سودانايل:
2025-01-19@17:04:34 GMT

الموت بكآبة الاخبار

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

وجدي كامل

ذروة الموت من هذه الحرب المستعرة، المتفاقمة كلما يوم، ليست فقط في الموت بالاسلحة النارية، والمقذوفات، اوالموت بالتعرض للجوع نتيجة الفاقة، والمرض، ولكن الموت نتيجة الاصابة بالاخبار الصادمة الكئيبة التي تأتي من كل حدب وصوب فتستقر في قلوب،مهشمة، وهشة اوسعتها المفاجأة واللامعقول من اللسعات ما فاق قدرة احتمالها.


فقد قدرت المأساة ان ينزح نحو مليوني مواطن الى خارج البلاد وما يتجاوز العشرة مليون الى داخل انحاء السودان الآمنة نسبيا دون ان تكتب لهم نجاة كاملة مكتملة الاركان. فالموت يظل يلاحقهم ويستهدفهم في مهاربهم وملاذاتهم باسباب اخرى تتصل بتلقيهم واستقبالهم المتكرر لاخبار مجريات الحرب وفقدان ذويهم، وجيرانهم، ومعارفهم وخيرة علمائهم، مثقفيهم، وفنانينهم مما يثقل الكاهل بالاحزان، والقلوب بالاوجاع، والعقول بالهذيان والتوهان.
ما ان يمر يوم الا وترتقي روح عزيز او عزيرة، ويفارق الحياة احباء كثر لم يكن لهم يد، او نصيب فيما وقع من حرب، ولم يكونوا طرفا من اطرافها.
هؤلاء الضحايا العزل لا تكتفي آلة الحرب الجهنمية بطحنهم حين لم يحسبوا لها حسابا، او بنوا لها توقعات في أسوأ حال بل تجردهم من رفقة ورفقاء الحياة وحقوق العيش الكريم.
تمضي الحرب بخرابها وتخريبها دون توقف وبدون ان يعني ذلك شيئا لمشعليها الراغبين، الحالمين بالعودة الى الحكم، وكتائبهم، وقياداتهم العسكرية. كل ذلك لا يعني شيئا لغانمي الضحايا وسارقي الاموال، والذهب، والممتلكات الشخصية للمواطنيين، بقدر ما يزيد من اطماعهم ورغباتهم لبيع موت اكثر على اطباق متسخة متنوعة. فالفئة الشريرة القليلة المستفيدة من الحرب نأت بنفسها، واسرها، واقاربها من جغرافيا فوهات المدافع، وميادين القتال، وباتت تؤجج لها بالمال المدفوع لفرق الاعلام القاتل، الزبون لديها ولدى اجهزة مخابرات واستخبارات الطرفين.
فرق الاعلام والقونات المدفوعة الاثمان، ، ومع انطلاقة كل طلقة، ودوي مدفع، وقذف طيران للبراميل تزيد تجارة في الموت وتغذي حساباتها البنكية من جيوب القتلة على موسيقى جنائزية لا توفر للضحايا ادني كرامة او قيمة لارواحهم . تلك هي القوة الضاربة باسلحة اشد فتكا باحداثها للتضليل ونشرها لسمومه عبر الاخبار الكاذبة والشائعات ورواية، وتأليف سرديات ما لم يقع من احداث.
ان اعلام من يسمون ب ( البلابسة ) لا ينقل المعارك او يوثق لها، بل يصنعها كذلك ويختلقها عبر التسجيلات الصوتية، والتغريدات، واللايفات عبرالمنصات بدوافع بحث عن ثراء سريع ببيعهم لخدمات اقل ما يمكن وصفه بها انها خدمات قذرة، وهى كل ما يملكون من مواهب وقدرات.
ستتوقف الحرب عاجلا ام اجلا، ولكن ذاكرة هذا الشعب الابي بانسائه، ورجاله، وابنائه، وبناته البواسل لن تنس لهم لعبهم لتلك الادوار، ومشاركتهم في الحرب بابشع المحتويات التي تضاهي وتتفوق نزالة من بقر الاحشاء في المعركة من الجنود المسعورين.
سيتذكر الناس اي فظاعات ارتكبوها، واي ارواح قضت وذهبت نتيجة اعمالهم وخدماتهم المناوئة لحقوق الانسان عندما شجعت، ومجدت دمار الابرياء العزل، واجازت انتهاك البلاد جنبا الى جنب مع صنائعهم من ميليشيات متوحشة.

wagdik@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

العميل هادي جلو مرعي

بقلم : د . سنان السعدي ..

العميل مصطلح له اكثر من معنى منها ما هو مستخدم في عالم التجارة وقد يكون هذا العميل فرد او مؤسسة وهو هنا ركن مهم من اركان العملية التجارية اي انهم يقع ضمن النشاط الاقتصادي. والعميل من منظور آخر يأتي مرتبط بالعمالة ولا اقصد هنا الايدي العاملة وانما ارتباط الشخص ببلد ما والعمل لصالح ذلك البلد.
شخصا عرفته منذ زمن ليس ببعيد لكن اعتقد معرفة اربع سنوات كافية لسبر اغوار شخصيته بحكم عملي في المجال السياسي الذي نمى لدي نوعا من الفراسة والاستشراف. يمتلك هذا الرجل شخصية فريدة مكنته من بناء شبكة عنكبوتية من العلاقات مما مكنه من الوصل الى جميع من خلال نجاحه في اختراق قلوبهم فتملكهم جميعا. انخرط في الاعلام منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي واحتراف السياسة الى جانب الاعلام بعد عام 2003، وفتحت له اكثر من باب لولوج عالم النخبة غير انه لم يكن نهازاً للفرص حاله حال ابناء جيله الذين يشغلوا مناصب مهمة في عراق اليوم، بل انه ساهم في صناعة بعضهم الذين يشيحون بوجوههم عنه حين يرونه، مما اصابه بنوع من الاحباط فقرر بيع نفسه ليصبح عميلا انه العميل هادي جلو مرعي صاحب الاسم الحركي (ابا شيماء ) الذي اختار بقناعة تامة ان يكون عميلا للعراق ؟
هادي جلو مرعي شخصية جدلية في انتمائها ففيه انصهرت كل المذاهب والقوميات، مما اتاح له ان يصب جام غضبه على الجميع متى يشاء دون استعدائهم له فالكل يعرفه بانه بلا انتماء لأي جهة سياسية سوى العراق. اهم ما يميزه عن غيره اسلوبه الشعبوي القريب من لغة الشارع وهنا اقصد لغة الفقراء والبسطاء، صريح بكل شيء لا يوارب يمكن وصفه بالشخصية العجيبة فتجده صديقا للوزير والسفير والانسان الكادح والفقير في الوقت نفسه، محبوبا من الجميع ولاسيما الجنس اللطيف لا يجيد التصنع والاختيال، مثقف من نوع خاص له اطلاع في اكثر من مجال تارةً يتحدث في مجال الفن وتارةً اخرى في مجال السياسة، واخرى في مجال الاعلام. الا انه رغم ذلك ما زال يبحث عن ذاته التي تعيش مرحلة التيه كتيه بنو اسرائيل من قبله.
نصيحتي لك اخي ابا شيماء ( لا تجثر بحب الوطن يا هادي ) ،لأنك سوف تقلق لصوص الوطن . دمت عميلا للعراق

سنان السعدي

مقالات مشابهة

  • عوده ماسبيرو
  • العميل هادي جلو مرعي
  • كهرباء غزة: 450 مليون دولار خسائر قطاع الكهرباء نتيجة الحرب
  • رئيس الوزراء: قطر تعرضت لابتزاز رخيص.. ولم يقدم منتقدونا شيئاً سوى الصراخ
  • توضيح من البنك المركزي حول آليات عمل المنافذ
  • الاعلام العبري: يمنياً لا يوجد بيانٌ بوقف اطلاق الصواريخ
  • شاهد.. جنون الاعلام العبري..  خسرنا الحرب في غزة (فيديو)
  • ترامب حول اتفاق غزة: أنا صاحب الفضل.. بايدن لم يفعل شيئاً
  • ترامب: أنا من أوقفت الحرب في الشرق الأوسط وبايدن لم يفعل شيئا
  • مقدمات نشرات الاخبار المسائية