إيهاب توفيق يستعيد ذكريات التسعينات في مهرجان القلعة
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
وسط أجواء فنية راقية تواصلت فعاليات الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء، التي تقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، و تنظمها دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد، بحفلين استثنائيين، جمعا بين الروحانية والتراث وبين الذكريات التي طبعت في أذهان محبى موسيقى وأغانى جيل التسعينيات.
حيث استعاد الفنان إيهاب توفيق سجل الذكريات على مسرح المحكى وسط حفاوة وتصفيق حار من الجماهير، التى حرصت على التواجد لمشاهدة نجمهم المفضل، وتغنى توفيق بمجموعة من أشهر أغنياته التي شكلت علامة فارقة في مسيرته الفنية مثل « سحراني، أكتر من كده أيه، ملهمش في الطيب، الله عليك يا سيدي، عامل عامله، قدك، مراسيل، ميدلي مشتاق، عدي الليل، الأيام الحلوة، يا سلام، تترجي فيا».
إيهاب توفيقوسبق غناء الفنان إيهاب توفيق، حفل فرقة الإنشاد الديني، إعداد الفنان مصطفى النجدى وإخراج مهدى السيد، تضمن عرض روحاني من التواشيح والإبتهالات والأناشيد التراثية والمعاصرة منها «أسماء الله الحسني، اللهم صلي علي المحبوب، نبينا الأمين، علي باب سيدنا النبي، مدد يا نبي، يا أيها النبي، الصبح بدا، يا منى عيني، لأجل النبي، توشيح صلاة الله، البردة الشريفة، الحضرة، صلوا عليه، طلعى البدر».
اقرأ أيضاًإيهاب توفيق يعيد «ذكريات التسعينيات» وسط تفاعل جمهور القلعة.. (صور)
الليلة.. تفاصيل حفل إيهاب توفيق بـ مهرجان القلعة 2024
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إيهاب توفيق توفيق ايهاب ايهاب توفيق اغاني ايهاب توفيق أيهاب توفيق جديد ايهاب توفيق ايهاب توفيق جديد ايهاب توفيق و شيندي اغنية ايهاب توفيق و شيندي إیهاب توفیق
إقرأ أيضاً:
ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف آرمة تؤرخ نشأة مجتمع فسيفسائي
عمّان – في قلب العاصمة الأردنية عمّان وعلى مساحة 150 مترا تقريبا، يجمع الخطاط الأردني غازي خطاب ما يزيد على ألف لوحة عتيقة للافتات محلات ومتاجر المدينة ومن سكن مبانيها قديما ورحل، في متحف تتوزع هذه اللوحات على جدرانه لتشكل بترتيبها العشوائي قطعا فسيفسائية تشبه تركيبة المجتمع.
شغفه بالخط العربي وحبه عمّان، دفعاه لتأسيس متحف "آرمات عمّان" الأول من نوعه في العالم، ليحتضن هذا الإرث الفني والإنساني الشاهد على تاريخ مدينة عمّان الاجتماعي الحديث المنسوج من تنوع إنساني فريد، والذي يوثق بعض ملامح الحياة فيها وتحولاتها، فيشعر زائره بأنه يسافر عبر الزمن ويتجول في أزقة المدينة مع من مروا بها على مدار ما يقارب 100 عام.
في هذا الحوار، يتحدث غازي خطاب للجزيرة نت عن متحف "آرمات عمّان"، ورحلة جمع لوحاته وحكاياتها، وعن انطباعات زواره، ومشاعره الخاصة تجاه هذا المشروع الذي يساهم في أرشفة وتوثيق تاريخ عمّان الإعلاني والاجتماعي.
لفظة "آرمة" مشتقة من كلمة "إرم" التي تفيد معنى العلامة والدليل، وفي معاجم اللغة ما يؤكد المعنى ذاته، حيث ورد فيها: "الإرَمُ: حجارة تُنصَبُ في المَفَازَة ليُهْتَدَى بها"، والمفازة في المعجم تعني الصحراء. ودرجت لفظة "آرمة" على لسان أهل بلاد الشام بذلك المعنى تقريبا، الذي يشار له في بلدان أخرى بلفظة لافتة أو يافطة، ويقصد بها ما يُكتب عليه للدلالة على الأشياء، كأسماء المحال التجارية، والعناوين والاتجاهات، والتعليمات، ونحوها.
كُنتَ أول من أسس متحفا للآرمات، متى تأسس المتحف؟ وكيف جاءت فكرته؟ إعلانلشغفي بالخط العربي الذي نشأت على تعلمه، كنت مولعا بزيارة المحال التي أسمع أن آرمة جديدة خطها أحدهم عُلقت على واجهته. وعام 1981، كتب الخطاط الأردني تيسير السادات آرمة من كلمة واحدة لمحل ملابس كان يحمل اسم عائلة "صرصور" بطريقة مبتكرة، فذهبت لمعاينتها، وحرصت على التقاط صورة شخصية معها، ثم سافرت لدراسة صناعة الإعلان في ألمانيا وبدأت مسيرتي المهنية مساعدا لبعض خطاطي العاصمة، ومنهم حمدي بُوجه، ومحمد أبو حميد، ويعقوب سلامة، إلى أن أصبحت شريكا في إحدى الشركات الكبرى لصناعة الإعلان في الشرق الأوسط، وبحكم مهنتي حرصت على متابعة أعمال الخطاطين، وتمكنت من اقتناء لافتة "صرصور" عام 1986، وبدأت بعدها باقتناء وجمع الآرمات المشغولة باليد، إلى أن قررت عرضها للزائرين في متحف، وافتُتح المتحف رسميا عام 2020.
تختلف محتويات المتحف من حيث القدم وأنواع الخوط والمواد المستعملة في صناعتها، فبعضها يتجاوز عمرها 70 عاما، تمكنتُ من جمع كثير منها عن طريق التواصل المباشر مع أصحابها، وأحيانا من خلال ملاحقتها بعد الاستغناء عنها بسبب إغلاق المحل أو استبدالها بأخرى حديثة، وبعد أن ذاع صيت المتحف، تطوعت بعض العائلات بوضع الآرمات التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم تحت تصرف إدارة المتحف التي أوجدت البيئة المناسبة للاحتفاظ بها.
أحد الأسباب المهمة لنجاح المتحف هو الجمع المتباين بين الماضي والحاضر في تصديق لمقولة "الضد يُظهر حُسنه الضدُّ"، فهذه الآرمات هي نتاج الشّغف والجهد البشري الخالص، ولم تتدخل بصناعتها الآلة التي قلصت دور الإنسان في خلق جماليات الشوارع والجدران، لصالح الحداثة المفتقرة إلى رائحة ولمسة اليد.
إعلانوتختلف انطباعات الزوار حسب معرفتهم بهذه الآرمات، فمنهم من يستذكر طفولته حين كان والده يأخذ بيده صغيرا إلى قاع المدينة، ومنهم من عاصرها شابا، فيستعيد لدى زيارته المتحف كثيرا من ذكريات صباه التي غابت ملامحها في طريق الكد والتعب.
ذهبت إدارة المتحف إلى البساطة والعشوائية، والابتعاد عن القصديّة في عرض الآرمات، وذلك حتى لا يكون وجودها مُفتعلا، فإحدى ميزات قاع المدينة هي بساطة المكان وأهلية التجار اللتان تعكسان سمات المجتمع العَمّاني الفسيفسائي المكون من أهل الشّام وفلسطين وشرق الأردن والشركس والشيشان والأرمن، وجميع هذه المكونات ساهمت بصنع وجه يليق بالمدينة بالتناغم والتوافق، والزائر للمتحف يلمس ذلك مباشرة، وكثير من الزوار أشاروا إلى أن هذه العشوائية المقصودة تركت لديهم أثرا جميلا أعاد لهم فكرة السّوق القديم.
من الطبيعي أن بعض الآرمات كانت بحاجة إلى شيء من الترميم، فهل تقومون بالفعل بترميمها أم أنكم تتركونها على حالها؟لا شكّ بأن كثيرا من الآرمات التي حصلنا عليها خسرت شيئا من زهوها ولونها، وربما تعرضت للكسر أو فقدان جزء منها، لكننا في المتحف نبتعد عن التدخل العلاجي بصيانتها، لأننا نعتقد أن قيمة الآرمة تكمن في وجهها الحقيقي، وما اعتراه من عوامل للتعرية ساهمت في تغيير شيء من هويتها، لكنها احتفظت لنا بقيمتها المعنوية.
بين اللوحات الكثيرة التي يحتويها المتحف، حدثنا عن قصة مميزة أو معنى خاص تحملها إحدى تلك اللوحات.ربما تكون قصة آرمة "عبدالحميد البرغلي – مالفاتورة وقبان" تحمل دلالات خاصة ومثيرة، فقد رحلت هذه اللوحة من الشام إلى مدينة مأدبا الأردنية، ثم إلى العاصمة عمّان، وهناك اتخذت من أحد الأزقة المطلة على شارع البتراء وسط عمان مكانا لها لتذكرنا بخطّاطها السوري عبده الصلاحي صاحب الطربوش والقنباز، وبالتجارة أيام العهد العثماني، إذ تعني عبارة "مالفاتورة" بأن المحل يتاجر بالأقمشة، و"قبان" هو كل ما يبيعه المحل بالوزن من سمن زيت، زبدة، وحبوب، وغيرها.
ما زلت أتوقف أمام هذه اللوحة كلما مررت بجوارها، ويحدث الأمر ذاته مع معظم زوار المتحف، خصوصا عندما أشرح لهم ما تحمله الكلمات المخطوطة عليها من معانٍ فتأخذهم في رحلة خاطفة إلى صور التجارة في عهد قديم.
ترتبط الآرمات -بشكل أو بآخر- بالخط العربيّ والزخرفة، وما "ركن الضاد" إلا فسحة أنيقة نعيد من خلالها أمجاد العربية الفصيحة والخط العربي اليدوي، وتستضيف إدارة المتحف بشكل دوريّ بعض الخطاطين والخطاطات لكتابة أسماء الزوار، والاشتباك مع الجمهور الذي يستمتع بمتابعة عملية الكتابة المباشرة باستعمال الأدوات الكلاسيكية للخط العربي مثل: "البوص والحبر السائل والورق الخاص بكتابة الحبر"، والاطلاع على بعض آثار الخطاطين القدماء.
كيف تصف حال الخط العربي اليوم، هل ما زال يحظى بالتقدير الذي يستحقه، وكيف يمكن لمثل هذا المتحف أن يحافظ على إرث الخط العربي وتقديره؟هذا سؤال مهم، فالخط العربي يمرّ بأزمة كبيرة تسبّبت فيها التكنولوجيا، والبرامج التي أتت لتخفف عن الإنسان العناء وتختصر الوقت والتكاليف وتزيد الدقّة، من دون مراعاة فكرة الاندثار التي تلاحق كل موهبة تنوب عنها الآلة، لذا أخشى أن يأتي اليوم الذي يُستغني فيه عن يد الخطاط التي منحت الخط العربي تميزا، وستبقى المساجد والمصاحف وزخارفها شاهدة على قدرة هذا الفنان.
ومن هنا أتت قيمة هذا المتحف الذي يؤرشف لمرحلة مهمة من تاريخ الخط العربي الإعلاني في عمان، فهل نجد في العواصم العربية من يحفظ لهذه المرحلة شكلها قبل أن تطحنها ماكينات هرس المعادن والتاريخ!
تختلف التدوينات وإن تشابه بعضها، إذ تتباين أمزجة الزوار ورؤاهم لموجودات المكان الذي يزوره العامّي والمثقف والكبار والصغار، لكن الجميع يتفقون على فرادة الفكرة، وعلى أنها نافذة جديدة للسياحة الداخلية.
إعلانوتبقى التدوينة الأقرب إليّ هي الأولى التي سال حبرها على الدفتر البِكر في البدايات من عائلتي، مباركةً الخطوة بالقول: "لكلّ آرمة حكاية، ولكلّ حكاية أشخاص يجعلونها تستحق أن تُروى، نأمل أن يكون هذا جزءا من الحكاية… تغريد، غسان، جبران، غفران".
ومما علق في ذاكرتي من تدوينات الزوّار كلمة للكاتب العراقي علي السوداني كتب فيها: "أيامنا اللذيذة معلقة على حوائط المكان، الأسماء تكاد تنطق والحكاية لا تنتهي"، وكلمة للشاعر محمد خضير حين قال: "أنا أقف الآن أمام الحقيقة"، وكأنّه يخبرنا بأنّ ما نراه اليوم خارج أسوار المتحف مفتعل وأقرب إلى القناع.