تقرير: أمريكا فشلت في احتواء طموحات إيران
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
قال آري بيرليغ، مدير دراسات الأمن وأستاذ علم الجريمة ودراسات العدالة في جامعة ماساتشوستس لويل الأمريكية، إن الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران غالبا ما يفسر على أنه امتداد آخر لحرب إسرائيل على حماس في غزة، مشيراً إلى فشل السياسة الخارجية الأمريكية في احتواء طموحات إيران خلال العقد الماضي، وهو ما أدى إلى الأزمة الحالية.
أساءت الولايات المتحدة أيضاً التعامل مع شبكة وكلاء إيران
وأضاف بيرلغ في موقع "آسيا تايمز": عززت إيران قوتها من خلال دعم الجماعات المتشددة بالوكالة حتى صارت القوة الأكثر نفوذاً في المنطقة. كان نفوذ إيران محصوراً إلى حد كبير في حزب الله في لبنان قبل عقد من الزمان. واليوم، أقامت تحالفات مع المتمردين الحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق، وأنشأت وجوداً عسكرياً كبيراً في سوريا.
منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شن هؤلاء الوكلاء أكثر من 170 هجوماً على القواعد العسكرية الأمريكية وإسرائيل. وتآكلت السيادة السياسية لدول مثل سوريا واليمن ولبنان والعراق، إلى حد أن بعض المسؤولين الأمريكيين ينظرون إليها على أنها أنظمة دمى إيرانية.
The Middle East’s new and dangerous reality results from one factor above all: the collapse of any coherent U.S. policy toward Iran.
My latest column: https://t.co/axmqxqTdMe
وفي الوقت نفسه، وصل البرنامج النووي الإيراني إلى أكثر مراحله تقدماً. ففي يوليو (تموز) 2024، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن إيران على بعد أسابيع من أن تكون قادرة على تسليح ترسانتها المتنامية من الصواريخ الباليستية برؤوس نووية، وهو التطور الذي يزيد بشكل كبير من عدم الاستقرار في المنطقة.
وصاغ قادة إيران، وخاصة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، طموحاتهم الإقليمية من منظور أيديولوجي، ودعوا إلى تدمير إسرائيل كقضية دينية. في عام 2015، أعلن خامنئي أنه "لن يكون هناك شيء يُدعى إسرائيل في غضون 25 عاماً"، مما يؤكد الحماسة الإيديولوجية التي تحرك السياسة الخارجية الإيرانية. سوء التعامل مع شبكة وكلاء إيران
وتابع الكاتب: أساءت الولايات المتحدة أيضاً التعامل مع شبكة وكلاء إيران، وتعاملت مع كل جماعة كقضية منفصلة، وفشلت في إدراك الاستراتيجية الأوسع نطاقاً لهذه الجماعات. في اليمن، سمحت الولايات المتحدة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بالاستيلاء على الأراضي، مما أدى إلى تقويض الحكومة الشرعية.
Great take by @FareedZakaria: America’s failed approach to Iran can’t really be called a strategy https://t.co/R7CNgH24EN
— Vali Nasr (@vali_nasr) August 16, 2024
وبعد بدء حرب غزة، بدأ الحوثيون في مهاجمة السفن التي تحمل العلم الغربي في البحر الأحمر، نيابة عن إيران. ولم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراء عسكري ضد قواعد الحوثيين في اليمن إلا في أوائل عام 2024، بعد فوات الأوان.
وفي العراق، تجاهلت الولايات المتحدة دعم إيران للميليشيات الشيعية التي تقاتل تنظيم داعش الإرهابي. وفي حين كانت هذه الميليشيات ذات قيمة في القتال ضد التنظيم، فإن قوتها المتنامية شكلت تهديداً طويل الأمد تجاهلته الولايات المتحدة. وبات هذا الأمر يطارد الولايات المتحدة حيث شنت هذه الميليشيات مؤخراً العديد من الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية.
وفي سوريا، ورغم نفوذ إيران المتزايد بعد الحرب الأهلية، قللت الولايات المتحدة من دعمها للمتمردين المناهضين للأسد والقوات الكردية، مما أدى إلى المزيد من التنازلات لإيران.
ومع ذلك، لم تواجه إيران سوى عواقب ضئيلة، خاصة العقوبات الاقتصادية والاحتجاجات الدبلوماسية. واحتفلت إدارة بايدن بحقيقة أن عدداً قليلاً فقط من الصواريخ ضرب إسرائيل، واعتبرت ذلك "انتصاراً"، وأكدت موقفها ضد الانضمام إلى إسرائيل في الرد.
ولفت الكاتب النظر إلى أن الولايات المتحدة تخشى التصعيد في المنطقة، خاصةً بعد مقتل زعيم حزب الله وزعيم حماس إسماعيل هنية في منتصف عام 2024. وقوبلت الضربات الجوية الإسرائيلية، التي قتلت قائد حزب الله فؤاد شكر وزعيم حماس إسماعيل هنية، بتعهدات إيرانية بالانتقام. وتحاول الولايات المتحدة احتواء الموقف، خوفاً من المزيد من التصعيد الإقليمي. الاعتراف بالفشل وأوضح الكاتب أنه لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، يتعين على الولايات المتحدة أولاً أن تعترف بفشل سياستها تجاه إيران على مدى العقد الماضي. وتُظهر الأدلة أن إيران ليست نظاماً يمكن ردعه أو احتواءه أو خفض مستوى التصعيد تجاهه من خلال الوسائل الدبلوماسية التقليدية. وبدون تحول كبير في سياسة الولايات المتحدة، يرى الكاتب أن الولايات المتحدة تخاطر بمزيد من تآكل نفوذها في الشرق الأوسط، مما يسمح لإيران بتعزيز مكانتها بوصفها قوة مهيمنة في المنطقة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الهجوم الإيراني على إسرائيل الولایات المتحدة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
فرنسا وألمانيا تعلقان على طموحات ترامب لضم غرينلاند وكندا
علقت فرنسا وألمانيا على تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التي أعرب فيها عن رغبته بضم غرينلاند وكندا، إذ أكدت باريس أنها لن تسمح بأي اعتداء على الحدود الأوروبية، وقالت برلين إنه لا يجوز تغيير الحدود بالقوة.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو -خلال لقاء مع إذاعة "فرانس إنتر" اليوم الأربعاء- بأن "الاتحاد الأوروبي لن يسمح لدول أخرى في العالم، مهما كانت، بمهاجمة حدوده السيادية".
وذكر بارو أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة "ستحتل" جزيرة غرينلاند، الواقعة في القطب الشمالي، التي تتمتع بحكم ذاتي تحت سيادة الدانمارك.
من جانبه، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية إن برلين على علم بتعليقات ترامب بشأن غرينلاند وكندا.
وأكد المتحدث خلال مؤتمر صحفي دوري أنه "كما هي الحال دائما، فإن المبدأ النبيل لميثاق الأمم المتحدة واتفاقات هلسنكي ينطبق هنا، وهو عدم جواز تعديل الحدود بالقوة".
وأحجم المتحدث عن التعليق حينما سئل إن كانت ألمانيا تأخذ تعليقات ترامب على محمل الجد.
ومنذ فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعرب ترامب مرارا عن تطلعه إلى السيطرة على غرينلاند وقناة بنما، كما دعا لضم كندا إلى الولايات المتحدة.
إعلانوخلال مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء، رفض ترامب استبعاد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية للسيطرة على قناة بنما وغرينلاند، واقترح تحويل كندا إلى ولاية أميركية.
وفي وقت سابق، قال ترامب -الذي سيتم تنصيبه يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري- إن السيطرة على غرينلاند "ضرورة مطلقة" للولايات المتحدة.