سودانايل:
2025-02-23@13:59:16 GMT

قصة قصيرة: [الكَرَبَة]

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

بقلم : عمر الحويج

أفراح هذه القرية تبدأ عادة لحظات وداع الشمس، ولكن في ذلك اليوم خالف أهل تلك القرية هذه العادة، وهو حدثٌ سيظلّ يذكره الناس ما عاشوا..

تعوّدَت بت دقلولة أن تصحو مع الصيحة الأولى للدّيكة ولكن في ذلك اليوم، وهي في نومها سمعت خبطات على الدَّلُّوكَة، رفعت رأسها إلا أنها عادت مرة أخرى إلى النوم، ولكنها هذه المرة أدخلت معها ذكريات عرسها، ابتسمت خجلة، وهي تذكر أنها رقصت أمام الناس عاريةً إلا من الرَّحَط ذي السّيور المتفرّقة، وحتى نهديها لم يسترهما ساتر، لو شاهدها آخر في هذه اللحظة لوجدها وقد شبكت يديها حول صدرها، والجزء الآخر من منطقة الخجل فيها، وكأنها في هذا العمر تخاف من عيون الناس.

الشيء الذي لم تفهمه، فأصبح دهشتها الدائمة، نساء هذه الأيام لم يفعلن مثل ما فعلنه في زمانها، بالرغم من ذلك سمعَت أن الرجال في "البَنْدَر" يضربون المرأة التي تعرِّي جزءاً من ساقيها!!. هذه المرة قفزت مذعورةً وكأن الصوت قد أتى إليها من تحت العَنْقَريب، أعقبته دقّات الشَّتَم، فتمتمت بصوتٍ عالٍ، بسم الله الرحمن الرحيم، يا حامد ابْ عصاةً سيف، وتذكرت، قبل أيام قال لها محمود ود بابكر أن طاحونة العمدة، قامت بَرَاها تكَرْكِب نُصّ الليل، يا حمد الرباع ولادك السُّراع، وهي لا يغباها أن ذلك الليل هو الذي يبيت فيه الأسطى ود عجيب مع أهله في الشرق، لكي يجهز لهم حاجيات السبوع من (سوق التلاتة)، قطع عليها تخيلاتها عثمان ود الحداد، وقد وقف فوق رأسها حاملاً بين يديه (السقو). في لحظة مرت بخاطرها كل فتيات القرية، توقفت عند كل واحدة منهن ولكنها أبداً لم تجد إحداهن قد حددوا لها زواجها في هذا اليوم. نظرت إلى ود الحداد مرة أخرى، تأكدت أنه (السقو)، نظرت إليه مندهشةً، مستفسرةً فهي تعرف أن ود الحداد "جلدوا حلو ما يملأ السقو مويه أكان كسروا رقبته"، ولكن لخيبتها تركها ود الحداد لحيرتها ودهشتها وهرول خارجاً وهو يقهقه بصوت عال حين تأكد له أنها قد استيقظت تماماً، نهضت من رقدتها، وبعجلة غير معهودة فيها كَرَبَتْ قُرْقَابها، فهي منذ زواجها وهي تعمل بنصيحة أمها، أن لا تَكْرُب بطنها عند النوم، فالزوج لا يحب أن يبحث عن موضعه كثيراً. في لحظات كانت خارج الحوش، تذكرت أنها تركت ود عاشّة المرحومة نائماً، فانقبض قلبها، فهي أبداً لم يحدث منذ أن ماتت أمه يوم ولادته أن تركته خلف بالها، عادت إليه مرة أخرى ولكنه كان نائماً،

وصوت دقّات الدَّلُّوكَة في الخارج يزداد، والسؤال، في شنو يا ربي؟؟، يمنع لحظة اختراق الصوت إلى أذنيها، لن توقظه، هكذا قررت لتذهب وتقف أمام الباب، فيكفي هذا لتعرف ماذا هناك، حملت معها (البَنْبَر) فالمسافة ليست بعيدة يمكنها أن ترى وهي في مجلسها قرب الباب، تعلقت نظراتها حيث (شجرة الدَّلُّوكَة)، أهل القرية كلهم يعبرون من عندها مهرولين إلى هناك، ازدادت دهشتها، هؤلاء الناس حتماً كانوا يعرفون، شجرة الدَّلُّوكَة مكتظة بالناس، برغم قصر نظرها وضعفه، فهي تستطيع أن ترى حتى الغبار المتطاير من جراء (العَرْضَة) التي يمارسها الصبيان، يمكنها من مجلسها أن تخمن الراقصة، فهذا هو ابَّشَر ود علوية لا يفارق الدائرة، حتى طاقيته المنسجة الحمراء لا يقرّ لها قرار، حتماً التي ترقص هي الشول بت أحمد، حقاً إنها جميلة، لا يطالها غير ابَّشَر زينة شباب القرية، من حنجرتها كادت تنزلق زغروده، ولكن احتبستها ذكرى، المسكين هي "رايداهو"، لكن ما في طريقة مع أبوها العمدة، القال داير يعرسها لي الوليد المفيعيص بتاع البندر الجابوه حكيم في الشفخانة، قال شنو؟، عشان عالجه من مرض الـ... ، أهه... هو عاد والله غاشِّيْهُ ساكت، المرض ده من وِعينا وفتَّحْنا، سمعنا قالو ده ما مرض حُكَمَا، أخير ليه كان اتيقن، وعرّس البت وشاف جديدها، قبل ما يفوت الفوات، آها كمان جاء الصعيليك ود الرجف الله "ماكل" الناس خشم ساكت، ليلو يجُوْغِر في المريسة، والأم بي هناك تسقي في الناس العَرَقِي، نوع ده يسو ليهو شنو؟، ما في بت تقوم ترقص أكان سمحة كان شينة، هو طالع فوق أكاتفين الصبيان، بس شوفوني، أهه عاد، الفيهُ حُرْقُصْ بَرَاهو بِرْقُص. صراخ حفيدها يجعلها تتوقف عن المتابعة، والناس ما زالت تتقاطر حيث شجرة الدَّلُّوكَة، تلملم ثوبها وتهرول إليه، تراه يبحث في الظلام عنها، يشتد صراخه، حين يجدها غير موجودة بالقرب منه. يصمت فجأة حين تمسك به وتحمله، يدعك عينيه حين تصطدمان بالضوء خارج الغرفة تجلس به على البنبر، يحس بما يجري حوله، يمسك بها من طرف ثوبها، يريدها أن تذهب به، ولكنها متأكدة من أنه لم يكمل نومه، وهذا ما يقلقها، يُمَّة في شنو؟، تمتم بها في غضب حين أحسّ أنها تجاهلت رغبته. تعال اطلع ارقد فوق "سَدْرِي" أكلمك بالفي، يستجيب لرغتبها في سرعة أدهشتها، وهي التي تعرف مدى عناده وتلفَّتت بحثاً عما تقوله، فهي نفسها لا تعرف ماذا حدث، ولكن يجب أن يكمل نومه، ضمَّته إلى صدرها في حنان وبدأت تهتز به إلى الأمام تارة وإلى الخلف أخرى، وهو لا يزال مستكيناً لها، مبحلقاً بعينيه إلى فمها، منتظراً منها أن تتكلم، نظرت إلى شجرة الدَّلُّوكَة التي لم تعد تسع كل الموجودين، وفي رأسها صورة عثمان ود الحداد وهو يحمل (السقو ) لأول مرة، وهي ما زالت مندهشة، والطفل يبحلق فيها بعينيه الناعستين، تنظر إليه وتبتسم:

قالوا كان في بلد زي بلدنا دي، كَرَبَة كبيرة ليها كرعين ما بنعدّن وخشماً واسع ما بتوصف، مليان سنون. الكربة دي قعدت تعضِّي في الناس، بالزمن الما شوية والتَّعَضِّيهو الكَرَبَة تقعد تشرب من دمه.. تشرب من دمه، لا من يقع ناشف، وقدر ما حاول أهل البلد دى يقتلوا الكَرَبَة ما قدروا عليها، وهي تعضِّي في الناس، والناس تموت من العض، لغاية ما جاء واحد، قالوا عليه ساحر، قال ليهم الكَرَبة دي ما بتموت إلا نامن تسمع نهيق حمار الوحش...

ما صدقوه في الأول.. ضحكوا، لكن وكت العض كتر، والموت ملا البلد، مرق صبيان القرية وقِدَّامُن الساحر وبقوا يفتشوا لي حمار الوحش وبعد تعب وعطش وموت لِقُوه...ولمن دخل البلد ونهق أكان الكَرَبَة وقعت ميتة، واتلمّ اليوم داك الناس في شجرة.. ذي شجرتنا دي، وقعدوا يرقصوا ويغنوا ويعرضوا.. و.. ونظرت إلى الطفل، فإذا به قد أغمض عينيه ونام، حملته بهدوء ودخلت به إلى الغرفة لتضعه على عنقريبه وأصوات الدَّلُّوكَة ترتفع اكثر... ودقات الشَّتَم تعلو... وهي حتى الآن لم تعرف ماذا حدث، لكن وكت الولد صحى مرة ونام تاني، ما أظن يصحى بعد ده.. اللَّمْشِي أشوف الناس ديل مالُن... وتضع من فوقه ثوبها القديم، حتى تطمئن أكثر، ثم بعدها تهرول إلى الخارج، ولا يزال السؤال في شنو يا ربي؟؟... يمنع لحظة، اختراق صوت دقات الدَّلُّوكَة إلى أذنيها.

omeralhiwaig441@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الک ر ب ة

إقرأ أيضاً:

الشهيد المساعد/ محمد علي عبدالمجيد

لا تكتمل زينة المجامع العسكرية ، وأعراسُ الوطن ، ومحافلُ ( الرجالة ) الا بحضور الفتى الذي ( تَرمّز ) أي أصبح رمزاً يحمل ملامح هذا الجيش العنيد ، فارداً ساعد العطاء الأخضر ، كأنه يحصدُ الثريا بعزمه ، ويغزلُ من خُيوط الضياء الوانَ العلم ، الذي يغرِزه في هام العز من أم رأسه ، ويشتملُ شبكة التمويه كأنها عباءة قُدّت من ديباج الأساطير في بلاط العز الأثيل ، والمجد الموروث ، يطلُ على المجامع من على منبرِ صوته الذي صِيغَ من رعدِ العواصف ، وقصف مدافع المرابطين ، وصفير نسور الجو في مغارات الهجيع على أوكار الخيانة ،

يغمسُ سهم الكلمة في ( إكسير الحياة ) فتنتفض ، حتى تملأ مدى السامعين ، وتشمخُ كأنها غيمةٌ معصرةٌ ثجاجٌ ، تغسلُ ما ران في قلوب التردد ، وتجلو كل رجسٍ ، وتوطّنُ الأقدام ثباتاُ لا تزحزُح بعده .
رجل ذكي الفؤاد ، حاضر الذهن ، نقي التوجه والإنتماء ، لا شِيّةَ فيه ،

عظيمُ مذخورِ الكلام ، يملك نواصي التصوير ، بليغُ المفردات ، ثريُ الوجدان بالمعارف والمكونات للثقافة الوطنية ، يحملُ خريطة الوطن بين جنبيه ، بطول تدفق الأنهار ، وبعرض كل مستخفٍ بليلٍ أو ساربٍ بالنهار ، ممن يعمرُ دروب الحياة ، في سهول الطين ، وقيزان الرمل ، وحصحاص الحجر ، وآكام الشوك في نطاق السافنا ، وبعمق التاريخ ، الثاوي تحت طِباق الأرض في الإهرامات ، والقباب ، وسوح المعارك ، والمزارات ، وحيث تفرقت أشلاءُ الشهداء ، كأنها أوتادٌ تشدُّ خيمة البقاء أن تهوي بها الريح في مكان سحيق ، أو كأنها نجوم نزلت على أديم الأرض علاماتِ هدايةٍ للسالكين في البر ، والبحر ، والجو .

شامخٌ كأنه يطٍلُّ من على صهوة صافناتٍ جياد ، أو راكباً حَوية ( كلساً جرايده كُبار ) ما رأى الناس للكاكي الأخضر منظراً ، أروع مما رأوه ممتلئاً حماسة ، وفُتوةً ومهابةُ ، وتحدياً ، يسري كالندي في عروق اليباب ،

لا يختاله الشك أبداً في ما يقول ، يُغدقُ على كلماته من ( لغة الجسد ) ما يجعل لها دوياً لافتاُ كصوت نداءات المآذن للصلاة .
صاغ الجيش نثراً وشعراً ، خلد أمجاده ، وعدد مناقبه ، وأحصى تشكيلاته ووحداته ، وعلق عُقود الكلمات على أعناق القيادات ، وثقّ عُرى التواصل الوجداني مع رفد الشهداء ، تلا على الناس وصاياهم ، وقسم ميراثهم بالسوية ، وهو المضي على ذات الدرب حتى بلوغ إحدى الحسنيين .

المساعد ( الشهيد بإذن ربه ) محمد علي ، ظل يدفع حمم الحماسة من عمقه كأنه بركان ( كاني نوي اوهامو ) في جزيرة هاواي ، لا يستكين .
وظل يدور بين الوحدات ، والمتحركات ، والمدن ، وحيث ما انعقدت للجيش راية ، كان هو ( أبو العريس ) هاشاً ، مبشراً ، حَفياً ، يمشي بين الناس مطيباً الخواطر .

يرفع القيادات الى مقاماتها ، ويٌنزل الرجال منازلهم ، يَحُدُ السيوف ، ويٌصَفّر السلاح ، ويبري السهام ، ويُزودُ المجاهدين بزاد المعنويات الذي لا يَتَسنه ، يتبعهم صداه كأنه جُنةٌ تحميهم من هواجس مما يخافه الناس ، يتراءى فوقهم قوس قزح النصر في سماء السودان العصية على تَسمُع الشياطين .

حتى أصبح المساعد محمد علي ، ظاهرةً تجاوزت مداه ( الفرداني ) الى روح من تجليات حرب الكرامة ، لها من مُرِّ الصبر على الأذي صمتٌ عبوس ، ولها من فرحة النصر ، نغم الزغاريد المتدفقة من ينابيع الحمد والشكر لله .
ظاهرة المساعد محمد علي ، لها سهم في كل جحفل متحرك ، ومدافع متربص ، هو في وعي كل قائد ، وعزم كل مجاهد ، ووعد الثبات عند اللقاء .

ما ( رطن رشاش ) الا وتشبث وقعُ رُصاصه بما أمضاه من حروف ، ولا انفلقت دانة الا وجوازها المسافة على إشارته ، ولا توسد الثري شهيد إلا وانتظم بيتاً في قصائده .
اجتهد في استفراغ جهده ، ونثر ما في كنانته ، كأنه على موعد مع الشهادة ، التي خاطب فيها الشهيد ( مكاوي حبيب الشعب )

يوصيه أنه إذا قام في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن يبلغه شوقاً بات لا يُحمل ).
وهكذا ظل الرجل مرابطاً متنقلاً بين محافل العز وطُبول النداء ، ومجامع الأبطال ، ومتحركات الفتح المبين ، حتى غيض الله النصر ، للجيش ومن أعان الجيش ، ولم يبقى من المليشيا إلا بضعة أجحار تضيق بها كل ساعة ، ولات حين مناص ومهرب ، وبدأت وفود عودة الناس الى الديار ، التي ظن الجنجويد أنهم إمتلكوها كما قال المأفون ياجوج وماجوج ( دا حَقِنا ) وعادت سنار الولاية ، والجزيرة الخضراء ، وسائر عيون أم در ، وربوع بحري ، وخصر الخرطوم الجميلة .
هنا كأن الشهيد قد اطمأنت نفسه المسكونة بالقلق ، أن الأمر قد استقر ، وأن الشعب وجيشه قد عبروا مخاض التحدي ، وأن المؤامرة قد غرقت في اليم كما غرق سلطان فرعون .
عندها كان قدر الله اللطيف بحسن الختام ، حيث وقف الشهيد كالعهد به ، خطيب حفل قرية الكمر بمحلية المتمة ولاية نهر النيل ، وهم يكرمون أسر شهداء معركة الكرامة ، ويحتفون بالعسكريين الذين رابطوا في الوحدات بالخرطوم منذ أبريل عام ٢٠٢٣م ،

وهو من أكارم المرابطين ، و ليس بينه والشهادة الا كيلومترات حتى بوابة مدينة الحقنة .
إنّ ألسنةَ الخلق أقلامُ الحق ، وشهادة العلم من الناس عدلٌ ، ولا يحفظ الغيب الا الله
اللهم إنا نتوجه اليك وندعوك بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى ، أن تقبل شفاعة الشافعين في المجاهد الشهيد محمد علي ، نُشهدُ اللهم على أنه بذل نفسه ، ووُسعه ، ولسانه ، وعقله ، محرضاُ على القتال ، حاضاُ على المكارم ، رافعاً رايات التوحيد ، مؤذناُ صادحاً بالفلاح ، فتقبل شهادته ، وأعلي درجاته في الجنات ، وأخلفه في أهله بخير
التعازي للسيد الرئيس القائد العام للقوات المسلحة
ولكل القيادات على كافة المستويات ، الى وحدته المهندسين ، الى إخوانه ، وزملائه ، ولشعب السودان الذي أحبه ، وأنصت اليه ، وتفاعل معه.
إنا لله وإنا اليه راجعون
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

لواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أسرى إسرائيليون يتجوّلون بـ«بستان زيتون» قبل الإفراج عنهم.. وتحذير «نتنياهو» من إفشال الصفقة
  • قبل تسليمها.. القسام تنشر محادثة رهينة عن "شجرة الزيتون"
  • جندي صهيوني يقول: عمر شجرة الزيتون اكبر من عمر دولتنا (فيديو) 
  • هل سمعت يوماً عن «الورق الطائر» أو «شجرة الزجاجة».. تعرف إليهما؟
  • فيديو لمكان دفن نصرالله كوديعة.. الناس يتحلّقون حوله
  • محافظ المنيا: زراعة دفعة جديدة من الشتلات ضمن مبادرة 100 مليون شجرة
  • بتوقيت واشنطن آن الأوان لنزول قسد عن شجرة الحكم الذاتي
  • شجرة الزيتون تفضح الغرباء وترسخ الهوية.. لافتات تسليم الأسرى تروي حكاية الصمود
  • الشهيد المساعد/ محمد علي عبدالمجيد
  • التفاهة طغيان الضياع