البطاحين ضد كل المتمردين.. الحكمة والفطنة القيادية
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
لما بدأت قوات درع السودان دعوة التجنيد لأبناء البطانة ووسط وشمال وشرق السودان وفق خطاب جهوي مناطقي بدعوى موازنة كفة التنوع في المليشيات عندما يحين وقت دمجها مؤكدةً وقوفها في صف القوات المسلحة السودانية، ومناديةً بحقوق مناطقهم المهمشة، وكل هذا تحت مرأى الجميع؛
كان الوحيد الذي أعلن وقوفه ضد خطاب التجنيد آنذاك هو ناظر قبيلة البطاحين محمد المنتصر وهذا جزء من بيانه بتاريخ ٢٢ فبراير
“لنا في عسكرة القبائل وتكوين المليشيات المسلحة في مناطق أخرى العبرة والعظة، وعليه سنقف بكل قوة ضد تكوين المليشيات خارج نطاق القانون في مناطقنا الآمنة، ونوجه من أراد التدريب العسكري ،من أبنائنا، الإلتحاق باجهزة الدولة الرسمية كالشرطة والقوات المسلحة والأجهزة العسكرية الرسمية الأخرى إذ أن الأبواب مفتوحة والفرص متاحة وفقا للأسس واللوائح العسكرية وشروط القبول والاستيعاب”،
ولكنه وجد إستهجاناً من بعض أبناء هذه المناطق واتهموه بالوقوف في صف قائد الدعم السريع .
وما هي إلا أيام قليلة وأعلنت القوات المسلحة تمرد الدعم السريع فكان أول من أعلن وقوفه في صف القوات المسلحة هو نفسه ناظر قبيلة البطاحين وقال في بيانه بتاريخ ١٧ إبريل
“ظللنا ومنذ فترة ننادي بعدم التمادي في الأخطاء والذهاب بالبلاد إلى مستنقع لا تحمد عواقبه ولا تعرف ماآلاته ومنذ بداية الأزمة كنا نستشعر أن الأمور لن تتم معالجاتها بالرأي السديد وأن ما وقع هو الذي سيحدث وأما وقد وقع الذي كنا نتخوف منه سوف نكون دعماً لقواتنا المسلحة الباسلة وجيشها الهمام وقد ظللنا على الدوام نساند قواتنا وننصرها .”
في حين إنضم قائد درع السودان للقتال في صف الدعم السريع منذ بداية التمرد ليعلن رسمياً مبايعته وضم قواته لقائد الدعم السريع بتاريخ ٧ أغسطس، فأصبحت مليشيا في كنف مليشيا .
من هنا تتأكد لنا فطنة ناظر قبيلة البطاحين وبصيرته الواسعة ووطنيته المشهود له بها في كل ربوع البلاد، حفظه الله وأدامه ذخراً ودرعاً للوطن ونصر قوات شعبه المسلحة .
مصطفى صديق خالد
٨/٨/٢٠٢٣
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
40 قتيلا بهجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان
الخرطوم - قُتل أربعون شخصا في هجوم شنه عناصر من قوات الدعم السريع مساء الثلاثاء على قرية في ولاية الجزيرة التي تشهد أعمال عنف منذ نحو شهر في وسط السودان الذي دمرته الحرب الدائرة منذ عام ونصف، على ما أفاد طبيب الأربعاء 20نوفمبر2024.
وقال طبيب في مستشفى ود رواح إلى الشمال من قرية ود عشيب التي تعرضت للهجوم لوكالة فرانس برس إن "القتلى الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص". وطلب الطبيب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته بعد تعرض الفرق الطبية لهجمات.
وقال شهود في قرية ود عشيب إن قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، شنت هجومها مساء الثلاثاء على القرية الواقعة على بعد 100 كلم شمال عاصمة الولاية ود مدني.
وقال شاهد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "الهجوم استؤنف صباح" الأربعاء، موضحا أن المهاجمين يرتكبون "أعمال نهب".
ويندرج الهجوم الأخير في سلسلة هجمات نفذتها قوات الدعم السريع خلال الشهر الماضي على قرى بولاية الجزيرة، في أعقاب انشقاق قائد كبير فيها انضم إلى الجيش في تشرين الأول/أكتوبر.
ومنذ ذلك التاريخ، وثقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 340 ألف شخص من سكان الولاية وهي منطقة زراعية رئيسية كانت تعد سلة الخبز في السودان.
وحذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الجمعة من أن اندلاع أعمال العنف هناك "يعرض حياة عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر".
- نازحون ينقصهم كل شيء -
خلفت الحرب بين قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي يمسك بالسلطة، عشرات الآلاف من القتلى معظمهم من المدنيين.
ولم يتم تسجيل الضحايا، بحسب الأطباء. وتتراوح التقديرات بين 20 ألفا و150 ألفا.
كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، فر منهم أكثر من ثلاثة ملايين إلى البلدان المجاورة.
واتُهم كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب. فقد حاصر مقاتلو قوات الدعم السريع قرى بأكملها، وقاموا بتنفيذ عمليات إعدام بإجراءات موجزة ونهبوا ممتلكات المدنيين بشكل منهجي.
وتعرضت قرى شرق محافظة الجزيرة لحصار كامل في الأسابيع الأخيرة، مما تسبب بكارثة إنسانية فيها، بحسب الأمم المتحدة وشهود عيان وجماعات حقوقية.
وفي قرية الهلالية، لم يعد بإمكان السكان الحصول على الضروريات الأساسية وأصيب العشرات منهم بالمرض.
ويصل العديد من النازحين إلى الولايات المجاورة بعد "السير لعدة أيام ... وليس عليهم سوى الملابس التي يرتدونها"، وفق ما قال دوجاريك الجمعة.
وحتى في المناطق التي نجت من القتال، يواجه مئات الآلاف من النازحين الأوبئة، بما في ذلك الكوليرا والمجاعة الوشيكة، في غياب المأوى الملائم أو وسائل الرعاية.
وقال دوجاريك "إنهم مضطرون للنوم في العراء، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى".
وتقدر الأمم المتحدة ومسؤولون صحيون أن النزاع تسبب بإغلاق 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان يواجه حاليا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة، حيث يعاني 26 مليون شخص من الجوع الحاد.
Your browser does not support the video tag.