قالت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، إنه على إسرائيل الشعور بالخزي، فبالرغم مما تفعله في قطاع غزة إلا أن هناك شعب أعزل لا يمتلك سوى إرادة المقاومة المستمرة للشهر الحادي عشر، وهذا ما لا تفهمه تل أبيب، كما أن كل الأسلحة الفتاكة التي تحصل عليها خاصة من أمريكا لم تحقق أهدافها، حيث اعتقدت أنها ستفعل ذلك في عدة دقائق وتغادر، ولكن ما حدث أنها ظلت موجودة ولن تغادر إلا عندما تنتهي.

 

إصابة شاب برصاص الاحتلال خلال اقتحام نابلس المبعوثة الأميركية بالأمم المتحدة: اتفاق الهدنة في غزة يلوح بالأفق التعاطف مع المقاومة

وأضافت "الشوباشي"، خلال لقاء ببرنامج "هذا الصباح"، وتقدمه الإعلاميتان يارا مجدي وسمر الزهيري، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، "بغض النظر عن التعاطف مع المقاومة، لكن الإنسان عندما يرى طفل ممزق أمامه لا يستطيع ألا يبكي، والعالم أجمع لن ينس الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني حتى لو تم اتفاق بين الطرفين، وهناك تحولات في الرأي العام العالمي لم تكن منتظرة أو متصورة".

إسرائيل دولة محتلة لا تنتمي للإنسانية

وتابعت: "إسرائيل دولة محتلة لا تنتمي للإنسانية، أنا ضد التعصب لكن منظر الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين المرتزقة خلال دخولها المسجد الأقصى لضرب المصلين شيء لا يقبله العالم أجمع، وأرى مشاهد لم تشاهد على مدى الحروب السابقة كلها".

جدير بالذكر أن مستوطنون، قاموا باقتحام المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا صلوات تلمودية.

وأفاد شهود عيان بأن مستوطنين اقتحموا المسجد على شكل مجموعات، فيما حولت شرطة الاحتلال البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت مئات من عناصرها على مسافات متقاربة، خاصة عند بوابات المسجد الأقصى، وشددت إجراءاتها العسكرية عند أبوابه وأبواب البلدة القديمة، وفرضت قيودا على دخول المصلين ، وفقا لوكالة وفا.

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوامر بالإخلاء للمواطنين في مناطق عدة بشمال قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال أصدر الأوامر بالإخلاء في منطقة بيت حانون وأحياء المنشية والشيخ زايد والنازحين شمالي قطاع غزة، وفقا لوكالة وفا.

وشهدت المنطقة المذكورة حركة نزوح قسري بعد مطالبة جيش الاحتلال بإخلائها.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قد قالت في تقرير لها الأسبوع الماضي، إن أوامر الإخلاء القسري، التي يُصدرها جيش الاحتلال أصبحت حدثا يوميا لمواطني قطاع غزة، الذين يضطرون إلى المغادرة من أجل النجاة بأرواحهم.

وأضافت، أن العائلات تضطر إلى الانتقال مرارا وتكرارا، مع العلم أن الأمان غير موجود في أي مكان بقطاع غزة.

وأشارت "الأونروا" إلى أن 83% من قطاع غزة تم وضعه تحت أوامر الإخلاء أو صنفه جيش الاحتلال "مناطق محظورة".

ووفق آخر الإحصائيات، فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ نحو مليونين، بينهم 1.7 مليون يعيشون في منطقة المواصي غرب جنوب القطاع بظروف معيشية مروعة، وفق بيان سابق لمنظمة المساعدة الإنسانية الدولية "أوكسفام".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة الاحتلال فلسطين بوابة الوفد الوفد جیش الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إلى أي مدى بلغت خطورة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى؟

حذر محللون وخبراء من تصاعد خطورة اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، مؤكدين أن إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد في الحرم القدسي، على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وسط تواطؤ دولي وتخاذل عربي وإسلامي متزايد.

وجاءت هذه التحذيرات بالتزامن مع تصعيد استثنائي شهده المسجد الأقصى خلال اليومين الماضيين من عيد الفصح اليهودي، حيث اقتحم مئات المستوطنين باحات الحرم تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، في ظل قيود مشددة فرضت على دخول الفلسطينيين.

وحسب محافظة القدس، فإن الاقتحامات التي شارك فيها أعضاء كنيست وحاخامات بارزون تشكل "استفزازا صارخا" لمشاعر المسلمين، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الاستيطانية لإدخال القرابين وذبحها في باحات المسجد بذريعة "الهيكل المزعوم".

وتعليقا على ذلك، أكد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن الاقتحامات لم تعد أحداثا عرضية، بل تحولت إلى إستراتيجية ثابتة في سياق مشروع طويل المدى لتكريس "ستاتيكو" جديد داخل الحرم القدسي، يسمح بتقاسم الزمان والمكان مع المستوطنين.

واعتبر في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث" أن التوازي الزمني بين تصاعد الاقتحامات ومواسم الأعياد اليهودية وشهر رمضان ليس صدفة، بل جزء من خطة ممنهجة لاستغلال انشغال الإقليم والحرب الجارية في غزة لفرض وقائع ميدانية تحت غطاء ديني وسياسي.

إعلان تطور خطير

من جهته، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن ما يجري في الأقصى هو تطور خطير يستهدف تهويد الحرم بالكامل، وتحويله من مكان إسلامي خالص إلى موقع "مشترك"، ضمن مشروع توسعي يستند إلى فكر استيطاني متطرف.

وشدد البرغوثي على أن الاقتحامات المتكررة تترافق مع منع غالبية الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد، لا سيما سكان الضفة وغزة، مما يخلق واقعًا قسريًا من التقسيم الزماني والمكاني، يشبه ما جرى في الحرم الإبراهيمي بعد مجزرة عام 1994.

ويستند المخطط -وفق البرغوثي- إلى تزوير متعمد للهوية التاريخية للمكان، بزعم أن المسجد الأقصى يقتصر على البناء المعروف، متجاهلين أن الحرم يشمل كامل المساحة البالغة 144 دونمًا، بما فيها قبة الصخرة.

وأشار إلى أن الصلوات التلمودية التي تؤدى داخل باحات الأقصى، إلى جانب إدخال القرابين، تكشف أن الاحتلال يسعى لخلق طابع ديني يهودي للحرم، في تجاهل صارخ للقوانين الدولية والوصاية الهاشمية على المقدسات.

في حين، حمّل جبارين حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، بوصفها الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، المسؤولية عن التصعيد، مشيرا إلى أن الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يمثلان تيارا عقائديا لا يتحرك وفق أجندات انتخابية، بل انطلاقا من قناعات تلمودية.

وأوضح أن هذا التيار لا يسعى فقط للسيطرة الرمزية، بل يستغل فائض القوة الإسرائيلي لإخضاع الفلسطينيين وتكريس وقائع جديدة في المدينة المقدسة، مستفيدا من هشاشة المعسكر العلماني وتآكله في الداخل الإسرائيلي.

ضوء أخضر

وفي السياق ذاته، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي أن ضعف الموقفين العربي والإسلامي منح إسرائيل الضوء الأخضر للمضي في مخططاتها التهويدية، مشيرا إلى أن منظمة التعاون الإسلامي التي تأسست بعد حريق الأقصى عام 1969 لم تعد قادرة على أداء دورها.

إعلان

وأضاف أن "أقصى ما يصدر عن العواصم الإسلامية هو إدانات لفظية"، في ظل انشغال دول المنطقة بأزماتها الداخلية أو حساباتها مع الولايات المتحدة، مما جعل حكومة نتنياهو تتحرك دون أي رادع.

كما نبه إلى أن الصمت العربي والدولي يشجع إسرائيل على تجاوز كل الخطوط الحمراء، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال لم تكتف بتأمين الاقتحامات، بل تشجع عليها بمشاركة مسؤولين بارزين، مما يعني أن المشروع تجاوز مرحلة جس النبض إلى فرض الأمر الواقع.

وأكد الشايجي أن إسرائيل تستغل صعود التيار الديني الصهيوني في الداخل الأميركي، ووجود إدارة داعمة بالكامل لها مثل إدارة دونالد ترامب، لترسيخ هيمنتها الدينية في القدس، بالتوازي مع الحرب الجارية في غزة ومحاولات تقويض الدعم العربي لفلسطين.

وفي رده على سؤال حول خمول الشارع الفلسطيني، أوضح البرغوثي أن الضفة الغربية تعيش انتفاضة متواصلة منذ عام 2015، وأن الاحتلال لا يستطيع دخول أي منطقة دون أن يواجه مقاومة شعبية، لكن المشهد في غزة وما تبعه من دمار أحدث حالة من الإحباط العام.

وأكد أن أحد العوامل الرئيسية التي تعزز الاقتحامات هو غياب الوحدة الوطنية الفلسطينية، وافتقار الساحة إلى قيادة موحدة تعتمد إستراتيجية مقاومة فاعلة، تكون قادرة على تعبئة الداخل والتأثير على الرأي العام الدولي.

نتاج 3 عوامل

كما شدد البرغوثي على أن ما يجري في الأقصى هو نتاج تفاعل 3 عوامل، هي صعود حكومة إسرائيلية فاشية، وتنامي الفكر التلمودي الديني المتطرف، وغياب أي رد فعل عربي أو إسلامي يُحسب له حساب.

وتابع أن إسرائيل لا تحترم حتى اتفاقياتها الرسمية، بما فيها اتفاق وادي عربة مع الأردن الذي ينص على احترام الوصاية الهاشمية، لأن معيار السلوك الإسرائيلي هو ميزان القوى فقط، وليس المواثيق أو التعهدات.

من جانبه، تساءل جبارين عن حدود المراهنة على الداخل الإسرائيلي في ظل احتكار المشهد السياسي من قبل معسكرين يمينيين، أحدهما متطرف ديني والآخر أمني إستراتيجي، مع غياب فعلي لتيار علماني قادر على وقف الانزلاق نحو الصراع الديني.

إعلان

وأعاد التذكير بأن اسم "طوفان الأقصى" الذي أطلقته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- على عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يكن اعتباطيا، بل يعكس طبيعة الاستفزازات التي تمارسها إسرائيل في المسجد الأقصى، والتي كانت من أبرز محركات التصعيد الأخير.

واعتبر الشايجي أن إسرائيل باتت تتحرك بمنطق أنها فوق القانون الدولي، مدعومة بإدارة أميركية تبرر كل أفعالها، وتحارب من يجرؤ على انتقادها تحت تهمة "معاداة السامية"، حتى لو تعلق الأمر بحماية الحق في العبادة أو الدفاع عن مقدسات إسلامية.

وفي ختام الحلقة، شدد البرغوثي على أن إسرائيل تسعى لإنهاء الوضع القائم في الأقصى وفرض "أمر واقع جديد"، مضيفا أن "الرهان الوحيد الذي أثبت نجاعته في التصدي لمشاريع الاحتلال هو صمود الفلسطينيين، وتفعيل إرادة الشعوب العربية والإسلامية".

وأشار إلى أن المطلوب ليس إرسال جيوش، بل مواقف عملية، تبدأ بوقف التطبيع وقطع العلاقات، والضغط على الولايات المتحدة من خلال مصالحها في المنطقة، لردع الاحتلال وكبح مخططاته تجاه المسجد الأقصى.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الفلسطيني: مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده بالقاهرة فرصة فريدة لحشد الدعم
  • إلى أي مدى بلغت خطورة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى؟
  • 1149 مستوطنا يقتحمون الأقصى ومجلس الأوقاف يحذر من انتهاكات غير مسبوقة
  • بالفيديو.. متحدث محافظة القدس: ندين الإجراءات والممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى
  • محافظة القدس: 765 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى بحراسة مشددة من قوات الاحتلال
  • بعد أشهر من الاعتقال.. وصول 9 أسرى محررين من السجون الإسرائيلية إلى مستشفى شهداء الأقصى بغزة
  • واشنطن تتعهد ببدء المرحلة الثانية إذا أفرجت حماس عن أكثر من 8 محتجزين
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • بحراسة شرطة الاحتلال.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويدنسون باحاته
  • المسجد الأقصى يشهد اقتحامات واسعة مع أول أيام عيد الفصح اليهودي