عربي21:
2025-02-03@13:53:47 GMT

لماذا لا صلح مع الكيان؟

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

خمسون عاماً تقريباً والعالم العربي كله أو بعضه يلهث لعمل صلح مع إسرائيل. وقد كشفت وثائق رفعت عنها السرية، خطابات متبادلة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه شاريت والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي طلب الصلح مع الدولة العبرية عام 1954.

«وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن «شاريت» تلقى رسالة مفاجئة من الرئيس جمال عبدالناصر في ديسمبر 1954، طلب خلالها عبدالناصر حل الخلافات بين الدولتين بالطرق السلمية، بعد عامين من ثورة يوليو 1952، وبعد وقت قصير من إطاحة عبدالناصر بأول رئيس لمصر، وهو اللواء محمد نجيب».

كما قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بزيارة لإسرائيل في 19 نوفمبر 1977، وكان الغرض من الزيارة مخاطبة الكنيست، الهيئة التشريعية في إسرائيل، لمحاولة دفع عملية السلام الإسرائيلية العربية. وأثناء هذه الزيارة التقى الرئيس الراحل أنور السادات بكبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء مناحيم بيغن. لقد مَدّ العرب يدهم نحو إسرائيل ورفعوا راية السلام إلا أن الكيان الصهيوني كان يضع الشروط والمعوقات في طريق الوصول إلى سلام حقيقي. كل ذلك بدعم من الغرب الذي عدّ إسرائيل هي الضامن الرئيسي لاستمرار نفوذهم وسيطرتهم على موارد المنطقة.

التأريخ المعاصر مملوء وزاخر بالأحداث التي تثبت أن الكيان ليس راغباً في سلم حقيقي وأن الغرب يريد استسلاماً غير مشروط من الدول العربية لإسرائيل وأن تتحمل تبعات الاستعمار الصهيوني الاستيطاني متمثلاً في النموذج الاستيطاني الأمريكي تجاه الهنود الحمر. بكل موضوعية واستقراء للتأريخ والأحداث والوثائق والمعطيات التي تؤكد جميعها بما لا يدع شكاً أنه لا صلح مع الكيان ولا سلام بما تعنيه الكلمة. فكل ما يعرضه الغرب من حلول ليس فيها في الواقع أي صلح أو إصلاح، وإنما تنازل يترتب عليه تفريط في الحقوق وخطوة في طريق الشرق الأوسط الكبير الذي يسعى له الغرب ويعمل على تحقيقه.

الغرب يساعد أوكرانيا بالسلاح والمال والمتطوعين لتحرير أراضيها، في حين أن الكفاح المسلح الفلسطيني يسمى إرهاباً. وهذا يظهر مدى ازدواجية المعايير وأنهم لا يرغبون في سلام وإنما يبحثون عن خريطة وإلى خارطة طريق تنتهي بإضاعة الطريق، والعودة للبحث عن خريطة والعيش في دوامة الخرائط. في السابق كانوا يتكلمون عن الأرض مقابل السلام. اليوم يتكلمون عن التطبيع، لأن الغرب لم يعد يحتاج إلى شعار الأرض مقابل السلام. سياسة الخطوة خطوة التي كرّسها كيسنجر جاري تطبيقها للوصول للشرق الأوسط الكبير. الشرق الأوسط يريدونه لشعوب هذه المنطقة التي يعملون على التيه والضياع الكبير لكل أعراقها وناسها. ما قد يؤخر أو يوقف هذا المخطط هو صعود قُوَى عالمية جديدة لنكون أيضاً أمام تحد جديد من نوع آخر جديد تشكله التقنية.

الكيان الصهيوني لا يرغب في سلام وصلح حقيقي عادل وإنما يريد استسلاماً يصب في صالح مشروعه إسرائيل الكبرى. ويمكن أن نلخص أسباب عدم وجود رغبة في السلام فيما يلي:

أولاً: إسرائيل كيان استعماري توسعي استيطاني يهدف إلى تفتيت العالم العربي إلى فسيفساء من التجمعات العرقية والطائفية. والهدف المباشر تفكيك القدرات العسكرية العربية، في حين أن الهدف الأساسي طويل الأجل يرتكز على تشكيل مناطق فريدة محددة من حيث الهويات الدينية والعرقية. وهو ما تقوم به حالياً بشكل مباشر الولايات المتحدة الأمريكية أو بممارسة سياساتها في المنطقة التي تعمل على زرع الطائفية والعرقية والمناطقية.

ثانياً: الكيان الصهيوني أصبح أكثر تطرفاً من الرعيل الصهيوني الأول الذي وصل إلى فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية. أغلب المجتمع الصهيوني متطرف يؤمن بأنه شعب الله المختار.

ثالثاً: التنمية والازدهار والاستقرار في المنطقة خطر جسيم على الكيان الصهيوني يهدد خططه الرامية على تفكيك القدرات العسكرية للدول العربية مثل العراق وسورية وليبيا فضلاً عن زرع الطائفية والفتن بين مكونات المجتمع الواحد كما فعلت مع الدروز والبدو في فلسطين المحتلة.

رابعاً: دولة الكيان دولة هجينة وجدت وسخرت لها كل الإمكانات من أجل أن تكون قاعدة متقدمة في قلب الدول العربية.

خامساً: السلام في المنطقة يشكل خطراً على مصالح الغرب لأنه يسهل دخول منافسين جدد.

التجارب والدروس التي يزخر بها تأريخ القضية خير دليل أن السلم والصلح ليس في أجندة الصهاينة ووقف إطلاق النار مجرد تهدئة المشهد لصالح المخططات الغربية. القاعدة التي يجب أن لا تغيب عنا أن واشنطن تعمل فقط ما هو لصالح إسرائيل ومخطط الشرق الأوسط الكبير.

إيلاف

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التطبيع احتلال السعودية تطبيع سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی صلح مع

إقرأ أيضاً:

لماذا ألقى شاب زوجته من بلكونة الثالث في السلام؟.. القصة الكاملة

كواليس جريمة مأساوية ارتكبها شاب في مدينة السلام تجاه زوجته حيث شك في سلوكها فقام بإلقائها من البلكونة بالطابق الثالث لتسقط جثة هامدة.

شك في سلوكها.. تفاصيل مصرع سيدة عين شمس على يد زوجها| فيديوأوفر دوس ماكس.. لغز العثور على جثة شاب في عين شمسنام جنب جثمانها .. عامل ينهي حياة زوجته في عين شمسقتلها وقعد جنبها.. تفاصيل إنهاء حيا زوجة في عين شمسالقصة الكاملة لجريمة شاب في السلام

أدلى المتهم بقـــ.تل زوجته في مدينة السلام باعترافات أمام أجهزة أمن القاهرة حول جريمته بالقاء زوجته من شرفة الطابق الثالث بأحد العقارات.

وقال الشاب المتهم إنه متزوج من المجني عليها سنوات فترة وأنه يشك في سلوكها منذ فترة بسبب تصرفاتها وحديثها المستمر في الهاتف، ويوم الحادث نشبت بينهم مشادة كلامية تطورت الي مشاجرة بالأيدي.

وتابع المتهم في أقواله، أن زوجته تعدت عليه بالسب والضرب بعدما اتهمها بسبب سلوكها المنحرف وبادلها التعدي بالأيدي حتى قام بإلقائها من الشرفة إثناء المشاجرة مشيرا الي أنه لم يقصد ذلك.

وألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة القبض على عامل القى زوجته من شرفة منزلهم في السلام بعدما شك في سلوكها.

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة اخطارا من قسم السلام أول تضمن ورود بلاغا من الأهالي أفاد بمصرع سيدة ثلاثينية أثر سقوطها من شرفة منزلها بالطابق الثالث وعلى الفور انتقلت أجهزة أمن القاهرة لموقع البلاغ.

وبالانتقال والفحص، تبين من التحريات والمعاينة التي اجرتها أجهزة أمن القاهرة العثور على جثمان سيدة ثلاثينية ترتدي كامل ملابسها وبها سحجات وكدمات وكسور متفرقة وتم نقلها الي المشرحة تحت تصرف النيابة العامة في القاهرة.

وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة أن وراء ارتكاب الواقعة زوج المجني عليها حيث نشبت بينهما خلافات زوجية بسبب شكه في سلوكها فقام بإلقائها من الطابق الثالث من شرفة الشقة.

وعقب تقنين الاجراءات القت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة القبض على المتهم وتحرر المحضر اللازم وتم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • «زيلينسكي» يناشد دعم الغرب: لا أعرف أين ذهبت «200 مليار دولار» التي خصصتها أمريكا
  • العالم في حالة حرب.. هذه بؤر التوتر التي يتجاهلها الغرب
  • مسؤول إسرائيلي يحذر من استثمارات مصر العسكرية.. لماذا يحتاجون لها؟
  • التهجير والتخلص من الأونروا.. مخطط الكيان الصهيوني للقضاء على القضية الفلسطينية
  • الكيان الصهيوني يعتقل فلسطينيًا جنوب طوباس
  • لماذا ألقى شاب زوجته من بلكونة الثالث في السلام؟.. القصة الكاملة
  • «عمال مصر» تطالب الشعوب بدعم موقف القيادة السياسية لمواجهة مخططات الكيان الصهيوني برفح
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • بالأرقام والتفاصيل.. الكشف عن كافة العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني إسناداً لغزة