا أنها موجودة، لأنه لا توجد حماية بنسبة 100%، ولذلك أوصت الصحيفة بالانصياع لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية، والتصرف بمسؤولية عند سماع الإنذار، والدخول إلى منطقة محمية مناسبة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الهجوم الإيراني على إسرائيل غزة وإسرائيل إسرائيل حزب الله لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
لماذا جعل الله نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث؟.. الإفتاء تحسم الجدل
أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الميراث في الشريعة الإسلامية ليس قائمًا على مبدأ المساواة بين الذكر والأنثى، بل على مبدأ العدالة التي تأخذ في اعتبارها المسئوليات والواجبات الشرعية، جاء ذلك في رده على تساؤل حول الفروقات في الميراث بين الولد والبنت، وهل يكون ذلك ظلمًا للبنت.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث تتحقق فقط في أربع مسائل شرعية فقط، وهي حالات معينة تتعلق بالأبناء والبنات، والأنساب من الأجداد والجدات، أما في باقي الحالات، فقد تكون الأنثى قد ترث مثل الرجل أو أكثر من الرجل، أو لا ترث أحيانًا حسب الحالة.
وقال: "الشرع الشريف عندما قسم الميراث، راعى مسئوليات الذكر والأنثى، فعلى سبيل المثال، الرجل عليه مسئوليات مالية أكبر، مثل نفقته على الزوجة والأبناء، بينما لا تُطالَب الأنثى بهذه المسئوليات، ولهذا كانت حصته في الميراث أكبر في بعض الحالات".
واستشهد بمثال توضيحي: "إذا كان لديَّ ولد وبنت، وأعطيت البنت 50 جنيهًا لتصرف على نفسها، بينما أعطيت الولد 100 جنيه لأنه مسئول عن أخته وينبغي أن ينفق عليها، فإن ذلك لا يعد ظلمًا، بل هو عدالة، لأن الشرع أوجب على الولد مسئوليات مالية أكبر".
وأكد الدكتور علي فخر أن العدالة الشرعية تقتضي أن يحصل الذكر على نصيب أكبر من الميراث في بعض الحالات، بسبب تكاليف الحياة التي يتوجب عليه تحملها، بينما تظل الأنثى غير مكلفة بهذه الأعباء، وهذا هو الفرق بين المساواة والعدالة في النظر إلى الميراث في الإسلام.
جدل بسبب المطالبة بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأةيذكر أن الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أثار جدلاً فقهياً بفتواه التي رأى فيها أنه لا يوجد نص قرآني يمنع المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.
وقال سعد الدين الهلالي، خلال حوار تلفزيوني، إن وظيفته هي البيان والتوضيح، مُستشهدًا بقول الله تعالى: «وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»، موضحًا أن الآية القرآنية التي تأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتبين للناس ما نزل إليهم.
واعتبر سعد الدين الهلالي، أن القرار في نهاية المطاف هو قرار شعبي وليس قراره أو قرار أي فرد آخر، مشيرًا إلى أن المطالبة بالمساواة في الميراث ليست ممنوعة بنص صريح في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة، خاصة بين المتساوين في درجة القرابة كالأخ والأخت.
وتابع: إن هذه المساواة قد تحققت بالفعل في تركيا منذ عام 1937، كما أنها موجودة جزئيًا في مصر في توريث المعاش بموجب القانون 148 لسنة 2019، حيث يتم توريثه للذكور والإناث على حد سواء، مشيرًا إلى الممارسات الواقعية في بعض الأسر المتراحمة التي تتقاسم التركة بالتساوي بالتراضي.
وفي تفسيره للآية القرآنية «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ»، طرح الدكتور سعد الدين الهلالي، معنيين مُحتملين: الأول هو وصية الله بتمييز الذكر، والثاني هو وصية الله بعدم حرمان الأنثى من نصيبها ولو كان سهمًا واحدًا من سهمين.
وطالب الدكتور سعد الدين الهلالي، بفهم النص القرآني على أنه قد يوصي بالضعيف (المرأة) لضمان عدم حرمانها من الميراث.
وأفاد الدكتور سعد الدين الهلالي، بأن ظاهر الآية لم يتم العمل به بشكل كامل حتى نهايتها، مُستشهدًا بسياق الآية حول نصيب النساء فوق اثنتين ونصيب الأم في حالة عدم وجود ولد للمتوفى، وكيف أن الفقهاء اختلفوا في تفسيرها وتطبيقها، بما في ذلك اختلاف الصحابة في عصر عمر بن الخطاب حول نصيب الأم.