العلامة فضل الله: ليكن الجميع على مستوى المسؤولية لصون الوطن وحماية الشعب
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين. ومما جاء في خطبته السياسية: "عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى الإمام الحسين أحد أصحابه، حين قال له: "إياك وما تعتذر منه، فإن المؤمن لا يسيء ولا يعتذر، والمنافق كل يوم يسيء ويعتذر".
إننا أحوج ما نكون إلى هذه الوصية التي تجعلنا نقي أنفسنا من الدخول فيما سنضطر إلى الاعتذار منه، سواء أكان الذي يعتذر منه هو الله عز وجل أو الناس الذي يكون بسبب كلمة تصدر منا أو علاقة نقدم عليها، أو معاملة قمنا بها، أو انفعال لم نتدبر نتائجه. لنكون بذلك أكثر وعياً لخطواتنا ومواقفنا وتصرفاتنا وكلماتنا، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات". والبداية من المفاوضات التي لا يزال العالم ينتظر منها أن تفضي إلى إيقاف الحرب التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة منذ أكثر من أحد عشر شهرا والتي أوقعت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين ودمرت معالم الحياة فيها وأدت إلى ما نشهده اليوم من انتشار الأوبئة، ما جعل المفوض العام لوكالة غوث اللاجئين الأونروا يقول أن الواقع في قطاع غزة مروع للغاية، حيث لا يزال الكيان الصهيوني يتبع سياسة المراوغة والخداع في هذه المفاوضات، فرغم الإيجابية الشكلية التي أبداها هذا الكيان في المفاوضات استجابة لضغوط الداخل والخارج، لكنه لم يبد حتى الآن ويظهر أنه لن يبدي في المستقبل أي استعداد لتلبية ولو الحد الأدنى من المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، حيث يريد من وراء هذه المفاوضات أن يسترجع أسراه ليعاود حربه والاستمرار بمشروعه الذي يهدف إلى احتلال تام للقطاع للإمساك بقراره والذي سيكمله بعد ذلك في الضفة الغربية.
أضاف :"لقد بات واضحا وبما لا يقبل الشك، أن ما يشجع هذا الكيان على الاستمرار في سياسته التدميرية للقطاع هو الدعم الذي يتلقاه، والذي ظهر في كلام وزير الخارجية الأميركي بالتبني التام للطروحات الصهيونية في المفاوضات حيث تراجع عن المبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي وقبلت بها "حماس".
ومع الأسف يجري كل ذلك في ظل استمرار صمت العالم العربي والإسلامي حيث لم نشهد أي موقف جاد سواء من جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي يدعم الشعب الفلسطيني لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها أو في المفاوضات التي تجري، رغم أن لديهم من وسائل الضغط على الكيان الصهيوني أو الدول الداعمة له، لكن مع الأسف لا تستخدم أو حتى لا يتم التلويح بها".
إننا أمام ما يجري، نجدد دعوتنا للدول العربية والإسلامية إلى أن تتحمل مسؤوليتها تجاه شعب عربي ومسلم يعاني ويتألم وترتكب المجازر فيه يوميا، وحفظا لها من طغيان هذا الكيان عليها إن استطاع أن يخرج منتصرا من هذه المعركة وأن يحقق أهدافه فيها، فإن حقق ما يريد فهو لن يوفر أي دولة من دولها إن اقتضت مصالحه ذلك... وسيكون له اليد الطولى في هذا العالم". وتابع :"في الوقت الذي نؤكد على الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم ضرورة الإصغاء لمناشدة الاستجابة الفلسطينية لهم بالتحرك الجاد لنجدتهم وإيصال صوتهم إلى دولهم وإلى العالم.
وسنبقى في الوقت نفسه نراهن على الشعب الفلسطيني الذي يثبت كل يوم من خلال صبره وصموده وتضحياته ومقاومته، أنه شعب جدير بالحياة الحرة العزيزة الكريمة، فهو لم يرفع الراية البيضاء التي ينتظرها الاحتلال الصهيوني ولن يرفعها، رغم كل الجراح والآلام والمجازر التي يعاني منها، وهو ما يعبر عنه يومياً في قطاع غزة أو في الضفة الغربية أو داخل الكيان، وشعب كهذا لا بد أن ينتصر ويملك قراره وخياراته وحريته".
واستطرد فضل الله :"ونعود إلى لبنان، والذي تستمر المقاومة فيه بنهجها في إسناد الشعب الفلسطيني ومنع العدو من الانتصار عليه، وهي تقدم الأثمان الغالية والتضحيات في هذا الطريق إيمانا منها بعدالة هذه القضية وإنسانيتها وشرعيتها، في الوقت الذي تستمر في الرد على اعتداءات هذا العدو الذي تمادى في ذلك ووصل إلى العمق اللبناني، وهي تقدم كل يوم درسا لهذا العدو بأن البلد لم يعد لقمة مستساغة، وأن عدوانه سيرد عليه أكان في البر أو البحر أو الجو، وإن ما خفي من قدراتها هو أعظم مما ظهر.
وهنا ندعو اللبنانيين ألا يخضعوا للحرب النفسية والإعلامية التي يسعرها العدو في هذه الأيام، بأن يثقوا بعد الله عز وجل بالقدرات التي يمتلكونها وبأن العدو ليس بالقدر والقوة التي تجعله قادرا على حرية الحركة وتحقيق أهدافه وهو المثخن بجراحه، كما ندعوهم إلى الثقة بالحكمة التي تدير بها المقاومة معركتها مع هذا العدو في حرصها على شعبها وعدم تقديم أية ذريعة لهذا العدو لتحقيق ما يصبو إليه...
وأن نتذكر قوله تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}.
وأردف: "في الوقت الذي نجدد دعوتنا للبنانيين إلى الوحدة والتكاتف لمواجهة أعباء هذه المرحلة وما تتطلبه إن على صعيد الدولة التي عليها القيام بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، أو على صعيد التكافل الذي نريده أن يكون طابع هذه المرحلة بين كل مكونات الشعب اللبناني... وندعو القوى السياسية بأن عليها أن تجمد صراعاتها وحساسياتها فيما نعيد أيضا التأكيد على ضرورة العمل الجاد لتحصين هذا البلد على الصعيد السياسي والاقتصادي والمعيشي والحياتي، حيث لا يمكن أن تواجه هذه المرحلة بالترهل الذي نشهده والذي وصل إلى الحد الذي بات فيه لبنان متسولاً على أبواب العالم والذي شهدناه أخيرا بعد الانقطاع التام للكهرباء وتعطيل المرافق الحيوية للدولة".
وختم: "لقد آن الأوان أن نفكر جميعا ببلد يتداعى ونخشى أن يضيع منا، وأن يكون الجميع على مستوى المسؤولية التاريخية التي تقتضي منا بذل كل غال ورخيص لصون الوطن وحماية الشعب".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا العدو فی الوقت
إقرأ أيضاً:
المسيرات المليوينة والروح الجهادية للشعب اليمني .. ”استطلاع “
السيمفونية المكونة من: حظر حركة الملاحة على العدو الصهيوني، والتي تأتي كخطوة استراتيجية تستهدف ضرب مصالح العدو في البحر، مما يعكس القدرة اليمنية على التكيف مع التحديات وابتكار وسائل جديدة للمقاومة، وفرض الحصار الشامل على موانئ العدو، بما يعكس تكامل القوة العسكرية مع الجوانب الاقتصادية، حيث تشكل الموانئ مفاتيح حيوية للاقتصاد الإسرائيلي. واستهداف العمق الإسرائيلي، والذي يؤكد استعداد اليمنيين لتقوية موقعهم ومواجهة العدو في عقر داره، وهو تعبير عن القوة والثقة في الجهاد الذي يهدف إلى تحرير الأراضي المحتلة.
تتزامن هذه العمليات مع ذكرى *الشهداء العظماء*، الذين يُعتبرون نبراسًا يُنير الطريق نحو التحرير والاستقلال. ولا يقتصر الأمر على الميدان العسكري فحسب، بل يشمل أيضًا الجوانب الروحية والثقافية التي تعكس ولاء الشعب اليمني لأبطالهم، واعترافهم بالتضحيات الكبيرة التي قدموها في سبيل تحقيق الأمل المنشود.
الاستراتيجية اليمنية لإعاقة مسارات الإرادة الصهيو-أمريكية
في كل يوم جمعة، تصبح الساحات في اليمن مسرحًا لجماهير تتزايد أعدادها أسبوعيًا، تلبيةً لدعوة متجددة من قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي. تمتلئ هذه الساحات بالملايين من الذين يتطلعون إلى كلمات القائد التاريخية، والتي تحمل في طياتها رؤى عميقة للمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، وفي قلب هذه الكلمات، تتردد تعليقات حكمة القول السديد حول وضع غزة وجنوب لبنان، حيث يواصل الشعبان صمودهما الأسطوري ضد العدوان الصهيو-أمريكي. العدوان الذي يسعى لإجابة استحقاقات الحرية بفظائع الإبادة الجماعية، والتجويع، والتهجير القسري لأهل غزة، إضافةً إلى محاولاته لنزع سلاح المقاومة اللبنانية وفرض الوصاية عليها.
يتجلى هذا الزخم الجماهيري في المسيرات الشعبية، التي تُعتبر موقفًا مكملًا للمواقف العسكرية والسياسية، يخرج اليمنيون دعماً للقضية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، تأكيدًا على التزامهم العميق بالنضال من أجل الحرية والاستقلال.
تأتي هذه التجمعات في أجواء مفعمة بالروح الجهادية، حيث تُحيي اليمن الذكرى السنوية للشهيد، تلك الذكرى الغالية التي تمثل محطة تاريخية مهمة في مسار جهاد الشعب اليمني, إنها ليست مجرد ذكرى، بل هي سرد تاريخي عميق يذكّر الجميع بمراحل الجهاد التي خاضتها المسيرة القرآنية، مرسخةً روحية الجهاد والاستشهاد في قلوب اليمنيين.
اليمن، بفضل هكذا تضحيات، يواصل تجاوز محاولات القوى الصهيو-أمريكية لإعادة تشكيل خارطة المنطقة. هذه القوى التي تسعى لتأسيس ما تطلق عليه “الشرق الأوسط الجديد”، تُواجَه بمشروع قرآني متجدد، بفضل رؤية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي, فقد التحمت إرادة اليمنيين ضد الفساد والإرهاب، مما حدا بالولايات المتحدة إلى التآمر مع الحكومات المحلية وبعض الأنظمة العربية التي تخلّت عن قضاياها الأساسية، ساعيةً لوأد المشروع القرآني.
لكن، ورغم شراسة العدوان الذي شهدته المسيرة عبر ست حروب متتالية، فشلت تلك الإرادة الصهيو-أمريكية في تحقيق أهدافها.
الاستجابة للقيادة الربانية
عضو رابطة علماء اليمن العلامة حمدي زياد أوضح عمق الالتزام الشعبي في اليمن بالمقاومة ودعم القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية. مضيفا أن هذه الإرادة تتعزز من خلال الانخراط المستمر في التعبيرات الشعبية الجهادية حتى في أصعب الظروف، كما أشار إلى تعاظم ذلك الزخم العددي للمتظاهرين في صنعاء والمناطق الأخرى. مؤكدًا أن الرسالة هنا واضحة في أن الشعب اليمني عازم على مواجهة العدوان بكل شجاعة وصمود.
وقال العلامة حمدي زياد إن أهمية تلك المسيرات تكمن في كونها ليست مجرد تجمعات من أجل الزيادة في القيمة العددية، بقدر ما تمثل تجسيدًا للروح الجهادية والعزم على الاستمرار في المقاومة. حيث اعتبر (العلامة حمدي) أن المرحلة الحالية هي الأخطر على الإطلاق، وعلينا أن ندرك أن اليمن يظل في حالة استعداد دائم لمواجهة الخطط العدوانية التي تستهدف الأمة بشكل عام.
إن التأكيد على استجابة اليمنيين لدعوات القيادة الثورية، يعتبر تجسيدًا عمليًا للأخلاق الجهادية التي ينبغي على كل مسلم الالتزام بها، وهذا يعكس الوفاء للتعاليم الدينية ولسِيَر وقصص الأنبياء في نصرة الحق. كما أن الاهتمام باستذكار تضحيات الشهداء يمثل تكريمًا لهم، الشهداء هم الذين أسسوا الطريق نحو النصر وبالتالي أصبحوا رمزًا لقوة الأمة.
التأكيد على أن النصر لن يتحقق إلا بجهاد مستمر يستند إلى قوى الإيمان والإرادة، يسلط الضوء على الأمل والإيمان الراسخ لدى اليمنيين بأنهم قادرون على تحقيق الانتصار، ليس فقط في مواجهة العدو الصهيوني بل ضد كل مظاهر الاستكبار العالمي.
التفويض الكامل للسيد القائد
من جانبه أشار عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ ضيف الله الشامي إلى حالة الوحدة والالتزام من قبل الشعب اليمني تجاه قضايا الأمة. مؤكدا أن الخروج الجماهيري الذي يحدث بشكل دوري يُعد تعبيرًا قويًا عن الإسناد والدعم للقضايا العربية، وخاصة جبهة فلسطين وجبهة لبنان. هذا الربط بين الجماهير ومعركة الإخوة في فلسطين ولبنان يعكس روح التضامن الرفيع.
وقال الأستاذ ضيف الله الشامي : “علاوة على ذلك، ينبغي أن نلاحظ أن التفويض الكامل للسيد القائد في اتخاذ القرارات المتعلقة بمواجهة العدو يُظهر مستوى عالٍ من الثقة والالتزام بالموقف الجماعي. هذا يُعزز من مفهوم الوحدة الوطنية ويؤكد على أن الشعب اليمني يظل صامدًا في مقاومته، حيث لا يمكن لأي ضغوطات أو تهديدات أن تُثنيه عن موقفه.
الأمر الآخر- حسب الشامي – هو الإشارة إلى الشهداء ودورهم في تعزيز إرادة المقاومة. مؤكدا أن تضحيات الشهداء مرتبط بكل انتصار، فالشهداء هم الأساس الذي يعتمد عليه النضال الوطني. دماؤهم خلقت لحظات الانتصار، ويعيش اليمنيون كل يوم مع ذكرى شهيد، مما يعكس ويزيد من قوة الروح الجماعية تجاه المقاومة.
عندما يشير الشامي إلى أن كل أيامهم أعياد بذكرى الشهداء، يشير إلى أن هذه التضحيات ليست فقط مؤلمة، بل تعزز أيضًا من الإرادة والعزيمة. في كل ذكرى، يستمد الشعب اليمني القوة للاستمرار في جهاده، وهذا يعبر عن ارتباطهم العميق بالتاريخ وقداسة تلك الذاكرة. هذه التصريحات تُبرز كيف أن الشعب اليمني، من خلال مواقفه الجماهيرية الصاخبة ودعمه المتواصل، يحمل الشغف والإرادة القوية للدفاع عن قضايا الأمة. رسائلهم تتجاوز الحدود، فهي تنطلق نحو العالم لتؤكد أن اليمنيين، رغم كافة التحديات، سيستمرون في دعم قضايا الأمة، متعهدين بأن تبقى المقاومة هي السبيل لتحقيق النصر بإذن الله.
دماء الشهداء وأرواحهم دفاع عن نهج الحق وفي سبيل الله
رئيس الدائرة الإعلامية في مكتب رئاسة الجمهورية، زيد الغرسي، من جهته أكد أن الشعب اليمني يحضر اليوم في ذكرى مهمة، ونحن نعيش ذكرى تضحيات الأبطال، من بدمائهم اليوم لامسنا المعجزات من الانتصارات، من ضربات السفن العملاقة التي كانت أمريكا ودول الغرب تتباهى بها وترهب الأنظمة العربية والمطبعة كلها بفضل دماء الشهداء. واليوم تخرج هذه المسيرات باستمرار لمناصرة الشعب الفلسطيني واللبناني, يخرج الشعب اليمني كل جمعة على الموعد بدون كلل وبدون ملل؛ استجابة لنداء السيد القائد حفظه الله وكذلك للاستمرار والتأكيد والثبات على الموقف مع إخواننا في غزة وكذلك في لبنان، هذه الجمعة تأتي ونحن نعيش ذكرى مهمة وغالية وعزيزة على كل إنسان مسلم, وهي الذكرى السنوية للشهيد والتي قدم فيها الشهداء دماءهم وأرواحهم دفاعًا عن نهج الحق وفي سبيل الله.
مواجهة الاستعمار الأمريكي الإسرائيلي والذي نادى به الشهيد القائد منذ أول يوم واليوم بفضل الله سبحانه وتعالى، الشعب اليمني يخرج ويصرخ هذه الصرخة بالملايين؛ ليؤكد لأمريكا بأن الشعب اليمني اليوم أصبح شعبًا، مجاهدًا، شعبًا لا يمكن أن يسكت على السياسات وعلى المؤامرات التي تستهدف الإسلام والمقدسات الإسلامية سواء في فلسطين أو في أي منطقة في أمتنا العربية والإسلامية.
الشعب اليمني اليوم بخروجه يقدم نموذجًا في الحرية والعزة والاستقلال؛ ليقول لكل الشعوب العربية والإسلامية: إن هذا النهج هو النهج الوحيد لكي نأمن لكي نستقل، لكي نكون أحرارًا، لكي تكون حتى بلداننا وثرواتنا، خاصة بشعوبنا، أما من يطبعون، أما من يهرولون مع كيان العدو الإسرائيلي أو مع الأميركي فلن يأمنوا، ولن يكون هناك استقرار، ولن يكون هناك أمن في أوطانهم، حتى وإن ظنوا ذلك في هذه المرحلة، لكن الدور قادم عليهم إن لم يتحركوا، وسنشاهد هذا حتما ويقينًا، لأنها سنة من سنن الله، سنشاهد أن العدو سيبدأ بهؤلاء.
وسنشاهد شعوبًا ستعاني من الفوضى والمؤامرات الأمنية، وسنشاهد كل ما يمكن أن يحدث من قبل العدو الأمريكي بتلك الشعوب.
في تعليق له على قرارات مجلس الأمن، أكد الغرسي أن أمريكا كشفت النقاب عن وجهها الحقيقي باستخدامها الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن بضرورة إيقاف نزف الدماء في غزة. وليس بغريب نحن كشعب يمني نعرف أن الأمريكي العدو الأول والأساسي. و”إسرائيل” هي ربيبة أمريكا وما يحدث هو درس لكل الشعوب المخدوعة بالشعارات الأمريكية عن حقوق الإنسان بحرية التعبير, ودرس أيضًا للزعماء الذين اجتمعوا قبل أيام في قمة عربية, ونادوا أمريكا لكي توقف العدوان على غزة, يعني هذه من المفارقات العجيبة.
وأضاف الغرسي: “أيضًا لاحظنا بالأمس كان هناك رفض من الإدارة الأمريكية لقرار محكمة الجنايات الدولية باعتبار نتنياهو وجالانت مجرمي حرب. هذه الازدواجية في المعايير تؤكد أن أمريكا رأس الإرهاب. ورأس الشر. إنها من يقف وراء هذا العدوان، ولولا الدعم الأمريكي لم يكن لإسرائيل أن تقوم بتلك المجازر في فلسطين وفي لبنان، وطبعًا هي جزء من التحرك الأمريكي، لأن الأمريكي يدعم بالأسلحة، يدعم بالجنود، يدعم بالخبرات، يدعم بالأموال، يدعم بالقنابل، وأيضًا يدعم بالغطاء السياسي في مجلس الأمن وفي المنظمات الدولية.
انصار الله