لماذا اطلق الدعم السريع سراح السفير كمال على عثمان ؟!
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
عمار يوسف الكندري
khalididrisahmed@gmail.com
ليس من السهل أن تقوم استخبارات الدعم السريع بإطلاق سراح شخص من معتقلاتهم خاصة لو كان هذا الشخص له صلة بموقع حكومي سيادي مؤثر، أو محسوب على النظام البائد وتنظيم الاخوان المسلمين داخل مؤسسة حكومية وهو أمر بديهي في ظل حرب شرسة بين مكونين عسكريين كل طرف يسعى الي سحق الاخر والقضاء عليه وتحقيق انتصار ولو معنوي وهو ذات الأمر الذي تقوم به استخبارات الجيش حيث تعتقل كل من له صلة او شبهة علاقة بقوات الدعم السريع من المدنيين حتى و إن كانت علاقة منطقية أو قبلية.
الشاهد في الأمر هو حادثة إعتقال أو إحتجاز السفير كمال على عثمان بواسطة استخبارات قوات الدعم السريع والذي كان في مايو ٢٠٢٣ وتم إطلاق سراحه لاحقا بعد أن قضى أربعين يوما في الحجز حسب روايته هو نفسه في حوار مع قناة الزرقاء الفضائية في سبتمبر ٢٠٢٣.
و لمن لا يعرف السفير كمال على عثمان فهو دبلوماسي بدرجة سفير بوزارة الخارجية السودانية وكان يشغل منصب مدير إدارة التوثيق وقتها و هو أحد كوادر التمكين السياسي والاجتماعي للنظام البائد حيث التحق بوازة الخارجية في العام 1993 وقد تم فصله عن العمل مع اخرين بواسطة قرارات لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو 1989، وتم إعادته للخدمة مرة أخرى بعد إنقلاب 25 أكتوبر 2021.
حكي المذكور من خلال اللقاء الذي تم معه في قناة الزرقاء تفاصيل كثيرة عن ظروف إحتجازه وعن لقاءات تمت بينه وبين قادة الدعم السريع مثل القائد عيسى بشارة وكان من المتوقع لقاء يجمعه مع قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو شخصيا ولكن لم يتم ذلك وتم الاكتفاء بلقاء مع القائد عيسى امبيلو والذي قام بحسن وفادته و رفادته حسب ما ذكر السيد السفير، ولكن ما لم يذكره أو يتجرأ على ذكره هو التفاصيل الحقيقية لما جري في هذه اللقاءات مع قادة الدعم السريع والتي أدت إلى إخلاء سبيله بعد هذه المدة القصيرة التي قضاها في الحجز!! والتي يمكن أن نسميها تفاهمات أو تسويات بالإدلاء بمعلومات حول عمل وزارة الخارجية والإرشاد عن أشخاص و عن منازل البعض.
لقد أراد السيد السفير عبر اللقاء الذي تم معه في قناة الزرقاء أن يحقق بطولة زائفة ويجعل من نفسه شخصية خارقة للفت إنتباه قيادة الوزارة وحكومة بورتسودان وفي نفس الوقت إبعاد شبهة تورطه في بالإدلاء بمعلومات حساسة تتعلق بوزارة الخارجية والعاملين بها لجهات تعتبرها الحكومة عدو.
نجح السيد السفير في تحويل امر إحتجازه الي رصيد من الرضا والحظوة عند قيادة الوزارة وحكومة بورتسودان حيث تم ترشيحه مؤخرا ليشغل منصب القنصل العام في جدة بالمملكة العربية السعودية على سبيل التعويض عن الأيام العجاف التي قضاها في معتقل الدعم السريع في وقت سابق.
ستنتهي هذه الحرب عاجلا أم آجلا و ستنجلي حقائق كثيرة تكشف عن من خانوا زملاءهم ورفاقهم ومن باع ومن إشتري.
عمار يوسف الكندري
فلادلفيا
٢٢ اغسطس ٢٠٢٤
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مقتل 7 مدنيين في قصف للدعم السريع على مخيم نازحين بالفاشر
الفاشر– أفادت مصادر محلية بمقتل 7 مدنيين وجرح 47 آخرين مساء السبت، نتيجة قصف مدفعي مكثف شنته قوات الدعم السريع على سوق مخيم أبو شوك للنازحين شمالي مدينة الفاشر، غرب السودان.
وشهدت المدينة خلال يومي الجمعة والسبت تبادلا للقصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما اضطر عشرات المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، للفرار من منازلهم إلى أماكن أكثر أمانا.
وقال مدير عام الصحة بشمال دارفور الدكتور إبراهيم خاطر، للجزيرة نت، إن وزارته سجلت 7 شهداء مدنيين و47 جريحا نتيجة القصف الذي استهدف سوق المخيم مساء السبت، مشيرا إلى أن جميع الضحايا من النساء، وأكد أن المستشفى السعودي الوحيد الذي لا يزال يعمل في المدينة يواصل تقديم خدماته بكفاءة عالية، مع حرصه على دعم السكان المحتاجين.
وقالت قيادة الفرقة السادسة مشاة بالجيش السوداني، في منشور على صفحتها بفيسبوك، إن قوات "الدعم السريع قصفت سوق الخضار في المخيم بثلاث قذائف هاوزر".
وأوضحت أنها "أحصت 15 قتيلا وعشرات الجرحى، مؤكدة بلهجة ساخرة "أن مليشيا التمرد لم تستهدف القوات المسلحة أو القوات المشتركة أو المستنفرين (قوات مساندة) أو المقاومة الشعبية، بل كانت تسعى لتحقيق الديمقراطية على حساب أرواح المواطنين العزل من خلال قصف الأسواق وموارد المياه في المدينة".
وفي السياق، وجّه قائد الفرقة السادسة مشاة في الفاشر اللواء محمد أحمد الخضر رسالة عبر فيديو نُشر على صفحة القيادة، دعا فيها قادة الدعم السريع في المدينة إلى وضع السلاح والانضمام إلى صفوف القوات المسلحة قبل فوات الأوان، وأكد على ضرورة الالتزام بمناشدات الحكماء وقادة الإدارة الأهلية، محذرا من الانجرار وراء "الفتن التي يثيرها قادتهم في الخارج".
ويعيش الآلاف من النازحين في مخيم أبو شوك، شمالي مدينة الفاشر، حالة من الخوف المستمر بعد أن تعرضت أسواقهم ومنازلهم لقصف مدفعي مميت من قِبل قوات الدعم السريع.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه هؤلاء النازحون أوضاعا إنسانية صعبة للغاية، في ظل غياب المنظمات والهيئات الدولية التي تقدم المساعدات الغذائية والخدمات الصحية والمياه الصالحة للشرب.
قلق متزايدووفق مصادر محلية، تواصل قوات الدعم السريع استهداف منازل المدنيين في وسط مدينة الفاشر باستخدام المدفعية الثقيلة، حيث تركز قصفها على بعض الأحياء الجنوبية والغربية.
واليوم الأحد، شُوهدت طائرة حربية للجيش السوداني تحلّق في سماء المدينة، في حين عزز الجيش وحلفاؤه دفاعاتهم في الأحياء الشرقية تحسبا لأي هجوم محتمل.
وفي حديثه للجزيرة نت، عبّر سليمان الطاهر، أحد سكان حي الرديف بمدينة الفاشر، عن قلقه الكبير على أرواح المدنيين العزل في ظل تصاعد القتال والقصف، وقال للجزيرة نت "لا نريد رؤية المزيد من الأبرياء يسقطون ضحايا لهذه المواجهات".
وناشد جميع الأطراف لوقف إطلاق النار فورا، والعمل على إيجاد حل سياسي ينهي هذا النزاع الدامي الذي أصبحت تكلفته باهظة على المدنيين.
وقالت المواطنة أفراح آدم، من مخيم أبو شوك للجزيرة نت، "نعيش في أجواء من الخوف والقلق. الأطفال لا يعرفون ما يحدث، ونعاني من نقص في الغذاء والمياه. نريد أن نعيش بسلام، ونطالب الجميع بإنهاء الحرب".