بغداد اليوم -  بغداد

علق استاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، اليوم الجمعة (23 آب 2024)، على إمكانية نجاح الولايات المتحدة الأمريكية في الحد من توسع ايران الاقتصادي في العراق.

وقال السعدي لـ "بغداد اليوم" إن "إيران لديها نفوذ اقتصادي وسياسي كبير في العراق، وهذا النفوذ تم تعزيزه على مدى عقود من العلاقات الثنائية المعقدة بين البلدين.

وإيران تعتبر العراق جزءًا أساسيًا من استراتيجية نفوذها في الشرق الأوسط، سواء من خلال الاستثمارات المباشرة أو من خلال تصدير الغاز والكهرباء، ومع ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الولايات المتحدة تمتلك أدوات ضغط قوية، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران".

وبيّن أن "هذه العقوبات تسببت بالفعل في تعقيد قدرة إيران على تنفيذ مشاريع كبيرة وتوسيع نفوذها الاقتصادي في العراق. من ناحية أخرى، فإن قدرة الولايات المتحدة على تقليص هذا النفوذ بشكل كامل قد تواجه تحديات كبيرة. العراق يعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء، وهذا يجعل من الصعب على الحكومة العراقية اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى قطع هذه الإمدادات دون بديل موثوق".

وأضاف إن "نجاح الولايات المتحدة في خنق إيران اقتصاديًا في العراق من خلال سحب المشاريع الاستثمارية في مجال الطاقة ،ففي هذا الجانب، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن سحب الاستثمارات من مشاريع الطاقة التي تسيطر عليها إيران في العراق قد يكون له تأثير محدود. العديد من هذه المشاريع تعتمد بشكل كبير على البنية التحتية الإيرانية، مما يعني أن سحبها أو محاولة استبدالها بمشاريع أخرى يتطلب وقتًا وموارد ضخمة. العراق يعاني من نقص كبير في الطاقة، وأي خطوة لسحب الاستثمارات الإيرانية قد تؤدي إلى زيادة هذا النقص، مما قد يزيد من التوترات السياسية والاقتصادية داخل العراق".

وأكد السعدي أنه "لذا اعتقد وحسب قراءتي للمشهد، ان العراق قد يفضل البقاء بالحفاظ على علاقات متوازنة مع كلا الطرفين (إيران والولايات المتحدة) لضمان استقرار إمدادات الطاقة وتحقيق أهدافه الاقتصادية. لذا، فإن إلغاء المشاريع أو سحبها بالكامل قد يواجه مقاومة ليس فقط من إيران ولكن أيضًا من جهات داخل العراق".

وبين أن "إيران لن تقف مكتوفة الأيدي إذا حاولت الولايات المتحدة الحد من نفوذها في العراق. إيران لديها وسائل متعددة للرد، بما في ذلك تعميق علاقاتها مع الجهات السياسية العراقية وإبقاء النفوذ العسكري والسياسي في البلاد. كما أن إيران قد تلجأ إلى استخدام أدواتها الاقتصادية والسياسية للضغط على الحكومة العراقية من أجل مقاومة أي محاولة لتقليص النفوذ الإيراني".

وختم استاذ الاقتصاد الدولي قوله: "أرى أن الولايات المتحدة ستواجه تحديات كبيرة في محاولتها الحد من النفوذ الإيراني في العراق ونجاح هذه المحاولات يعتمد بشكل كبير على القدرة الأمريكية على توفير بدائل موثوقة للعراق في مجالات الطاقة والاستثمار، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات العراقية التي قد تكون مترددة في مواجهة إيران بشكل مباشر. ومن ناحية أخرى، إيران ستسعى بكل قوتها للحفاظ على مصالحها في العراق ولن تتوانى عن استخدام كل ما لديها من وسائل لضمان استمرار نفوذها الاقتصادي والسياسي".

وكان الخبير في الشأن الأمني مخلد حازم، أكد الخميس (22 آب 2024)، أن الهدنة التي نتجت عن اتفاق الحكومة مع الفصائل لإيقاف استهداف المقرات والقواعد العسكرية الأمريكية انتهت.

وقال حازم في حديث لـ"بغداد اليوم" إن "الهدنة انفرط عقدها، وإذا تم التصعيد من الجانب الأمريكي فإن رد الفعل من الفصائل سيستمر ضد القواعد والمقرات العسكرية للقوات الأمريكية".

وأضاف أنه "لا أحد يعرف ما ستقوم به القوات الأمريكية من تحركات، وقد يكون الاستهداف غير معلوم الوقت، كما حصل في قصف جرف الصخر، ولكن بالعموم فإن الهدنة التي رعتها الحكومة العراقية سابقا انتهت، والفصائل الآن تتحرك بأي وقت وتستهدف أي منطقة فيها تواجد للمصالح الأمريكية".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق الحد من

إقرأ أيضاً:

واشنطن: باكستان تطور صواريخ قادرة على ضرب الأراضي الأمريكية

20 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: صرح نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر، اليوم الخميس، بأن باكستان المسلحة نوويا تطور قدرات صواريخ باليستية بعيدة المدى، قد تمكنها مستقبلا من استهداف أهداف خارج جنوب آسيا، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن فاينر قوله، إن تصرفات إسلام آباد تثير “أسئلة حقيقية” حول أهداف برنامجها للصواريخ الباليستية.

وأضاف فاينر خلال حديثه في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: “بصراحة، من الصعب أن نرى أفعال باكستان إلا باعتبارها تهديدا ناشئا للولايات المتحدة”.

وأوضح أن باكستان طورت تقنيات صواريخ متقدمة بشكل متزايد، من أنظمة صواريخ باليستية بعيدة المدى إلى معدات تتيح اختبار محركات صواريخ أكبر بكثير.
كما أشار إلى أنه إذا استمرت هذه التوجهات، فإن “باكستان ستمتلك القدرة على ضرب أهداف تتجاوز جنوب آسيا، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة”.

يشار إلى أن تصريحات المسؤول الأمريكي جاءت بعد يوم من إعلان واشنطن عن جولة جديدة من العقوبات المرتبطة ببرنامج باكستان لتطوير الصواريخ الباليستية، والتي شملت وكالة الدفاع الحكومية المشرفة على هذا البرنامج.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إيران في ورطة.. طهران تقف عاجزة أمام كميات مهولة من النفط المُخَزَّنة في ناقلات راسية في البحر
  • اعتراف أمريكي بمحاولات تغيير النظام في إيران
  • ماذا دار في أول لقاء رسمي بين الولايات المتحدة والشرع؟
  • بعد 5 سنوات من رصده.. الولايات المتحدة تعلن القضاء على "الدبور القاتل"
  • واشنطن: باكستان تطور صواريخ قادرة على ضرب الأراضي الأمريكية
  • أمريكا توسع عقوباتها على الناقلات للضغط على إيران
  • "واشنطن بوست": عمليات ترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة تسجل رقما قياسيا
  • صحيفة عبرية: الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات على سموتريتش وبن جفير
  • بلينكن: الولايات المتحدة ملتزمة بالعملية الانتقالية في سوريا
  • الولايات المتحدة تعلن القضاء على الدبور القاتل