تأجيل المفاوضات في القاهرة-عواقب وخطورة استمرار الحرب على الوضع الإنساني في السودان
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
زهير عثمان
شهدت الأزمة السودانية مؤخرًا تطورًا مؤسفًا مع تأجيل المفاوضات التي كانت مقررة بين وفد الحكومة السودانية والإدارة الأميركية في القاهرة. كان من المقرر أن تُعقد هذه المفاوضات خلال الأسبوع الحالي، لكن غياب وفد الحكومة السودانية وتوجه المبعوث الأميركي، توم بيرييلو، إلى سويسرا لمواصلة جهود الإغاثة يعكس تعثرًا جديدًا في مسار المفاوضات الهادفة إلى حل الأزمة السودانية.
تضارب حول موعد المفاوضات
تضاربت الأنباء في الساعات الأخيرة حول موعد مشاورات القاهرة، حيث أعلنت الحكومة السودانية في البداية استعدادها للمشاركة بناءً على اتصالات من الحكومة المصرية والجانب الأميركي. لكن لاحقًا، لم يحضر الوفد السوداني، ما أدى إلى إرجاء المحادثات. ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن سبب عدم الحضور يعود إلى اعتراض الحكومة السودانية على طريقة الدعوة التي وجهها المبعوث الأميركي، حيث تم إبلاغهم بالحضور بشكل فوري دون مراعاة التوقيت المناسب. هذا التطور أدى إلى تأجيل المشاورات وليس إلغائها، مع توقعات باستكمال الجانب الأميركي التفاوض في سويسرا عبر جولات جديدة.
الأضرار الإنسانية الناجمة عن تأجيل المفاوضات
يأتي تأجيل المفاوضات في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني داخل السودان بشكل حاد. مع استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تتزايد معاناة المدنيين، حيث يعانون من نقص في الغذاء والدواء، إضافة إلى النزوح الواسع الذي يهدد بحدوث كارثة إنسانية. المبعوث الأميركي توم بيرييلو أشار إلى أن التجويع لا يمكن أن يكون سلاحًا في الحرب، مما يعكس حجم الأزمة التي تتطلب تدخلًا عاجلًا. تأجيل المفاوضات يعطل جهود الإغاثة ويزيد من معاناة المدنيين، حيث أن وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية يتطلب التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف المتورطة في النزاع.
خطورة عدم الرغبة في وقف الحرب
تعكس تصريحات قوات الدعم السريع والجيش السوداني عدم وجود رغبة حقيقية من الطرفين في إنهاء الصراع. فبينما تتهم قوات الدعم السريع الجيش السوداني بالاستهتار بدعوات الوساطة، يشير مجلس السيادة السوداني إلى تحضيرات عسكرية مكثفة لاستهداف قوات الدعم السريع. هذه التصريحات تؤكد أن الأطراف المتحاربة تفضل الحلول العسكرية على الحلول التفاوضية، مما يزيد من خطورة استمرار الحرب.
تأثير الضغوط السياسية
يرى مراقبون أن الضغوط السياسية التي تُمارس على الحكومة السودانية، خاصة من القوى السياسية المرتبطة بالنظام السابق، تلعب دورًا كبيرًا في تعطيل مسارات التفاوض. هذه القوى تستهدف وقف مشاركة الحكومة في المفاوضات، ما يزيد من احتمالات استمرار النزاع لفترة أطول. المحلل السياسي عثمان ميرغني أشار إلى أن مفاوضات جنيف قد تستمر لفترة تزيد على شهر عبر جولات متعددة، مع أمل في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة.
إن تأجيل المفاوضات بين الحكومة السودانية والإدارة الأميركية يعكس تعقيد الأزمة السودانية وصعوبة التوصل إلى حل سريع. في ظل استمرار الحرب، يتدهور الوضع الإنساني بشكل متسارع، مما يجعل من الضروري أن تُبذل جهود أكبر من قبل المجتمع الدولي والأطراف السودانية المتورطة في النزاع لإنهاء هذه المأساة. إن استمرار عدم الرغبة في وقف الحرب سيؤدي إلى عواقب كارثية على الشعب السوداني، ويزيد من معاناته التي طال أمدها.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحکومة السودانیة تأجیل المفاوضات استمرار الحرب الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
بالصورة.. الأهلي المصري يهنئ الجماهير السودانية بالتأهل إلى نهائيات الأمم الأفريقية والشعب السوداني يرد: (عاشت مصر وعاش كبير القارة النادي الأهلي)
تقدم النادي الأهلي المصري, بالتهنئة إلى جماهير الكرة السودانية, والاتحاد السوداني لكرة القدم، بمناسبة تأهل منتخب صقور الجدان إلى نهائيات بطولة الأمم الإفريقية عن جدارة واستحقاق وتخطي كل الصعاب.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين فقد تقدم مجلس إدارة النادي الأهلي, برئاسة الكابتن محمود الخطيب بالتهنئة للشعب السوداني وجماهير الكرة السودانية ومنتخباتها متمنين لهم کل تقدم وازدهار.
وتأهل منتخب السودان رسميا الي بطولة أمم أفريقيا 2025 بعد تعادله سلبيا في مباراة أنجولا التي أقيمت بينهما ضمن منافسات الجولة السادسة من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025.
ووفقاً لمتابعات محرر موقع النيلين, فقد قابل الجمهور السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي تهنئة النادي الأهلي بسعادة كبيرة وكتبت بعض المعلقون تعليق متكرر قالوا فيه: (عاشت مصر وعاش كبير القارة النادي الأهلي)
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب