موقع 24:
2025-02-12@04:35:22 GMT

تقرير: أمريكا فشلت في احتواء طموحات إيران

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

تقرير: أمريكا فشلت في احتواء طموحات إيران

قال آري بيرليغ، مدير دراسات الأمن وأستاذ علم الجريمة ودراسات العدالة في جامعة ماساتشوستس لويل الأمريكية، إن الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران غالبا ما يفسر على أنه امتداد آخر لحرب إسرائيل على حماس في غزة، مشيراً إلى فشل السياسة الخارجية الأمريكية في احتواء طموحات إيران خلال العقد الماضي، وهو ما أدى إلى الأزمة الحالية.

أساءت الولايات المتحدة أيضاً التعامل مع شبكة وكلاء إيران


وأضاف بيرلغ في موقع "آسيا تايمز": عززت إيران قوتها من خلال دعم الجماعات المتشددة بالوكالة حتى صارت القوة الأكثر نفوذاً في المنطقة. كان نفوذ إيران محصوراً إلى حد كبير في حزب الله في لبنان قبل عقد من الزمان. واليوم، أقامت تحالفات مع المتمردين الحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق، وأنشأت وجوداً عسكرياً كبيراً في سوريا.
منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شن هؤلاء الوكلاء أكثر من 170 هجوماً على القواعد العسكرية الأمريكية وإسرائيل. وتآكلت السيادة السياسية لدول مثل سوريا واليمن ولبنان والعراق، إلى حد أن بعض المسؤولين الأمريكيين ينظرون إليها على أنها أنظمة دمى إيرانية.

 

 

The Middle East’s new and dangerous reality results from one factor above all: the collapse of any coherent U.S. policy toward Iran.

My latest column: https://t.co/axmqxqTdMe

— Fareed Zakaria (@FareedZakaria) August 16, 2024


وفي الوقت نفسه، وصل البرنامج النووي الإيراني إلى أكثر مراحله تقدماً. ففي يوليو (تموز) 2024، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن إيران على بعد أسابيع من أن تكون قادرة على تسليح ترسانتها المتنامية من الصواريخ الباليستية برؤوس نووية، وهو التطور الذي يزيد بشكل كبير من عدم الاستقرار في المنطقة.

سياسات أمريكية معيبة: سوء تقدير طموحات إيران رغم التقدم العسكري والسياسي الكبير الذي أحرزته إيران، قللت الولايات المتحدة باستمرار من شأن طموحاتها، بينما بالغت في تقدير فعالية استراتيجيات الاحتواء وخفض التصعيد طويلة الأمد. ومع ذلك، لم تفعل هذه التدابير الكثير لكبح جماح قوة إيران، مما يشير إلى أن استراتيجيات الاحتواء وخفض التصعيد غير فعالة ضد نظام قائم على الأصولية الدينية.
وصاغ قادة إيران، وخاصة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، طموحاتهم الإقليمية من منظور أيديولوجي، ودعوا إلى تدمير إسرائيل كقضية دينية. في عام 2015، أعلن خامنئي أنه "لن يكون هناك شيء يُدعى إسرائيل في غضون 25 عاماً"، مما يؤكد الحماسة الإيديولوجية التي تحرك السياسة الخارجية الإيرانية. سوء التعامل مع شبكة وكلاء إيران

وتابع الكاتب: أساءت الولايات المتحدة أيضاً التعامل مع شبكة وكلاء إيران، وتعاملت مع كل جماعة كقضية منفصلة، وفشلت في إدراك الاستراتيجية الأوسع نطاقاً لهذه الجماعات. في اليمن، سمحت الولايات المتحدة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بالاستيلاء على الأراضي، مما أدى إلى تقويض الحكومة الشرعية.

 

Great take by @FareedZakaria: America’s failed approach to Iran can’t really be called a strategy https://t.co/R7CNgH24EN

— Vali Nasr (@vali_nasr) August 16, 2024


وبعد بدء حرب غزة، بدأ الحوثيون في مهاجمة السفن التي تحمل العلم الغربي في البحر الأحمر، نيابة عن إيران. ولم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراء عسكري ضد قواعد الحوثيين في اليمن إلا في أوائل عام 2024، بعد فوات الأوان.
وفي العراق، تجاهلت الولايات المتحدة دعم إيران للميليشيات الشيعية التي تقاتل تنظيم داعش الإرهابي. وفي حين كانت هذه الميليشيات ذات قيمة في القتال ضد التنظيم، فإن قوتها المتنامية شكلت تهديداً طويل الأمد تجاهلته الولايات المتحدة. وبات هذا الأمر يطارد الولايات المتحدة حيث شنت هذه الميليشيات مؤخراً العديد من الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية.
وفي سوريا، ورغم نفوذ إيران المتزايد بعد الحرب الأهلية، قللت الولايات المتحدة من دعمها للمتمردين المناهضين للأسد والقوات الكردية، مما أدى إلى المزيد من التنازلات لإيران.

انهيار الردع الأمريكي ومضى الكاتب يقول: أدت هذه الإخفاقات السياسية إلى انهيار الردع الأمريكي في الشرق الأوسط. ولم تعد الولايات المتحدة تمتلك القوة لمنع العدوان الإيراني بشكل فعال. في أبريل (نيسان) 2024، بعد أن قتلت إسرائيل مسؤولين رفيعي المستوى في السفارة الإيرانية في سوريا، شنت إيران ضربة صاروخية ضخمة على إسرائيل، ما يمثل أول هجوم مباشر لها على البلاد.
ومع ذلك، لم تواجه إيران سوى عواقب ضئيلة، خاصة العقوبات الاقتصادية والاحتجاجات الدبلوماسية. واحتفلت إدارة بايدن بحقيقة أن عدداً قليلاً فقط من الصواريخ ضرب إسرائيل، واعتبرت ذلك "انتصاراً"، وأكدت موقفها ضد الانضمام إلى إسرائيل في الرد.
ولفت الكاتب النظر إلى أن الولايات المتحدة تخشى التصعيد في المنطقة، خاصةً بعد مقتل زعيم حزب الله وزعيم حماس إسماعيل هنية في منتصف عام 2024. وقوبلت الضربات الجوية الإسرائيلية، التي قتلت قائد حزب الله فؤاد شكر وزعيم حماس إسماعيل هنية، بتعهدات إيرانية بالانتقام. وتحاول الولايات المتحدة احتواء الموقف، خوفاً من المزيد من التصعيد الإقليمي. الاعتراف بالفشل وأوضح الكاتب أنه لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، يتعين على الولايات المتحدة أولاً أن تعترف بفشل سياستها تجاه إيران على مدى العقد الماضي. وتُظهر الأدلة أن إيران ليست نظاماً يمكن ردعه أو احتواءه أو خفض مستوى التصعيد تجاهه من خلال الوسائل الدبلوماسية التقليدية. وبدون تحول كبير في سياسة الولايات المتحدة، يرى الكاتب أن الولايات المتحدة تخاطر بمزيد من تآكل نفوذها في الشرق الأوسط، مما يسمح لإيران بتعزيز مكانتها بوصفها قوة مهيمنة في المنطقة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الهجوم الإيراني على إسرائيل الولایات المتحدة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران

في ما بدا جلياً أنه مخطّط إسرائيلي تركي أمريكي لإسقاط الرئيس بشار الأسد، قامت مجاميع مسلحة مكونة من عشرات الآلاف المدرّبة والمدعومة من قبل تركيا وأوكرانيا و«إسرائيل» بالهجوم على الجيش السوري انطلاقاً من إدلب باتجاه حلب، لتُتبعه بعد ذلك بالتوجّه إلى حماة وحمص التي توقّف عندها القتال بشكل مريب ليتمّ الإعلان بعدها عن انسحاب الجيش السوري من القتال وتسليم العاصمة السورية لهذه الجماعات المسلحة.
وقد تلى ذلك قيام «الجيش» الصهيوني بهجوم جوي كاسح، أدى إلى ضرب كلّ المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري وغيرها من المرافق، ليتمّ بعدها تقدّم بري باتجاه دمشق لإقفال طريق دمشق بيروت.
بعض المؤشرات تفيد بأنّ ما يجري في سوريا قد لا يكون نهاية المطاف، بل قد يكون مقدّمة للانطلاق نحو العراق ومنها إلى إيران، وفي هذا الإطار كتب مايك ويتني مقالاً في 1 ديسمبر، أي قبل أسبوع من سقوط نظام الرئيس الأسد، بعنوان «بالنسبة لنتنياهو، الطريق إلى طهران يمرّ عبر دمشق».
وبالنسبة للكاتب فإنّ سوريا تشكّل جزءاً لا غنى عنه من خطة «إسرائيل» الطموحة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، حيث تعتبر قلب المنطقة وتعمل كجسر بري حاسم لنقل الأسلحة والجنود من إيران إلى حلفائها، فضلاً عن كونها المركز الجيوسياسي للمقاومة المسلحة للتوسّع الإسرائيلي.
ويرى الكاتب أنه من أجل الهيمنة الحقيقية على المنطقة، يتعيّن على «إسرائيل» أن تطيح بالحكومة في دمشق وتضع نظاماً دمية لها شبيهاً بأنظمة الأردن ومصر، وبما أن نتنياهو استطاع إقناع واشنطن بدعم مصالح «إسرائيل» من دون قيد أو شرط، فلا يوجد وقت أفضل من الآن لإحداث التغييرات التي من المرجّح أن تحقّق خطة «تل أبيب» الشاملة.
وعلى هذا فإنّ بنيامين نتنياهو شنّ حربه البرية من الجنوب لخلق حرب على جبهتين من شأنها أن تقسم القوات السورية إلى نصفين، بالتنسيق مع هجوم الجماعات المسلحة من الشمال. وبعد الإطاحة بالأسد، وهو ما تنبّأ به ويتني، فإنّ حلم «إسرائيل» بفرض هيمنتها الإقليمية بات قاب قوسين أو أدنى، خصوصاً في ظلّ تعهّد ترامب بإعطاء الضوء الأخضر لشنّ حرب ضدّ إيران كجزء من صفقة مقايضة مع اللوبيات التي أوصلته إلى البيت الأبيض.
وفيما اعتبر الكاتب أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الوحيد الذي كان قادراً على وقف مفاعيل هذا المخطّط بتقديم الدعم اللازم للرئيس الأسد للصمود في مواجهته، إلا أنّ ما جرى كان معاكساً تماماً، إذ أنّ روسيا اختارت أن تتوصّل إلى تسوية مع تركيا، لحقن الدماء عبر دفع الأسد إلى القبول بتسليم السلطة.
لكنّ مراقبين اعتبروا أنّ هذا شكّل خطأ في الحسابات الاستراتيجية وقعت فيه روسيا، يماثل الخطأ الذي وقعت فيه قبل عقد من ذلك التاريخ حين تخلّت عن الزعيم الليبي معمر القذافي.
واعتبر محللون إسرائيليون أنّ سقوط الأسد شكّل ضربة استراتيجية لروسيا هي الأقوى التي تتعرّض لها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، إذ أنّ هذا سيؤدّي إلى إضعاف حضورها في الشرق الأوسط بشكل كبير، ولن تستعيض روسيا عن خسارتها لسوريا بكسب ودّ الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أو مصر.
والجدير ذكره أن الرئيس الأسد نفسه وقع في أخطاء استراتيجية قاتلة حين اختار الابتعاد نسبياً عن إيران ومحاولة التقارب مع أبو ظبي والرياض للحصول منهما على مساعدات اقتصادية لترميم وضعه الاقتصادي المهترئ، لكنه وبعد سنوات من محاولات فاشلة فإنه لم يحصل على أي شيء مما كان يأمله، وقد أدى هذا الخطأ الاستراتيجي إلى أنه عند بدء هجوم الجماعات المسلحة عليه من الشمال فإن وضع جيشه ميدانياً كان معرى في ظلّ تقليص أعداد المستشارين الإيرانيين وقوات حليفة لهم في الميدان السوري، وبما أنّ التجربة أثبتت أن الدعم الجوي لا يغيّر مجريات الميدان، فإن هجوم الجماعات المسلحة جاء بالنسبة للأسد في وقت قاتل.
والجدير ذكره أنّ هذه العملية المدعومة من الولايات المتحدة و»إسرائيل» والقاعدة وتركيا ضدّ سوريا، باستخدام وكلاء ومجموعات مختلفة، تمّ التخطيط لها منذ فترة طويلة من أجل تحويل قوات الجيش السوري وزعزعة استقرارها وإرهاقها، والسماح لـ «إسرائيل» بالدخول من الجنوب، ومنع تدفّق الأسلحة إلى حزب الله من إيران إلى العراق وسوريا ثم لبنان.
هذا يجعلنا نستنتج أنّ الحرب الإسرائيلية على لبنان ستتواصل، وأنّ مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل» ما هي إلا ملهاة من قبل «تل أبيب» لتنهي فيها عملية تموضعها على طريق بيروت دمشق لتقطع هذه الطريق من الجهة السورية وتمهّد لحملة جوية كثيفة على حزب الله، بذرائع تحمّل الحزب مسؤولية خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وهنا لن تحتاج «إسرائيل» إلى التغلغل البري في لبنان، بل إنها ستعتمد على الجماعات المسلحة التي سيطرت على العاصمة السورية لتقوم بالمهمة عنها عبر التغلغل إلى بيئات شكّلت حاضنات لهذه الجماعات في منطقة عنجر والبقاع الأوسط، وأجزاء من البقاع الغربي، وأيضاً في شمال لبنان انطلاقاً من تل كلخ إلى سهل عكار فمدينة طرابلس.
وقد ينطوي ذلك على مخاطر للدفع باتجاه تغيير ديمغرافي يؤدي إلى تهجير قسم كبير من الشيعة إلى العراق وتهميش الباقين منهم في لبنان، ليتمّ تقاسم النفوذ بين المسيحيين من جهة والسنة من جهة أخرى مع تأدية الدروز دور الموازن في العلاقة بين الطرفين، علماً أنه ستكون لـ «إسرائيل» الدالة الكبرى عليهم بعد احتلالها لجنوب سوريا وإدخالها دروز الجولان وجبل العرب تحت مظلتها.
من هنا فإنّ «إسرائيل» ستكون هي المهيمن على لبنان عبر تحالفها مع أطراف مسيحية تربطها بها علاقات تاريخية من جهة، ومع السنة في لبنان عبر الدالة التي سيمارسها عليهم الحكم السني في دمشق، مع تشكيل الدروز للكتلة الأكثر فاعلية في موازنة وضع النظام اللبناني الذي سيكون تحت القبضة الإسرائيلية.
ويرى المراقبون أنّ وقف إطلاق النار المؤقت، سيمنح «إسرائيل» الوقت للتعافي لأنها ضعيفة، والوقت لوضع استراتيجية مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستكون الأكثر صهيونية في تاريخ الولايات المتحدة، أما بالنسبة لتركيا، فهي ستستغلّ ذلك لضمّ شمال سوريا في إطار مطالبتها بمدينة حلب.
لهذا فإنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان مستعدّاً حتى للتنسيق مع جماعة قسد والاعتراف لها بسيطرتها على شرق سوريا.
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

مقالات مشابهة

  • أمر ستفعله إسرائيل في لبنان قد يُشعل الحرب مجددًا... تقرير يتحدث
  • تقرير أمريكي يُحذّر من مخطط حوثي للسيطرة على مأرب.. سيمثل عواقب بعيدة المدى على أمريكا وحلفائها (ترجمة خاصة)
  • مايك هاكابي مرشح ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • أردوغان: إسرائيل فشلت في غزة وتراوغ الاتفاق .. وتتحمل الإعمار
  • إيران تحدد شرط «التفاوض» مع أمريكا وتهدد بإغلاق «مضيق هرمز»
  • ترامب حول إيران: إذا أبرمنا الصفقة فلن تقصفهم إسرائيل!
  • بـ”شرط واحد”.. إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة
  • بـ «شرط واحد».. إيران تعلن استعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة
  • بـ"شرط واحد".. إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة