سودانايل:
2024-11-05@12:39:48 GMT

ميشيل أوباما هل ترمي بظلالها على السودان

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

استمعت للكلمة التي قدمتها ميشيل أوباما في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الأمريكي في ولاية شيكاغو، و كانت ميشيل واضحة في حديثها و مباشرة في نقدها إلي مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد جون ترامب، في البداية أكدت على دعمها لكاماملا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، و انتقدت ترامب انتقادا حادا باعتباره يتلاعب بالكلمات التي تعتقد فيها قدر عال من العنصرية تجاه السود، و قالت لكن قوة الأمل التي تملأ عبق الهواء هو الذي سوف يخرجنا من الحالة التي يحاول ترامب أن ينثرها في المجتمع، من خوفه من السود المتعلمين الناجحين، و انتقدت دعوته للحد من الانجاب و خفض الرعاية الصحية و غيرها، كانت ميشيل أوباما واضحة و صريحة و مباشرة، لذلك أعتبرت كلمتها من أهم الكلمات التي قيلت في المؤتمر.

..
أن كلمة ميشيل ربما يستمع لها القيليل من السودانيين المهتمين بالقضايا السياسية، و خاصة الذين يهتمون بالشؤون الدولية، لكنها تعتبر واحدة من دروس الديمقراطية في المواجهة، على المنافس و كيف فهمه و فهم الإشارات التي يرسلها و الرموز التي يستخدمها.. و المواجهة الصريحة بعيدا عن الإساءة و الإسفاف هي التي تجد طريقها مباشرة إلي عقول و قلوب الناس. و الديمقراطية ليست شعارات و هتافات أنما هي وعي وإدراك للواقع، و استيعاب لبرنامج المنافس و كيفية تفنيده و تحليله.. و دائما المنافس لا يتخوف من الشتم و الإساءات و غيرها، لأنها تبين ضعف مقدرات قائلها، لكنه يتخوف من المنافس الذي يجيد قراءة ما بين السطور، و يفضح الإشارات و الرموز في اللغة التي تستخدم.. أننا في السودان حقيقة لم نصل لهذه الدرجة من الوعي السياسي الذي يجعل القيادات أن تكون صريحة في خطابها مع الجماهير، و أن تتحدث بلغة مباشرة و مرتبة لتبين من خلالها رؤيتها، و في نفس الوقت تنقد لغة المنافس في سياق الرآي و الرأي الأخر، ليس بهدف تدميره و تكسيره أنما بهدف توعيته، و انتشاله من تسيد ثقافة شمولية إلي ثقافة أخرى تحتاج لإعادة في طريقة التفكير، و أحترام للأخر مهما كانت درجة الخلاف معه، فالتغيير لأنه يعتمد على الوعي و على الفكر هو الطريق الذي تخاف منه العديد من القيادات السياسية.. أن طول فترة الإنقاذ قد أثرت سلبا على الأحزاب و صعدت إلي قيادتها عنصر تنفيذية قدراتها الفكرية متواضعة، هؤلاء لا يملكون تصورات للحل، و لا يستطيعون إجراء حوارات مع الأخرى يتخوفون الخذلان.. و همهم هو كيف يحافظون على مواقعهم القيادية ..
إذا كانت هناك قيادات حزبية في السودان تعتقد أن الإسلاميين و الجيش يشكلون تحديا لعملية التحول الديمقراطي، ما هي رؤيتهم للحل.. كان المتوقع أن يتحول التحدي إلي برنامج في الورق يبين تصورات كل حزب للحل، و تنشر في الصحف السيارة لكي تخلق حوارا يقارب بين المسافات، و في نفس الوقت يعيد الثقة بين الأطراف المختلفة، و يخفف لغة العنف و التحدي، و يحولها إلي لغة حوارية تخلق وعيا جماهيريا يزيد من قوة الثقافة الديمقراطية و يعمل على ترسيخها في المجتمع.. لكن للأسف أن الثلاثة عقود عمر الإنقاذ قد أثرت في الأحزاب تأثيرا سلبيا مباشرا..
ليس غريبا أن تجد لغة الحوار متواضعة في لساحة السياسية و تميل إلي استخدام الفزاعات، أي أن يصمت الأخر.. راقب في " Social Media " التعليقات أغلبيتها تستخدم كلمتين " كيزان و فلول" حقيقة تبين تواضع الثقافة التي حاولت أن تنشرها قيادات الأحزاب، أن تبخس حديث الأخر الذي لا تملك القدرة على نقده بمنهج علمي، حتى تسهم في نشر ثقافة ديمقراطية، تعلم الأخر طريقة النقد العلمية لأي مقال عندك فيه وجهة نظر.. لكن محاولة رمي التهم هي تعضيد للثقافة الشمولية التي ترسخت في المجتمع عبر التراكم لفترة طويلة..
أن الاستماع لمثل خطابات ميشيل أوباما و باراك أوباما و بيل كلينتون و أخرين من قياداة الحزب الديمقراطية مسألة مهمة للقيادات السياسية السودانية، أولئك الذين يرفعون شعارات الديمقراطية و يمارسون نقيضها.. و الديمقراطية وعي و ثقافة و قوانين و لوائح و أهمها الممارسة و احترام القوانين و معرفة الحقوق و الواجبات.. أن الذين يتحدثون عن عملية التحول الديمقراطي في البلاد، و في نفس الوقت ينشرون لغة الإقصاء و الفزاعات لا اعتقد أن هؤلاء آهلا لعملية التغيير و التحول الديمقراطي.. بعد سقوط الإنقاذ أي شخص متابع للشأن السياسي كان يتوقع أن عناصر النظام السابق سوف يشكلون تحدي للنظام الجديد، ليس لأنهم كيزان و فلول.! فقط لأنهم كقوى سياسية كانت أكثر تنظيما من غيرها بعد الانتفاضة 1986م، و حكمت ثلاثين عاما أكتسبت فيها خبرة واسعة في إدارة الأزمة، و أيضا هناك مجموعات من الأحزاب الأخرى شاركت معها في السلطة، هؤلاء كانت لهم مصالح مع الإنقاذ، و سوف يشكلون التحديا للنظام الجديد.. لكن أغلبية القيادات السياسية من " الناشطين" كانوا يعتقدوا أن سقوط الإنقاذ يعني كل شخص كان مع النظام يروح لحال سبيله، هؤلاء ليس هم الاتحاد الإشتراكي.. هذا تنظيم أيديولوجي سيظل يصارع حتى يصبح جزءا من العملية السياسية.. من هذا المنطلق كان يجب أن يكون التفكير لآن الهدف هو التحول الديمقراطي، و تأمينه لكي يصبح هو نظام التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.. لكن للأسف كان هدف القيادات السياسية الوصول للسلطة و المحاصصات و ليس عملية التحول الديمقراطي.. الرهان على السلطة يعني استمرار للصراع و لا تضمن نهاياته، و لا الأدوات التي تستخدم فيه، و لا تستطيع أن تمنع الجيش الدخول فيه.. و المنتصر هو الذي يملك القوة.. و القوى المدنية قد خسرت الشارع الذي كان يحافظ على توازن القوى... نسأل الله حسن البصيرة...

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التحول الدیمقراطی میشیل أوباما

إقرأ أيضاً:

المصري الديمقراطي الاجتماعي: نحتاج وقت أكبر لمناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية

أعلنت النائبة مها عبد الناصر عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، رفض حزبها تعديلات قانون الإجراءات الجنائية الجديد.

وانتقدت خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، اليوم الاثنين، إحالة المواطنين للمحاكمة دون تحقيق، مطالبة بإعادة النظر في بعض المواد ودراستها بشكل أكبر.

وتابعت: «نحتاج وقت أكبر لمناقشة القانون حيث يتضمن 540 مادة وهو قانون مهم، والمصريين يستاهلوا أفضل من هذا».

وانتقدت عدم تطبيق البدائل الإلكترونية للحبس الاحتياطي، رافضة ما وصفته توسيع سلطات مأموري الضبط القضائي

مقالات مشابهة

  • خاصة الطلاب.. السيسي يوجه بإزالة العقبات التي تواجه السودانيين في مصر
  • رئيس حزب الشعب الديمقراطي بالسودان.. يؤكد أهمية لقاء البرهان والرئيس السيسي في هذا التوقيت
  • الفيل الجمهوري والحمار الديمقراطي.. متنافسان لا يختلفان على الكيان
  • المصري الديمقراطي الاجتماعي: نحتاج وقت أكبر لمناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية
  • مختار: لا ينبغي استمرار انقسام مجلس الدولة الذي يعد الواجهة السياسية للمنطقة الغربية
  • رسالة ميشيل أوباما الإنسانية
  • بويصير: ما أبهى الديمقراطية.. أدليتُ بصوتي في الانتخابات الأمريكية
  • ما هي أسلحة القوة التي يستعين بها مرشحو الانتخابات الأمريكية؟.. تعرّف على التفاصيل
  • مع اقتراب الانتخابات.. أحداث فارقة في مسيرة الديمقراطية الأمريكية
  • الواقعية السياسية التي قيدت يد إسرائيل