المفتي قبلان: كلنا شركاء في هذا البلد
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
ألقى المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، ومما جاء فيها: رأس عظمتنا وكعبة كرامتنا الوجودية موصول منذ اليوم الأول بالإمام الحسين وعقله وتعاليمه ووظيفته المقدسة، واليوم واحد من تلك الأيام، والحرب هذه من تلك الحرب، وما نخوضه الآن في جبهة الجنوب وبقية المحاور ضمن أخطر مشروع دولي، موقفنا فيه العزة والثبات والطاعة المطلقة لله ولآل محمد ، وشعارنا فيه: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين} ، ويدنا هي العليا ان شاء الله تعالى، وهنا يجب أن تعلموا أن لكم إخوانا سبلوا أنفسهم لله، وقد صدقوا الامام الحسين شعار: (والله لو قتلنا ثم حرقنا ثم ذرينا في الهواء، ما تركناك يا حسين).
وأكد "أن المقاومة هي مركز الثقل الحسيني، وأكبر مظاهر ملحمته الشريفة، وتضحياتها بيد الله تعالى، وعلى باب الامام الحسين وباب أبي الفضل العباس والسيدة زينب وعلي الأكبر عليهم السلام".
واعتبر "أن ما يجري الآن هي حرب كبيرة وخطيرة، ضمن مشروع دولي كبير ومعقد، وما تقوم به المقاومة وبقية مقاتلي المحور يمنع هذا المشروع الظالم، ويهدم أعمدة خرائطه الإقليمية والدولية، والنصر إن شاء الله حليف معسكر الامام الحسين وفتية الامام المهدي الذين يعيشون عظمة الميادين على طريقة العطاء والسخاء والذوبان في سبيل فريضة التمهيد والانتظار، وشعارنا الأبدي بكل مواقف حياتنا ومواقع وجودنا: " ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وأنوف حمية ونفوس أبية، أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام".
وتوجه المفتي قبلان للبنانيين كافة بالقول:"اللحظة لحظة تاريخ، وواقع المنطقة خطير، وواقع الاشتباك على الجبهة الجنوبية يتغير، وحماية المصالح السيادية ضرورة وطنية وأخلاقية، ولا نريد للشيطان أن يتغطى بالبكاء على زواريب لبنان، خاصة أن هناك فئة رخيصة وحقودة تتمنى صهينة هذا البلد العزيز، وحلم هؤلاء كحلم إبليس في الجنة، وبمطلق الأحوال ونحن على يقين أن لبنان قوي، وأن المحور المقاوم في أهم وضعياته، وأي حرب كبيرة ستخرج منها إسرائيل بدمار يطال صميم تل أبيب وكل مناطق الثقل الذي تتشكل منه إسرائيل".
وطالب الحكومة اللبنانية القيام بما تقتضيه وظيفتها الوطنية الاستثنائية، والرئيس ميقاتي يقوم بجهد وطني وأخلاقي لافت، والوظيفة الاغاثية للحكومة ضرورة ماسة وجزء من تكوينها الوطني، ولا بد من مواكبة مصالح البلد وخدماته الاستثنائية وفقا للظرف الذي يمر به لبنان".
وفي موضوع "اليونيفيل" قال: "نعم للتجديد ولا للتجسس، وكل ذلك تحت سقف السيادة الوطنية، ورسالتي للأجهزة الأمنية: لا بد من فعل أمني مستمر وليس على طريقة المواسم".
وختم المفتي قبلان: "لم يمر على لبنان مقاومة بهذا الشرف، وهذه التضحيات التاريخية، وكلنا شركاء في هذا البلد، وجبل عامل الأخ التوأم لجبل كسروان، ولن نقبل لبنان بلا مسيحييه، وشراكتنا أكبر من شراكة الدولة وحقباتها السياسية، وما نريده للمسلمين نريده للأخوة المسيحيين، لأن لبنان سيبقى بلد التلاقي والمحبة الى الأبد إن شاء الله تعالى".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المفتي يكشف حكم الطلاق عبر الهاتف ووسائل التواصل الحديثة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تطرق الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى مسألة الطلاق عبر الهاتف ووسائل التواصل الحديثة.
وتابع خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، مقدم برنامج اسأل المفتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن الأصل في الطلاق أن يقع مشافهة، لكن مع استحداث وسائل الاتصال الحديثة، إذا أرسل الزوج إلى زوجته عبارة الطلاق عبر تطبيقات مثل "واتساب"، يتم استدعاؤه للتحقق من نيته، فإذا أقر بأنه كتبها وقصدها؛ وقع الطلاق. أما إن كانت العبارة تحتمل التأويل وكانت من ألفاظ الكناية، فيتم استيضاح النية منه، فإن قصد الطلاق وقع، وإلا فلا.
وأضاف فضيلته أن قضية الطلاق ليست بالأمر الهين، حيث تتجاوز آثارها الأسرة وتمتد إلى المجتمع، مشيرًا إلى أن هناك بعض الظواهر السلبية المنتشرة، مثل التسرع في التلفظ بالطلاق لأتفه الأسباب، أو استخدام ألفاظ الطلاق في المعاملات التجارية والمساومات، كقول بعض التجار: "عليَّ الطلاق بالثلاثة إن لم يكن هذا السعر هو الأقل"، وهو أمر غير جائز شرعًا لما فيه من امتهان لحدود الله.
كما تحدث فضيلة المفتي عن انتشار ألفاظ مثل "أنتِ حرام عليَّ" أو "أنتِ كأمي"، موضحًا أن هذه العبارات تحتاج إلى تفصيل فقهي، حيث إن كان القصد منها التهديد أو الوعيد، فإنها تدخل في باب اليمين ويجب على الزوج حينها أن يكفر عن يمينه، أما إن كان يقصد بها الظهار، فيجب عليه الكفارة وفق الأحكام الشرعية، والتي تتضمن عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا.
كما شدد فضيلته على خطورة قطع صلة الرحم بسبب الخلافات الزوجية، معتبرًا ذلك سلوكًا غير محمود شرعًا، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "أنا الرحمن، خلقت الرحم، واشتققت لها اسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته." مؤكدًا أن قاطع الرحم ملعون ومطرود من رحمة الله، وأن الوصل بين الأرحام يجلب البركة في العمر والرزق.
وفي ختام حديثه، أجاب فضيلة المفتي عن سؤال حول حكم الوفاء بالنذر، موضحًا أن من نذر طاعةً لله وجب عليه الوفاء بها، إلا إذا تعذَّر ذلك أو لم تكن لديه القدرة على الوفاء، فيسقط عنه العهد. مستدلًّا بحديث الرجل الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم معترفًا بأنه أتى أهله في نهار رمضان، فأعطاه النبي كفارة، فقال: "ما في المدينة أحوج إلى هذا مني"، فعفا عنه.