موقع 24:
2024-11-24@01:08:07 GMT

غارديان: حجج "أورويل" تبرر الفظائع في غزة

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

غارديان: حجج 'أورويل' تبرر الفظائع في غزة

أرغب في رفع عريضة للصحافيين، ولكل شخص بالتوقف فوراً عن استخدام كلمة "وسطي"، إنها كلمة ماكرة أدت إلى الحط من قيمة الطريقة التي نفكر فيها بالسياسة، وشوهت نظرتنا إلى العالم.  

التطهير العرقي لا ينسجم تماماً مع شعار العمل الخيري الذي يروج له الحزب الديمقراطي.


هذا رأي المعلقة في صحيفة "غارديان" البريطانية أروا مهداوي، وإن تكن تقر بأن هذا الموقف قد يبدو مبالغاً فيه قليلاً.

ففي النهاية لا يزال الوسطي أمراً معقولاً إلى حد كبير، فهو شخص عقلاني وعملي ويأخذ بالحل الوسط. شخص ليس متطرفاً مثل هؤلاء الأيديولوجيين المجانين في أقصى اليمين أو أقصى اليسار. إن الوسطية، كما يملي المنطق، هي في الواقع ما يجب على الجميع أن يسعى جاهداً لتحقيقه.  
لكنها ترى وجوب تعريف الوسطي بمصطلحات أكثر تحديداً. "فعندما تبدأ في إيضاح المعنى الحقيقي للكلمة، يصبح من الواضح أنها تحجب أكثر مما توضح. الكلمة لا تصف مجموعة من الأفكار بقدر ما تعزز نظام السلطة".

السياسة واللغة الإنكليزية


وكما كتب جورج أورويل في مقالته الشهيرة "السياسة واللغة الإنكليزية": "في عصرنا هذا، يشكل الخطاب السياسي والكتابة السياسية إلى حد كبير دفاعاً عما لا يمكن الدفاع عنه. إن أشياء مثل استمرار الحكم البريطاني في الهند، وعمليات التطهير والترحيل الروسية، وإسقاط القنابل الذرية على اليابان، يمكن الدفاع عنها بالفعل، ولكن فقط من خلال حجج وحشية للغاية لا يمكن لمعظم الناس مواجهتها، ولا تتوافق مع الأهداف المعلنة للأحزاب السياسية. وتالياً، يجب أن تتكون اللغة السياسية إلى حد كبير من العبارات الملطفة، واستجداء الأسئلة، والغموض الغائم المطلق".

 

 

Stop using the term ‘centrist’. It doesn’t mean what you think it does | Arwa Mahdawi https://t.co/pcgW2gPdVr

— Media Guardian (@mediaguardian) August 22, 2024


وكتب أورويل تلك المقالة عام 1946. واليوم، بعد مرور 78 عاماً، تبدو هذه المقالة ذات صلة بالموضوع. على سبيل المثال، الأسبوع، على سبيل المثال، قتلت غارة جوية إسرائيلية توأمين يبلغان من العمر 4 أيام، إلى جانب أمهما وجدتهما، عندما ذهب والدهما لاستلام شهادات ميلادهما في وسط غزة.  وثمة مستويات من الوحشية يبدو أنها بالكاد سجلت سابقاً: هناك أدلة فيديو على الاعتداء الجنسي على الفلسطينيين في سجن عسكري إسرائيلي سيئ السمعة (على الرغم من أن المصطلح الأكثر دقة هو "معسكر التعذيب")، وحتى مع وجود هذه الأدلة، فإننا نعلم أنه لن تكون هناك مساءلة حقيقية.  

حجم الدمار


و قُتل حتى الآن نحو 40 ألف شخص في غزة، بينهم نحو 15 ألف طفل. عندما تنظر إلى حجم الدمار، يبدو من المرجح أن هذه الأرقام أقل من الواقع. علاوة على ذلك، فإن إحصاء الموتى أمر بالغ الصعوبة: فالأطفال يتطايرون إلى شظايا صغيرة للغاية، مما يجعل أقاربهم الباقين على قيد الحياة يضطرون إلى جمع قطع منها في أكياس بلاستيكية. ثم هناك عشرات وآلاف آخرون يموتون الآن بسبب الجوع، أو يواجهون وباء شلل الأطفال، الذي يلوح في الأفق.

 

Stop using the term ‘centrist’. It doesn’t mean what you think it does | Arwa Mahdawi https://t.co/5UirCstoso

— Mohammed Abdiker (@AbdikerM) August 22, 2024


ولننظر في الوقت نفسه إلى الضفة الغربية، حيث أعلنت  إسرائيل عن خطط لبناء مستوطنات جديدة، في انتهاك للقانون الدولي. ومنذ 7 أكتوبر، هجّر الجيش الإسرائيلي والمستوطنون 1285 فلسطينياً ودمر 641 مبنى في الضفة الغربية، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. إن التطهير العرقي يجري أمام أعيننا.

وقف المذبحة في غزة


وكما كتب أورويل، أنه يمكن الدفاع عن الفظائع، "ولكن فقط من خلال الحجج الوحشية التي لا يستطيع معظم الناس مواجهتها، والتي لا تتوافق مع الأهداف المعلنة للأحزاب السياسية".
إذا كان للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة أن يكون صادقاً في شأن السبب وراء عدم قيامه إلا بالقليل جداً لوقف المذبحة في غزة والمستوطنات في الضفة الغربية، فإن الحجة الأكثر فظاظة ستكون على غرار ما يلي: "إن إسرائيل أداة مهمة في الحفاظ على الإمبريالية الأمريكية والمصالح الغربية. إن التطهير العرقي للفلسطينيين يخدم هذه المصالح. قانون حقوق الإنسان لا ينطبق على الغرب". وبطبيعة الحال، فإن تأييد التطهير العرقي لا ينسجم تماماً مع شعار العمل الخيري الذي يروج له الحزب الديمقراطي. وبدلاً من ذلك، نتعرض للقصف بفكرة مفادها أن ذبح الأطفال هو موقف وسطي ومعتدل إلى حد ما.
وإذا أردنا أن نكون صادقين في شأن ما نعنيه، وإذا أردنا التعبير عنه بأبسط مصطلحاته، فيتعين علينا أن نستخدم كلمة "الوضع الراهن" بدلاً من ذلك. الهدف من كلمات مثل "الوسطية" هو منع التفكير والحض على الإذعان، الأمر متروك لك إذا كنت تريد الإذعان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية رفح غزة وإسرائيل التطهیر العرقی إلى حد فی غزة

إقرأ أيضاً:

عالم “الجربندية” السياسية

عالم "الجربندية" السياسية
مندوحة التدخل الاممي - لفصل القوات أم اعادة إنتاج الفوضى؟

كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات

من عجائب التفسيرات السياسية التي طفت على السطح في الأزمة السودانية، حديث البعض عن ضرورة تدخل أممي لفصل قوات (الجنجويد) مليشيا الدعم السريع المتصارعة على البلاد عن الجيش السوداني، وكأن الواقع المعاش يقتصر على صراع متكافئ بين جهتين شرعيتين. في الحقيقة، الجيش السوداني هو المؤسسة الوحيدة المنوط بها حماية الوطن والمواطن وان قصَّرت، بينما تمثل (الجنجويد) مليشيا الدعم السريع نموذجاً سافراً للخروج عن القانون والوحشية السافرة، أُسست على الفوضى وأصبحت أداة تخريبية تهدد وحدة السودان واستقراره.

واقع النزوح ومفهوم الأمان
تحدث غريزة الإنسان عندما يبحث عن الأمان في خضم الصراعات. المواطن السوداني لم يُخدع بجدليات أو دعايات سياسية؛ بل اختار البقاء تحت حماية الجيش في المناطق التي يسيطر عليها، بينما أجبرته غارات (الجنجويد) مليشيا الدعم السريع الوحشية على الهروب من قراهم ومدنهم. المناطق التي اجتاحها الجنجويد أُفرغت من سكانها، وتحولت إلى ساحات للنهب والتدمير، بينما لجأ المواطنون إلى معاقل الجيش حيث شعروا بأن حقوقهم الأساسية في الحياة والأمان ما زالت محفوظة.
في هذه الصورة القاتمة، يأتي طرح "فصل القوات" كفكرة تتناقض مع الواقع. كيف يمكن فصل جيش وطني عن مليشيا خارجة عن القانون؟ هل يعقل أن يُطلب من الدولة التي يهاجمها العدو أن تتخلى عن أحد أبرز أدوات دفاعها الشرعية بحجة "التدخل الإنساني"؟ ومندوحة علاقة المؤسسة العسكرية بسناء حمد او علي كرتي؟

فخ التدخل الأممي وأهدافه المستترة
التاريخ الحديث يفضح غايات التدخلات الأممية في أزمات مشابهة. يُقدم التدخل دائماً تحت عباءة "حماية المدنيين"، لكنه ينطوي غالباً على مصالح سياسية واقتصادية تخدم أطرافاً غير محلية. في الحالة السودانية، فإن فصل القوات سيؤدي إلى تحقيق مكاسب استراتيجية (للجنجويد) الدعم السريع

إضفاء شرعية ضمنية
وضع المليشيا في نفس الكفة مع الجيش يساوي بين الجاني والضحية، ويعطيها مساحة للمناورة السياسية.

تعزيز الاستعداد العسكري
وقف العمليات القتالية سيوفر للجنجويد فرصة لإعادة التموضع والتخطيط لمزيد من الهجمات.

تقويض الدولة السودانية
التدخل الأممي سيضعف سيطرة الجيش على الأرض، مما يفتح الباب أمام فوضى أكبر، ويضعف السيادة الوطنية ويفتح بوابة "تقرير المصير" والتقسيم المرئي..

لقد كشفت الأحداث الأخيرة، مثل الهجوم بالطائرات المسيرة على عطبرة المزدحمة بالنازحين، الوجه الحقيقي (للجنجويد) الدعم السريع عدوٌ للمواطن والوطن. فكيف يمكن أن يُبرر أي تدخل أممي من شأنه منح هذه المليشيا فرصة إضافية لإثارة الفوضى والتنكيل بالمواطن المراد حمايته؟

المخرج الحقيقي للأزمة
بدلاً من الوقوع في فخ التدخل الأممي، يجب على السودانيين والمجتمع الدولي اعتماد خطة محكمة تستند إلى حقائق الأرض ومصلحة السودان، تشمل:
تصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية
المجتمع الدولي مطالب بإعلان هذه المليشيا عدواً للإنسانية نظراً لما ترتكبه من جرائم بحق المدنيين
تعزيز دور الحكومة المؤقتة بتعيين رئيس وزراء مدني لتشكيل حكومة حرب وتولي الجيش تطهير البلاد من المليشيا:
يجب أن تكون حكومة السودان المؤقتة، بالتعاون مع الجيش، الطرف الوحيد المخوَّل بالتعامل مع الأزمة مع ان الدعم الدولي ينبغي أن يتوجه لتقوية هذه الحكومة، لا الالتفاف عليها.
تطبيق استراتيجية الشعب المسلح:
بدلاً من النزوح، يجب تمكين السودانيين من الدفاع عن أنفسهم عبر تسليح المدنيين في المناطق التي تتعرض لهجمات المليشيات، بما يحمي أرواحهم وممتلكاتهم دونما التعدي او الهجوم على قوات للمليشيا حيث الهجوم وحسم التمرد المليشي هو من صميم عمل المؤسسة العسكرية.
إقامة ممرات إغاثة داخلية تحت إشراف الدولة:
تقديم المساعدات الإنسانية لا يجب أن يكون بوابة لتدخلات سياسية؛ يمكن إنشاؤها وإدارتها تحت إشراف مباشر من الحكومة السودانية وبالتنسيق مع منظمات دولية ملتزمة مع كامل الشفافية
استراتيجية حسم عسكرية مدعومة دولياً:
الحل الأمثل لفصل القوات يكمن في دعم الجيش لإنهاء التهديد الذي تمثله المليشيا، وليس في تحييده أو إضعافه عبر سياسات التدخل المضللة وتدخلات ديبلوماسية “الجربندية".
العدالة وسد أبواب الفوضى
يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية تاريخية تجاه السودان؛ ليس عبر فرض الحلول من الخارج، بل عبر دعم الشعب السوداني لتحقيق تطلعاته في السلام والاستقرار عبر السماع لمن يمثلون الكتلة الحرجة وليس واضعي اليد عليها وحدهم. يجب أن تكون الأولوية لإنهاء الجرائم ومعاقبة مرتكبيها، لا في تعزيز توازنات مختلة على حساب الضحايا
ختاما: فصل القوات في سياق السودان الحالي ليس حلاً؛ بل هو دعوة مستترة لإعادة إنتاج الفوضى وتثبيت أركان التمرد ونفق في اخره ضوء تقسيم للوطن العزيز.
إذا أراد العالم حقاً أن يساعد السودان، فعليه دعم الشرعية الوطنية والجيش السوداني، والعمل على إنهاء خطر المليشيات بصفته الشرط الأول لتحقيق السلام والتنمية واعمال مبدا مسؤولية الحماية
R2P
تحت اشراف الحكومة المشار اليها انفا.

 

quincysjones@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الأمن العرقي يحبط مخططا إرهابيا في محافظة كركوك
  • أسعار النفط تسجل مكاسب أسبوعية وسط تصاعد الاضطرابات السياسية
  • عالم “الجربندية” السياسية
  • عن جريمـ.ـة “غوط الشعال”.. حمزة: قتـ.ـل الأبرياء في دولة البلهاء أصبح حدثاً عابراً
  • غارديان: مذكرة اعتقال نتانياهو "وصمة عار"
  • سفير تونس بالقاهرة: العلاقات السياسية مع مصر في أبهى صورها
  • الأردن: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة في محاولة للتطهير العرقي
  • غارديان: لاجئون سودانيون يعيشون داخل غابة بإثيوبيا فرارا من القتل
  • الأردن يتهم دولة الاحتلال بالتطهير العرقي بحق الفلسطينين
  • بعد واقعة حضانة الغربية| تأثير تعرض الصغار للضـ.ــرب.. وكيف يمكن للأم اكتشافها؟