صادقت المحكمة العليا الفنزويلية التي يعتبرها مراقبون موالية للسلطات، الخميس، على الفوز المعلن للرئيس نيكولاس مادورو بالانتخابات الرئاسية التي جرت في يوليوز ورفضت نتائجها المعارضة ودول أجنبية عدة متحدثة عن شبهات تزوير.

وقالت محكمة العدل العليا في حكم تلته رئيستها كاريسليا رودريغيز إنها « صدقت بشكل لا لبس فيه مواد الانتخابات، وتصادق على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في يوليوز 2024 كما أصدرها المجلس الوطني الانتخابي، حيث انتخب المواطن نيكولاس مادورو موروس رئيسا لجمهورية فنزويلا البوليفارية للفترة الدستورية 2025-2031 ».

وكانت المعارضة استبقت هذه المصادقة بالقول إنها ستعتبر أي قرار يصدر عن المحكمة العليا بهذا الاتجاه « باطلا ولاغيا « ، مؤكدة أن من فاز في الواقع هو مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا وبفارق شاسع عن الرئيس المنتهية ولايته.

ومادورو هو الذي قدم التماسا للمحكمة العليا في مطلع غشت لتأكيد فوزه في الانتخابات.

وأثار الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس الاشتراكي لولاية ثالثة تظاهرات احتجاجية عفوية قمعتها السلطات بالحديد والنار.

وسقط في تلك الاحتجاجات 27 قتيلا، وفق أحدث حصيلة أعلنها المدعي العام طارق وليام صعب الخميس. وكانت الحصيلة السابقة التي تعود إلى 12 غشت، تفيد بمقتل 25 شخصا وإصابة 192، بينما أوقفت السلطات 2400 شخص.

وأكدت رودريغيز أن « بطاقات الاقتراع الصادرة عن المجلس الانتخابي الوطني (…) مدعومة بمحاضر الفرز الصادرة عن كل آلة من آلات التصويت (…) تتوافق تماما مع السجلات الموجودة في قواعد بيانات مراكز الفرز الوطنية ».

وأعلن فوز مادورو بنسبة 52% من الأصوات من قبل المجلس الوطني الانتخابي الذي لم ينشر محاضر مراكز الاقتراع بدعوى أنه تعرض لقرصنة إلكترونية، وهو ما شككت به المعارضة والعديد من المراقبين.

وبحسب المعارضة التي نشرت محاضر لجان الفرز بعدما حصلت عليها بفضل مدققيها، فقد فاز مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا بأكثر من 60% من الأصوات.

لكن رئيس البرلمان خورخي رودريغيز أكد أن هذه النتيجة « كاذبة ».

بدورها، أكدت رئيسة المحكمة العليا، الخميس، أن هناك « أدلة على حدوث هجوم إلكتروني واسع النطاق ضد النظام الانتخابي ».

وكان غونزاليس أوروتيا استبق قرار المحكمة العليا بالقول إن المعارضة لن تعترف به.

وقال صباح الخميس عبر شبكات التواصل الاجتماعي « أيها السادة في محكمة العدل العليا: لن يحل أي قرار محل السيادة الشعبية. إن البلد والعالم يعرفان انحيازكم، وبالتالي عدم قدرتكم على حل النزاع، وقراركم لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة »، داعيا مادورو إلى السماح بـ »انتقال سياسي » سلمي.

وسبق لرئيسة المحكمة العليا أن أكدت أن قرارات هذه الهيئة القضائية لا تقبل الطعن.

وما هي إلا دقائق على صدور قرار المحكمة العليا حتى نشر غونزاليس أوروتيا على منصة إكس كلمة « لاغية » بالخط العريض وباللون الأحمر.

وأضاف أن « سيادة الشعب غير قابلة للتجيير. هذا ما تنص عليه المادة الخامسة من الدستور ».

وفي قرارها، اتهمت المحكمة غونزاليس أوروتيا بـ »ازدرائها » لأنه لم يمثل أمامها عندما استدعته، وذلك خلافا لسائر المرشحين بمن فيهم مادورو، ودعت إلى فرض « عقوبات » عليه.

وأشار المدعي العام الفنزويلي طارق وليام صعب إلى أن النيابة العامة « ستعمل على تعميق » تحقيقاتها مع غونزاليس أوروتيا وزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو في إطار الاتهامات المشتبه بأنهما ارتكباها وهي « اغتصاب سلطة (…) والتآمر ».

ويعيش غونزاليس أوروتيا وماتشادو في أماكن شبه سرية منذ أوائل غشت، خوفا من توقيفهما.

وخلال تظاهرة جرت السبت أكدت ماتشادو أن التعبئة ستستمر.

وقالت « لن نتخلى عن الشوارع. صوت الشعب يحظى بالاحترام. العالم كله وفنزويلا كلها يعترفان بأن الرئيس المنتخب هو إدموندو غونزاليس أوروتيا ».

ولم يعترف جزء كبير من المجتمع الدولي، وفي مقدمه الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ودول عدة في أميركا اللاتينية، بإعادة انتخاب مادورو الذي يتولى الحكم منذ العام 2013.

وطالب الاتحاد الأوربي والمجلس الدائم لمنظمة الدول الأمريكية، والبرازيل، و22 دولة أخرى، في بيانات منفصلة السلطات الانتخابية الفنزويلية بنشر « محاضر » التصويت.

والخميس، حذرت بعثة مستقلة تابعة للأمم المتحدة ومكلفة بتقييم أوضاع حقوق الإنسان في فنزويلا من « غياب استقلال وحياد » المحكمة العليا، وكذلك أيضا اللجنة الوطنية للانتخابات.

وفي رسالة نشرها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على حسابه في منصة إكس، شددت البعثة على « دور (هاتين الهيئتين) في جهاز الدولة القمعية ».

وتعليقا على هذه الرسالة، رحبت ماتشادو « بموقف حازم لا لبس فيه ».

وأضافت « ليست هناك أي مناورة يمكن أن تمنح نيكولاس مادورو ذرة من الشرعية ».

من جهتها، قالت خوانيتا غوبرتوس، المديرة الإقليمية لمنظمة هيومن رايتس ووتش، في منشور على إكس إن قرار المحكمة العليا « ليس أكثر من محاولة فظة للتستر على الاحتيال في المحكمة ».

وفي كراكاس، بدأ المئات من أنصار مادورو بالتجمع، الخميس، في تظاهرة دعت إليها الحكومة للاحتجاج على الفاشية، وهو مصطلح يستخدمه النظام باستمرار لوصف المعارضة.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: غونزالیس أوروتیا المحکمة العلیا

إقرأ أيضاً:

اللجنة العليا تُتابع التحضيرات النهائية قبل انطلاق الحدث العالمي

أبوظبي: «الخليج»
عقدت اللجنة العليا المنظمة لمعرضي «آيدكس ونافدكس 2025» ومؤتمر الدفاع الدولي المصاحب لهما اجتماعاً تنسيقياً؛ لمناقشة الاستعدادات والتحضيرات النهائية لتنظيم الدورة الحالية من هذا الحدث العالمي البارز والتي تُعد الأكبر والأضخم في تاريخ المعرضين.
وترأس الاجتماع اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس اللجنة وحضور اللواء الركن مبارك سعيد غافان الجابري، نائب رئيس اللجنة، وحميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «أدنيك»، إلى جانب رؤساء اللجان الفرعية وممثلي المؤسسات الوطنية في القطاعين العام والخاص.
وأعرب اللواء المزروعي عن ثقته في أن الدورة الجديدة ستُحقق نقلة نوعية في تعزيز التعاون الدولي وفتح آفاق جديدة للشراكات الاستراتيجية. مثمناً دور مجموعة أدنيك والجهات الوطنية في القطاعين الحكومي والخاص؛ لإخراج هذا الحدث بصورة تليق بمكانة الدولة.
وتعمل اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة العليا بتنسيق وثيق لتقديم أوجه الدعم للعارضين الدوليين وبما يشمل توفير الدعم الفني والاستشاري وتذليل الصعوبات التشغيلية، وتخصيص منصات لعرض الابتكارات المتطورة، كما تُولي اهتماماً خاصاً بتعزيز تجربة الزوار عبر تنظيم فعاليات موازية تجمع بين الخبراء وقادة الصناعة لتبادل الرؤى حول مستقبل قطاع الدفاع.
وأكد حميد مطر الظاهري، خلال الاجتماع، على اكتمال الترتيبات الفنية واللوجستية كافة، لاستقبال العارضين الدوليين والوفود المشاركة، مع التركيز على تقديم تجربة نوعية تعكس مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي رائد في قطاعات الدفاع والتقنيات المتقدمة.
وأوضح أن فرق العمل تعمل على مدار الساعة لتلبية المتطلبات اللازمة؛ بدءاً من تخصيص المساحات التفاعلية، مروراً بالتجهيزات التكنولوجية، وفق أعلى المعايير العالمية، إضافة لتوفير البنية التحتية المتكاملة والخدمات اللوجستية عالية الجودة لضمان نجاح فعاليات المعرضين.
وجري خلال الاجتماع، مناقشة الترتيبات الخاصة لإطلاق منصة «CBRNE» هذا العام، كأحد المنصات الرئيسية، والتي ستركز على أحدث الحلول والتقنيات في مجالات مكافحة تهديدات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الإشعاعية والنووية والمتفجرات.

مقالات مشابهة

  • ماذا تفعل المعارضة في تونس؟
  • إسرائيل تصادق على تعيين زامير لرئاسة أركان الجيش
  • الحكومة الإسرائيلية تصادق على تعيين أيال زامير رئيسا لأركان جيش الاحتلال
  • غدا بدء الملتقى العربي لطلبة الدراسات العليا في علوم الإعلام والاتصال
  • حالات عدم قبول المعارضة الاستئنافية بمشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد
  • تدهور الحالة الصحية لزعيم المعارضة الأوغندية المعتقل
  • واشنطن بوست: هل بدأ ترامب وروبيو أول معاركهما بسبب فنزويلا؟
  • الكشف عن تمويل للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من أجل زعزعة الاستقرار في فنزويلا
  • اللجنة العليا تُتابع التحضيرات النهائية قبل انطلاق الحدث العالمي
  • دروس الثورة السورية